الأعور الدجال .. عرض حال
وتذكرة قرءان
وتذكرة قرءان
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
كثيرة هي احاديث الاعور الدجال او المسيخ الدجال وكثيرة هي متون تلك الاحاديث الشريفة وقد صنف الفكر العقائدي تلك الاحاديث الى صحيح وحسن وضعيف ضمن منهج علوم الحديث المعروفة الا ان موصوفات تلك الاشارة المحمدية الشريفة لم تتخذ مسارا بحثيا الزاميا فبقيت على هامش الفكر العقائدي تؤتى استحسانا في الفكر الديني ولا تمتلك تطبيقات ميدانية في حلال او حرام او مكروه ومستحب ...
خطورة الاشارة الشريفة تكمن في مسربين للفكر (الاول) تنظيري يخص النظرة العقلية الى مصداقية خاتمة الرسالات وشخصية المصطفى الرسالية عليه افضل الصلاة والسلام ودلالة كينونة استمراريته في منهج الرسالة والا فكيف قام المصطفى بوصف حالة مستقبلية وهو مجرد مكلف رسالي في قومه الذين عاشوا حياته الشريفة فقط ..!! (الثاني) التبليغ الرسالي عبر منظومة الحديث بمعزل عن القرءان لامر مستقبلي يخص برنامج الله في الخلق لن يكون ولا بد من رابط قرءاني لان (القرءان والسنة) لا يفترقان فقد مر قرابة 1400 سنة على صدور الحديث ولم يظهر الدجال الموصوف بصفة الأعور لحد اليوم (كما يتصور المسلمين عموما) واصبح موضوع الدجال هامشيا لا يستحق حتى الجهد الفكري وفقد ضرورته كما هو واضح في مسارب الفكر الاسلامي .
حقيقة الحال تكمن في اختفاء ناصية موصوفات الدجال على الناس فهو عملاق حسب وصف المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام والمسلمون يتصورون انه رجل له ارجل وفم وعين واحدة رغم أن رمزية الحديث (رموز) واضحة في الحديث الشريف فهو له جبل من ذهب وجبل من خبز ويكشف عن كنوز الارض كلها ويسابق الريح ويحيي ويميت ويشفي المرضى و .. و ... كثير من الموصوفات (المرمزة) متفق على بعضها بين المسلمين ومختلف على بعض اخر في مذاهب متعددة ولكن متفقات المنقول عن الامين محمد عليه افضل الصلاة والسلام انه (اعور) وانه (دجال) .. فهل التحذير منه اختص بمهمة التبليغ به دون ان يكون للقرءان وصف لذلك الموعود .. ؟؟
ونعرض الحال في مهمة (تذكيرية) قاسية على العقل ولكنها ضرورة كان يجب ان تنشر منذ سنين طويلة الا ان منافذ المسلمين مغلقة بابواب مذهبية من (ذهب) فاذهبت الحقيقة بعيدا عن واقع يزداد قولبة وتتسع الشروخ حتى اصبح الصمت خير من الكلام ولكن كيف والله يلعن الذين يكتمون ما انزل الله من البينات و ... الهدى ... فمعذرة من متابعينا الكرام في كلام يزيد من غرابة ما نشرت عسى ان لا اكون غريبا بينكم ..
(وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآياتِنَا لا يُوقِنُونَ) (النمل:82)
من هم ...؟ كيف يقع القول عليهم ...؟؟ كيف يتم اخراج الدابة من الارض ...؟؟ كيف تكلمهم ... ؟؟ وماذا تكلمهم ..؟؟ تثويرات تذكيرية ... والقرءان سببا للذكرى
مركزية الآية تقع في (ان الناس كانوا باياتنا لا يوقنون) وهو عمود الاية التي تفعلت بموجبها وقع القول واخراج الدابة وكلامها .. والوصف الشريف جعل من الناس (كانوا) بايات الله لا يوقنون وهو ان فاعلية الاية تحققت بعد انفلات اليقين بايات الله من قبل الناس فحصل ان (وقع عليهم القول) وعقل الباحث يجب ان يدرك المتوالية التالية
اولا : سقوط اليقين عن ايات الله بين الناس
ثانيا : وقوع القول عليهم
ثالثا : خروج دابة من الارض تكلمهم
سقوط اليقين عن ايات الله كظاهرة بشرية استشرت في المجتمع الانساني (في زمن العلم) بشكل عام ومطلق وبنسب متفاوتة بين المجتمعات البشرية فقد اصبح الانسان تحت ثقافة (1+1=2) ..
(وقوع القول عليهم) هو وصف قرءاني ... ومع قوم نوح وصف قرءاني اخر (واهلك الا من سبق عليه القول) ... فما هو القول .. ؟؟ وله وصفان (وقوع) و (سبق) فالقول في مقاصدنا هو ( في عقل وعربية بسيطة) يكون (نقل المقاصد وربطها بالبيان) فعندما يقول الشخص قولا انما يقوم بنقل مقاصده (من عقله) ويربطها بالبيان الذي يريده (اعلان المقاصد) ويكون النقل بعدة وسائل منها نطق الحروف او رسم الحروف والاشارات وتقاسيم الوجه ووسائل اخرى اشهرها الكلام ... فمن وقع عليه القول .. فهو من وقع عليه (نقل بيان رابط المقاصد) ... وهم الناس الذين احتظنوا الفكر المادي بوجهه الكافر (زمن العلم) المرتبط بعدم اليقين بايات الله .. اولئك موصوفون بوقوع القول عليهم ... اما قوم نوح الناجين من الهلاك فيكونون (قد سبق القول عليهم) فهم قد سبق ان عرفوا المقاصد وربطوها بالبيان المنقول اليهم قبل ان يقع عليهم القوم ... فمن (سبق عليه) القول لا (يقع عليه) القول لان البيان سابق عنده فلا يصيبه الهلاك ولا تستطيع بيانات الكافرين (غير الموقنين) ان تقع عليه ... !! تلك معالجة عقل + قرءان + عربية بسيطة جدا ...
فما هي تلك الدابة التي تخرج من الارض اخراجا ..؟؟ القرءان يؤكد ان كل دابة تبث في الارض والبث يتناقض مع مفهوم الاخراج
(خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) (لقمان:10)
وهنلك موصوفات للدابة من يمشي على رجلين او اربع او على بطنه وتك ايضا لا تحتاج الى اخراج
(وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (النور:45)
وقد وردت دابة الارض في مثل سليمان دون ان تكون اشارة الى اخراجها
(فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلا دَابَّةُ الأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ) (سـبأ:14)
ويؤكد القرءان ان صفة الدابة ان تكون على ظهر الارض فكيف يتم اخراجها ومن اين تخرج
(وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِعِبَادِهِ بَصِيراً) (فاطر:45)
ويربط ربك هنا في القرءان بين الدابة وبثها هي فعاليات لليقين بايات الله
(وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ ءايَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (الجاثـية:4)
فما هي تلك الدابة والتي تحتاج الى اخراج رغم بثها وكيف تكلم الناس الذين وقع عليهم القول .
عرفنا القول ... انه بيان ينقل المقاصد ... فما هو الكلام ... وبعدها نرى كيف يكون كلام الدابة ... الكلمة هي من القول (عربية بسيطة) وبالتالي فان حاوية القول (كلمة) وهي حروف .. والحروف مقاصد ... وعند ربطها تقوم الكلمة ... ومع عربية بسيطة فان (تكلمهم) تساوي (تقول لهم) .. فهم اناس وقع عليهم القول ... بانت عليهم المقاصد منقولة عليهم .. فاخرج ربك دابة الارض .. تقول لهم ... تبين لهم المقاصد المنقولة ... الا انهم بايات ربهم لا يوقنون ... لانهم يعتبرونها فعاليات (علمية) ولن تكون (ءايات الهية) ...
فما هي دابة من الارض (تخرج) ... في هذه النقطة يحتاج الباحث الى استقلاليته الفكرية بمعدل كبير .. ويحتاج الى تفعيل عقله بشكل كبير أي اجبار العقل ليعقل (افلا تعقلون)
هنلك وصف قرءاني يستدرجه الباحث ليرى سنة خلق يعلنها الله في (بث الدابة في الارض) وفي
(وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (النور:45)
وهذه الصفة تمنح الدابة صفتها الحركية .. متحركة .. حتى فطرة العربية تصف حركة الدابة (دبيب) والقرءان يكمل اركان الذكرى لنتذكر اية اخرى
(حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ) (الانبياء:96)
وينسلون في عربية الفطرة تحت لفظ (يتسول) فالمتسولون ينسلون .. ويأجوج .. مأجوج ... ودابة تخرج من الارض .. تكلم من وقع عليه القول .. وقرءان يذكر الانسان ...
هنا يصرخ العقل ليقول ان دابة الارض هي خطوط المغناطيس التي تدب في كل حدب في الارض .. وهي تحتاج الى (اخراج) لتتكلم .. لتبين المقاصد وربطها .. في اجهزة كهربائية .. كلها تقول (دجل) ... ترى المادة ... لا ترى العقل ... فهي عوراء .. فكان (اعور دجال) في اجهزة تقنية معاصرة ... ولا يوجد جهاز ... الا ومن وراءه قصد ... يتكلم ... وهل يرى متابعي الفاضل ان هنلك جهازا كهربائيا انتج بدون قصد ..؟!! ... حتى لو كان في لعبة طفل .. فهو معنى (الكلمة) لتكلمنا تلك الدابة التي يخرجها الله من الارض .. ونسأل العلماء عن خطوط المغناطيس فيقولون انه فيض (غير معروف التكوين) فهو (من الله) يخرج من قطب الارض الشمالي ينساب نحو القطب الجنوبي (يخرج من الارض) ... دابة تنسال بحركية صامتة لم يحس بها الناس قبل الحضارة ولم يعرفوها .. ولكن اللذين وقع عليهم القول (بشر زمن العلم) .. كلمتهم تلك الدابة وبما ان القول (كان قد وقع عليهم) من (داروين ونيوتن وانشتاين وخلفائهم) فان تلك الايات فصلت عن الله فقامت في عقول اللذين ظلموا انفسهم .. وهم بها (لا يوقنون) ولا واحد من العلماء على (يقين) في كينونة تكوين تلك الايات والنظم حتى قيل فيما قيل عن علماء الفيزياء ان علماء الفيزياء يقتربون من المعتقد الديني كلما تعمقوا في نظم الفيزياء ..
مأجوج ... مصـّنع الكهرباء ... هو المسيخ .. الدجال الاعور ... والناس يتبعون مأجوج (مصـّنع الكهرباء) وكلهم يستهلكون الكهرباء (يأجوج) ومراجعة كريمة من متابع يريد الحقيقة مع ادراجنا (يأجوج ومأجوج في التكوين) في الرابط التالي
يأجوج ومأجوج في التكوين
الذين وقع عليهم القول ... بشر معاصر
الدابة ... خطوط الارض المغناطيسية
الكلمة ... اجهزة العلم الكهربائية
المسيخ الدجال والاعور الدجال ... مـصـّنع الكهرباء ومستهلك الكهرباء (يأجوج ومأجوج) المفسدون في الارض بنص قرءاني .. يطابقه الحديث
اجهزة الكهرباء ... تبين المقاصد ... تتكلم ... ولكنه دجل .. والدجل في مقاصدنا العربية هو (حق يراد به باطل) ... وتلك هي اجهزة العصر الكهربائية .. كلها حق × حق ... ولكن التصاق الانسان بمقاصدها باطل يخالف سنن الخلق ولا يطابقها فقد طال النهار بمصابيح كهربائية وقصر الليل في خارجة عن سنة الخلق ... وفي سعادة بشرية باطلة تقترب من كارثة كونية في احتباس حراري .. وتصحر .. وشحة مياه .. وفايروسات فتاكة .. بسبب اجهزة كهربائية تحمل حقول مغنطية صناعية دمرت الانسان في موطن الانسان (الارض) اجهزة لها مقاصد مرتبطة ببيان فلا جهاز بلا قصد (تكلمهم) بل (تكلمنا) ... دجل .. تدعي مصلحة الانسان .. الا انها باطلة ... هي بعين واحدة .. مادة .. والعقل مجهول .. فكل شيء مادي والعين مادية فقط فهو (اعور دجال) .. من دابة ارض تخرج من الارض من قطبها الشمالي تنساب نحو قطبها الجنوبي صنع منها كهرباء ليشغل لسانها المتكلم (اجهزة كهربائية) في مقاصد دجل (حق يراد به باطل) .. دجال ... اكتسب ثقة الناس فساروا خلفه وصدق الامين على الرسالة قالها قبل ان تكون فهو فينا اليوم نصلي عليه افضل صلاة طلبها منا من صلى عليه وملائكته ... يار سول الله اليك نشتكي غفلة قومنا .. وضياع اسلامنا ... وشدة الفتن بنا .. فقد علا فرعون في الارض .. ولا حول لنا .. وصدقت يا رسول الله يوم جاء القرءان بلسانك
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً) (الفرقان:30)
يا رسول الله حديثك في الاعور الدجال يثبت ... انك فينا ... فاشفع لنا يا رسول الله
ما كان لهذه ان تقوم لولا ان كان القرءان ذكرى للذاكرين
فمن شاء ذكر ... عسى ان نكون للذكرى حائزين
الحاج عبود الخالدي
تعليق