(وَإِذَا الْمَوْؤُودَةُ سُئِلَتْ , بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ )
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
عندما يترسخ عند الباحث القارئ في القرءان ان النص القرءاني لكل الناس في مختلف الازمان والاحوال ولا يمكن ان يكون دستورا خاصا بجيل واحد من اجيال امة الاسلام يتساءل عن الموؤودة في زماننا فقد قيل انها الانثى حديثة الولادة عندما يتم دفنها للتخلص منها كمخلوق انثوي وقد كانت تلك عادة الاعراب قبل الاسلام وقد نهى الاسلام عنها فانتهوا .. فهل للمؤوودة وجود في زماننا وهل يمكن ان يكون النص القرءاني فعالا بصفته مادة خام في منظومة الخلق ..؟؟ انها اثارات وليس تساؤلات ..
الفطرة العربية واللسان العربي في القرءان يتفعلان ويتناغمان من اجل معرفة العنوان التكويني للموؤودة وبما ان سطورنا لا تزال غير كافية لطرح امهات العلم القرءاني خصوصا في علم الحرف القرءاني ومقاصد الله فيه كما في (ص والقرءان ذي الذكر) فالحرف ص قصد الهي قائم بذاته الا ان منهجنا يعتمد المناورة في طرح نتاجات من تلك العلوم دون تفاصيلها مع رجرجة فكرية ترضي طموح البيان المعرفي طموحا متواضعا وتبقى الفاعلية المركزية متمثلة بمهمة القرءان التذكيرية ليتذكر الانسان بفطرته ما اودع الله في فطرته التي فطره عليها
أد .. وأد .. وء ود ... موء ود ... موء ودة .. يؤد ي . اداء .. مائدة .. الموؤودة ... وأد .. وئيد .. مؤيد ..
الجذر العربي في بناء المقاصد هو أد وقد ورد في القرءان
(لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً) (مريم:89)
الاداء في مقاصدنا يستخدم لاطفاء الدين (وأده) والموظف يؤدي دوره فهو اداء وظيفي أي سداد موضوعية الواجب الوظيفي فهو يؤدي عمله
لا بد لمتابعي الفاضل ان يرجرج عقله لتفعيل الفطرة العربية لان القرءان بلسان عربي مبين ونحن نبحث عن ذلك اللسان بالفطرة التي اودعها الله فينا ولا نقرأ ذلك في كتاب فلسفي او معجم لغوي
المائدة هي تلك التي تفي متطلبات الغذاء ولها سورة باسمها وفيها طلب من عيسى بطلب مائدة من السماء .. فان ادت المائدة فعلها فهي موؤودة في البناء العربي
نرى ذلك في بناء عربي مماثل
صل .. أد ... وصل .. وأد .. مصل .. مأد .. مصلى .. مأدى .. واصل .. مائد .. واصلة .. مائدة .. موصول ... موؤود ... موصولة ... موؤودة
فاذا كان الأداء هو القيام بالوفاء في الدين وفي الوظيفة وفي اداء واجب الجندي في المعركة فهو وفاء شيء له اصل مسترد .. فالدين يجب ان يسترد والعمل الوظيفي يسترد والوفاء للوطن استرداد حق الدفاع عنه ...
الاداء يكون قلب سريان فاعلية حيازة ... اداء الدين هو قلب سريان مبلغ الدين من حيازة المدين الى حيازة الدائن ... اداء الفرقة الموسيقية هو قلب سريان نغمية الات الموسيقى الى اذن السامعين ...
أد .. وأد ... فالوئد هو رابط يربط منقلب سريان الحيازة .. والواو هو رابط في مفاهيمنا بشكل عام وفي عربية بسيطة .. فعندما يقوم شخص ما بوأد بنت حديثة الولادة فهو في الفهم .. قلب سريان حيازة البنت المولودة .. كأنها لم تكن ... جاءت .. ثم .. قبرت .. يعني وأدت والواو تحيل الفعل الى رابط سببي في سبب الوأد وهو الخلاص من عارها فيما لو سبيت في غزوة من غزوات الجاهلية فهي موؤودة لانها وأدت قبل سبيها في الغزو ..
الموؤودة هي رابط منقلب السريان مفعّل بشكل مسبق .. المفعل في القصد العربي هو المشغل فمفعل ماكنة التوليد هو مشغلها وهو متنحي دائما لانه لن يكون جزء من جنس التشغيل فمشغل ماكنة الكهرباء لن يكون من جنس الماكنة ولن يكون من جنس الكهرباء فهو متنحي ... التاء في اخر اللفظ تعني في اللسان العربي الفطري ان اللفظ يشير الى حاوية الصفة .. سقى .. ساقية .. فالساقية هي حاوية صفة السقي ومثلها سفر .. سفرة .. فالسفرة تعني حاوية صفة السفر
حرف الهمزة في اللفظ العربي يشير دائما الى قصد القاصد بالفعل الكينوني فنقول أم فالهمزة تعني كينونة تفعيل وهي الامومة .. ماء فيكون المشغل كينوني التفعيل وهو فعل الماء في الحياة .. أب وهو كينونة قبض في الانجاب .. تلك مجرد اشارات وليس منهج اقناع
من تلك الرجرجات العقلية الحرجة جدا فان النتاج النهائي للفظ موؤودة يكون ( حاوية مشغل رابط تكويني منقلب السريان )
الحاج عبود الخالدي
تعليق