لا يخفى على المسلمين المعاصرين ما يجري في ساحتهم الاقليمية من نهر دموي ديمقراطي سواء كانت الدماء من المطالبين للحرية ام كانت الدماء من غيرهم فهو دم اسلامي يسيح على اقليم اسلامي ومحرك الزناد القاتل هو مسلم ...!!
الفارقة المهمة والكبيرة التي تصاحب الاحداث التي استعرت بداية في تونس وما بعدها ان هنلك (ولاية) معاصرة ظهرت (تتولى) تنفيذ (الديمقراطية) امميا او اسلاميا او عربيا وذلك الولي الجديد الذي نصب نفسه وليا على الديمقراطية في ديار الاسلام يمتلك لسانا طويلا واسلحة وعقوبات وممارسات معاصرة جدا امتلكت صفات معاصرة ما كان لها وجود في الامس القريب فكل مشكلة مجتمعية ترقى الى الصراع مع السلطان كانت تسمى (شأنا داخليا) وفراعنة العصر يحرمون التدخل في الشأن الداخلي للدول الا ان منهجية (الاولياء) المعاصرين اختلفت بوضوح بالغ فاصبحت الديمقراطية شأنا دوليا وليست شأنا داخليا يمتلك خصوصيات سكان الاقليم ...!!
المسلمون يحافظون على صلواتهم وعلى اسمهم الاسلامي الا انهم يفقدون اسلاميتهم حين يخضعون لولاية غير المسلم في صياغة خارطة الوصول الى الديمقراطية ... في العراق كان المسلمون العقائديون يؤدون الصلاة وهم تحت ولاية غير مسلمة وصولا الى ديمقراطية الدم التي مزقت اجساد الناس في الشارع العراقي ومساكنه
(لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ) (آل عمران:28)
حين نرى ان أولياء الديمقراطية هم من غير المسلمين وان الديمقراطيين يخضعون لولايتهم سواء برشاد الديمقراطية كمنهج يعني الحرية فان تجربة العراق هي الاسوأ في تاريخ طلب الحرية حيث تحولت المدن الى ساحات قتال واصبحت الشوارع ثكنات دائمة للجيش واصبح السابلة يخضعون للتفتيش كل بضعة امتار تحت عنوان (الحرية) المولودة من رحم ديمقراطية تم تلقيحها في عملية زنا من أولياء يعرف المسلمون انهم اعداء الاسلام كيفما يكون الاسلام واينما يكون ..!!
لا احد يكره الحرية ولا احد يحب الحاكم المتسلط الا ان الرجل حين يكون عقيما لا يطلب من زوجته ان تنكح رجلا غريبا فتزني لتلد له ولدا هو ابن زنا ...!!
الحرية التي يدافع عنها المتحضرون والذين جعلوا من انفسهم اولياء عليها تحولت الى (خدعة) يراد منها السوء للمسلمين ... المسلمون يذبحون بعضهم على مذبح ديمقراطي تحت ولاية كافرة ... المسلمون لو ارادوا اسقاط انظمتهم فذلك لا يعني استبدال الحاكم بل يعني اقالة الحكومة من جدول اعمال الامة فالحكومة تسقط حين لا ترى المحكوم ...!! الا ان الناس لا يرحمون بعضهم فالبلطجية والشبيحة ورجال الامن هم من امة فقدت الحرية تحت لواء حاكم ظالم الا ان عناصر الامة اكثر ظلما من حاكمهم الظالم ... لم نسمع ان رئيس جمهورية تسلطي خرج لقتل الناس بل القتلة هم من اعوان الظالم وهم ابناء الامة ... اذن فالديمقراطية المزعومة ما هي الا عملية تحريك ليقتل الناس بعضهم ...!! فرجال الامن والشبيحة والبلطجية سوف لن تبتلعهم الارض يوم يستبدل الحاكم فهم موجودون في امة تبحث عن الحرية الا انها تنجب الظالمين ..!!
تعليق