ظهور الدين في مختبرات
المعاصرين
المعاصرين
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
لعل المتابعين الافاضل لمذكراتنا في علوم الله المثلى يلاحظون استخدامنا للمادة العلمية المعاصرة كمعيار للفهم العقلاني وليس كثابتة علمية نهائية ومن ذلك يكون ثبات المادة العلمية من مصدرية قرءانية ولن تكون من ناصية علم مادي يتخبط بين النظرية والتطبيق رغم النجاحات الهائلة في التقنيات ..
من اهم مراصدنا في الدين وبحوثنا العنيدة في القرءان يظهر بشكل جلي ان الناشطة العقلانية مهيمنة على التطبيق المادي وتلك الهيمنة تؤتى من سنن خلق سطرها الله سبحانه في القرءان وتم تنفيذها في ميدان التطبيق العقائدي تحت نشاط اسمه (نية المنسك) ... فلا يمكن ان يقوم المنسك في وضوء اوصلاة او صوم او حج او ذبح الا ويتوجب ان تكون (نية التقرب الى الله) واضحة جلية في عقلانية القائم بالمنسك المادي وبالتالي تظهر بشكل واضح الهيمنة العقلانية (النية) على المنسك الشرعي فمن صلى من اجل ارضاء ذويه فلا صلاة له ومن حج من اجل شهرة او مباهاة فلا حج له ومن ذبح دون نية الذبح حرمت الذبيحة وهكذا تبدأ الانشطة الشرعية من لحظة ولادتها العقلانية النشيء غير مادية وهي تقع حصرا في الشهادتين بدءا برحلة اسلامية للفرد تشمل مجمل حياته المادية واللامادية بسيطرة عقلانية واضحة التأثير
(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (لأنفال:2)
وتلك ناصية عقل ... وهذه
(قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ) (المؤمنون:10)
(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) (القصص:5)
صفات عقلانية فيها (فلاح) وخاتمة لعشر ايات (عشر فاعليات) تكون اخرها ارث ... والارث هو ان يكونوا (ائمة) في الارض ... وكل ذلك النشاط عقل محض حتى في الزواج والانجاب عقل (عقد شرعي) يحل الفروج سواء للمرأة والرجل .. وفي غيره (العقد) ضياع وضياع رغم ان ميكانيكية العلاقة بين الرجل والمرأة غريزية النشيء موجودة في الانسان والحيوان الا ان العقل في العقود تهيمن على أي نشاط واهم ما ينشط به الانسان غريزيا هو التزاوج ولكن (العقد) قبله وهو المسيطر في مسيرة الفلاح والفوز ...
في السنين القليلة الماضية ظهرت دراسات مختبرية تؤكد الهيمنة العقلانية على المادة وقد اكد باحث اوربي ان تجاربه على الماء اكدت اختلاف جوهري في طيف الرنين النووي للماء بين وعاء ووعاء بمجرد الاختلاف بتسمية الماء في الوعاء حيث شاهد الباحث ان تسمية عينة من الماء باسم كذا سوف تختلف في الطيف عن عينة اخرى باسم اخر رغم ان العينتين من مصدر واحد للماء .
في محاولة اكثر حداثة قدم باحث ياباني دراسات استخدم فيها طريقة اخرى وهي عند تحويل الماء الى ذرات منجمدة حيث يقوم ببثق رذاذ الماء في غرفة فائقة التبريد ليحصل على كريستالات متجمدة من الماء ليلاحظ فرقا كبيرا في اشكالها الهندسية لحظة انجمادها فشاهد بوضوح ان الماء عندما يزعجه الباحث وينبئه بكلمات مزعجة كالكره او بصفات دنية تظهر كريستالاته المجمدة عشوائية وغير منتظمة ولها صورة مزعجة غير مريحة .. وعندما يتكلم مع الماء بشفافية وبكلام جميل تظهر الكريستالات باشكال هندسية جميلة تسر الناظر ..
قام ذلك الياباني بقرءاة القرءان على ماء من قبل احد المسلمين فوجد ان كرستالات الماء المنجمدة رسمت له اشكالا هندسية رائعة وذات نسق جميل مما دفعه الى تقديم تقاريره معززة بالصور الى الازهر وتحدثت عن ذلك بعض الصحف وبعض المواقع الالكترونية .
المؤمنون بالله وبشريعة المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام لا يهزهم مثل تلك القراءات العلمية لانهم يمتلكون موقعا فكريا يعبر سقف تلك النتاجات العلمية فعندهم مضامين (العقد) وهي عقلانية محض فهي مصدر أي نشاط يقومون به او فيه من مأكل ومشرب وملبس ومسكن وفي الحكم الشرعي نقرأ ان يحق لك الشرب او الوضوء من النهر العام ولا يحق لك الوضوء او الشرب من ساقية في بستان الا باذن صاحب البستان وفي تلك رابطة خلق تعبر سقف البحوث الاوربية والبحوث اليابانية وان استحضار تلك البحوث في متصفحنا هي لغرض منح العقل الايماني ثقة عالية فوق علوم العصر وان المؤمن مرشح لفك الغاز علمية عجز عنها العلم الحديث بكامل جهده وتقنياته الا ان المسلمين يهجرون العلم الوليد من قرءانهم واسلامهم ويتشدقون بالعلم المادي وكأن الشريعة ما هي الا مجموعة من الاعمال المحصورة فكريا وكأنها امتحان العبد في طاعة ربه ليس اكثر ... المسلمون وبكافة اطيافهم العلمية انما يعتبرون ان الناشطة العقائدية هي نظم الهية واجبة التطبيق دون ان يجعلوا من الناشطة العقائدية في موضع الرابط التكويني مع منظومة الخلق وكأن الله يتعسف في اوامره من اجل اختبار طاعة عباده
اتساع الدائرة العلمية يمكن جعلها حافزا عقلانيا يدفع المؤمنين الى البحث عن كينونة المناسك او الاحكام الشرعية فتقوم العلوم بموجب نظام التساؤلات كالذي بدأ مثله (نيوتن) الذي تسائل لماذا تسقط التفاحة على الارض ولا ترتفع نحو السماء ... ومثلها في فطرة العقل لو صليت باتجاه معاكس للقبلة فماذا سيحدث ..؟؟ ويبدأ العلم من تساؤلات فطرية كما بدأها ابراهيم عليه السلام وقام بين يديه ملكوت السماوات والارض وصولا ليسأل ربه ان ربي ارني كيف تحيي الموتى ..!!
انها دعوة متجددة على صفحات تسعى لمنح العلم هوية اسلامية لقيام حضارة اسلامية معاصرة تهيمن على حضارة المتحضرين لان العقل هو نشاط مهيمن على التطبيقات المادية فاذا كان (العقل) من وعاء الهي محض ... فكيف ستكون الهيمنة ..!!!
انها تذكرة لمن شاء الذكرى عسى ان يكون للذكرى حضور بين المسلمين ليكون العلم منهم
(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) (القصص:5)
الحاج عبود الخالدي
تعليق