الهوية الاسلامية والحدث
السياسي
السياسي
دأبت الجماهير الاسلامية ومن ورائها اعلام مكثف على ربط الحدث السياسي من خلال شخوص الحدث خصوصا عندما يكون الحدث مؤثرا في اولئك الشخوص ولعل الحرب الاهلية اليوغسلافية كانت خير مثل يصف هذه الاثارة فقد ركز الاعلام في تلك الحقبة ان الصراع كان صراعا اسلاميا رغم ان المنظومة الاسلامية لم تكن فاعلة فيهم وهم لا يعرفون من الاسلام اكثر من انهم مسلمين تاريخيا عدا بعض النشاطات الاسلامية الواهنة لافراد معدودين ..!! وذلك ليس بحدث وتر في منح الحدث السياسي صفته الاسلامية فقد دأبت موسسات الدولة الحديثة ان تتخذ من اي دانية تدنو من الصفة الاسلامية كذريعة لوصف الحدث بصفة اسلامية ومنها تقوم بتجيير الحدث الى ساحة اسلامية وعناوين ورموز اسلامية مما يدفع المراقب الى حمل سلة من التساؤلات تطرح في هذه الخيمة الفكرية ليس لغرض ابراز الرأي المختلف بل من اجل وصف تفاعلية الاعلام الجماهيري والمقود الذي يقود الجماهير الى ساحة فكرية مسبقة الاعداد ..
الحدث السياسي الاخير مع قافلة الحرية المتوجهة الى غزة والعنف النازي الذي استخدم ضد المدنيين وما صدر من الاطراف الثلاث التي مثلت شخوص الحدث وكان اولها عناصر القافلة انفسهم فهي قافلة مدنية اعلنت اهدافها في محاولة كسر حصار غزة ولم تتبنى في ذلك النشاط أي صفة اسلامية ولم يكن من اهدافها المعلنة هدفا اسلاميا واضحا وكان فيها عناصر غير اسلامية اضافة الى حشد مسلم لم يتعامل مع صفتهم الاسلامية بل طغت عليه الصفات الانسانية والشرعية الدولية تأكيدا لحق شعب غزة في الغذاء
الجانب التركي الذي تبنى الجانب الاصولي في ذلك الحدث من ممارسات قانونية صدرت من ساحة تركية اعقبها الموقف التركي على لسان رئيس الوزراء التركي بعد الاعتداء الاثم على القافلة في خطاب مرتجل مطول في البرلمان التركي الذي شهد مقاطع كثيرة من التصفيق الحار لكلمات مهمة من خطاب رئيس الوزراء والمراقب لذلك الخطاب سوف لن يجد أي صفة اسلامية في خطاب رئيس الوزراء وانصب غضب الكلام على خروقات قانونية وتم التركيز عليها بشكل واضح جدا فالقانون كان سيد الخطاب التركي والقاعدة التي تضع دولة اليهود في وصف السوء عند خرق القوانين النافذة والقوانين الانسانية في تجويع امة من الناس ..!!
الموقف اليهودي انصب على أمن اسرائيل وحق اسرائيل في الدفاع عن امنها واستقرارها الذي تخترقه صواريخ الغزيين ولم تحمل التصريحات اليهودية أي نوع من انواع العناوين الاسلامية سوى اشارة صحفية الى ان حماس تمثل التطرف الاسلامي في المنطقة وحيكت كافة مفاصل الحدث السياسي خارج أي عنوان اسلامي ...
التساؤل الكبير كيف انقلب الحدث الى موصوفات اسلامية في الشارع الجماهيري ولماذا ذلك الانقلاب ومن هو صاحب الحراك الذي قام بعملية الحشو الدافع نحو منازلة اسلامية يهودية في حادثة اسطول الحرية ... !! تلك الاثارة قد تكون خالية من الهدف فان الوجدان الجماهيري يتحرك دون ان يكون للوجدان الجماعي مقود يقوده بل هو تثوير فطري ينطلق من وجدان الجماهير والجماهير هي التي تضع لوجدانها مفاتيح الحراك ولا يملك احد ان يتحكم بها ..
عطفا على هدف هذه الاثارة نستذكر حملة البريطاني (جلوي) في تسعينات القرن الماضي لفك الحصار عن العراق والتي امتلكت حدثا سياسيا متطابقا مع هدف اسطول الحرية الا ان وجدان الجماهير لم يمنح ذلك الحدث السياسي صفة اسلامية رغم ان شخوصه كان بينها مسلمين ..!! وبما ان بين الحدثين السياسيين تطابقا فان اختلاف حراك الجماهير الوجداني بينهما يحتاج الى وقفة تأمل لنتسائل
هل هنلك من يتحكم بمفاتيح الوجدان الجماهيري ..؟؟ ومن يكون ..؟؟ وما هي وسيلته ..؟ وما هي اهدافه ..!!! ام ان وجدان الجماهير كان مع حملة (جلوي) غير اسلامي الحراك ..؟؟؟ !!!
الحاج عبود الخالدي
تعليق