موت الزمن
من أجل تذكرة مستقلة
من أجل تذكرة مستقلة
من المؤكد أن الزمن عقدة فيزيائية في حافة علمية تتجدد مع التطور الحضاري وقد شهد الربع الاخير من القرن الماضي صمت علمي حول كينونة الزمن وبقي العلم يتوارث خيبة الفكر في معالجة الزمن ...
الله سبحانه منح العقل الانساني صفات ذات مساحة كبيرة جدا الا ان الانسان بعقلانيته العلمية انفصل عن مرابطه مع خالقه وتم عزل العقل العلمي عن الرابط التكويني بينه وبين خالقه فاصبحت بوادر التراجع العلمي تقرأ على مساحات اعلامية واسعة تزرع الرعب بين بني البشر في كارثة كانت الى عهد قريب محتملة الوقوع الا ان تفاقمها وطغيان بداياتها اصبح صفة حتمية قريبة لتلك الكارثة .
الزمن يموت حين ولادته ... ذلك من فطرة عقل خارج المنهجية الفلسفية بل يدخل في دائرة المدرك العقلاني الذي يتصف به الانسان الذي استعلى بعلومه من خلال وسعة مداركه ... موت الزمن هو مدرك يقيني يمسكه كل ذي عقل والزمن ان امتلك حياة ندركها فانما هو كسيل الكتروني في سلك كهربي يذهب بلا عودة
ومضة الزمن التي ندركها في العقل الواعي (في الصحو) تموت حال ادراكها فتتحول الى ماضي كما هي جثث الاموات فهم لا يتركون من فاعليات عقولهم شيء الا ذكراهم ومثلها الزمن .... لم يستطيع العقل البشري ان يمسك بومضة الزمن ليوقفها ويتفرج عليها في مختبر الفيزياء فهي تبهت الانسان وتأتيه بغتة ولا يستطيع ردها كما لا يستطيع وقفها ... حين يموت الزمن بين ايدينا فان مدركات العقل تسجل ذلك الموت من خلال مرءاة الزمن الا وهي ساعة اليد وساعة الجدار التي تعلمنا بتلك الومضات التي دخلت حيز الموت فعندما تكون الساعة العاشرة صباحا فذلك يعني ان عشر ساعات قد ماتت من الزمن بين ايدينا ولم يبق منها الا ذكراها وعندما يبدأ العقل بتهشيم الساعة متراجعا حتى يصل الى ومضة زمن لا يمكن وصف صغرها فانه سيجد ان تلك الومضة الزمنية في الصحو تموت حال ولادتها ...
تلك مجرد تذكرة لـ نافذة مرئية على حارة الزمن في العقل تطرح على حذر شديد مصدرها قرءان الله
{ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } (سورة النحل 77)
الحاج عبود الخالدي
تعليق