شجون من جانب الحرم
المكي
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
المكي
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
كان معي في وجداني الملتهب كل مؤمن يعشق ايمانه وانا اطوف حول البيت في طاعة منسكية لرسول الرحمة عليه افضل الصلاة والسلام .
وانا ارى اهلي وقومي يطيعون نبيهم بشغف بالغ وهم بعيدون عنه اكثر من اربعة عشر قرن من الزمن فاحسست كم هي عظيمة تلك التكوينة الالهية الصادقة الوعد في حفظ الذكر رغم طول الامد ... ما شهدنا في التاريخ رجلا يطاع بمثل هذه الطاعة ... طاعة المسلمين لمحمد عليه افضل الصلاة والسلام ... قرون متلاحقة متلاطمة بسرائها وضرائها وطاعة رسول الله قائمة ... تلك من مصداقية الرسالة في تكوينة الخلق لخالق جبار ...
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)
كيف لا ... ويرى كل مؤمن ذكر رسالي متجدد لا يهدأ ولا يخفت وزحمة طائعين لا تنقطع فيعرف كيف يكون الذكر محفوظا بين حملة القرءان ... لا يندثر بالزمن ... ولا تمحقه حضارة براقة ... ويبقى المنسك قائما مقبولا في (قبلة) مرضية ... في جنباتها سر عجيب وبرهان عظيم ... يجب ان يهز مشاعر الذين امنوا ليذكروا ... فالذكر لهم وليس لغيرهم ..
وما هو ذلك الذكر ...؟ وكيف يكون ...؟ في شجون عقل تقلب في القرءان ... يبحث عن بطاقة نصر ينتصر بها الذين امنوا ... ليدحضوا سخرية الساخرين .. ويمحقوا كفر الكافرين .. وهل ستبقى شجون ...؟ تقترب من حلم يقظة ...؟ سرعان ما يختفي الحلم في واقع قاسي .. !!!
كل شيء قديم .. تلقفه العلم الانساني ... وفتح دروبا للمعرفة .. تلك اللغة المسمارية .. لغة الفراعنة ... وضعت على مطارق معرفية معاصرة ... ففهمت وترجمت ... واصبحت علما ينحني له العلماء .. ما بال قومنا عن مفاتيح علوم الله ساهون .. !!! فيها لا يبحثون .. وكأنها صخرة جامدة لا حياة فيها ..!!
انها علوم العقل ... تقيم سببا للذكرى ... فهي (ذكر من ربكم) وفي كل منسك من مناسك رسول الرحمة مفتاح علم للعقل ... وتلك فرصة حملة القرءان ... في فتح ملف العقل بعد ان اغلقه المتحضرون فقالوا ان (العقلا بلا جواب) فقد احكم الله اياته ... فكانت ... وتكون ...علوم العقل في القرءان ومناسك الحج ومكة وبيت المقدس .. ما هي الا مفاتيح لتلك العلوم ...
ومن هنا ... من جوار بيت الله الحرام ... ادعو عاشقي ايمانهم ان ينفروا الى كتاب الله المحفوظ فهو ذكرى تذكرنا العلم الذي وعد الله خليقه الانسان ان يعلمه ما لم يعلم ..
انها والله بطاقة نصر كبرى لحملة القرءان ان يحتشدوا حوله ويقرأوا القرءان ويتلون اياته حق تلاوة فيكون الحق بين ايديهم .. بطاقة نصر لنا ولمن بعدنا ...
ذكرى لمن يتذكر ... تساؤلات اثارة تثور العقل ... فيقوم العلم في اروع بيان قدمه ربنا لان اياته بينات ...
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدىً لِلْعَالَمِينَ * فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ) (آل عمران:97)
اين تلك الآيات البينات ..؟؟ انها لا بد ان تكون في صدور الذين امنوا .. واين هم ..!! الم يأتي الوقت الذي فيه يرفعون القرءان للعلم ..؟؟ انه والله بانتظارهم ... مذخور ليومهم .. في زمن الحاجة اليه ..
انها ذكرى تقيم العلم .. لماذا سبعة اشواط حول البيت ..؟؟ لماذا سبعة اشواط في السعي ...؟؟ ما هو مقام ابراهيم ..؟ هل هو رمز تاريخي ..؟ ام انه موقع علمي عظيم ..؟؟ فيه هندسة ميدان تذهل عقل الباحثين ... الا انهم غير موجودين ..!! فما من باحث علم في القرءان ...!! الا من يتفرج على نصوص على نصوص القرءان ...!! ويتغنون بالحانه ... ويعالجون حركات الفاظه وهم عن الفاظه ساهون ...!!
انها تثويرات عقل يبحث عن منظومة خلق فطرها الله في دينه (الاسلام) بها يواجه المسلمون اكبر هجمة على كيان الاسلام في تاريخه ..!!
عقولنا محتلة ... يوم تتحرر العقول ... ويمتلك الانسان ناصية عقله الايماني .. سيرى ايات الله بينات .. بينات ... بينات ...
لقد غزت الحضارة وتقنياتها اركان الحرم الشريف وما حوله ... تقنيات البناء .. تقنيات التبريد ... تقنيات الانارة والاتصالات ... تقنيات المياه .. وكل شيء حتى ملابس الحجيج ترى فيها تقنيات هذا الزمان ... الا ان الايات البينات بقيت غير بينات وكأن امرها لا يهم المسلمين في شيء .. فهي في شجون متعثرة في وجدان المؤمنين .. تبحث عن يوم للخلاص .. وبين ايديها مفاتيح الخلاص .. الا ان الناس ينتظرون العلم من عواصم العلم .. ففي النفوس استكانة علمية قاسية ... علم مستهلك .. نحن له ساعون ... علم مكتسب من اهل العلم ... نحن له حائزون .. علم من قرءان الله ... نحن عنه عازفون ... حتى نلاقي ربنا ولا عذر لنا بين يديه الا الاستكانة التي احتلت عقولنا ونحن بها مقيدون ... !!
صراع فقهي قاتل ... يقتل كل امل .. ولا امل ... الا في ولاية الله ... فهل اجد معي من يسحق كل ولاية الا ولاية الله .. فيكون على سنة ابراهيم ... ليرى ملكوت السماوات والارض .. وليكون من الموقنين ...
الحاج عبود الخالدي
تعليق