الكفر ارجوزة القرءان
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
لفظ الكفر تكرر في القرءان كثيرا وبما يقرب من 490 مرة ويقترن لفظ الكفر بالوعيد الالهي والتحذير الالهي والخطاب الموجه للكافرين ملأ اركان القرءان بشكل يستفز العقل الباحث في القرءان ويجعل منه متلهفا لمعرفة حقيقة الكفر في خارطة الخالق ... كيف تكون ..
في ادراجاتنا المتقدمة بعد طروحات البداية اعتمدنا منهجية طرح النتاج المرتبط بعلم الحرف القرءاني ومن ثم نقيم تطبيقات النتاج لمنح متابعنا الكريم القدرة على احتضان النتاج عند مراقبة دقة التطبيقات الفكرية مع مفاصل من القرءان ومفاصل من معالجاتنا العربية الفطرية ..
لم يتم طرح علم الحرف القرءاني كعلم تفصيلي قائم لانه يحتاج الى بساط علمي تخصصي ولا يمكن ان يكون علم الحرف القرءاني على شكل اثارات يمكن تثويرها كما هي طروحاتنا وكذلك يحتاج الى براءة ابراهيمية راسخة عند طالب مثل ذلك العلم ولكن مجمل طروحاتنا تشير بين الحين والحين الى بند معرفي في ذلك العلم الذي يمكن ان يحل كل الغاز القرءان ويضع القرءان بين يدي حملته بصفته قاموس علمي مفهوم .. ذلك يحتاج الى متابعة مستمرة من متابع فاضل يعشق العلم القرءاني ويتبرهم من كثير من مستقراته الموروثة فيكون علم الحرف القرءاني بين يديه من خلال منحة الهية واثارات تذكيرية ويجري حل الحروف المقطعة التي عاشت بين حملة القرءان اكثر من 14 قرن دون فهم ..
من ذلك العلم وبذلك التقديم الموجز يكون لفظ ( كفر) هو (مسك تبادلية الوسيله) وهو منطوق فكري ثقيل يحتاج الى اتقاد ذهني ويحتاج الى ابراهيمية راسخة كما يحتاج الى رغبة كبيرة في فهم القرءان كأساسية يحتاجها العقل أي ان هذا التقرير لن ينفع للتفرج وزيادة الافق المعرفي بل يحتاج الى تجنيد الفكر وتطويعه لفهم القرءان . هذا الترشيد الفكري لن يكون لغرض وسعة البيان العقائدي بل يعتبر اساسية من اسايات فهم الخطاب القرءاني للكافرين والذين كفروا وذلك لكثرة تكرار ذلك الخطاب
مسك تبادلية الوسيلة ... هو الكفر ... ونحتاج الى توسيع قنوات الفهم لتنزلق البيانات في معدة الفكر لهظم هذه المفردة الفكرية ...
المخلوقات على الارض بكاملها لا تمسك تبادلية الوسيله ... بل اجاز الله لها استخدام ماسكات الوسيلة اما الوسيلة نفسها فلن تكون في حيازة المخلوق (مسكها) وعلينا ان نفرز فكريا بين الوسيلة وماسكة الوسيلة وكيف يتم مسك تبادلية الوسيلة..
الوسيلة هي سنن الخلق بتكوينتها فليس للمخلوق ان يخلق وسيلة من عنده فكل فاعلية في الكون هي وسيلة خلق وبها قدر الله تناغمية الخلق والمخلوقات ...
عندما نرصد مخلوقين ونرصد وسيلة كل منهما فنرى النبات ونرى الحيوان فيكون النبات ثابتا في الارض بجذوره ونرى الحيوان يسعى بوسيلته التي فطرها الله فيه ونرى ذوي القدمين كالطيور والانسان وذوي الاربع من الدواب ونرى الافاعي وبعض الديدان تسعى بلا اقدام ..
النبات لا يمتلك وسيلة الانتقال لكن الحيوان يمتلك وسيلة الانتقال .. لكلا الوسيلتين (الثبات والتنقل) لها ماسكات ولها تبادلية .. فالنبات يمسك بوسيلته عن طريق جذوره والحيوان يمسك بوسيلة تنقله باقدامه فتكون الجذور ماسكة وسيله والاقدام ماسكة وسيلة ايضا ..
نظام الخلق يقوم على تبادلية الوسيلة وهي الفطرة التي فطرها الله في خلقه ونرى تلك التبادلية واضحة بين خلقي الذكر والانثى حيث يتبادل المخلوقين الوسيلة بينهما فانوثة الانثى فعالة في الذكر وذكورة الذكر فعالة في الانثى بشكل تكويني وهذا الرصد لا يخص الذكر والانثى في الانسان والحيوان بل يخص الخلق اجمالا بما فيها جسيمات الذرة فالكون كله مبني على النظام الزوجي (ذكر وانثى) وقد طرح القرءان اغرب طرح يمكن ان يستفز عقل الباحث في نص شريف
(أَمْ خَلَقْنَا الْمَلائِكَةَ إِنَاثاً وَهُمْ شَاهِدُونَ) (الصافات:150)
(وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلونَ) (الزخرف:19)
ذلك الاستفزاز العقلاني يقع حصرا في مجهولية مخلوق الملائكة ولم يتعرف البشر على طول حضارته على المخلوق الملائكي ليتعرف على الصفة الانثوية او الذكورية وان قيلت بعض الارهاصات الفكرية فهي لن تكون ذا اثر تكويني ليتحدث عنها القرءان بمثل هذه النصوص المستقلة الجازمة بنفي الصفة الانثوية عن الملائكة .. الا ان الحبو المعرفي في القرءان سيحتاج الى دلالة البناء الزوجي لجسيمات المادة لمعرفة الصفات الذكورية والانثوية في الخلق المادي وننصح بمراجعة ادراجنا (الملائكة والجسيم الرابع) في الرابط التالي
الملائكة والجسيم الرابع
تبادلية الوسيلة هي اساسية من اساسيات الخلق وتبدأ من قاعدة الزوجين الذكر والانثى
(ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (الأنعام:143)
ثمانية ازواج لاربعة جسيمات في دقة طرح علمي قرءاني مهجور وقد سيق النص فقط لتأكيد سنة اساية من سنن الخلق وفيها ومنا يكون الكفر كما سنرى ..
الكفر ضديد الايمان .. ذلك ما استقر في عقول حملة العقيدة على مر عصورها منذ بدايات الرسالات الساموية مع نوح ليومنا المعاصر .. كفر .. ايمان .. وانحسر مفهوم الكفر في الكفر بالله باعتباره الكفر الاوحد وكأن غيره لن يكون
(وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)(آل عمران: من الآية97)
في هذا النص يكون الكفر بالحج هو الاكثر وضوحا من الكفر بالله وعندما نريد ان نبرمج عقولنا لتفهم حقيقة الكفر التكويني علينا ان نرسخ في عقولنا ان (مسك تبادلية الوسيلة) كعنوان فكري لمضمون تطبيقي يضع للكفر مفتاحا دقيقا في العقل
عندما يتم الامساك بتبادلية الوسيلة بين الذكر والانثى يكون الاستنساخ البشري او الحيواني كما مر في اروقة العلم مع نجاح استنساخ النعجة (دوللي) في نهايات القرن الماضي حيث امسك العلماء بتلك التبادلية لوسيلة الذكر والانثى في الانجاب فتم شطب الذكر وتفعيل الانثى فكانوا كافرين ...!!
عندما يمسك الانسان تبادلية وسيلة الرزق بين مصنعه او دكانه التجاري او وظيفته في البيع والشراء فانه يكون قد كفر بالخالق في صفته الرزاق ..
تبادلية الوسيلة بين البيع والشراء هي سنة خلق فطرها الله في البشر دون غيره فمن امسك تبادليتها بشطارته وفهلوته او دكانه او مصنعه فقد يكون قد امسك تبادلية وسيلة الهيه فقد كفر بصفة الخالق الرازاق وان صام وصلى واعترف بالوهية الخالق حيث يقع الكفر في صفة من صفات الخالق وليس صفة الخالق الاجمالية ...
عندما يمسك الانسان بتبادلية الخلق في نظرية التطور والارتقاء لداروين بحيث يكون الخلق بتلك التبادلية التي شرحها داروين يكون انما كفر بالخالق اجمالا .. أي امسك بتبادلية وسيلة الخلق مع خالقها ...
عندما يمسك الوثنيون بتلك التبادلية في وسيلة الخلق مع صنم او وثن او شمس او ثور او نار فان تلك التبادلية في وسيلة الخلق تكون كفر بالله اجمالا في صفته كخالق وهو مفهوم الكفر الشائع بين الناس
الغور عمقا في سنن الخلق (وسيلة الخلق) والتعرف على تلك المنظومة تجعل العقل البشري متمكنا من امرينى غاية في الاهمية
الاول : عندما يحتكم الانسان في نشاطه اجمالا بسنن الخلق أي ان يكون محكوما بها يكون في مسرب عبادي للخالق الذي خلق تلك الوسائل (السنن)
الثاني : عندما يتحكم الانسان في نشاطه اجمالا او جزئيا بسنن الخلق يكون متحكما بها وليس محكوما بها والتحكم بها هو مسكها في تبادليتها كما في الاستنساخ البشري او الحيواني
تلك الراشدة الفكرية مستحلبة من قرءان عظيم لم يغادر صغيرة او كبيرة
(وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً) (الجـن:15)
( وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ)(المائدة: من الآية42)
الله يحب المقسطين ... القاسطون لجهنم حطبا ..
المقسطون هم مشغلوا القسط ... القاسطون هم المتحكمين بالقسط
مشغلي القسط محكومين به مقسطون ... المتحكمين بالقسط قاسطون ..
محكوم ومتحكم ... بينهما فرق تكويني يضع للكفر برنامجا للتطبيق في الانشطة الحياتية فيكون من تعامل مع ماسكات الوسيلة محكوم بها ... مصنع او دكان انما هي ماسكة وسيلة الرزق اما ان تكون ماسكة تبادلية البيع والشراء فذلك مسك تبادلية وسيلة ولغرض توسيع دائرة الفهم سيكون
العملة التي يحصل عليها الناس من خلال مرابحهم التجارية والصناعية والمضاربات في البيع والشراء دينار او دولار او ريال او ذهب اوفضة ... تلك هي رزق الانسان ورزق عياله ..!!
من قال انها رزق فقد كفر لانها (ماسكة تبادلية وسيلة الرزق) ... الرزق الذي يرسله الله لعباده هو حنطة وفاكهة وخضر وثوب وحاجات تغني الانسان انشطته ... الفلوس ماسكة تبادلية للوسيلة ولن تكون ماسكة الرزق بل هي تبادلية في وسيلة الرزق وبالتالي من تمسك بها كفر ومن انفقها فاز وحصل على الرزق الذي وعد الله به عباده .. تلك مضامين عميقة ولكنها اصبحت عميقة في بئر عميق لاننا ابتعدنا عن مصادر الحكمة في القرءان واعتمدنا على سياقات مولودة معنا من الاباء وومن هم حولنا فاصبحنا من القاسطون ولم نكن من المقسطين ...
عندما نتذكر يقوم البيان فالتمسك بالفلوس هو (مسك تبادلية الوسيلة في الرزق) وهو كفر بصفة من صفات الله فكثير من الناس يصابون بالبخل الجزئي او بالبخل الاعمى ظنا منهم ان ما بين ايديهم من مال سينفذ ومن ذلك القلق يقوم البخل بدرجات متفاوته ولكن
(إِنَّ هَذَا لَرِزْقُنَا مَا لَهُ مِنْ نَفَادٍ) (صّ:54)
فمن امسك بتبادلية الوسيلة فقد كفر ..
ومن ومن جعل تبادلية الوسيلة في غير يد الله فقد كفر ... وفرعون القائل (ما من اله غيري) والالة التي نشغلها في زمننا المعاصر ان تصورنا انها امسكت تبادلية الوسيلة فهو الكفر بعينه فالالة من سيارة او قطار او طائرة او أي محرك (آلة) ان تصورنا انه يمتلك تبادلية وسيلة حركته فهو يعني (إله) وهو في القصد (آلة) .. فالآلة اله (إلاه) ونحن لا ندري فكنا من اللذين كفروا
(وَلَوْ أَنَّ قُرءاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (الرعد:31)
(ولا يزال الذين كفروا) هم الذين صنعوا واستخدموا الآلة ويظنون انها تمسك بتبادلية الوسيلة في دورانها وفاعليتها فيكون الله قد غادرها وحصل الفكر ... الاوربيون المتشدقون بمكتشفاتهم شطبوا الله من قاموس ما ينشطون فيه وتصوروا انهم قد تمكنوا من ارضهم وسمائهم في اكبر عملية (مسك تبادلية الوسيلة) فكانوا في اعظم كفر سجله الانسان على هذه الارض فذهبوا بعقولهم مذاهب شيطانية كبرى في تعديلات وراثية وتدخلات خلق في كثير من الشؤون ومنه شؤون عظمى فتغير الطقس واختلف المناخ وبدأ ذوبان القطب الشمالي ينذر بغرق كثير من المدن الساحلية لانهم (كافرون) فالذين كفروا وامسكوا بتبادلية الوسيلة في الخلق انما يدمرون كل شيء وهم فرحون وفيها جاء نص شريف
(إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (يونس:24)
تبادلية الوسائل ... بدءا من تبادلية الزوج في الخلق عند النشيء والتكوين صعودا الى اعلى انواع النشاطات الانسانية بما فيها التقنيات الهائلة ان كانت مسك تبادلية الوسيلة فهي كفر فائق وان كانت حيازة ماسكة الوسيلة وليس تبادليتها فان العبد في مقام العبد والخالق في مقام الخالق في الاول (كفر) وفي الثاني (شكر)
(قَالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرّاً عِنْدَهُ قَالَ هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) (النمل:40)
وتلك هي اعلى تقنية من تقنيات العلم المعاصر وفيها (شكر وكفر) فان كفروا فالله الغني وان شكروا فانما يشكروا لانفسهم ولكن أنّى لهم الشكر وهم بالرذيلة منغمسون .. قاتلهم الله فكفرهم شديد
تلك ذكرى ونحن نذكر عسى ان تنفع الذكرى
الحاج عبود الخالدي
تعليق