ألنشأة ألأخرى
يبين ألله تعالى في ألآيتين الكريمتين ، أن (طائر ) ألأنسان هو عمله الذي قام
به في حياته ، وهو مثبت وملازم للأنسان ، ولذلك يعبر عنه القرآن الكريم ب (في عنقه ).
فجميع أعمال ألأنسان ، سواء السيء منها أو الحسن ، يجري تسجيلها ، دون أن يشعر بذلك في الدنيا
ذلك حواس ألأنسان تحس بما هو ظاهر ومكشوف
من ألأحداث والحركات والأعمال ، أما باطن الأمور ، فيدركها من خلال الآثار والعلامات الداله عليها .
أما النشأة ألأخرى ( ألآخرة ) فان بواطن ألأمور وخفاياها ، تتكشف جميعها ( برزوا لله جميعا )
ومن هنا وصف القرآن، الطائر ، بالكتاب
ألذي يفتحه ألأنسان ويقرأ ما في داخله .
يقول ألله تعالى {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} (6) سورة المجادلة
كما يقول تعالى {بَلْ بَدَا لَهُم مَّا كَانُواْ يُخْفُونَ مِن قَبْلُ وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ} (28) سورة الأنعام
وهنا نلاحظ ( أبدا ) و ( أحصاه ) وهي تخص أعمال ألأنسان ، لأن صحيفة ألأعمال
لا تعني انها قائمة تدرج فيها الأعمال ، بل أن ألأعمال تتجلى أمامهم بذاتها وحقيقتها .
وفي هذه ألآية يقول ألله تعالى {يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ} (6) {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} (7) {وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (8) سورة الزلزلة
كما يقول تعالى { وَلِيُوَفِّيَهُمْ أَعْمَالَهُمْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} (19) سورة الأحقاف
وآيات أخرى تؤدي نفس ألمعنى مثل { يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى} (23) سورة الفجر
و {يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} (13) سورة القيامة
وهذا يعني أن ما يحصى على ألأنسان ويسجل في كتابه ، هي أعماله وأفعاله التي يرتكبها
أضافة الى ألآثار المترتبه على هذه ألأعمال ، وفي النتيجة
فأن المحاسبة تكون على جميع ذلك ، وعلى أساس هذا المفهوم يتوضح لنا معنى الآية
{يُنَبَّأُ الْإِنسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ} (13) سورة القيامة