الهيكلة ..!!
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
يطرح لفظ (الهيكلة) في عدة انشطة صناعية او عسكرية يراد منها تعليق نشاط معين دون شطبه بالكامل فهيكلة المصنع يعني وقف انتاجيته دون التفريط بالاته ومشغليه الرئيسيين وهيكلة الفرقة العسكرية يعني وقف مهماتها القتالية والاحتفاظ بكادرها الاداري والفني دون كادرها القتالي .
هيكلة الدين تنحى نفس المنحى وتصب في نفس الهدف وهو تصرف يقوم به (رب هذا الزمان) في وضع الدين في هيكيلية فنية ومهنية وقد حصل ذلك بوضوح بالغ في دولة (الفاتيكان) وحصل مع الكنيس اليهودي ... ولو اراد الباحث ان يرصد بقية الاديان على الارض فلسوف يجد الهيكلية الدينية قد شملت كافة المعتقدات بما فيها الوثنية وغير الوثنية ونجد ذلك واضحا في الديانة السيخية والبوذية وغيرها ....
عندما يريد الباحث ان يرصد الهيكلية في الديانة الاسلامية فان مهمة الباحث سوف لن تكون عسيرة ويجد الباحث ان الفقه الاسلامي يرتبط بشخوصه في المسارب الرسمية سواء كان من خلال دور الفتيا او القضاء الفقهي (قوانين الاحوال الشخصية) او الاكاديميات الفقهية حتى وصلت الى هيمنة الدولة المعاصرة على الشؤون الدينية في الصفات الرسمية للمدارس الفقهية الخاصة والجوامع واداراتها والمشاعر المقدسة والعتبات المقدسة وسدنتها والوقف الاسلامي وادارته الرسمية ... ولا يحق للمسلم ان يوصي الا من خلال حجة رسمية ومصادقة قاضي قانوني يصادق على الوصية بصفته الرسمية ..!!
كل تلك النظم ما هي الا مماسك تمسك بالعقيدة في باحة رسمية لا مناص منها ولا خيار للمسلم الا فيها فاصبحت العقيدة متهيكلة بهيكلية رسمية شاء المسلم او ابى ..
عندما يمعن الباحث في تلك الهيكلية سوف يرى ان السيد المطلق (رب هذا الزمان!!) يطمح في المزيد مما يدفع باذرعه الى المطالبة برسمية الفتيا واستصدار قانون يمنع الفتوى الا من اشخاص يحملون صفات رسمية اكاديمية .. ان فشلت الاذرع المبرمجة في انجاح مشروع القانون في مصر في هذه الايام فان ذلك لا يعني وقف طموح رب هذا الزمان فيدفع باذرع اخرى في الفضائيات لاستصدار فتاوى تقيم الفتنة وتزرع الرفض بين المسلمين ليكون في جيل قادم منطقية بناء نظام (رسمية الفتوى) ... نرى ذلك واضحا في فتيا رضاعة الكبار وفي فتيا زواج المسلمة من غير المسلم او في ردة القرءانيين ومحاكمتهم !!! والقرءانيون هم جماعة ظهرت في مصر تمتلك افكارا تدعوا الى هجر سنة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام وقد صدرت فتوى شبه رسمية بردتهم عن الدين ...
تلك الاضطرابات الفقهية وتفعيلها هو ليس لتمزيق المسلمين فهم ممزقون اساسا ولم يبق منهم شيء يمكن تمزيقه !!! ولكن تلك الفتاوى يراد منها زراعة المنطق القانوني في تحديد الفتوى في قيود رسمية ..
ذلك ليس بجديد بل ان غالبية دور الافتاء تمتلك صفة رسمية محض الا ان هنلك من هو خارج الاسوار الرسمية وان رب هذا الزمان يريد استحكام قبضته من خلال استصدار قوانين تمنع المفتي من الفتوى الا ان يكون له اجازة رسمية كما هي صفة الممرضة التي تولد النساء حيث يتدخل رب هذا الزمان بكل شيء حتى في ارحام الامهات لغاية القبر ... حتى القبر غير مختار فالقبور لا تقام الا باجازة رب هذا الزمان !! في كل بقاع الارض ..!
الهيكلية العقائدية قائمة فينا منذ اكثر من نصف قرن من الزمن ولكن سيد هذا الزمان يطمح باستكمالها لاقصى درجة الكمال بين يديه ...
لا يحق لزوجين ان يتزوجا الا من خلال مأذون باسم القضاء يأذن بتثبيت عقود الزواج .. ذلك هو رب هذا الزمان ... اما ربنا فيقول في الرضا بين الزوجين في العقد فيقول الرجل (زوجيني نفسك) فان قالت (قبلت) قام الزواج .. او بالعكس تقول المرأة (زوجتك نفسي) فان قال الرجل (قبلت) صارت زوجته وبحضور شاهدين عادلين ...
رب هذا الزمان لا يرضى بذلك فله قرءان خاص به في كل الارض وليس في موطن واحد فقط !!!
هيكلة الدين تعني وقف فاعليته وتحويله الى نظم رسمية يتحكم بها رب هذه الدنيا كما يشاء ولا ننسى اجازة الكنيسة الفرنسية للزواج المثلي ونحن على دربهم نسير !! اولادنا سوف لن يكونوا مثلنا ,,, ونحن لا نشبه الاباء .. فالدين يضيع رويدا رويدا ونحن قاعدون !!!
الحاج عبود الخالدي
تعليق