لماذا .. خاتمة الرسالات
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
(مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) (الأحزاب:40)
اكثر من 1400 عام عن رحيل المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام والرسالة المحمدية لا تزال تتصف بصفة خاتمة الرسالات فلا نبي بعد محمد ولا كتاب سماوي بعد القرءان ... ولن يكون .. ولماذا كل هذا ... ان ربنا ما حكمت ذلك باطلا .. بل نحن في غفلة من امرنا .. نحن مسلمون ..
بين الدين واللادين عقل انساني ... فالحيوانات ليس لها دين ... والانسان يحمل الدين في عقله وليس في وعاء اخر ... والعلم في العقل ايضا .. ولا وعاء للعلم الا في العقل الانساني ... فالدين والعلم يجتمعان في وعاء واحد .. عقل الانسان ... ونرى عقل الانسان ... كيف انطلق في هذا الزمان ... فانحسر الدين ... فقد جماهيره ... حمل من الضبابية ما حمل .. فكيف يقوم الدين
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)
علم قائم .. ودين قائم .. فاي قيامة اكبر نراها بعين العقل في يومنا هذا ... قيامة العلم عبرت سقف قيامة الدين ... ذلك واقع لا مناص منه ... فمن يرسل اولاده الى المشايخ ليتعلموا الدين ..؟؟ بل اين هم مشايخ الدين ..؟؟ انهم يذوبون في مدارس العلم المعاصر .. وعند الكلية يتخصصون .. ولا عجب ... فلفنون النحت والرسم والموسيقى اكاديميات .. وللدين مثلها ... ولم يبق من مشايخ زمان الا شيئا من زي او طريقة كلام ..
انها قيامة العلم في اوج وصف يمكن ان يوصف به لفظ (القيامة) .. فالعلم امسك بناصية النشاط الانساني ودخل كل مدخل ... في الزواج علم ففصيلة الدم جوهرية عقد في الزواج ... في النسل علم ... في حمل القرءان علم وحاسوب وبرامجيات قرءانية ... في الملبس والمأكل والمسكن علم .. وفي الحرث علم ... ولا يمتلك الانسان نشاطا الا وقام العلم فيه شاء ام ابى ...
فاين قيامة الدين .. بعد قيامة العلم ... ويقوم سؤال بكر في عقل
(أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ) (النور:40)
اين الدين من البحر وظلماته وامواجه ... وماذا تقيم هذه الاية ليكون للدين قيامة فينا ..؟؟ ثورة وجدان مسلم ان ربنا لماذا كانت اخر الرسالات ... بل لماذا كل هذا .. واسلامنا ضبابي في قيامتنا في الدنيا .. وهل للدين وجود في الاخرة ... بل الاخرة اثر لهذا الدين فينا ... ففي الدنيا متاع الاخرة ... وكيف يكون متاع الدنيا كبيرا والدين ضبابي الفهم والتطبيق ... فمن حسن دينه في دنياه فاز في اخرته .. والدين بين ايدينا لن يقوم لان القيامة الساحقة للعلم ...
آية في قرءان (او كظلمات في بحر لجي ..) ماذا تنفعني هذه الاية .. فهل تقيم حلالا ام حراما ... وهل لها في وصف ايماني حضور ..؟ ام انها آية علم ...
منها ينكشف السر العظيم ... فالآية تقول ان هنلك اربع جزيئات للمادة .. وليس ثلاثا كما يصفون (نيوترون , بروتون , الكترون) فهي علم ... فوق علم العـالميـِن .. به يقوم الدين ... وتظهر حكمة الحكيم ... اخر رسالة سماوية ... واخر كتاب سماوي ... يخرس الالسن .. ويقطع الشك باليقين ... ليقوم الدين (بعلم الدين) ويخرس الخراصون ..
الملائكة والجسيم الرابع
(الملائكة والجسيم الرابع) اثارة في عقل الانسان ... فالدين والعقل صنوان لا يفترقان .. والعلم في العقل ... والدين في العقل ... ولمن تكون القيامة الساحقة
(وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلا مَلائِكَةً وَمَا جَعَلْنَا عِدَّتَهُمْ إِلا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا لِيَسْتَيْقِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً وَلا يَرْتَابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْكَافِرُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلاً كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلا هُوَ وَمَا هِيَ إِلا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ) (المدثر:31)
ما هي الا ذكرى للبشر
ليستيقن الذين اوتوا الكتاب
ويزداد اللذين آمنوا ايمانا
ولا يرتاب (يقين) الذين اوتوا الكتاب والمؤمنون
... اصحاب النار ملائكة ... لهم عدة ... عدة اولئك الاصحاب ستكون في (وما جعلنا عدتهم الا فتنة للذين كفروا)
فهي خاتمة الرسالات لان قرءانها (العتيق) سيكون فعالا اليوم وسيمحق الكفر .. والقيامة للدين لانه قيم ... ولكن اكثر الناس لا يعلمون
(وَلَوْ أَنَّ قُرءاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (الرعد:31)
فالقارعة تصيب الذين كفروا .. قارعة بما صنعوا ... وليس قارعة مأتية من السماء .. ونراها بوضوح بالغ ... في امراض وتدهور بيئي متزايد ... ويأس ايماني شديد وهو واضح ... وقرءان ... تسير به الجبال ... تقطع به الارض ... يكلم به الموتى ... فيقوم القرءان في علم هذا الزمان فيكون الدين قيم ... فيجتمع (العلم والدين) في عقل الانسان ... فتكون راسلة المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام فعـّالة الى ابد الدهر لان (العلم والدين ) ان اجتمعا في العقل فان الدين قيم وتبرز فطرت الله التي فطر الناس عليها .. ولا تبديل لخلق الله ..
ودعوة للمتسابقين ... السابقون ... السابقون .. اولئك المقربون .. فهل من سبـّاق .. يسبق ... ليقوم الدين والعلم في عقل انسان
انها ذكرى للبشر
الحاج عبود الخالدي
تعليق