أن الفلسفة تتكون من مقطعين هما:
( فيلو ) و ( سوفا )
وهي تعني ( حب الحكمة )
والصراع الأجتماعي والسياسي الذي مرت به
حيث أن المعنى اللغوي لهذه الكلمة
بانصهاره مع النوازع العقلية
يؤدي الى تكوين مركب فكري قلق
يحاول الوصول الى حقائق الأشياء
وعدم قناعته بأنصاف الحلول
وأعطاء آراء ونظريات حول الأمور التي تأحذ
طابعا معنويا جدليا أكثر من كونها اختبارية تجريبية
من هنا نستطيع أن نعرف الفلسفة
بأنها حكم صادر من العقل نحو الاشياء بتفحص
البعد المعنوي للشيء متجاوز الحدود المادية
أي عندما يعرض لوحة فنية ويحكم شخص
متخصص بالرسم واللون نرى نقده
يتناول درجة اللون وقياسات
مواد اللوحة ودقة أو رداءة الرسم
وهو هنا ناقد فني ومتمكن كذلك
لكن الناقد الفلسفي يذهب نحو تأمل تحليلي
يتناول الحالة الذهنية والنفسية في المرحلة
التي رسمت فيها اللوحة والنتائج المتوخاة
من اللوحة كتأثير أجتماعي
يتجاوز مستوى الأعجاب باللوحة
وأنما يذهب لما تحدثه في نفس المتلقي
من تفكير وتفاعل مع مغزى اللوحة
هنا نلاحظ الفارق الكبير بين النقدين
أو التحليلين للموضوع نفسة .
ومن هنا نجد تلازم فكري بين الأنسان والفلسفة
فمتى بدأ التفلسف ؟
سؤال لا يوجد له تأريخ معروف
ولكن التحليل المنطقي
أن الفلسفة موجودة منذ أن وجد الأنسان
ونستطيع ان نستدل على هذه الفكرة
بأننا عندما نجد شخصا غير متعلم يعمل
عملا صعبا ذا مردود قليل فعندما تسأله كيف هو؟
يجيب بانه معدم أو هو ميت في هذه الحياة
في هذه الأجابة تناقض علمي
فهو موجود يتنفس اذا هو حي
فماذا قصد بالموت هنا ؟
أنه ذهب بفكره البسيط الى مقارنة
بينه وبين أقرانه من المتمتعين
وأعتبر أن الحياة مرتكزة بوجود الرخاء
وخلاف ذلك هو الموت
اذا هي نظرة تحليلية
لحياته الخاصة على بساط تحصيله العلمي
وبذلك يكون قد تفلسف بشكل فطري
ومن هنا نعتقد بالتلازم
بين فكرة وجود الأنسان ووجود الفلسفة .
فنرى مرور الفلسفة على مختلف العصور
بأدوار مختلفة متارجحة
ما بين السياسة والأقتصاد والأجتماع
وتأخذ أشكالا مختلفة بحسب الناطق بها
وبحسب المدة المعاصرة لها
ولكن على العموم كانت الفلسفة
مرتبطة بجميع انواع العلوم
لأن الشخص الدارس
لأحد العلوم أو لمجموعة منها وهذا
هو السائد في العصور السابقة
كان يرتبط أولا بالفلسفة
الى أن بدأت العلوم تنعزل عن الفلسفة
بدخولها الحقول التجريبية
وأخذها بالنتائج السريرية النظرية
ومن هنا أختطت الفلسفة لها طريقا
والعلوم طريقا آخر.
والفكر الفلسفي لم يكن محتكرا
على طائفة المتعلمين
أو السياسين بل كان يشمل جميع الفئات
بما فيهم الطفل عندما يخبر أمه أنها حياته كلها
فبأدراكه البسيط حدد كون كيانه أمه
الحياة الخاصة به وهو مدلول فلسفي راقي
بالنسبة للجانب المعنوي لثقافة الطفل
وهكذا كانت الفلسفة تأخذ تعاريفا مختلفة
بحسب الناطق بها
ففي الدين الأسلامي مثلا
اخذت الفلسفة جانب اللاهوت
اي الجانب المعنوي للحياة المادية المعروف
بالميتافيزيقيا أي ما وراء الطبيعة
وناقشت مختلف الأمور الجوهرية
في تكوين الخليقة والغاية من خلق الأنسان
والأهداف التي جعلت من الأنسان
على الصورة التي هو فيها خلاف بقية الحيوانات .
تعليق