العقل الإنساني ورعشة الحق
من أجل معرفة الحق حقا والباطل
باطلا فيكون التقى
من أجل معرفة الحق حقا والباطل
باطلا فيكون التقى
كثير من الناس يمتلكون نظما ذاتية لمعايير الحق والباطل ويعتمدون تلك المعايير سواء تطابقت مع نظم عقائدية او مجتمعية او انها خالفت تلك النظم المختلفة الا ان الحق يمتلك (رعشة ميزان) عندما يتم اختراقه بالباطل ومن خلال بحث متخصص جرى على مساحة زمن طويل مع عقول بشرية كانت في مختبر فكري دون علم اصحابها استطاعت تلك الجهود البحثية ان تمسك بتلك الرعشة في الحق عندما يرتعش العقل حين يكون العقل على حافة الباطل ... لقد وجدنا بوضوح بالغ ان السارق يمتلك مساحة تحاورية مع ذاته قبل الإتيان بفعل السرقة او اتخاذ القرار بفعل السرقة وتظهر تلك الحوارية في مختبر العقل التجريبي مع الاشخاص الذين لا ينوون فعل السرقة انما يتم دعوتهم من قبل سراق يمارسون السرقة ويتطلب منهم تجنيد احد المؤتمنين ليكون من رعيلهم حيث تكون تلك العقلية مؤهلة للحوار بين (الحق والباطل) فكانت بين ايدينا عينة مختبرية للدرس والتمحيص
الناس كلهم يعرفون ان السارق خائف عدا بعض العتاة الذين استطاعوا السيطرة على رعشة الحق وامتلكوا في عقولهم تنظيرات تدحض الحق من اساسه فوجدنا بعضا منهم يمتلك نظرية (الحق في السرقة) او (الحق في العدوان) لان مجتمعه كلا او جزءا ظلمه ظلما شديدا وقد يكون من اقرب الناس كأن تكون ام او اب او اخوة حيث يكون الظلم من القربى اكثر المؤثرات التربوية في نفسية العاقل مما يجعل ظلم الاقربين له ناظور يتفعل سلبا في عقله فينظر الى ان الحق بين الناس هو للقوي (معيار قوى) فالحق هو (القوة الاعظم) ومن تلك الفلسفة يتم دحض الحق في عقلانية مريضة (مرض القلوب) فيكون الحق في القوي الذي يستطيع ان يثبت وجوده وليس للحق معايير دينية بقدر ما يمتلك الحق من معايير قوة وصلافة في العقل يعقبها صلف في التصرف ... المعتدون العتاة من ذوي الجرم الكبير تظهر لديهم رعشة الحق حين ينتهي فصل الجريمة وتظهر في عقولهم (رعشة الحق) على شكل موصوف بـ (الندم) ومن تلك الصفة نجد ان لرعشة الحق كابحات عقلية هي في الاساس (رعشة حق) ايضا تقلب (الباطل حق) وتقلب (الحق باطلا) فلو كانت تلك الصفة المخالفة للثوابت راسخة في عقل حاملها لما سعى قالب الحق الى باطل في رغبة خفائها عن مجتمعه في حين تراه يعلنها في مجتمع اخر ..!! ذلك ليس خوفا من المجتمع الذي فيه بل لانها رعشة حق في عقله ترى لها سقيا في مجتمع اخر ونرى كثير من الفسوق والانحراف تقوم به النساء او الرجال عندما يسافرون الى مجتمعات غير مجتمعهم اما في موطنهم فهم يتصدرون مقاعد الفضيلة ويخفون بين ثنايا عقولهم مقالب الباطل الى حق وتلك هي (رعشة حق) في عقولهم ... حتى اولئك الذين يعلنون عن وقاحتهم كالمثليين فانهم انما يمتلكون (رعشة الحق) في تبرير عملهم تحت ناصية فكرية بعيدة كل البعد عن فعلهم الموصوف ببشاعته بحيث يضعون لانفسهم محيط دائرة (حرية شخصية) وهي تعني انها (رعشة حق) في (الحرية العامة) ومن ذلك نلارى التناقض في واحة (رعشة الحق) عند المثليين مثلا حيث يضعون لترصفهم المشين (حرية شخصية) وهم يطلبون من المجتمع الذي يمتلك (حرية عامة) ان يكبح جماح الحرية العامة مقابل الحرية الشخصية فان كانت الحرية الشخصية هي الاصل فلماذا يطلبون مصادقة مجتمعية على فعلهم الفاضح ..!! ذلك لانهم في (رعشة حق) يظهر فيها الاضطراب ..!! ومن تلك الناصية البحثية يتضح ان (رعشة الخوف) متجذرة في فطرة الخلق وهي نتيجة لـ (رعشة الحق) وقد نجدها فطريا في مخلوق اخر غير الانسان فعند (القطة) مثلا ان اعطيتها قطعة لحم تأكلها بين يديك وعينها تشكر ولكنها حين تختطف قطعة اللحم فانها تهرب بسرعة فائقة لان (رعشة الخوف) تتملكها لانها امتلكت قبلها (رعشة الحق) ذلك لانها تعلم ان اختطاف قطعة اللحم دون رضا صاحبها هو باطل ...
ننصح بالمرور على ادراجنا (رعشة الخوف) تحت الرابط التالي
رعشة الخوف
الخطاب القرءاني يجزل البيان في رعشة الحق عند مخاطبة العقل الانساني في العقوبة لتكون منها (العاقبة) فان احسن الانسان معايير الحق في (رعشة الحق) تحولت بين يديه الى (رعشة الخوف) في وجهها الايجابي (الذين يخافون ربهم) والتي تمنع الفاعل تلقائيا من فعل الباطل ليكون ناجيا من عقوبة (العاقبة) سواء كانت (رعشة الخوف) من (عاقبة دنيا) او كانت في (عاقبة بعد الموت) الا ان الانسان فطر على رعشة خوف شديدة من (عاقبة دنيا) ونسي العاقبة بعد الموت ولعلنا نجد بوضوح بالغ في العقوبة التي تضعها قوانين الدولة الحديثة للمخالفين فتكون (رعشة الحق) هي (رعشة خوف) من عاقبة دنيوية لها اثر كبير يطفو على (رعشة الحق) لان عاقبة الباطل لا تمتلك روابط دنيوية واضحة بسبب موروث في الناس فمن يخترق الحق ليكون في باطل مع شخص من مجتمعه لا يحسب حساب عقوبة آنية دنيوية ستكون فيه مثل مخالفة قوانين السير فحين يتعرض راكب الباطل الى عقوبة تكوينية في تصدع احد اولاده او خسارة في عمل او جرح في يده لا يمتلك عقلا ينبأه بأن ما تعرض له من تصدع انما هو من باطل ارتكبه بحق زيد من الناس ..!! ولكنه يعرف جيدا ان الغرامة المرورية في مخالفة سير تقيم رابط بين المخالفة والغرامة فتكون (رعشة الخوف) هي التي تمنع الشخص من ارتكاب مخالفة سير ..!! ... رعشة الحق لها مضامين بيانية واضحة كالشمس في قرءان مهجور
(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41)
الفساد في البر ... هو الفساد في ما (يقبض الانسان من وسيله) وهو من ترجمة لفظ (بر) بصفته (قبض وسيله) فلو ان البقال وزن للمشتري وزنا ناقصا انما يكون في (فساد بر) فقد قبض وسيلة غيره في ما نقص من الميزان
الفساد في البحر ... هو ما يتم (قبضه من وسيلة الاخرين) وهو من ترجمة لفظ (بحر) فالبحر يقبض وسيلة المخلوق ولا يستطيع المخلوق في البحر من قبض وسائله في المشي والتنفس والسمع وغيرها لان البحر قبض وسائله تلك وهو في مثلنا اعلاه هو نفسه (البقال) عندما يقوم بالوزن لصالح من يشتري منه ففي مثلنا الاول (فساد بر) كان البقال بائعا وفي مثلنا الثاني (فساد بحر) يكون البقال مشتريا وليس بائعا فيبخس الميزان (مقبوض من مالك البضاعة) فيكون فساده في (بحر) وقد ورد نفس المثل في البيان القرءاني
(الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ) (المطففين:2)
(وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ) (المطففين:3)
فهما آيتان منفصلتان مستقلتان لان لكل واحدة منهما (حيز فاعلية مستقل) فكانت (آية مستقلة) فالاية الاولى تخص فساد البر والاية الثانية تخص فساد البحر ... ولذلك الفساد مؤشر من جنسه (فساد ايضا) وله بيان قرءاني واضح
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ) (الزلزلة:7)
(وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ) (الزلزلة:8)
وهما آيتان منفصلتان ايضا فلكل آية (حيز فعل) يختلف عن الحيز الاخر فيكون السوء بدءا في فاعله ومن فعله ويكون في رؤيا (مؤشر) يظهر في حيازة فاعل السوء سوءا ظاهرا ... فظهور الفساد يعني قراءة مؤشر يقرأ (ما كسبت ايدي الفرد) وهو جزء من الناس وذلك المؤشر يشبه كثيرا ميزان الحرارة الذي نستخدمه ليظهر سوء الحرارة في اجسادنا عند الحمى فهو مؤشر سوء في الجسد كذلك السوء الظاهر عند زيد من الناس مثلا في عثرة او دامية تدمي جسده من جرح او مرض او تصدع سيارة في طريق انما هو سوء وهو يمثل (ميزان دلالة) كميزان الحرارة ليري الله ذلك المصاب بالسوء بعض الذي عمله (وليس كله) والغرض من فاعلية ذلك المؤشر (الظاهر) هو رحمة الهية للعودة الى (ما عمل) ليصلح الفساد بصلاح عمله الذي فعله (لعلهم يرجعون) .. مثله مثل ميزان الحرارة الذي ينبيء بفساد في الجسد فيعود المريض لاصلاح الفساد من حيث اتى ..!!
انها تذكرة في (رعشة حق) ومنها تكون صفة (التقوى) فالمتقي هو ذلك الشخص الذي يمتلك معيار (رعشة الحق) فتكون بين يديه (رعشة خوف) فيكون من المتقين الذين يخافون الله .. تلك ذكرة ... عسى ان تنفع المؤمنين
الحاج عبود الخالدي
تعليق