من اجل حضارة اسلامية معاصرة
الزمن كان ولا يزال ازمة علمية تصرخ صراخا شديدا ان :
( وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً)(الاسراء)
حتى ذلك القليل المأتي من العلم لم يستطع الفلاسفة ومتبنيهم (علماء المادة) ان يضعوا فيه ثابتة علمية للزمن عدا ميكانيكية الساعة الكونية في دوران الارض حول نفسها ..!!
ما قال احد من العلماء (ربي زدني علما) بل قالوا ان نسبية انشتاين سوف تزيد العلم علما فغرق انشتاين في تساؤلات اوصدت بوابات عقله فخرج من صومعته الفكرية لا يثق باي شيء !! فكل شيء اصبح نسبي الرصد !! فطبلوا وزمروا له ومضى اكثر من نصف قرن والنظرية النسبية في حفرتها العلمية قابعة بلا حراك !!
اخرون من زملاء انشتاين ومن جيله الفكري وقعوا في نفس منزلق انشتاين فبدلا من النهوض بالمفردة العلمية الى قمة ترتجى انزلقت المفاهيم الى منزلقات علم لم يتم انقاذها لحد الان وقد ركبوا مركب العزة بالأثم فجعلوا العلم ملكية اكاديميات عجماء (حقوق استثمار العلم) ليركع لها بشر هذا الزمان كما ركع المصريون لفرعون مصر يوم اعلن (فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى)
من انشتاين الحائر بنسبية السرعة وبعدها الرابع (الزمن) الى ستيفن هوكنغ في سقوط الزمن في النقاط السوداء وقرابة نصف قرن من الضياع العلمي المخجل والمغلف بهيمنة حضارية مفروضة على البشر ليعلن كهنة العلم بقرب كارثة بيئية مرتقبة سوف لن تبقى ولن تذرر !!
الله في الكنائس يزار يوم الاحد او في الجوامع يزار يوم الجمعة وفي اقصى الشرق جعلوا لله مندوبين في كل معبد !!! وكأن العلم له قبلة في حرم جامعي !!!
ولنرى العقل ما يقول
اكتشاف الزمن لا يعني مسك كينونته ويوم تمسك كينونة الزمن يتم التحكم فيه طولا او عرضا وتلك منهجية علوم العصر فيوم اكتشفوا الجاذبية لم يمسكوا بكينونتها او التحكم فيها ولكن ... صنعوا تقنية باهرة وهم يمسكون بالفيض المغنطي في موجة كهرومغنطية جعلت من الارض قرية صغيرة !!
كذلك الزمن ... لو امسكوا بذيل من ذيوله كما في الجاذبية لاقاموا الدنيا ولن يقعدوها ولكن الله سبحانه هو احكم الحاكمين فحسم مثل هذا التمني !!!
(يَسْأَلونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا * فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا * إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا * إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا) (النازعـات )
مرسى الساعة هو وقف الساعة كما ترسو السفينة .. يعني توقفها ...
يقولون ان الساعة هي تعني يوم القيامة وهذا القول لا يتقاطع مع ما نقول فوقف الزمن (مرسى الساعة) يعني فناء كل شيء بل يعني انتهاء برنامج الخلق !!!
فيم انت من ذكراها ... واضحة بلا تفسير فهي خارج العقل اساسا ولا يمكن حتى استذكارها وهو ما وقع فيه علماء العصر فحسبوا السرعة على ثابت زمن ثم قالوا بنسبية الحركة ثم قالوا وقالوا و .. ونسوا الزمن في عقولهم فهو ليس له ذكرى
فهي في البديء (ذكراها) خارج حيازة الانسان ونهاية الزمن (منتهاه) عند الله ولن يكون الزمن بحيازة الانسان
والصلاحية فقط في الانذار منها والخشية منها .. فالزمن (الساعة) هو وسيلة الانسان في صلته بربه وبالكون اجمالا ... فلا صلاة لنائم .. لان عقله خارج الزمن ... ولا عقد معه لانه نائم .. ولا واجب عليه لانه نائم ... اما عندما يكون حاضرا في الزمن (الوعي) فتكون له خشية منها ان يكون هو ناشطا خارج نظم خلق الله في موبقة او رذيلة او حرمة .. لان منتهى الزمن عند الله ولا رجوع ولا عودة لاصلاح ما تحطم من واصلة العبد بمنظومة الكون !! وعلى رأس تلك المنظومة هو الله سبحانه !!!
حاكمية سنن خلق الله تؤتى من خلال حاكمية الزمن فاي خرق لسنن الخلق انما خرق للزمن فتتم الخشية من زمن الله لانه يأتي بغتة تبهت من تأتيه
(بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) (الانبياء:40)
ذلك يعني ان الزمن شرطي حكومة الله مسلطة على كل شاردة وواردة من تصرفاتنا وذلك يعني ان خفاء التصرفات على شرطة السلطان امر ممكن ولكن على منظومة الخلق فهو امر مستحيل لان الزمن حاضر مع صحوة الانسان في كل ومضة ولن يتوقف الا في النوم ويكون الانسان في النوم فاقدا عقله !!!
وقف الزمن في النوم وقف فردي ووقف الزمن في الموت وقف فردي بحيث يفقد الانسان رابطته التكوينية بالزمن كما يتم قطع التيار الكهربائي عن احد الاجهزة بواسطة زر خاص بذلك الجهاز
اذن وقف الزمن يتم في نومة النائم بشكل فردي دون الوقف العام للزمن لان الوقف العام هو رسو الزمن الاجمالي وتوقفه بشكل عام لتتوقف فاعلية منظومة الخلق باكملها وذلك هو يوم القيامة .
سطورنا نسجت من فكر مستقل غير مرتبط باي فكر قديم او جديد
ولن تكون صحفية البيان بل تذكيرية في صلب برنامج التبليغ الرسالي فمن تمعن فيها سيجد فيها الوعيد الالهي (شرطي الله في كل ومضة زمن يعيشها الانسان في صحوته !!)
الحاج عبود الخالدي
تعليق