الكتاب والقرءان والذكر
من أجل نهضة إسلامية معاصرة
من أجل نهضة إسلامية معاصرة
المسلمون يتعاملون مع المصطلحات الثلاث (كتاب , قرءان , ذكر) بصفته قصد واحد ينحصر في القرءان المنزل على المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام وهو المصحف المحصور بين دفتيه الذي رفع المسلمون الريب منه باجماع تام ...
الفكر المستقل في القرءان يثير اثارات مطروحة في ساحة العقل تتعامل مع النصوص باستقلالية مطلقة وذلك حق يكتسبه المسلم الفرد ازاء قرءان الله لانه للذين يعقلون ويمتلك الفكر المستقل ذلك الحق من خلال نصوص قرءانية عديدة ومنها
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرءانِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) (الكهف:54)
وعند هذا النص تقوم ثائرة عقل فالقرءان (للناس) وفيه (هذا القرءان) وعندما نمحص نصوص القرءان سنجد إن لفظ (هذا القرءان) متكررا يقابله وصف آخر للكتاب وهو (ذلك الكتاب) وبين (هذا القرءان) و (ذلك الكتاب) تقوم (ذكرى) من نصوص القرءان لأن القرءان (مذكر)
(ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ) (البقرة:2)
(وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرءانِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلا مُبْطِلُونَ) (الروم:58)
واصفة (هذا القرءان) وردت في 16 موقع في القرءان
واصفة (هذا الكتاب) لم ترد في القرءان الا بعد (وضع الكتاب) فالكتاب لا يظهر تحت وصف (هذا الكتاب) الا بعد ان يوضع فيراه الناس
(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (الكهف:49)
ذلك الوصف يؤكد أن الكتاب يرى عند تنفيذ حاكميته (وضع الكتاب) فتحول الوصف من (ذلك الكتاب) الى وصف (هذا الكتاب) بعد أن وضع وكلمة (وضع) مستخدمة في الفطرة العربية بشكل مشهور (وضع القانون موضع التنفيذ في يوم كذا) وتلك الفطرة فيها اجازة قرءانية يستطيع حامل الفكر المستقل استخدامها
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)
هنا نقرأ نصا دستوريا (ولكن اكثر الناس لا يعلمون) وفي الاية 54 من سورة الكهف نقرأ (وكان الانسان اكثر شيء جدلا) فيكون الوصف الشريف أن وعاء الجدل هو الذي يستهوي الناس فبدلا من المدرك الموحد الذي يتوجب ان يدركه الناس عندما (يتفكرون) الا ان خارطة الخالق تشير الى صفة بشرية (أكثر شيء جدلا) فالجدل يستهوي النفوس الانسانية الا ان الحقيقة تبقى واحدة يستطيع ان يمسها الانسان خارج ساحة الجدل وذلك تخريج فطري في نزول البيان القرءاني لكي يتحصن منه حامله من الجدل في البيان القرءاني .
هذا القرءان ... و ... ذلك الكتاب ... فهو ليس (هذا) بل (ذلك) وعندما يتم نفاذ فاعليته يكون (هذا الكتاب) وبالتالي فان سنن الخلق سارية وفق ما اراد الله لها الا ان (حاجات الانسان) هي التي تقيم ضرورة ظهور الكتاب ونرى ذلك بوضوح في نص قرءاني يتحدث عن المداينة التي توجب نفاذية الكتاب
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ وَلا يَأْبَ كَاتِبٌ أَنْ يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلا يَبْخَسْ مِنْهُ شَيْئاً فَإِنْ كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ سَفِيهاً أَوْ ضَعِيفاً أَوْ لا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُمِلَّ هُوَ فَلْيُمْلِلْ وَلِيُّهُ بِالْعَدْلِ وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى وَلا يَأْبَ الشُّهَدَاءُ إِذَا مَا دُعُوا وَلا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيراً أَوْ كَبِيراً إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلا تَرْتَابُوا إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةَ تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلا تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُوا إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلا يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلا شَهِيدٌ وَإِنْ تَفْعَلُوا فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة:282)
ضرورة الكتاب تقوم (فأكتبوه) عندما يكون قرض ومداينة فالاصل في الناس انها تمتلك كفايتها من الحاجات وعندما تقوم حاجات مضافة فيحتاج الناس الى عنصر المداينة وعندما يراد تنفيذ تلك الحاجة تقوم الحاجة لنفاذية الكتاب وهو نص واضح في اطول آية قرءانية تم فيها تفصيل قيام الكتاب ونفاذه ...
نرى شروط نفاذية الكتاب في حاجة مفصلة تفصيلا (مداينة) ونجد عمومية الوصف الالهي لضرورة نفاذية الكتاب في نص واضح للعقل
(إِنَّهُ لَقُرءانٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ) (الواقعة:79)
(هذا القرءان) موصوف إنه في (كتاب مكنون) ومكنون في فطرة العقل تعني انه غير ظاهر لانه لا يظهر الا عند التنفيذ مثله مثل المداينة فالكتاب يقوم عند قيام الدين وليس للكتاب مظهر لانه (مكنون) أما (هذا القرءان) فهو ظاهر في كلام الهي منزل وهو دليل لشيء مكنون (غير ظاهر) يتم ظهوره بعد تفعيل القرءان وكأنه خارطة خلق قابلة للتنفيذ ... تنفيذ تلك الخارطة لا تقع بين يدي الظلمة والفسقة بل يشترط ربنا ان يكون مساس القرءان من قبل شخص طهور قد طهر نفسه وليس بدنه لان القرءان عقلاني ولا يمتلك من الماديات الا نطقه ونطقه يقيم البيان والبيان هو عقل محض وبالتالي فان المساس عقلاني يستوجب طهر العقل وعندها يمكن ان ينفذ القرءان فيكون (كتاب) قابل للتنفيذ بايد بشرية اما (الوعاء التنفيذي) سيكون من خلال قيام الحاجة كما في المداينة وعندما لا تقوم الحاجة لا يتم مساس القرءان بل يبقى تفعيل الكتاب الهي المصدر في سنن العقاب والثواب التي اسهب في تفاصيل بيانها القرءان العظيم وعندما يخالف العبد سنن الخلق يكون الكتاب فعالا بشكل تلقائي فيكون العقاب وعندما يطيع العبد ربه يكون الكتاب فعالا بشكل تلقائي فيكون الثواب وذلك التفعيل (ذلك الكتاب) موصوف بصفة الدقة المتناهية والنفاذية المطلقة كما جاء في الآية 49 من سورة الكهف .
(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (الكهف:49)
(فترى المجرمين) ... (مما فيه) ... وتلك رؤيا فيها تكليف شرعي ومنها يرى الباحث المستقل الكتاب (حكم الضرورات) وهي حاكمية الله وبموجب نص قرءاني دستوري
(قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ) (النمل:69)
وكل عبد طائع لله وجب عليه ان يرى ذلك الخمـّار وعاقبته (عقوبته) وهذا الذي اشرك الوطن مع الله كيف كانت عقوبته وهذا السارق وتلك الباغية وكل تلك الرؤى تمنح العقل المستقل مساحة واسعة من حكومة الله (الكتاب) بعد ظهوره من مكنونه الذي وصفه ربك (كتاب مكنون) .. فانظروا فيه والنظر هو فعل مخصص للادراك المادي اما الرؤيا فهي مخصصة للأدراك العقلاني ومنها يقول اللسان العربي الفطري (رأي) فالرأي هي رؤيا عقلانية و (النظر) هو رؤيا مادية يدرك العقل مضامينها وجاء ذلك التفريق من ذاكرة قرءانية
(وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ) (لأعراف:143)
(فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ) (البقرة:79)
النص الشريف يؤكد أن الذين يصنعون أحكام الضرورات الثابتة بوسيلتهم (أيديهم) ويقولون هذا هو حكم الله لاغراض مرجوة كما نرى ضرورة الشهادة من أجل الوطن وفيها من مات دفاعا عن بضعة امتار على الحدود أسموه شهيد والشهادة هي من أحكام الله ومن عند الله والدفاع عن تراب الوطن واجب جهادي ..!! اولئك الذين توعدهم الله بالويل والويل يأتيهم مما كسبوا من مغانم فألزمهم طائرهم في أعناقهم ... ما قال ربنا (ويل للذين يكتبون قرءان بايديهم) لان القرءان لا يستطيع أن يكتبه احد لانه خارطة خلق ولا يستطيع ان يرسم خارطة الخالق الا مصمم الخلق وخالقه ..!!
ورد لفظ الكتاب في القرءان قرابة 250 مرة وورد لفظ القرءان في القرءان قرابة 70 مرة ذلك لان البيان التنفيذي (منذر ومبشر) أكثر بيانا في القرءان
من تلك الاثارة العقلانية التذكيرية يقوم نتاج هام يؤكد ان القرءان يجب ان يقرأ والكتاب يؤتى من مصادر فطرية ومن نظر ومن رؤى ومن كتاب يكتب باجازة الهية كما في كتاب القرض ومن اوضح التراخيص القدسية لاقامة لتلاوة الكتاب هي من قرءان يقرأ وفطرة الانسان ومثل ذلك عندما يطلب منا ربنا ان نقيم وجهنا للدين حنيفا فطرت الله فاصبح تفعيل الكتاب من مصدر غير قرءاني حصري ومن ذلك نرى امرا كبيرا في النظام الاسلامي فالله لا يشترط على المسلم ان يقرأ القرءان شرطا لازما بل اوجب ربك اقامة الدين فطرة (فأقم وجهك) ... !! المسلم يستقيم بنشاطه ويعرف ما هو حلال وحرام بوضوح فطري بالغ من خلال نظم الحيازة الفطرية وما يزيد على الحاجات الفطرية فان قرّاء القرءان في كل مجتمع ينذرون قومهم اذا رجعوا اليهم
(وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة:122)
واخيرا نضع وصفا مترجما لثلاث الفاظ قرءانية بموجب علم الحرف القرءاني وهي تقبل التجريب في العقل اينما جاء اللفظ في القرءان واينما ارتبطت الالفاظ بالفطرة وسيجد الناشط في تلك التجربة العقلية ان المقاصد الالهية لتلك الالفاظ وصف عقلاني يمثل أول اوليات المقاصد
كتاب ... يعني .. قبض ماسكة احتواء ... وفيه أمران (سالب + موجب) ... قبض ماسكة احتواء الخير عند الطاعة وتطبيق سنن الخلق تنفيذيا .... قبض ماسكة الشر عند مخالفة الشرع وسنن الخلق فالكتاب كالماسكة تمسك بالحديد الساخن مرة (نار) وتمسك بقطعة ثلج تارة (بردا وسلاما) والكتاب في الفطرة هو هو في الكتب التي ينشرها المؤلفون فهنلك كتاب يروج للكفر وكتاب يروج للايمان ... عند التنفيذ (يوضع) الكتاب موضع التنفيذ .. أي عندما يستدين المقترض يوضع الكتاب موضع التنفيذ (فأكتبوه) وذلك الوصف يؤكد وجهين (مبشرا ونذيرا) ففي القرض إن تم التسديد بموجب الاجل فان مكانة المقترض ترتفع عند المقرض وبين الناس وإن لم يخضع (لحكم الضرورة) ولم يسدد الدين فان المقترض سوف يخسر مكانته عند المقرض وعند الناس ويحق للمقرض ان يحوز من مال المقترض رغما عنه ويبيعه بيعا سريعا لاسترداد ماله (ثواب وعقاب) يكون في (الأخير) اي (اليوم الآخر) من فاعلية ونفاذ
(الكتاب) .
قرءان ... وهو يعني (تبادلية ربط متنحي وسيلة تكوينية) وهو ينطبق على ما يقوم به القرءان من فاعلية تذكير
(ص وَالْقُرءانِ ذِي الذِّكْرِ) (صّ:1)
سبب الذكرى في قرءان يربط عقل المتفكر (الواعي) بالذاكرة وهي (متنحية) ويكون الربط ذو فاعلية تكوينية أي ان قيام الذكرى هي تفعيل تكويني ولا يستطيع الانسان ان يوقفها او ان يتحكم بها ومن ذلك لا يستطيع الانسان أن يمحو من ذاكرته شيئا كما يتم مسح الشريط الممغنط او رفع صفحة من كتاب فالفاعلية التذكيرية هي فاعلية تكوينية والذاكرة متنحية عن الوعي الا ان يقوم سبب (رابط تكويني) والقرءان وسيلته ..!!
ذكر ... وهو يعني وسيلة سريان فاعلية مشغل ماسكة ... وهذا الوصف ينطبق على الذكرى والتذكر حيث تكون الذكرى (سريان فاعلية وسيلة مشغل يشغل الذاكرة) وعندما يتذكر يمسك العقل بما استذكر ... وهذا الوصف ينطبق على صفة الرجولة (ذكر) أي ضديد الانثى وهو (وسيلة سريان فاعلية مشغل) ... يشغل بيضة الانثى ... أي يشغل (رحم) وهو يعني (مشغل وسيلة الفعل الفائق) فتكون الماسكة (انجاب) ... والذكر هو وصف لا يخص الانسان والحيوان بل يخص مجمل الخلق فلكل خلق ذكورة وانوثة ولو قرء القرءان في زمن العلم سيكون له علوا هرميا يعلو بمضامينه على علوم العصر حيث يمثل القرءان خارطة الخلق الاجمالي ونرى (الذكر والانثى في خريطة الخلق) ولكن المسلمون عنها ساهون
(ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَمِنَ الإبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (الأنعام:144)
تلك هي من أمهات الايات التي نرشحها لقيام العلم القرءاني في زمن الحاجة اليها ...
الذكر محفوظ بأمر الهي
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)
عناصر الذكر هي
ـ القرءان ... ذي الذكر
ـ الفطرة ... وهي في الناس جميعا ولا تتبدل وهي تنقسم الى قسمين :
فطرة نطق البناء العربي (لسان عربي مبين) وفيها علة الزام الاعجمي قراءة القرءان عربيا ويمنع ترجمته
فطرة نشاط ... وهي مجمل انشطة الانسان الصالحة (النافعة) غير (الضارة)
تلك العناصر الثلاث محفوظة بامر الهي ولا يشوبها الريب
اجتماع العناصر الثلاثة المحفوظة بموجب سنن الخلق وبأمر الهي (حكم الضرورات الثابتة ـ كتاب) + قرءان + فطرة ونرى في حكم الضرورات الثابتة
(إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً)(النساء: من الآية103)
الصلاة كانت ضمن سنن الخلق كتابا (حكم ضرورات ثابتة) مشغلها (الوقت) وهو في دوران الارض حول نفسها وما تفعله الشمس في الليل والنهار بالمخلوقات في الارض .
(كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ)(البقرة: من الآية180)
تلك ضرورة حاكمة (ثابتة)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (البقرة:183)
الصيام ضرورة كتبت في سنن الخلق وتنفيذها ظهور فاعليتها فيثاب من يصوم فيحصل على نتائج فعله من صحة بدنية وعقلية ..!!
القرءان يقرأ ولا يمتلك فعلا تنفيذيا غير التذكير .. الكتاب ينفذ في صوم او صلاة او نشاط فيكون :
القرءان ... دستور سنن الخلق
الكتاب ... وعاء نفاذية سنن الخلق
الذكر ... يربط العقل بمشغل سنن الخلق وهما (قرءان كريم في كتاب مكنون) ..
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)
الحاج عبود الخالدي
تعليق