حين يعلن المسلمون المتشددون سياسة قتل الاخر متكئين على مادة دينية جهادية فان الاخر سيكون مؤهلا للرد على العدوان ليس من اجل وقف المتشددين عن منهجهم القتالي بل من اجل ان يكون الاسلام والمسلمين جميعا مشمولين بردة الفعل المفتعلة ولعل جيلنا لا ينسى كيف استعرت ثقافة القتل ضد الاسلام والمسلمين بعد احداث مفتعلة في تدمير برجي التجارة في امريكا ..!!
عندما يكون للقتال المسلح ضرورة وجب ان يمتلك ثقافة تصنع تلك الضرورة والا فان اتخاذ القرار المسلح ضد الاخر على ثقافة قتال متهرئة او ثقافة جهاد مأتي بها من بطن التاريخ فذلك يعني ان الضرورة ضارة وعلى الامة ان تنجب ثقافة معاصرة لظروفها تستوجب تأهيل القتال قبل ان يكون للجهاد المسلح مسرى تنفيذي ومثل تلك الصفة لا وجود لها في ثقافة الجهاد الاسلامية فلا يزال المجاهدون المسلمون يتقمصون (ثقافة الامس) في برامجية القتال المسلح مما تسبب في توريط المسلمين في مواجهة عدو يدعي انه يمتلك حق القتال الارتدادي الا انه في حقيقته يكون قد صنع باساليبه الخفية ثقافة القتال ضد المسلمين ... لعلنا سوف لن نبذل جهدا كبيرا في معرفة خفاء تلك الاساليب التي تصنع ثقافة القتال بيد اعداء الاسلام حين نرصد التسلح الايراني بالطاقة النووية حيث استعرت ثقافة قتال شديدة ضد ايران بسبب تسلحها النووي وامتلك المهيمن على السياسة الدولية (امريكا) ثقافة اعلان الخطر النووي الايراني وفتح خيارات قتاله ونرى كيف يتمتع الاعداء بزرع ثقافة القتال في اممهم ونرى في مثل ازمة الطاقة النووية الايرانية ان ثقافة اولئك المهيمنون لم تتصدى للذين جهزوا ايران بالمفاعلات النووية (روسيا) فقد باعت روسيا تقنيات حيازة العناصر النووية الا انها غير مشمولة بالفعل الارتدادي المفتعل ضد ايران وبالتالي نرى بضوح كيف يكون خفاء المنهج في صناعة ثقافة القتال ضد المسلمين من خلال تحريك اذرع خفية في قيادات وطنية الا انها تمتلك عراقيب تربطها بـ (أم الحكومات) لصناعة ثقافة (العدوان المسلح) فيكون لثقافة الحرب مبرارات تعشعش في وجدان الجماهير ... لعلنا لو رصدنا خزين الغاز الطبيعي في حيازة ايران فان مفاهيمنا لتبني ايران لمنظومة طاقة نووية يجعلنا نعي مرابط القرار الايراني (الوطني ..!!) بـ (أم الحكومات) اذ لا يتوفر أي مبرر لايران ان تبتني محطات طاقة نووية وهي تمتلك طاقة مجانية هائلة ..!!
أي عاقل يحمل العقل يدرك ان الجهاد المسلح الذي تمارسه جماعات تحمل صفة التطرف بالدين انما هي جماعات استفزازية تستفز المهيمنون على الارض اعلاميا لغرض صناعة ثقافة العدوان على الدين الاسلامي كما حصل في مقتل ابن لادن الذي صيغ صياغة نصر امة على امة في ثقافة قتل واختراق كبير لاقليم اسلامي بعيد جدا عن اقاليم اعداء الاسلام وبعيد ايضا عن موطن شرطي ام الحكومات (امريكا) ... لم يكن قتل ابن لادن قتلا اعتياديا (ان كانوا قد قتلوه حقا..!!) كما هو القتال في ساحة معركة مختارة بين جيشين جعلا للحسم العسكري حلولا لاختلافهما بل اعتمد قتل ابن لادن على تقنيات علمية تعلن اعلانا خطيرا ان امة تحمل العلم تهيمن على امة اخرى تستجدي العلم ..!!
نحن اذن نحتاج الى قيام ثقافة قتال معاصرة تختلف تماما عن ثقافة القتال في زمن مضى وعلى المسلمين ان يعتلوا منصة العلم قبل ان ينثروا ثقافة القتال على الامم التي تعادي الاسلام بل وجب على المسلمين ان يجعلوا من العلم ثقافة جهادية بديلا عن ثقافة الجهاد المسلح ...
في انعطافة قاسية على الجهاد المسلح في فلسطين تتضح الصورة اكثر وتتحول ثقافة الجهاد المسلح الى كارثة حين نشاهدها في قطاع غزة او في مخيمات اللاجئين بعد حرب حزيران حيث تكون ثقافة الجهاد المسلح كارثية على الاسلام ولعل مرور اكثر من ستين عاما على اغتصاب فلسطين تكفي لاسقاط ثقافة الجهاد المسلح وتقوم الحاجة الاسلامية الملحة لقيام ثقافة اسلامية معاصرة تتكيء على سلمة اولى في حيازة العلم
الاوربيون حين بداوا رفعوا شعارات كثيرة ابان بدايات نهضة العلم عندهم ومن تلك الشعارات التي انتقلت من ارشيف بداياتهم (اننا لا نتبع الاباء في منهجهم) ومن يتبع الاباء كان يحارب تحت عنوان (الرجعية) ورفعوا ايضا شعار (نحن لا نقلد الاخرين) فاصبح كل اقليم يعتز بما ينتج هو وان كان اعلى سعرا الا انه خيار لا يسقطه خيار اخر فقام فيهم حراك علمي وتقني تطبيقي جعلهم مهيمنين على الارض بمجملها ... بالمقابل نرى في مسلمي زماننا تمسكا كبيرا بمنهج الاباء ونرى ايضا رغبة جامحة في تقليد الاخرين في ممارساتهم خصوصا تقنيات زمن العلم .
ثقافة الجهاد لا تقوم بتقليد ثقافة الاخرين سواء الاباء او المعاصرين بل الثقافة يجب ان تولد من رحم مجتمعي معاصر يقوم بتعيير كل مفصل من مفاصل حياته
خير الامم في اختيارها فان لم تحسن الامم اختيارها فلن ترى الخير ابدا
الحاج عبود الخالدي
تعليق