بعاطفتين أثنتين : الحب أو الحقد
ولن نجد في تاريخ الآداب العربية كاتبا مجيدا أو شاعرا بليغا
أو خطيبا منطقيا خلت نفسه من ورقة الحب أو قسوة البغض
والسر في عبقرية البحتري مثلا يرجع الى قوة شغفه بمعالم الجمال
كما أن السر في عبقرية ابن الرومي يرجع الى تطيره وحقده
على من عرف ومن لم يعرف من سعداء الناس
وكذلك يعود السر في تفوق عبد الحميد بن يحيى الى مروءته
ونبل نفسه
كما يعود الفضل في فصاحة الحجاج الى ما كان يضطرم في صدره
من نيران الحقد والضغينه والبغض على الثائرين من أهل العراق
وأبو حيان التوحيدي رجل خلفته البأساء وأنشأة الحقد على الموهوبين
من أهل العلم والأدب والجاه ولن تجد في صميم أدبه الا رعدا يزمجر
كلما مر بباله الغنى والفقر والنعيم والبؤس والنباهه والخمول
وما أحط الأدب اذا سخر لأهل الملك والسلطان
وقال بديع الزمان في طبائع الناس :
كذاك الناس خداع الى جانب خداع
يعيثون مع الذئب ويبكون مع الراعي
وآخر يقول
يزدحم الناس على بابه والمورد العذب كثير الزحام
وأقول :
ويرحم الله من يعاني ثورة النفس ، وقسوة الزمان