نقص الارض من أطرافها
من أجل تطبيقات دستورية قرءانية
من أجل تطبيقات دستورية قرءانية
(بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاءِ وَءابَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ) (الانبياء:44)
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (الرعد:41)
(أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (الرعد:41)
كثر اللغظ في انشطة (الاعجاز العلمي القرءاني) المعاصر ان نقص الارض من اطرافها هو ظاهرة النقص بين قطر محور الارض شمال جنوب عن قطرها عند خط الاستواء وذلك يجعل الارض منقوصة التكوير وكأنها كرة منبعجة من طرفيها الشمالي والجنوبي ... معالجتنا التذكيرية على هذه السطور سوف تتناول لفظ (الارض) في وظيفة نطق شاملة ولا تختص بالكرة الارضية فالشكل الكروي ليس له اطراف متعددة وان اعتمد الناشطون في الاعجاز العلمي على ان قطبا الارض الشمالي والجنوبي في قطرهما الاقصر طولا من قطر الارض في خط الاستواء هما طرفا الارض المقصودان في النص الشريف فان النص يشير الى اكثر من طرف للارض (اطرافها) وهذا ما لا يتطابق مع ما ذهب اليه الاعجاز العلمي كما ان النص الشريف حمل تذكرة تخص انشطة الانسان ولا علاقة لها بتركيبة الشكل الكروي للارض فجاء ما نصه في الاية 44 من سورة الانبياء (أفهم الغالبون) ولا توجد أي علاقة رابطة بين انبعاج الارض وغلبة المخاطبين (افهم الغالبون) حيث لا يمكن ان ترتبط الغلبة بانبعاج كروية الارض كما جاء ايضا في الاية 41 من سورة الرعد (والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب) ولا يوجد أي رابط عقلاني (تعقلون القرءان) بين انبعاج اطراف الارض وما جاء في سرعة عقاب الله وانه هو الحاكم ولا معقب لحكمه في فاعلية (نقص اطراف الارض) كما تم تصوره في انبعاجها ..!!
الارض ... لفظ انحسر في مقاصد الناس في الكرة الارضية وترابها وجبالها وسهولها وبحارها الا ان اللسان العربي المبين يطلق البيان في عربة المقاصد العربية اطلاقا يزيد من مساحة الاستخدام اللفظي بين الناس وتلك الوسعة في وظيفة اللفظ الواحد عرفها العرب الاوائل بفطرتهم كما ثبت (مثلا) عند اللغوي الاول في تاريخ العربية (الخليل احمد الفراهيدي) في موسوعته العربية الموسومة بـ (العين) والتي اعتمدت على تميز ذلك اللفظ (العين) بقرابة 40 وظيفة ناطقة استخدم فيها العرب لفظ العين مما جعلها عنوانا لمؤلفة التاريخي الكبير ومن ذلك البيان العربي فلا غرابة عندما يكون لفظ (الارض) في وظيفة مقاصد متعددة لا تنحسر في تراب الارض حصرا رغم اتحاد المقاصد واختلاف الاستخدام الوظيفي كما في لفظ العين ومثلها كثير في العربية
أرض ... في علم الحرف هو (خروج حيازة تكويني الوسيله) فالارض التي نراها ما هي الا حيز تكويني الوسيلة من ماء وهواء ودرجات حرارة وضغط جوي وجميعها هي فاعليات تقيم (الرضا) في المخلوقات ... أرض .. هو لفظ يدل على (الرضا) وهو منظومة خلق كما جاء في نص شريف
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (الطلاق:12)
ففي كل سماء خلق الله معها منظومة الرضا وهي منظومة فعالة تحت صفة (وسيلة المخلوق) فيما يخرج من حيازته من (رضا) تجاه بقية مرابط الخلق حتى في الكيمياء والفيزياء فان منظومة الرضا تتفعل بين عناصر المادة وعناصر القوى وتظهر فاعلية الرضا جليا للعلماء في الوعاء الخلوي بشكل واضح ذلك لان الخلية تجمع مستويين من العقل (سماء اولى + سماء ثانية) فيظهر الرضا في ايجاب وقبول تمارسه نواة الخلية وجدار الخلية فللخلية رضا في منظومة خلق (أرض) سواء بما يدخل الوعاء الخلوي فهو يحتاج الى قرار بالرضا من نواة الخلية او كان لشيء يخرج من الوعاء الخلوي فهو يحتاج الى رضا ايضا يخرج من حيازة نواة الخلية وتلك الصفة تشمل ترابطيات كل الخلق من كيمياء واعضاء جسدية لها رضا ايضا ومخلوقات لها رضا وبشر منتشر يمارس فاعلية الرضا
العقل في الأرض والسماوات السبعالارض ... لفظ انحسر في مقاصد الناس في الكرة الارضية وترابها وجبالها وسهولها وبحارها الا ان اللسان العربي المبين يطلق البيان في عربة المقاصد العربية اطلاقا يزيد من مساحة الاستخدام اللفظي بين الناس وتلك الوسعة في وظيفة اللفظ الواحد عرفها العرب الاوائل بفطرتهم كما ثبت (مثلا) عند اللغوي الاول في تاريخ العربية (الخليل احمد الفراهيدي) في موسوعته العربية الموسومة بـ (العين) والتي اعتمدت على تميز ذلك اللفظ (العين) بقرابة 40 وظيفة ناطقة استخدم فيها العرب لفظ العين مما جعلها عنوانا لمؤلفة التاريخي الكبير ومن ذلك البيان العربي فلا غرابة عندما يكون لفظ (الارض) في وظيفة مقاصد متعددة لا تنحسر في تراب الارض حصرا رغم اتحاد المقاصد واختلاف الاستخدام الوظيفي كما في لفظ العين ومثلها كثير في العربية
أرض ... في علم الحرف هو (خروج حيازة تكويني الوسيله) فالارض التي نراها ما هي الا حيز تكويني الوسيلة من ماء وهواء ودرجات حرارة وضغط جوي وجميعها هي فاعليات تقيم (الرضا) في المخلوقات ... أرض .. هو لفظ يدل على (الرضا) وهو منظومة خلق كما جاء في نص شريف
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (الطلاق:12)
ففي كل سماء خلق الله معها منظومة الرضا وهي منظومة فعالة تحت صفة (وسيلة المخلوق) فيما يخرج من حيازته من (رضا) تجاه بقية مرابط الخلق حتى في الكيمياء والفيزياء فان منظومة الرضا تتفعل بين عناصر المادة وعناصر القوى وتظهر فاعلية الرضا جليا للعلماء في الوعاء الخلوي بشكل واضح ذلك لان الخلية تجمع مستويين من العقل (سماء اولى + سماء ثانية) فيظهر الرضا في ايجاب وقبول تمارسه نواة الخلية وجدار الخلية فللخلية رضا في منظومة خلق (أرض) سواء بما يدخل الوعاء الخلوي فهو يحتاج الى قرار بالرضا من نواة الخلية او كان لشيء يخرج من الوعاء الخلوي فهو يحتاج الى رضا ايضا يخرج من حيازة نواة الخلية وتلك الصفة تشمل ترابطيات كل الخلق من كيمياء واعضاء جسدية لها رضا ايضا ومخلوقات لها رضا وبشر منتشر يمارس فاعلية الرضا
ارض الرضا
مخلوق الانسان تميز بفاعلية الرضا في انشطته التي تختلف عن الحيوان والنبات ... الرضا بين البشر هو خروج حيازة واضح بشكل اكبر من بقية المخلوقات ... الله سبحانه بسننه ونواميسه يأتي تلك المنظومة منقوصة من اطرافها واطرافها هم من يمارس الرضا جميعا في رضاهم سواء كان موصوفا بـ (الايجاب) او بـ (القبول) فلكل فاعلية (رضا) أي (ارض) وفيها عدة اطراف يتبادلون الايجاب والقبول في فاعلية الرضا كما هي سنن المادة في (السالب والموجب) والتي يتم بموجبها نظم تكوينية سارية مثل الكهرباء
الناس يتصورون انهم يمتلكون تمامية فاعلية نظم الرضا فعندما يبيع فلان شيئا من القمح ويشتريه زيد فان المتعاقدين يتصوران انهما قد استنفذا فاعلية الرضا بتمامها بارادتهما المطلقة الا ان ربنا يعلمنا في قرءانه ان تلك الفاعلية منقوصة بين يدي فاعليها وقد اشار ربنا الى تلك الصفة مرتبطة بنقص اطراف الرضا في نص (بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاءِ وَءابَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) فتمتع الناس بتفعيل الرضا بينهم بطول عمرهم ويطلب النص من حامل القرءان ان يرى منقصة الرضا من اطرافها (أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) فالقرءان يدعونا لان (نرى) منقصة الرضا في فاعلية الرضا بيننا وقد اكد النص الشريف ان الرضا في العقود وفي كل شيء في زرع او مأكل انما هو منقوص من قبل اطرافه الفاعلين في وعاء الرضا (الارض) ونتيجتها ان مفعلي الرضا لا يمتلكون الغلبة في صناعة الرضا لان الرضا منقوص من اطرافه (أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ) وحين نتدبر الاية 41 من سورة الرعد فالصورة الفكرية تتوضح اكثر في منقصة اطراف الرضا في نص (وَاللَّهُ يَحْكُمُ) تلك المنقصة وخصها بادارته للخلق (بيده ملكوت كل شيء) وقد اكد النص الشريف تلك الصفة في (لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) ومن اراد ان يوقف تلك الفاعلية ليكون هو الغالب فان الله (وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) ... وهو تحذير الهي لمن يريد ان يعبث بالرضا لصفة الغلبة كما يجري في (التعديل الوراثي) على سبيل المثال للاطعمة النباتية والحيوانية حيث يتم التلاعب باطراف الرضا الجيني (تغيير في الجينات) لغرض الوصول الى انتاجية ربحية عالية فيكون الله في تلك الفاعلية سريع الحساب ويتعرض الطاعم الذي يتناول الاطعمة المعدلة وراثيا الى سوء جسدي كبير يظهر في زمننا المعاصر تحت اسم منتشر (امراض العصر) ...
(فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يّـس:83)
الانسان منقوص الصلاحيات (نقص اطراف الرضا) فيكون الله هو المتمم لتلك الصلاحية في ادارته الشريفة للخلق اجمالا (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) والرجعة هنا في تطبيقات تلك الادارة والمسلمون يعلمون تلك الصفة من خلال الخطاب الديني الكثيف حولها فكل مسلم يؤمن ان كل شيء يتفعل بين الناس تنقصه ضابطة (اذن الله) فكل ناشط مسلم انما ينشط وهو يعلم انه ينشط باذن الله
في ربيع الفقه الاسلامي في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري استعرت حمى فقهية في (الجبر والتفويض) واختلف الفقهاء فيما يروه من حراك انساني وانقسموا الى ثلاث فئات
الجبرية ... وهم القائلون ان الانسان مجبر على كل فعل يفعله ويسمونهم احيانا بـ (القدرية) فهم يربطون كل نشاط وكل نتيجة ترتبط بنشاط بالقدر
المرجئة ... وهم القائلون بان الانسان فطر على ان يكون مختارا في انشطته ونتائجها وان عقاب وثواب افعاله مرجأ الى اجل مسمى
المعتزلة ... وهم القائلون بـ (لا جبر ولا تفويض بل هي منزلة بين المنزلتين) وقد تبنى تلك الراشدة الفقهية جماعة المعتزلة ومنهم الاباضية وجماعة الشيعة الامامية
في معالجتنا المسطورة اعلاه نمسك بالبيان من (قرءان مبين) ينبئنا ان هنلك طرف منقوص في فاعلية الرضا (كل رضا) سواء كان بنشاط ءادمي او كان في جدار خلية نباتية او كان بين ذرة اوكسجين وذرة حديد ذلك لان الله بيده ملكوت كل شيء في ما جعل في خلقه منقصة للرضا في اطراف الرضا فما هو الطرف
طرف ... لفظ يفيد في مقاصد العقل انه جزء (نافذ) في الفعل المقصود ... طرفا الزواج هما الزوجين ولن يكون الاهل او القاضي او غيرهم من الناس طرفان في العقد ومثله حين نقول (اطراف النزاع) فالمتفرجون لا يمتلكون نفاذية في فعل النزاع فلا يمكن ان يكونوا اطرافا في مقاصد العقل وعندما نقول (طرف البستان) او (طرف المدينة) انما تذهب مقاصد العقل الى نفاذية الفعالية لوسيلة البستان فالبستان في طرفه انما يمتلك نفاذية تفعيل وسيلة البستان فتكون حدود البستان النافذة نحو الداخل وليس نحو خارج البستان
طرف الارض هو (الفعل النافذ الوسيله) فلو لم تنفذ وسيلة الفعل في الشيء فلن يكون الفعل طرفا ففي الرضا (أرض الرضا) بعضا من تلك الفعاليات النافذة (اطراف) تكون منقوصة فهي في فعالية لا تنفذ والله هو الذي ينفذها بموجب نظم ادارية مباشرة ونرى مثل تلك النفاذية في نص قرءاني مبين
(قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) (طـه:25)
(وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) (طـه:26)
(وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي) (طـه:27)
(يَفْقَهُوا قَوْلِي) (طـه:28)
فالله سبحانه قد منحنا قدرة اصدار القرارات (صدور) ولكل انسان (صدر) يصدر منه القرارات العقلية النافذة وهنا الرب يشرح صفة الاصدار
امري هو ما يتفعل في ما يقوم العبد بالتأمر فيه الا ان (يسر الامر) يبقى بيد الرب
اللسان موجود وهو يتحرك ويتكلم الا ان فيه عقدة تحتاج الى التحلل والرب يقوم بحلها وجعلها (حلال) بدلا من عقدة الحرام
فقه القول هو حين يرتبط القول بالعقل ربطا تكوينيا وهي صفة فعالة عند البشر الناطق الا ان قول الشخص نفسه لنفسه (يفقهوا قولي) امر لا يستقيم في العقل فيكون ان الرب هو الذي يتدخل في (قبول الاخر) ليفقه قول العبد ... فيكون كلام المتكلم المحمي بامر الهي ان يكون مفهوما (مقبولا) عند الاخرين (هم يفقهوا قولي) وتلك هي ادارة الهية لا يقدر على تمامها المتكلم ابدا ... تلك الصفة تألقت كثيرا عندما كان المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام يقرأ القرءان على عرب الجاهلية ..!!
عندما يكون حملة القرءان مع قرءانهم فان (اطراف الرضا) في فهم نص القرءان تكون فعالة لانها تخضع الى ادراة الهية مباشرة في قيام الذكرى من قرءان يتصف بصفة ذي ذكر ومن يتكيء على قول البشر دون ان يفقه القرءان بعقله فان الذكرى لن تقوم وهي تخضع ايضا الى ادارة الهية مباشرة
(وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)
تلك تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا في شرح الصدر وحلية العقدة من لسانه وليفقه القول
الحاج عبود الخالدي
الناس يتصورون انهم يمتلكون تمامية فاعلية نظم الرضا فعندما يبيع فلان شيئا من القمح ويشتريه زيد فان المتعاقدين يتصوران انهما قد استنفذا فاعلية الرضا بتمامها بارادتهما المطلقة الا ان ربنا يعلمنا في قرءانه ان تلك الفاعلية منقوصة بين يدي فاعليها وقد اشار ربنا الى تلك الصفة مرتبطة بنقص اطراف الرضا في نص (بَلْ مَتَّعْنَا هَؤُلاءِ وَءابَاءَهُمْ حَتَّى طَالَ عَلَيْهِمُ الْعُمُرُ) فتمتع الناس بتفعيل الرضا بينهم بطول عمرهم ويطلب النص من حامل القرءان ان يرى منقصة الرضا من اطرافها (أَفَلا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا) فالقرءان يدعونا لان (نرى) منقصة الرضا في فاعلية الرضا بيننا وقد اكد النص الشريف ان الرضا في العقود وفي كل شيء في زرع او مأكل انما هو منقوص من قبل اطرافه الفاعلين في وعاء الرضا (الارض) ونتيجتها ان مفعلي الرضا لا يمتلكون الغلبة في صناعة الرضا لان الرضا منقوص من اطرافه (أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ) وحين نتدبر الاية 41 من سورة الرعد فالصورة الفكرية تتوضح اكثر في منقصة اطراف الرضا في نص (وَاللَّهُ يَحْكُمُ) تلك المنقصة وخصها بادارته للخلق (بيده ملكوت كل شيء) وقد اكد النص الشريف تلك الصفة في (لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ) ومن اراد ان يوقف تلك الفاعلية ليكون هو الغالب فان الله (وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) ... وهو تحذير الهي لمن يريد ان يعبث بالرضا لصفة الغلبة كما يجري في (التعديل الوراثي) على سبيل المثال للاطعمة النباتية والحيوانية حيث يتم التلاعب باطراف الرضا الجيني (تغيير في الجينات) لغرض الوصول الى انتاجية ربحية عالية فيكون الله في تلك الفاعلية سريع الحساب ويتعرض الطاعم الذي يتناول الاطعمة المعدلة وراثيا الى سوء جسدي كبير يظهر في زمننا المعاصر تحت اسم منتشر (امراض العصر) ...
(فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (يّـس:83)
الانسان منقوص الصلاحيات (نقص اطراف الرضا) فيكون الله هو المتمم لتلك الصلاحية في ادارته الشريفة للخلق اجمالا (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) والرجعة هنا في تطبيقات تلك الادارة والمسلمون يعلمون تلك الصفة من خلال الخطاب الديني الكثيف حولها فكل مسلم يؤمن ان كل شيء يتفعل بين الناس تنقصه ضابطة (اذن الله) فكل ناشط مسلم انما ينشط وهو يعلم انه ينشط باذن الله
في ربيع الفقه الاسلامي في النصف الثاني من القرن الثاني الهجري استعرت حمى فقهية في (الجبر والتفويض) واختلف الفقهاء فيما يروه من حراك انساني وانقسموا الى ثلاث فئات
الجبرية ... وهم القائلون ان الانسان مجبر على كل فعل يفعله ويسمونهم احيانا بـ (القدرية) فهم يربطون كل نشاط وكل نتيجة ترتبط بنشاط بالقدر
المرجئة ... وهم القائلون بان الانسان فطر على ان يكون مختارا في انشطته ونتائجها وان عقاب وثواب افعاله مرجأ الى اجل مسمى
المعتزلة ... وهم القائلون بـ (لا جبر ولا تفويض بل هي منزلة بين المنزلتين) وقد تبنى تلك الراشدة الفقهية جماعة المعتزلة ومنهم الاباضية وجماعة الشيعة الامامية
في معالجتنا المسطورة اعلاه نمسك بالبيان من (قرءان مبين) ينبئنا ان هنلك طرف منقوص في فاعلية الرضا (كل رضا) سواء كان بنشاط ءادمي او كان في جدار خلية نباتية او كان بين ذرة اوكسجين وذرة حديد ذلك لان الله بيده ملكوت كل شيء في ما جعل في خلقه منقصة للرضا في اطراف الرضا فما هو الطرف
طرف ... لفظ يفيد في مقاصد العقل انه جزء (نافذ) في الفعل المقصود ... طرفا الزواج هما الزوجين ولن يكون الاهل او القاضي او غيرهم من الناس طرفان في العقد ومثله حين نقول (اطراف النزاع) فالمتفرجون لا يمتلكون نفاذية في فعل النزاع فلا يمكن ان يكونوا اطرافا في مقاصد العقل وعندما نقول (طرف البستان) او (طرف المدينة) انما تذهب مقاصد العقل الى نفاذية الفعالية لوسيلة البستان فالبستان في طرفه انما يمتلك نفاذية تفعيل وسيلة البستان فتكون حدود البستان النافذة نحو الداخل وليس نحو خارج البستان
طرف الارض هو (الفعل النافذ الوسيله) فلو لم تنفذ وسيلة الفعل في الشيء فلن يكون الفعل طرفا ففي الرضا (أرض الرضا) بعضا من تلك الفعاليات النافذة (اطراف) تكون منقوصة فهي في فعالية لا تنفذ والله هو الذي ينفذها بموجب نظم ادارية مباشرة ونرى مثل تلك النفاذية في نص قرءاني مبين
(قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي) (طـه:25)
(وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي) (طـه:26)
(وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي) (طـه:27)
(يَفْقَهُوا قَوْلِي) (طـه:28)
فالله سبحانه قد منحنا قدرة اصدار القرارات (صدور) ولكل انسان (صدر) يصدر منه القرارات العقلية النافذة وهنا الرب يشرح صفة الاصدار
امري هو ما يتفعل في ما يقوم العبد بالتأمر فيه الا ان (يسر الامر) يبقى بيد الرب
اللسان موجود وهو يتحرك ويتكلم الا ان فيه عقدة تحتاج الى التحلل والرب يقوم بحلها وجعلها (حلال) بدلا من عقدة الحرام
فقه القول هو حين يرتبط القول بالعقل ربطا تكوينيا وهي صفة فعالة عند البشر الناطق الا ان قول الشخص نفسه لنفسه (يفقهوا قولي) امر لا يستقيم في العقل فيكون ان الرب هو الذي يتدخل في (قبول الاخر) ليفقه قول العبد ... فيكون كلام المتكلم المحمي بامر الهي ان يكون مفهوما (مقبولا) عند الاخرين (هم يفقهوا قولي) وتلك هي ادارة الهية لا يقدر على تمامها المتكلم ابدا ... تلك الصفة تألقت كثيرا عندما كان المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام يقرأ القرءان على عرب الجاهلية ..!!
عندما يكون حملة القرءان مع قرءانهم فان (اطراف الرضا) في فهم نص القرءان تكون فعالة لانها تخضع الى ادراة الهية مباشرة في قيام الذكرى من قرءان يتصف بصفة ذي ذكر ومن يتكيء على قول البشر دون ان يفقه القرءان بعقله فان الذكرى لن تقوم وهي تخضع ايضا الى ادارة الهية مباشرة
(وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)
تلك تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا في شرح الصدر وحلية العقدة من لسانه وليفقه القول
تعليق