سنن الخلق في المظلوم ..!!
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
عندما تكون الامثال القرءانية شاملة فان شموليتها دستور الهي لا بد ان يغطي كل تساؤل ولا بد ان يكون للمثل القرءاني حضور مع كل حيرة ومهما يكن الخفاء خفيا فان منظومة الخالق تذكر المكلف المتذكر بالقرءان ما لم يستطع ان يتذكره مكلف اخر هجر القرءان كقرءان بل جعله محراب عبادة فحسب ...
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرءانِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَى أَكْثَرُ النَّاسِ إِلا كُفُوراً) (الاسراء:89)
اعداء هذا الدين يخفون علومهم ... يخفون تقنياتهم ... ذلك ليس اتهاما لهم .. بل من مسلسل حضارتهم وهم القائلون ان منظومة الشبكة الدولية (النت) استخدمت منذ عام 1957 في البحرية الامريكية ولكنهم تصدقوا علينا بما هو بين ايدينا من (نت) في العقد الاخير من القرن الماضي ... !! فاي علم اصبح في حيازتهم اكبر من هذا النت لكي يتنازلوا عن منظومة الاتصال الدولي وتكون بين يدي الصبية والاطفال كما هي بين ايدينا الان ..!! انه تساؤل اثارة عقل وليس سؤال ...
ما تم طرحه في موضوعنا المنشور (حرب النجوم .. ضوء احمر) ينبئ بكارثة يقودها بشر تدمر بشر وفق معادلة سوداء يؤمنون بها ويدركون حجمها ويضعون لبرامجيتهم فيها مسالك تنظير فكري تصدر منهم في فتات كلام وتصريحات لتكشف نواياهم ... !!
في تقارير علمية راجت قبل عشر سنين تقريبا تم توجيه الاتهام للتزايد الانفجاري لسكان الارض والتزايد الانفجاري للثروة الحيوانية واعتبرت تلك التقارير ان ذلك التزايد لمخلوقات الدم الحار سبب مباشر في تزايد ثقوب طبقة الاوزون وهي الان مرشحة وبثوابت علمية لتدمير طبيعة الارض ومن عليها ويعزى السبب العلمي الى غاز الميثان الذي يخرج معدة تلك المخلوقات بشكل تكويني يتزايد بتزايد عدد المخلوقات ... !!
تلك الاعلانات قد لا تساوي شيء يذكر سوى اعلانات اعلامية وتقارير تنشر في الشبكة الدولية لا تمتلك بيانات تفتح سجل الخفايا التي تصاحب النوايا ولكن فاعلية اخرى تثور في العقل لتتكيء على القرءان في معرفة (برنامج الظالمين من القرءان) فيكون السؤال الكبير (اين الله من هذا الظلم) ويتفرع السؤال الى واقع نعيشه (اين الله من ذلك الظلم) ويتفرع ذلك التساؤل الى معرفة بيان خطير يهم كل الناس (اين يكون المظلوم في برنامج الخلق وكيف ينجو المظلوم من الظالم ..؟) .
الذي لمسناه وشاهدناه في تاريخنا المعاصر منذ بداية الحرب العالمية الاولى ليومنا الحاضر والاسلحة تزداد فتكا وعددا ويتفنن الانسان والعلم في تضخيم صفة الفتك بالبشر ليدمر البشر بشرا مثله في اقسى واصفة تلتصق بصفات البشر حيث تكون الاسلحة الفتاكة صفة سوداء تلتصق بحاضرة الانسان والتساؤل يكبر هل الظالمون احرارا فيما يفعلون ...!! واين الله في كل ذلك ..؟؟
معرفة ذلك يقع حصرا في متابعة الامثال القرءانية التي تتعامل مع النوايا الخفية وعلاقة الظالم بالمظلوم لمعرفة المربع الذي يمارس الله فيه هيمنته وجبروته على الخلق لان الله بيده ملكوت كل شيء ولا تقوم في الارض قائمة صغيرة اوكبيرة الا باذن الله .. ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين .. نرى ذلك البرنامج التكويني في
(إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً) (الطارق:15)
(وَأَكِيدُ كَيْداً) (الطارق:16)
ايتان منفصلتان عن بعضهما بشكل يحفز العقل الى سببية الفصل بين الآيتين رغم اتحاد موضوعهما مع رصد عقلاني لحقيقة الرابطه التي تربط الآيتين بواسطة حرف الواو (... و.. أكيد كيدا) ... وعندما يكون راسخا لدينا في منهج القرءان ان لفظ (آية) يعني ان الاية هي (الحيز الفعال كينونة) ... من ذلك النهج القرءاني في الخطاب يتضح ان كيد الظالمين في حاوية مستقلة تختلف تماما عن كيد الله فهو حاوية مستقلة ايضا ولكنها لن تكون من جنس الظلم وفعل الظالم الا ان بينهما رابط بدلالة حرف الواو (واكيد كيدا) ... تلك دستورية قرءان نمسكها ومن ثم نقظم بيانها باسنان فكرية شديدة المراس فهو عقل للذين يعقلون ... فالسارق يسرق ولسرقته فاعلية وهو (كيد) يكيده السارق لمجتمعه والله سبحانه له كيد منفصل ليس من جنس فعل السرقة فيكون كيد الله في وعاء اخر (مستقل) فيصاب السارق بنكبة في حريته فيسجن او في صحته فيمرض او في اولاد سوء ينجبهم فيكونون نكدا على ابيهم السارق الذي (كاد) فكاد الله له ...
(وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ) (لأعراف:183)
فاعليتان مستقلتان للكيد واحدة بيد الانسان والاخرى بيد الرحمن وبينهما رابط (وأكيد كيدا) والله يصف كيده انه متين ..
الكيد في علم الحرف القرءاني هو (مسك حيز منقلب السريان) ... هو .. هو ... في ماسكة عقلية متطابقة مع اسلحة تدميرية تـُصنع وتقنيات كبرى خفية على الناس تستخدم لقتل جماعي للبشر ..!!!
انهم يكيدون كيدا ... اللفظ الاول (يكيدون) ... يفعلون حيز ... ماسكة ... حيز .. منقلب السريان ... مرتبط .. بناقل طاريء ... ذلك هو لفظ (يكيدون) في علم اللفظ القرءاني ...
انهم يفعّلون ماسكة حيز مرتبط بناقل طاريء (صواريخ وطائرات واقمار صناعية تبثق موجات تفجيرية) ... انهم يختارون موقع يفعّلون فيه موجه (ناقل طاريء) وتسمى (الموجة المحملة) ولها ارتداد فتكون مرتدة فيكون التفجير (مفخخات) ... ذلك لا يعني ان وصف الكيد يقع حصرا في الاسلحة التدميرية في ترجمة (يكيدون كيدا) ولكن القانون الالهي العام يصف وصفا شاملا (خام) نحن نقوم بقرنه بمقاصدنا فهي عملية (قرن) .. تجري مع فهمنا للاسلحة المتطورة .. وتجري نفسها مع جهاز فحص سماكة المعادن بالذبذبات وهي نفسها مع جهاز (السونار) الذي نرى فيه صورا مرتدة من داخل اجسامنا وهو نفسه في جهاز الرنين المغناطيسي عندما يتم تصوير الموجات الارتدادية وهو ايضا في حفرة يحفرها المرء لاخيه كيدا منه ... وكله ايضا يقترن بالكيد المعنوي الذي نعرفه في حياتنا العامة عندما يكيد احدهم لاخر في فاعلية حيز منقلب السريان فنقول (حفر حفرة لاخيه) ... (ويكيدون كيدا) هو قانون الهي في منظومة الخلق نقرنه بمقاصدنا التي نعيشها الان (نربطه) لنعرف بقية المضامين التكوينية (اتيناه سببا) ... (فاتبع سبب) في ايتين مستقلتين ايضا في مثل ذو القرنين
أكيد ... هو في الحرف القرءاني ( كينونة مسك حيز منقلب المسار) فتكون (كيدا) هو مسك الحيز المنقلب المسار بفعاليه ... ومنه في قولنا العربي الفطري ذلك بيان أكيد او مؤكد وهو يعني انه من كينونة مسك حيز منقلب المسار وليس من ظن او ورأي فهو اكيد
تلك هي سنة خلق الله سبحانه فكل عملية مسك حيز منقلب المسار فعال يكون ممسك بحيز كينوني اخر الهي وقد احكم الله سلطانه في (وأكيد كيدا) ... فلا يوجد حيز فعال في سنة الخلق الا وله حيز فعال يمسك فاعليته ... !! فالله بيده ملكوت كل شيء ..
ذلك سيقع تحت العنوان القرءاني العظيم المجمد في التاريخ بواقعة بدر الا انه قانون الهي خام يتفعل في كل زمن ينشط فيه الخلق فهو قرءان دائم وليس قرءان منقطع بما حدث في التاريخ ...
(إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَلَوْ تَوَاعَدْتُمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ وَلَكِنْ لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ) (لأنفال:42)
فهو وعيد لاصحاب الكيد ووعيد لمن يقعون في حبال الكيد فهو لمن احتفر الحفرة ولمن يقع في الحفرة ايضا فيكون (لو تواعدتم لاختلفتم) فما من شيء يجري الا باذن الله وهو استكمال للضوء الاحمر في حرب النجوم ... فيكون النتاج العلمي القرءاني ان ( لو لم يكن الناس مستحقين لوعاء الضوء الاحمر واسلحة الدمار القاتلة فان الارادة الالهية تكون بالمرصاد) وبالتالي فان من حـُفرت له حفرة وهو غير مستحق لها فان مساره سيتغير عنها بموجب نظم الهية ولن يسقط فيها ... ولو تواعدتم لاختلفتم ...
الا ان الله وضع برنامجه في سنن خلقه وهي تواجه برامج الخلق (انشطة الناس) في الظلم والجور فيكون ما مسموح به من ظلم يساوي ما يستحقه من وقع عليه الظلم من مستحقات وفي ذلك جاء حديث شريف مشهور (كيفما تكونوا يولى عليكم) ... الا المتقون ... فهم في مفازة .. يدخلون المخاطر بارجلهم راضين مرضيين ولن يدخلوا المخاطر الا بموافقتهم فالشهيد بالحق ان لم يوافق على الموت فلن يموت ... ولا يمكن ان تاخذ السيوف اجسادهم الا حين يوافقون على ذلك من اجل برنامج خاص ارتضاه الله لهم ... مثله مثل سجن يوسف فقد كان برضاه (رب السجن احب الي) فانفسهم (راضية مرضية) ... وفي غير تلك البرامجية المسنونة من صاحب السنن فلن تصيبهم مظلمة من ظالم ابدا ...
تلك تذكرة لمن يريد ان ينجو من ظلم ظالم (فبدلا من ان نبطش بالظالم نفكر كيف نخرج من سطوته بارضاء الله) .... فان كنت رضيا لله كنت راضيا عن الله ولن ينال الظالم منا فالظالم يفعل فعله في سنن الخلق وباذن الله والخلاص من الظالم يكون في الاقتراب من الله فان تكاثر المؤمنون واصبح لهم جمع انحسر الظلم عموما وسقط الظالمون اما ما دام مستحقي الظلم كثرة تتكاثر فالظالم يعمل وفق سنة مسنونة ولا يستطيع مظلوم ان يقضي على ظالم الا اذا كان ظالما مثله ليحل محله ولنا في مثل فرعون عبرة ففرعون لم يقتله موسى ولم يقتله بني اسرائيل بل اغرقه الله لان الله يحمي الثلة من بني اسرئيل ان اجتمعت
(وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلا يَخَافُ ظُلْماً وَلا هَضْماً) (طـه:112)
ورد اسم المظلوم في القرءان موصوف بصفة فردية عالية الوعد عظيمة النفاذ
(وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً) (الاسراء:33)
علو الوعد الالهي واضح مذهل (لوليه سلطان) ولن يكون سلطانا عاديا بل مرتبط بتكوينة خلق عظيمة من الله (فلا يسرف في القتل انه كان منصورا) .. فان اسرف .. فقد الوعد الالهي في انه (كان منصورا)
وجاء في دستور المسلمين قانون الهي فيمن ظـُلم
(لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعاً عَلِيماً) (النساء:148)
وورد في كتاب الوعد والوعيد قرءان الله قانون عظيم في الذين (ظـُلموا)
(وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ) (النحل:41)
يتبوأون في الدنيا حسنة جزاءا لهم لانهم (ظـُلموا) وذلك برضاهم لانهم (هاجروا في الله) فكان جزاء ما تعرضوا له من هجرتهم ان يتبوأوا حسنة الدنيا ..!!
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الحج:39)
ومنهم يقاتلون (يوقفون صفة لوقف صفة اخرى) فمن اوقف بيع العنب في قرية تصنع من العنب خمرا فهو (قتل) حق من حقوقه في بيع غلته من العنب فيكون قد (ظـُلم) بسبب تلف غلته او نقص في ثمنها عندما يبيعها في قرية اخرى فيكون الله ناصرا له بوعد الهي
(إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء:227)
انهم انتصروا وهم المستثنون (الا اللذين أمنوا) فان (ظـُلموا) فقد (انتصروا) في قانون الهي محكم ...!! ورد النصر بعد الظلم فالظلم كان نصرا لهم ..!!
وهل بعد هذا البيان بيان ... فالنجاة من الظالم .. تقع حصرا في احتضان دائرة الله قولا وفعلا وبكل شاردة وواردة ... فلن يكون للظالم في دائرة الله سبيلا ... فلا ضوء احمر من حرب النجوم ولا اسلحة تدميرية يتحكم بها الظالمون طريقا الى المنصورين بامر الله ... فالله ناصرهم رغم انف الظالمين
الحاج عبود الخالدي
تعليق