عبارة عن قشرة جامدة واقفة على مائع مذاب من مواد معدنية ملتهبة في أضطراب وغليان في جوف الأرض
لحرارته الهائله ولولا هذة الجبال التي أثقلتها وأشتبكت أصولها
وهي من الأحجار الصلبة لكانت الزلازل دائمة الخسف والشق وهلاك الأنفس في كل يوم .
ولكن الحكمة الالهية أقتضت تصلب القشرة الأرضية بالأحجار كي
لا تميد بأهلها.
قال تعالى
{أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا} (6) {وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا}(7) النبأ
وقال تعالى
{وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} (15) النحل
وقد دلت هاتان الآيتان وغيرهما من الآيات الكثيرة في القرآن على
ان للجبال منافع كثيرةعنها ) أنها رواسي تثقل الأرض فتحفظها من الاضطراب والأنشقاق الحادث من الزلازل.
(منها) أنه بواسطتها تكون المياه النازله منها الى السفوح سببا لحصول الأنهار وطرقها
التي تجري فيها المياه على وجه الأرض .
ثم أن الدليل على أن العيون والأنهار كلها من الجبال
فوجود الجبال هو السبب
في عمارة العالم وحياة حيوانه ونباته .
ومنها أن سكان البوادي والقفار من الأعراب وغيرهم يتخذون من الجبال حصونا
منيعة وقلاعا قوية تحرزا من الأعداء.
أن الجبال بشهوقها تمنع حركة الهواء الشديدة في أغوار ألرض
لكيلا تجفف ما دخل فيها من المياه وتحفظ البخار المتصاعد الى السماء من التبدد.
وأنها تكون محلا للمعادن بأنواعها وهناك منافع
كثيرة أخرى لا يعلمها الا المقدر لها في سابق علمه جلت قدرته.