إكسير العقل ج 2
من اجل ثقافة اسلامية معاصرة
من اجل ثقافة اسلامية معاصرة
عندما يوضع الجهد الفلسفي برمته في ساحة فكرية فان اكوام الكلام الفلسفي لا بد ان تتركز على تفاعليات عقلانية محض مع دعائم تجريبية مأخوذة من هنا او هناك .
اذا كانت تلك الراصدة صادقة الوصف
فان المادة الفلسفية هي وليدة فكر متفكر تفردت في انتاج فكري صاحبها تطبيقات تجريبية اجتماعية او سياسية .. ولكن عنصرها المهم انها لقيت قبولا فكريا بين الناس فقامت من خلالها الافكار الفلسفية كتطبيقات ميدانية
اكثر تلك المؤثرات الفلسفية ظهرت في افكار الفيلسوف (ديكارت) والتي حظيت بقبول واسع النطاق في المجتمعات التي اعتمدت تلك الافكار كقاعدة انطلاق تطبيقي في ميادين العلم والمجتمع والسياسة .
إكسير العقل كان في شخصية فلسفت نظما فكرية تمتلك مجتذبات القبول الجماهيري فاصبح للنشاط الفلسفي فاعلية في أكسرة العقل .
الحضارة الانسانية القائمة الان لا تمتلك مؤهلات قبول كتلك التي امتلكتها الانسانية في القرن 17 والقرن 18 من تاريخ الانسان
ذلك يعني ان ديكارت جديد لن ينفع في صناعة إكسير للعقل بسبب تراكم كم هائل من معايير العقل الثمين .
البورصة في زمننا ... العاملين فيها هم من ذوي العقول الثمينة التي تمثل طبقة استثمارية في كل امة فهم ليسوا بحاجة الى اكسير ليرفع قيمة عقولهم فهي مرتفعة مهنيا بموجب نظم الاستثمار الراقية الذكاء .
نحن انما نبحث عن معايير معاصرة لغرض معرفة العقول الثمينة
ذلك لا يكفي بل يجب ان نبحث عن معايير العقول الرخيصة ايضا
فعندما نرصد المقامرين سواء في مقهى او في نادي فخم فانما نرى عقول رخيصة تبحث عن الصدفة في النرد او الروليت ...
معيار البحث عن فرصة الكسب برخصها وضعف وسيلتها تؤشر على رخص العاقل عندما يعقلها ويحتضن وسيلتها فيكون مقامرا .
فاذا حمل المقامرون صفات غير صفة المقامر كأن يكون شريفا في مدينته وهو يلعب الروليت في نادي للاغنياء فان صفته العقلية في شرفه الاجتماعي لن تحميه او تحمي عقله الثمين وهو يلعب القمار ويبحث عن صدفة في الكسب .
وكل نادي فيه روح القمار تقوم مؤشرات رخص العقل ليس لحرامها او حلالها بل لانها وسيلة رخيصة في الكسب عندما تكون الصدفة اساسا فيها
المجتمع الانساني بطبيعته مجتمع يتبادل الحاجات والمنافع
النجار يقدم دولابا للناس ويحتاج الى الحداد
الحداد يصنع شباكا للناس ويحتاج الدولاب من النجار
وهكذا يتبادل الناس منافع لهم في موازنة صادقة في آدمية محض في رقي عقل .
ومن لا يتبادل المنفعة مع قومه واهله يبحث عن الفرصة سواء بالاحتيال او السرقة او القمار
ما فوق ذلك رخص في العقل
ذلك هو معيار المقامرين
فان كان حراما فتلك حكمة المشرع حين شرع حكمها
واين يكون الخرق في تبادلية المنفعة بين الآدميين يرخص العقل .
ان تعطي لبني جنسك ...
تاخذ منهم ..
ان اخذت منهم ولم تعطي ...
في أي وسيلة تكون ...
فانها في رخص عقل عاقلها
فهل الاستثمار في البورصة غلاء في العقل !!
ونستحضر متاع شوط ثالث في رحلتنا
الحاج عبود الخالدي
تعليق