بريد العقول وترجمة القرءان
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
يقول علماء الاحياء ان الطفيليات تمتلك البرنامج البايولوجي لمضيفها الذي تتطفل عليه فتقوم عند الباحث ماسكة عقلية لسنة خلق يراها العلم في ناظور مادي .
وعندما يذهب اولادنا الى فرنسا لغرض العلم عليهم ان يفقهوا اللغة الفرنسية ومثله اذا كان اولادنا في بريطانيا او روسيا عليهم ان يدرسوا الانكليزية او الروسية لانهم اطفال (متطفلين) على علوم تلك الاقوام وبالتالي عليهم ان يقيموا منظومة الاتصال العقلاني لكسب المعرفة والعلم ..
ذلك هو بريد العقول حيث ينتقل البيان من عقل الى عقل اخر عن طريق رابط لغوي يتعامل مع عقلانية تكوينية ولا بد ان يحمل دستورية تكوينية في لغة المتلقي ...
عندما بحثت هذه النقطة في اناس هجروا مجتمعهم العربي في اوطان المهجر كنت ابحث عن ذلك الرابط في العقل وطرحت سؤالا على عشرات من التقيتهم والسؤال هو (عندما تفكر مع نفسك هل تفكر بالعربية ام بلغة المهجر) ... كانت الاجابات مختلفة بين من يتفكر مع نفسه بلغة وطنه ومن يفكر بلغة المهجر ومن يخلط بين الاثنين الا ان المفاجأة كانت ان تلك الاختلافات كانت مرتبطة بزمن الهجرة فمن طالت هجرته لتكون اكثر من 15 سنة كان يؤكد لي بضعة منهم انهم يفكرون بلغة المهجر وعند متابعة اخرين في اوطان اخرى حصلنا على نفس النتيجة وتنحسر ظاهرة التفكر بلغة المهجر كلما كان زمن الهجرة قصيرا حتى تكون صفرا عندما يزور العربي بلدا اعجميا في زيارة مؤقتة .
تستطيع العقول البشرية ان تحصل على صندوق للبريد بينها بديلا عن اللغة مثل سحنات الوجه او الاشارة باليد او باستخدام الصورة فاذا كنت تريد ان تقول اللون الاحمر بلغة لا يعرفها من تريد افهامه فيمكنك ان تريه اللون الاحمر ليفهم مقاصدك في بريد عقلاني بديل عن اللغة ...
ولكن القرءان حدثنا عن بريد عقلاني بين النملة وسليمان وبين الطير وسيلمان في اشارة قدسية الى وجود بريد عقل في الخلق خفي على البشر ولكنه موجود في سنن الخلق وقد نجده في صيغ كيميائية كما في مادة (الهيكسانول) التي يبثقها النمل لاعلان الخطر او في لغة حركية كما يجري بين النحل او لغة راديوية كما في مخلوق الخفاش ويبقى الانسان سيد المخلوقات الا انه يمتلك مساحة لغوية واسعة يستخدمها حصرا في الفهم والافهام ولن يسعى الى غيرها حتى ان استخدام نظام البدائل كما في الحاسب الالكتروني حيث يحول ازار الحاسوب ونظامه بشكل ينقلب الى صندوق لغوي في حين ان حقيقة ذلك الصندوق هو حركية الكترونية لا تفقه من اللغة شيئا ..
الترجمة اللغوية هي السبيل الوحيد عند البشر في توسيع تخصصية بريد العقول بين حملة وعائين لغويين منفصلين حيث ينتقل البيان من وعاء لغوي معين الى وعاء لغوي اخر من خلال برامجية الترجمة وتعتمد نسبة النجاح في انجاز التبادل البريدي على قدرة المترجم ومدى احتوائه لوعائين لغويين بشكل منضبط وبالتالي فان رصد حركة البريد العقلاني تقع في نفس الوعاء اللغوي وبما ان المترجم يمتلك وعائين لغويين فهو يستخدم الاول في (التلقي) ويستخدم الثاني في (البثق) وبالتالي فان البريد العقلاني الذي ينتقل من وعاء (الفهم) الى وعاء (الافهام) في الوعاء اللغوي يحتاج الى وسيط يمتلك وعائين لغويين في آن واحد (تلقي وبثق) ليربط بين (الفهم والافهام) لعقلين في لغتين منفصلتين .
قواميس الترجمة لم تشكل نجاحا ملحوظا في تفعيل بريد العقول بين وعائين لغويين الا ان (الترجمة بتصرف) ادت دورا اكثر ايجابية لان المترجم الذي يترجم اللغة بتصرف منه انما يفهم اولا ليفهم الاخر في اللغة الاخرى أي ان المترجم (بتصرف) ينقل نظام (الفهم) من وعاء لغوي الى وعاء لغوي اخر ومن ذلك تقوم الاثارة التالية .
لماذا لا يسمح بترجمة القرءان الى لغة اخرى (حرام) ...
مشروع مطروح للمناقشة في دوحة عشاق اللغة .
الحاج عبود الخالدي
تعليق