العدل الالهي بين الماضي
والحاضر
والحاضر
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
عندما يترجرج الفكر المستقل في حاضر قاسي يمر به اهل الاسلام وحملة القرءان يولد في العقل سؤالا لن يقبل العقم ... بل لا بد من جواب ..
لا نبي فينا ... لا شخصية اسلامية مثل الصحابة فينا ... لا وحي منزل ... لا فتح .. لا نصر ... اين عدالة الله فينا ...!! ونحن حيارى ... لا نملك ما امتلكه رعيل الاوائل ..!!
سؤال يحتاج الى صحوة عقل في وضع الماضي والحاضر على كفتي ميزان لمعرفة الحكمة الالهية في استمرارية الاسلام ويقوم السؤال الاخطر
هل العقيدة امتلكت زر تشغيل ابتدائي من يومها الاول حصرا ...؟؟ واصبحت العقيدة ذات مشغل واحد في التاريخ ..؟؟ كيف ارى عدالة الله فينا كأمة تسعى لتكون اسلامية المعتقد وزر تشغيل العقيدة مدفونا في تاريخ ... !!
المسلمون متمسكون بماضيهم بصيغ عبادية عالية الفاعلية ..؟؟ يتقربون الى الله من خلال تقمص حياة الصالحين من حقبة الاسلام الاولى ... هل ذلك هو الحق الناجز لتشغيل منظومة الاسلام فينا .. ؟؟ وكيف نقرأ الحق في تقمص الشخصيات الاسلامية التي يتمسك بها المسلمون بكافة مذاهبهم بلا استثناء فلكل مذهب قديسون ومن خلال تقمص شخصياتهم والتمسك بوصاياهم واقوالهم يتم تشغيل العقيدة في جماهير المذهب المسلم ... تشغيل العقيدة في عقل المسلم يبدأ منهم ويستمر معهم ...؟
ان كان قرءان ... فيفهم من خلالهم ... وان كان سنة شريفة ... فتعرف من خلالهم ... ونحن نبحث عن زر التشغيل العقائدي في منظومة الاسلام لنتعرف على العدالة الالهية بين مسلمي الامس واليوم والغد ...
هل تبدأ مشغلات العقيدة من تاريخ الاسلام ...؟؟ اين عدالة الله في ذلك ..؟؟ ولماذا ربنا وضعت لايماننا بداية لا بد ان تكون في تاريخ متنازع عليه ..؟؟ مختلف فيه ..؟؟
ربنا اين عدالتك لتمنح الاباء فرصة التنعم بصحبة عمالقة العقيدة وتحرمنا من تلك النعمة لنكون في زمن تتقاذفه الشبهات والمختلفات والصراعات وتريد منا ربنا ان نكون مسلمين ..؟؟ ولا تقبل غير الاسلام دينا ...
ربنا ان رحمت المسلمين بالصالحين من الصحابة والأئمة في الزمن الماضي ... فاين مثل تلك الرحمة فينا ..؟؟
وتبدأ كفة الميزان تميل ميلا شديدا في العقل الا ان عدالة الله لا تقبل لتلك الكفة ان تميل لانها عدالة مطلقة ... !! سنجد ان الميل في عقولنا ..!! ومنظومة الاسلام لا عوج فيها ... !!
من قال من الاولين اتبعوني بعد موتي ..؟؟ من قال من الصحابة اني اخاطب البشرية كلها ... من قال من الصالحين ان ما اتركه من اثر هو دستور ملزم ..؟؟ تلك اقوالنا ولم تكن اقوالهم ... تلك تصرفاتنا ولم تكن مطالبهم ..
ويبقى العقل يبحث عن مشغل الايمان ... ونسأل الله .. ان ربنا هل الاسلام يتفعل بالعقل من خلال تراث الاسلام ..؟؟ ام ان منظومة الاسلام تمتلك عنصرا تشغيليا فعالا مع كل انسان ... وفي كل زمن ..
الله يجيب على هذا السؤال بشكل قاطع ويقيني ولا ريب فيه
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)
هل نشطب هذه الاية من القرءان ..؟؟ ام انها للذين سبقوا وهي ليست لنا وليومنا ..؟؟ ومن يقيم وجهه للدين بفطرته في زماننا ..؟؟ اليس جميعنا نقيم وجوهنا لتاريخ الدين ورجالاته ونترك تلك الفطرة التي امرنا الله بالقيام بها ... !!
قرءان الله فينا ... سنة رسوله فينا ... فطرة الخلق فينا ... فلماذا تاريخ مؤرخ ..؟؟ ومن اين لنا اجازة ذلك التاريخ ..؟؟ ليكون دستورا لعقيدة تشغل الايمان في عقولنا ..؟؟
القرءان ... ليس فينا بل في تاريخ ابائنا ... تلك هي منهجيتنا الاسلامية .. ناخذ النص القرءاني من خلال ما قاله السابقون في تلك الاية ... !! هل ذلك الحق المرتجى ..؟
السنة الشريفة ... ملئت القرءان ... المناسك فعل متواصل من يوم اعلانها ... ليس لها تاريخ بل فعل مشهود واذا اردنا ان نمسك بسنة المناسك فانها وردتنا فعلا متواترا مشهورا مشهودا وليس قولا منقولا ..
تبقى عدالة الله قائمة ... كل انسان له فطرته في الدين ... لا يقيم وجهه نحوها .. بل يستبدلها برؤية تاريخية فيرى الدين في تاريخ الدين وليس بفطرته التي فطرها الله فيه ... من ذلك يتضح بشكل مؤكد ان عدالة الله قائمة فينا ولكننا اوقفنا فاعليتها بارادتنا واصرارنا على ان يكون الدين منقولا الينا من الاباء وكأن الاباء هم للذكر حافظين ونسينا ان الذكر محفوظ بارادة الهية وقانون الهي صارم ...
انها اثارة عقل وليس رأي يقال في قاموس الاراء .. وكل عقل له في هذه الاثارة حق مشاع ليرى ربه بعقله بلا واسطة .. تلك فطرت في الخلق .. مهجورة ... مستبدلة ...
بها نقيم الحاضر .. بها نمتلك تشغيل الايمان في عقولنا .. دون ان نستورد مشغل الايمان من ماضينا ..؟؟ تموت المذهبية ... تختفي الصراعات ... يقوم الاسلام كما اراد الله له ان يقوم في يومه الاول لانه في فطرت الخلق البشري
الحاج عبود الخالدي
تعليق