فاكهة وفكاهة وعقل بشري ناطق يقرأ القرءان
من أجل ان تتكلم فطرة النطق في علوم القرءان
(وَفَاكِهَةً وَأَبّاً) (عبس:31)
(وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ) (الواقعة:32)
(وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ) (الواقعة:20)
(فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) (الرحمن:68)
(فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ) (الرحمن:52)
(فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ) (الرحمن:11)
(وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) (الطور:22)
(يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ ءامِنِينَ) (الدخان:55)
(لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ) (الزخرف:73)
(مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ) (صّ:51)
(لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ) (يّـس:57)
الفاكهة لفظ يطلق على نوع من الغلة الزراعية وقد اختلفت معايير الناس في تعيير ما هو فاكهة وما هو غير فاكهة فمنهم من حصر الفاكهة بالغلة الشجرية ومنهم من لا يشترط ان تكون الفاكهة من شجرة معمرة وقد اعتبر كثير من الناس كثيرا من الخضريات في قاموس الفاكهة مثل الفراوله والانناس وغيرها كما لا تعتبر الغلة الشجرية عموما من الفاكهة مثل اللوز والجوز وكثير من المكسرات المنتجة من اشجار معمرة الا انها ليست من اصناف الفاكهة عند الناس ... ذلك البيان يؤكد اضطراب العقل البشري في ادراك معنى لفظ (الفاكهة) رغم ان هنلك بعض الاصناف من الثمار تندرج تحت صفة الفاكهة الا ان فقدان المعايير الفاصلة التي تفصل الفاكهة عن غيرها انما هو دليل ضياع المسمى في صفة التسمية ومن تلك المضطربات الفكرية يكون للبيان القرءاني فصل مبين في تحديد مقاصد الله في رسالته الشريفة للبشر فيما هم فيه مختلفون .. اضطراب معيار ادراك الفاكهة قد لا يكون ضروريا عند بعض الناس فلو ان احدا اعتبر الفراولة مثلا بصفتها فاكهة او ليست فاكهة فان الامر سيان ولا توجد ازمة موضوعية بل ازمة تصنيف مسميات ليس اكثر وبالتالي فان مفصلا مهما من مفاصل رسالة الله في لفظ (فاكهة) سيكون غير مقروء في قرءان الله من خلال اضطراب واضح في مدارك الناس للفظ الفاكهة ووظيفة الفاكهة وذلك يؤثر تاثيرا كبيرا على تنفيذ رسالة الله (قرءان) ويخسر حملة القرءان فرصة ديمومة البقاء على صراط ربنا المستقيم .
الفاكهة والفكاهة لفظان من بناء حرفي واحد ومن المعروف فطرة ان الفكاهة هي وعاء المزحة فالفكاهة خالية من الجد في نصوصها او في نشاطها الكلامي والفعلي فالفكاهة تقع في مقاصد بشرية ولا وجود لها في انشطة الحيوان الا انها لا تمتلك بين الناس هدفا حاسما غير متعة نفسية تحفز العقل على ان ينشط بشكل خالي من الاختناقات ويمكن القول ان الفكاهة أي (المزحة) هي فيتامينات عقلية تحفز العقل على الهدوء والسكينة من الاحتقان النفسي ... الفكيه هو الشخص المتصف بالفكاهة والمزحة والفلم الفكاهي هو الفلم الساخر في احداثه والناس يبحثون عن الفكاهة لحاجتهم العقلية حين الاحتقان النفسي لاعادة مرابط العقل المتصدعة ... اذن كيف يتم الربط بين (الفاكهة) و (الفكاهة) في فطرة عقل الناطقين ..!! ؟
الفكاهة موصوف يتصف بانه لا يكمل دورة نشاط الفكيه بل يأتي الفكيه به كغلة تريح النفس وفي مثل هذا الوصف يستوجب على طالب الحقيقة ان يعرف حقيقة الفاكهة من خلال اللفظ القرءاني في تسميتها لان القرءان دستور رسالي قائم وفيه هداية للتي هي اقوم ... من المعالجة المسطورة اعلاه يتضح ان الفاكهة لا تمتلك مركزيه غذائية بل هي كالفكاهة لا تستكمل دورة نشاطها في المقاصد العقلية بل تريح النفس فنرى ان وعاء النكتة (الفكاهة) لا تقيم بندا معرفيا مكتسبا بل تقيم حافزا لاعادة مرابط عقلانية فهي كالفيتامينات التي تحفز هرمونات الجسد لاعادة مرابط الجسد في منظومة تفعيلية تكوينية ... نجد اثارة شريفة في نص قرءاني
(أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ) (الواقعة:63)
(أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) (الواقعة:64)
(لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) (الواقعة:65)
فظلتم (تفكهون) تثير ثائرة العقل فالفاكهة زرع ايضا والنص يؤكد ان الزرع عندما يكون حطاما أي (مفكك) فان الناس يظلون فكهون ..!! فكيف يكون ذلك والزرع حطام ... من تلك التثويرة التدبرية يمكن ادراك البيان بصفته (مبين) في ان لفظ (تفكهون) لا تعني الفاكهة التي نعرفها بل تعني ان المأكل بعد حطام الزرع بامر الهي سيكون (فكه) فيه الناس (يتفكهون) ... سندرك المقاصد الالهية من خلال مؤشر عقلي يؤشر حفظ الذكر في فطرة ناطقة يحملها الانسان المفطور من قبل خالقه فـلفظ (فكه) تعني التفكيك وهي موجودة في منطق الناس ويستخدمونها في العملات المعدنية ويسمونها (فكه) في معظم الاقاليم العربية وفي بعضها يسمونها (فراطه) وهي تعني نفس المقاصد التفكيكية وهي تعني تفكيك العملة الرئيسية الى اجزاء نافعة في التبادل السلعي عندما تكون العملة (الكاملة القيمة) غير نافعة في التبادل السلعي القليل الثمن ... فكة النقود هي اجزاء النقد المفككة وهي (حطام نقدي) فالدينار حين يتم (تفكيكه) الى دراهم او قروش انما يكون (فكه) من جذر ناطق في (الفاكهة)
البناء اللفظي للفظ الفاكهة يقوم حين يستحلب من فطرة ناطقة فانه يكون (فك .. فكه .. فاكهة ... فكاهة .. فكيه ... أفك ... افاك ... فكك .. تفكيك .. )
لفظ (فك) في علم الحرف القرءاني يعني (ماسكة فعل تبادلي التفعيل) فالجزء هو من اصل الكل ويبقى الجزء يتبادل الفعل مع موصوفات الكل فيكون (فكه) فان فقد الجزء صفته المتأصلة في الكل فانه سوف يكون (فكه) ومن تلك الراشدة فان النص الشريف (فظلتم تفكهون) تعني ان الحصول على الـ (فكه) أي (جزء من المأكل) في حطام الزرع واجزاؤه ... الـ (أفك) يعني عند الناس (الوصف الكاذب) وفيه اثم
(وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) (الجاثـية:7)
فلو شاهدنا على سبيل المثال رجل في السوق يحادث فتاة ما فان الافاك سوف يأخذ جزء (مفكك) من تلك المشاهدة ليتهم الرجل بانه كان يسعى لتلك الفتاة في ما لا يحمد ... تفكيك المشهد هو (أفك) وهنلك حادثة مشهورة حصلت في حياة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام شملها مثل الافك حيث استخدم (جزء من المشهد) لاغراض سوء
(إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الأِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النور:11)
والحادثة مشهورة في تراث الاسلام حيث استحوذ عصبة من المسلمين على مشاهدة مجتزأة من اصلها في تاخر عائشة زوجة الرسول عن ركب العودة من احدى المعارك فقيل فيها ما قيل (افك) جزء مجتزأ فكانت اثما على تلك العصبة الا انه خير للناس حين عرفوا الافك وطهارة المشهد ...
من ذلك الحبو التدبري لنصوص القرءان يتضح ان الفاكهة هي جزء من الغذاء وليس غذاءا كاملا وذلك ما يؤكده النشاط العلمي المعاصر ولا يستطيع الانسان ان يعتمد كليا على تغذية من مصدر غذائي واحد دون غيره من اصناف الزرع مثل كثير من الحيوانات التي يمكن ان تكمل دورتها الحياتية معتمدة على نوع غذائي واحد فالانسان مختلف التكوين جسديا وبالتالي يختلف غذائيا ويحتاج الى عناصر غذائية مفككة متنوعة من مصادر الزرع
الفاكهة تقع في وعد الهي يربطه الناس بـ (الجنة) والخطاب الديني يثري ذلك الوعد كلاما واسعا ونقرأ في القرءان (وفاكهة مما يتخيرون) و (لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون) و (لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون) وغيرها من النصوص التي تربط الفاكهة بالوعد الالهي الا ان الناس في زمن العلم يبحثون عن (فوائد الفاكهة) التي بين ايديهم ظنا منهم انها هي الفاكهة المقصودة في القرءان الا انهم يبحثون الفائدة التي يبحث عنها العلم المعاصر هو من علوم كافرة بالله ولا تضع الله في بوابة العلم بل تركنه في كنيسة او جامع في يوم واحد في الاسبوع رغم ان القرءان يقرأ يوميا ..!! الا انه مهجور البيان ..!!
لو رصدنا ما يقوله العلم عن غنى الفيتامينات في الاغذية ونتسائل هل الفيتامينات غذاء كامل ام هي (فكه غذائية) ..؟! وهل الفيتامينات موجودة في الفواكه التي نعرفها حصرا ام انها في مختلف المزروعات ..؟ هنا قد نصل الى جزء من البيان المبين في معرفة وظيفة الفاكهة في المأكل من خلال معرفة مقاصد الله في لفظ (الفاكهة) وبما ان الفيتامينات هي من (حطام الزرع) وان الفيتامينات لها ضرورة تكميلية وليست غذاءا فحسب فنعرف ان تلك الاطعمة المفككة (فيتامينات) تقوم بتجهيز جسد الطاعم بمحفزات غذائية رابطة لبنية الجسد المتصدع في مرابطه وليس غذاءا تاما وهذا ما تدركه الفطرة العقلية عند الناس سواء تعاملنا مع (الفكاهة) العقلية او (الفاكهة) المادية
لعل فطرة العقل البشري تدرك بوضوح ان الانسان يختص بمأكل بشري متنوع وذلك التنوع يكون حصريا في الانسان فالحيوانات لا تاكل اصناف كثيرة من الاطعمة بل الانسان يمتلك مساحة اختيار المطعم لكثير من الاطعمة فيكون الانسان (مختار) لغذائه بخيار واسع ولا يشبه الحيوان الذي لا يمتلك الا خيار ضيق جدا
(وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ) (الواقعة:20)
خيار الفاكهة شأن معروف بين الناس الا ان الفطرة العقلية تدرك ان الخيار الانساني لا يقع في الفواكه التي نعرفها حصرا فالمأكل البشري كله يخضع لصفة الاخيتار وذلك يمكن ان تدركه الفطرة فلكل انسان اختيار محدد لاصناف من الغذاء ورفض محدد لبعض اصناف الاطعمة ولا يقع خيار الاطعمة في الفواكه حصرا فهو يشمل كل الاغذية يقينا وذلك الخيار لم يكن عشوائيا كما يظن كثير من الناس بل هو من اوليات مرابط خلق يشير اليها القرءان في بيانه المبين وبالتالي فان الخيار في الخير الذي يطلبه المختار لفكه الفاكهة ما هو الا برنامج خلق يتفعل في وعاء الرضا عند الانسان في مأكله ولعل مدركات الفطرة تستطيع ان تتعامل مع تلك الراشدة بلا ريب حين نستذكر (الوحام) عند المرأة الحامل حيث يكون خيار المطعم في طلب مشتهاة الحامل (وحمة) دليل على حاجة بنية الخلق لجنين الحامل وتلك الظاهرة انما تنبيء الانسان فطرة ان الجسد البشري له خصوصية بناء تكويني بما يختلف عن الحيوان فلم نسمع ان الحيوانات تتوحم عند حملها للاجنة الا الانسان فهو يختار الغذاء ويحب ويكره في قاموس اختياري يخص كل مخلوق بشري .. الوحام عند المرأة الحامل يقوم في كره بعض الاطعمة وحب اطعمة اخرى وهو لا يقع حصرا في مشتهاة لطعام محدد بل يشمل ايضا كره لطعام محدد ما كان قبل الحمل مكروها ... تلك الظاهرة هي نتيجة لترابط تكويني بين المستويين العقليين الرابع والخامس للعقل كما روجنا لبيان القرءان في مستويات العقل السبع في مسلسل (العقل والسماوات السبع) في معرض الايات المفصلات
العقل في الأرض والسماوات السبع
(وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ) (الواقعة:32)
(وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ) (الواقعة:20)
(فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) (الرحمن:68)
(فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ) (الرحمن:52)
(فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ) (الرحمن:11)
(وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ) (الطور:22)
(يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ ءامِنِينَ) (الدخان:55)
(لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ) (الزخرف:73)
(مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ) (صّ:51)
(لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ) (يّـس:57)
الفاكهة لفظ يطلق على نوع من الغلة الزراعية وقد اختلفت معايير الناس في تعيير ما هو فاكهة وما هو غير فاكهة فمنهم من حصر الفاكهة بالغلة الشجرية ومنهم من لا يشترط ان تكون الفاكهة من شجرة معمرة وقد اعتبر كثير من الناس كثيرا من الخضريات في قاموس الفاكهة مثل الفراوله والانناس وغيرها كما لا تعتبر الغلة الشجرية عموما من الفاكهة مثل اللوز والجوز وكثير من المكسرات المنتجة من اشجار معمرة الا انها ليست من اصناف الفاكهة عند الناس ... ذلك البيان يؤكد اضطراب العقل البشري في ادراك معنى لفظ (الفاكهة) رغم ان هنلك بعض الاصناف من الثمار تندرج تحت صفة الفاكهة الا ان فقدان المعايير الفاصلة التي تفصل الفاكهة عن غيرها انما هو دليل ضياع المسمى في صفة التسمية ومن تلك المضطربات الفكرية يكون للبيان القرءاني فصل مبين في تحديد مقاصد الله في رسالته الشريفة للبشر فيما هم فيه مختلفون .. اضطراب معيار ادراك الفاكهة قد لا يكون ضروريا عند بعض الناس فلو ان احدا اعتبر الفراولة مثلا بصفتها فاكهة او ليست فاكهة فان الامر سيان ولا توجد ازمة موضوعية بل ازمة تصنيف مسميات ليس اكثر وبالتالي فان مفصلا مهما من مفاصل رسالة الله في لفظ (فاكهة) سيكون غير مقروء في قرءان الله من خلال اضطراب واضح في مدارك الناس للفظ الفاكهة ووظيفة الفاكهة وذلك يؤثر تاثيرا كبيرا على تنفيذ رسالة الله (قرءان) ويخسر حملة القرءان فرصة ديمومة البقاء على صراط ربنا المستقيم .
الفاكهة والفكاهة لفظان من بناء حرفي واحد ومن المعروف فطرة ان الفكاهة هي وعاء المزحة فالفكاهة خالية من الجد في نصوصها او في نشاطها الكلامي والفعلي فالفكاهة تقع في مقاصد بشرية ولا وجود لها في انشطة الحيوان الا انها لا تمتلك بين الناس هدفا حاسما غير متعة نفسية تحفز العقل على ان ينشط بشكل خالي من الاختناقات ويمكن القول ان الفكاهة أي (المزحة) هي فيتامينات عقلية تحفز العقل على الهدوء والسكينة من الاحتقان النفسي ... الفكيه هو الشخص المتصف بالفكاهة والمزحة والفلم الفكاهي هو الفلم الساخر في احداثه والناس يبحثون عن الفكاهة لحاجتهم العقلية حين الاحتقان النفسي لاعادة مرابط العقل المتصدعة ... اذن كيف يتم الربط بين (الفاكهة) و (الفكاهة) في فطرة عقل الناطقين ..!! ؟
الفكاهة موصوف يتصف بانه لا يكمل دورة نشاط الفكيه بل يأتي الفكيه به كغلة تريح النفس وفي مثل هذا الوصف يستوجب على طالب الحقيقة ان يعرف حقيقة الفاكهة من خلال اللفظ القرءاني في تسميتها لان القرءان دستور رسالي قائم وفيه هداية للتي هي اقوم ... من المعالجة المسطورة اعلاه يتضح ان الفاكهة لا تمتلك مركزيه غذائية بل هي كالفكاهة لا تستكمل دورة نشاطها في المقاصد العقلية بل تريح النفس فنرى ان وعاء النكتة (الفكاهة) لا تقيم بندا معرفيا مكتسبا بل تقيم حافزا لاعادة مرابط عقلانية فهي كالفيتامينات التي تحفز هرمونات الجسد لاعادة مرابط الجسد في منظومة تفعيلية تكوينية ... نجد اثارة شريفة في نص قرءاني
(أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ) (الواقعة:63)
(أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) (الواقعة:64)
(لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ) (الواقعة:65)
فظلتم (تفكهون) تثير ثائرة العقل فالفاكهة زرع ايضا والنص يؤكد ان الزرع عندما يكون حطاما أي (مفكك) فان الناس يظلون فكهون ..!! فكيف يكون ذلك والزرع حطام ... من تلك التثويرة التدبرية يمكن ادراك البيان بصفته (مبين) في ان لفظ (تفكهون) لا تعني الفاكهة التي نعرفها بل تعني ان المأكل بعد حطام الزرع بامر الهي سيكون (فكه) فيه الناس (يتفكهون) ... سندرك المقاصد الالهية من خلال مؤشر عقلي يؤشر حفظ الذكر في فطرة ناطقة يحملها الانسان المفطور من قبل خالقه فـلفظ (فكه) تعني التفكيك وهي موجودة في منطق الناس ويستخدمونها في العملات المعدنية ويسمونها (فكه) في معظم الاقاليم العربية وفي بعضها يسمونها (فراطه) وهي تعني نفس المقاصد التفكيكية وهي تعني تفكيك العملة الرئيسية الى اجزاء نافعة في التبادل السلعي عندما تكون العملة (الكاملة القيمة) غير نافعة في التبادل السلعي القليل الثمن ... فكة النقود هي اجزاء النقد المفككة وهي (حطام نقدي) فالدينار حين يتم (تفكيكه) الى دراهم او قروش انما يكون (فكه) من جذر ناطق في (الفاكهة)
البناء اللفظي للفظ الفاكهة يقوم حين يستحلب من فطرة ناطقة فانه يكون (فك .. فكه .. فاكهة ... فكاهة .. فكيه ... أفك ... افاك ... فكك .. تفكيك .. )
لفظ (فك) في علم الحرف القرءاني يعني (ماسكة فعل تبادلي التفعيل) فالجزء هو من اصل الكل ويبقى الجزء يتبادل الفعل مع موصوفات الكل فيكون (فكه) فان فقد الجزء صفته المتأصلة في الكل فانه سوف يكون (فكه) ومن تلك الراشدة فان النص الشريف (فظلتم تفكهون) تعني ان الحصول على الـ (فكه) أي (جزء من المأكل) في حطام الزرع واجزاؤه ... الـ (أفك) يعني عند الناس (الوصف الكاذب) وفيه اثم
(وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ) (الجاثـية:7)
فلو شاهدنا على سبيل المثال رجل في السوق يحادث فتاة ما فان الافاك سوف يأخذ جزء (مفكك) من تلك المشاهدة ليتهم الرجل بانه كان يسعى لتلك الفتاة في ما لا يحمد ... تفكيك المشهد هو (أفك) وهنلك حادثة مشهورة حصلت في حياة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام شملها مثل الافك حيث استخدم (جزء من المشهد) لاغراض سوء
(إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الأِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (النور:11)
والحادثة مشهورة في تراث الاسلام حيث استحوذ عصبة من المسلمين على مشاهدة مجتزأة من اصلها في تاخر عائشة زوجة الرسول عن ركب العودة من احدى المعارك فقيل فيها ما قيل (افك) جزء مجتزأ فكانت اثما على تلك العصبة الا انه خير للناس حين عرفوا الافك وطهارة المشهد ...
من ذلك الحبو التدبري لنصوص القرءان يتضح ان الفاكهة هي جزء من الغذاء وليس غذاءا كاملا وذلك ما يؤكده النشاط العلمي المعاصر ولا يستطيع الانسان ان يعتمد كليا على تغذية من مصدر غذائي واحد دون غيره من اصناف الزرع مثل كثير من الحيوانات التي يمكن ان تكمل دورتها الحياتية معتمدة على نوع غذائي واحد فالانسان مختلف التكوين جسديا وبالتالي يختلف غذائيا ويحتاج الى عناصر غذائية مفككة متنوعة من مصادر الزرع
الفاكهة تقع في وعد الهي يربطه الناس بـ (الجنة) والخطاب الديني يثري ذلك الوعد كلاما واسعا ونقرأ في القرءان (وفاكهة مما يتخيرون) و (لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون) و (لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون) وغيرها من النصوص التي تربط الفاكهة بالوعد الالهي الا ان الناس في زمن العلم يبحثون عن (فوائد الفاكهة) التي بين ايديهم ظنا منهم انها هي الفاكهة المقصودة في القرءان الا انهم يبحثون الفائدة التي يبحث عنها العلم المعاصر هو من علوم كافرة بالله ولا تضع الله في بوابة العلم بل تركنه في كنيسة او جامع في يوم واحد في الاسبوع رغم ان القرءان يقرأ يوميا ..!! الا انه مهجور البيان ..!!
لو رصدنا ما يقوله العلم عن غنى الفيتامينات في الاغذية ونتسائل هل الفيتامينات غذاء كامل ام هي (فكه غذائية) ..؟! وهل الفيتامينات موجودة في الفواكه التي نعرفها حصرا ام انها في مختلف المزروعات ..؟ هنا قد نصل الى جزء من البيان المبين في معرفة وظيفة الفاكهة في المأكل من خلال معرفة مقاصد الله في لفظ (الفاكهة) وبما ان الفيتامينات هي من (حطام الزرع) وان الفيتامينات لها ضرورة تكميلية وليست غذاءا فحسب فنعرف ان تلك الاطعمة المفككة (فيتامينات) تقوم بتجهيز جسد الطاعم بمحفزات غذائية رابطة لبنية الجسد المتصدع في مرابطه وليس غذاءا تاما وهذا ما تدركه الفطرة العقلية عند الناس سواء تعاملنا مع (الفكاهة) العقلية او (الفاكهة) المادية
لعل فطرة العقل البشري تدرك بوضوح ان الانسان يختص بمأكل بشري متنوع وذلك التنوع يكون حصريا في الانسان فالحيوانات لا تاكل اصناف كثيرة من الاطعمة بل الانسان يمتلك مساحة اختيار المطعم لكثير من الاطعمة فيكون الانسان (مختار) لغذائه بخيار واسع ولا يشبه الحيوان الذي لا يمتلك الا خيار ضيق جدا
(وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ) (الواقعة:20)
خيار الفاكهة شأن معروف بين الناس الا ان الفطرة العقلية تدرك ان الخيار الانساني لا يقع في الفواكه التي نعرفها حصرا فالمأكل البشري كله يخضع لصفة الاخيتار وذلك يمكن ان تدركه الفطرة فلكل انسان اختيار محدد لاصناف من الغذاء ورفض محدد لبعض اصناف الاطعمة ولا يقع خيار الاطعمة في الفواكه حصرا فهو يشمل كل الاغذية يقينا وذلك الخيار لم يكن عشوائيا كما يظن كثير من الناس بل هو من اوليات مرابط خلق يشير اليها القرءان في بيانه المبين وبالتالي فان الخيار في الخير الذي يطلبه المختار لفكه الفاكهة ما هو الا برنامج خلق يتفعل في وعاء الرضا عند الانسان في مأكله ولعل مدركات الفطرة تستطيع ان تتعامل مع تلك الراشدة بلا ريب حين نستذكر (الوحام) عند المرأة الحامل حيث يكون خيار المطعم في طلب مشتهاة الحامل (وحمة) دليل على حاجة بنية الخلق لجنين الحامل وتلك الظاهرة انما تنبيء الانسان فطرة ان الجسد البشري له خصوصية بناء تكويني بما يختلف عن الحيوان فلم نسمع ان الحيوانات تتوحم عند حملها للاجنة الا الانسان فهو يختار الغذاء ويحب ويكره في قاموس اختياري يخص كل مخلوق بشري .. الوحام عند المرأة الحامل يقوم في كره بعض الاطعمة وحب اطعمة اخرى وهو لا يقع حصرا في مشتهاة لطعام محدد بل يشمل ايضا كره لطعام محدد ما كان قبل الحمل مكروها ... تلك الظاهرة هي نتيجة لترابط تكويني بين المستويين العقليين الرابع والخامس للعقل كما روجنا لبيان القرءان في مستويات العقل السبع في مسلسل (العقل والسماوات السبع) في معرض الايات المفصلات
العقل في الأرض والسماوات السبع
فك الشيء فصله عن اصله وهو في مداليل لفظ (افك) كما حملت موجز بيانه سطور سابقة اما لفظ (فكه) فهي دليل الناطق على ان الجزء المفكك لا ينفصل عن الاصل بل يرتبط به ربطا تبادليا ونجد ذلك في وصف ناطق في (فكة النقود) فهي (فكه) حيث حرف (الهاء) في علم الحرف القرءاني يدل على استمرارية الصفة ومنه ندرك ان حرف الهاء في (فكه) يعني استمرارية التبادل مع الاصل وليس (فك) او (افك) لان فكة النقود تبقى متصلة باصل النقد في الاقليم بشكل تبادلي الفعل في التبادل السلعي وذلك من ذكر محفوظ في فطرة البشر يعيننا على فهم الاغذية لقيامة ديون اجسادنا من خلال حاجة الجسد اليها ومعرفة (فكة) الاغذية المختارة في مأكل البشر بما يختلف عن بقية المخلوقات
العلم المعاصر اثخن البيان التفصيلي لمكونات الغذاء الا ان الازمة العلمية تقوم في منهج العلم والعلماء فهم يقومون بتثبيت الحقيقة المادية اولا ومن ثم يحاولون الانتقال الى ثابت الحقيقة العقلية وكثيرا ما تفشل المحاولة في ثبات الرشاد العقلي المرتبط بالثابت المادي او يكون الثابت العقلي المتكيء على الثابت المادي خاطيء بشكل فادح وذلك المنهج هو ضديد منهج العلم القرءاني الذي يثبت الحقيقة العقلية اولا (من القرءان) قبل ثبات الحقيقة المادية أي ان الحقيقة المادية يجب ان تكون وليدة من رحم عقلي وليس العكس ... الانتقال من ثابت مادي الى ثابت عقلي يقيم الضلال خصوصا في زمن العلم الذي يتدخل في كافة انشطة البشر فيمنع هذا ويسمح بذاك وحين يكون للمأكل ضلال من خلال منهجية العلم الحديث فان العبث بنظم الخلق يؤتي ثمارا ابليسية المورد (خروج عن الصراط المستقيم) واكبر دليل حي تستدرجه سطورنا هو في ثبات الحقيقة المادية في مرض السرطان الا ان العلماء حين ينتقلون الى الثابت العقلي في ذلك المرض فان عقولهم تسيخ كما نلمسه بلا ريب في العلم والسرطان ومثله كثير في امراض العصر كالسكري وضغط الدم وقائمة امراض تتزايد عددا وشراسة ...
في هذه النقطة البحثية يستطيع كل انسان ان يعرف ما ينقصه من خلال حبه او كرهه لبعض الاغذية ومثل تلك المعرفة يستطيع الانسان ان يضع لنفسه مجس تكويني لها من خلال عقله وقيامة الدين في فطرته فيتمكن من تأهيل جسده بشكل طبيعي دون تدخل العلم حيث ستكون الحقيقة العلمية المعاصرة ما هي الا معيار مسخر للانسان لمعرفة مرابط الاغذية وحاجة الانسان لها ... على سبيل المثال حين يكون شخص ما يحب اغذية محددة بشغف واضح فهو دليل حاجة جسده لـ (فكه) موجودة في تلك الاغذية كما في وحمة الحامل التي تظهر بشكل سريع ومبالغ فيه فتدركها فطرة العقل بصفتها المكبرة ... ذلك الجزء المفكك من الاغذية (حطام الاغذية) هو الذي يحتويه القصد الالهي الشريف في لفظ (فاكهة) ولها نظام نافذ في (مما يتخيرون) وحين يستطيع ان يدرك الشخص مكونات تلك (الفكه) او لم يدرك مكوناتها كما كان قديما فانه يستطيع ان يقوم بتقويم جسده من خلال مصادر غذائية متنوعة يحبها هو (مختارات) ... فلو عرف الطاعم مثلا ان ذلك الغذاء الذي يحبه غني بفيتامين (D) على سبيل المثال فذلك يعني ان الشخص بحاجة الى فكه مفككه من مصدر غذائي وبالتالي يستطيع الشخص المتصدع في مرابطه الغذائية ان يعيد بناء مرابط الغذاء من خلال نشاط غذائي او ربما يكون غير غذائي ففي نقص فيتامين (D) في مثالنا يمكن لكل شخص الحصول عليه من شمس الصباح المبكر حيث الاحتجاب عن شمس الصباح الباكر يعرض كثير من الناس الى نقص في ذلك الفيتامين فيظهر عندهم حب مختار لغذاء يكثر فيه هذا الفيتامين ويكون الحل المتكامل ان ينهض المحتاج الى ذلك الفيتامين للتعرض الى اشعة الشمس وبمثل ذلك البيان يستطيع الشخص ان يمارس نشاطا استشفائيا طبيعيا في الامتناع عن الاغذية التي يكرهها فطرة ويتمسك بالاغذية التي يحبها فطرة قبل ان يزور عيادة الطبيب ويخضع الى منهجية علم متأله وكأن علوم الطب هي حفيظ على اجساد البشرية
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)
ولو عرفنا ان (حنيف) تعني (حنفية الحاجة) فان قيام الدين حنيفا تعني ان حنفية الفطرة تفتح حين الحاجة اليها .... لو استطاع الناس ان يقرأوا فطرتهم الظاهرة في مجتمعاتهم فانهم سيدركون ان الله سبحانه قد اودع في عقل الانسان مضامين تتفعل في العقول فطرة لتنفع الناس فنجد في كل مجتمع قاموس استشفائي متصل بالغذاء فلكل داء هنلك وصفة مجتمعية في مأ كل محدد يدعو اليه الناس بعضهم بعضا وتلك هي (الفاكهة) بتكوينتها المرجوة المسطورة في البيان القرءاني وليس فاكهة الشجر فقط كما ذهب الناس اليها فـ (الفيتامينات) ليست غذاء وهي موجودة في كل غذاء نباتي او حيواني وهي (فكه) مفككه من الغذاء لتكون حافزا تكوينيا للطاعم يتخيره الطاعم حين الحاجة اليه ومن خلال فطرة العقل والسعي الى الغذاء المحدد نتيجة الحاجة يمكن ان يقوم علم قرءاني فعال بين الناس يؤدي الى تقويم اجسادهم والتخلص من شراسة الامراض المعاصرة بموجب نظم خلق مودعة في المخلوقات التي سخرها الله لعباده
خاتمة مطاف هذا المتصفح تضع بيان تذكيري يؤكد ان الفاكهة لا تعني الحمضيات والتفاح وغيرها بل تعني المحفزات الهرمونية التي تمتلكها الاطعمة عموما ومنها ما يطلق عليه العلم اسم (الفيتامينات) وهي موجودة في كل نبات الارض وليس فاكهة الشجر حصرا ونحن انما نستحلب البيان من قرءان يقرأ في زمن معاصر جدا
تلك تذكرة فمن شاء له ربه الذكرى فان الذكرى تنفع المؤمنين الذين يقومون بتأمين اجسادهم في منظومة خلق لا تخطيء بدلا من الاتكاء على منظومة طب بشري كثير الخطأ
(وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)
الحاج عبود الخالدي
العلم المعاصر اثخن البيان التفصيلي لمكونات الغذاء الا ان الازمة العلمية تقوم في منهج العلم والعلماء فهم يقومون بتثبيت الحقيقة المادية اولا ومن ثم يحاولون الانتقال الى ثابت الحقيقة العقلية وكثيرا ما تفشل المحاولة في ثبات الرشاد العقلي المرتبط بالثابت المادي او يكون الثابت العقلي المتكيء على الثابت المادي خاطيء بشكل فادح وذلك المنهج هو ضديد منهج العلم القرءاني الذي يثبت الحقيقة العقلية اولا (من القرءان) قبل ثبات الحقيقة المادية أي ان الحقيقة المادية يجب ان تكون وليدة من رحم عقلي وليس العكس ... الانتقال من ثابت مادي الى ثابت عقلي يقيم الضلال خصوصا في زمن العلم الذي يتدخل في كافة انشطة البشر فيمنع هذا ويسمح بذاك وحين يكون للمأكل ضلال من خلال منهجية العلم الحديث فان العبث بنظم الخلق يؤتي ثمارا ابليسية المورد (خروج عن الصراط المستقيم) واكبر دليل حي تستدرجه سطورنا هو في ثبات الحقيقة المادية في مرض السرطان الا ان العلماء حين ينتقلون الى الثابت العقلي في ذلك المرض فان عقولهم تسيخ كما نلمسه بلا ريب في العلم والسرطان ومثله كثير في امراض العصر كالسكري وضغط الدم وقائمة امراض تتزايد عددا وشراسة ...
في هذه النقطة البحثية يستطيع كل انسان ان يعرف ما ينقصه من خلال حبه او كرهه لبعض الاغذية ومثل تلك المعرفة يستطيع الانسان ان يضع لنفسه مجس تكويني لها من خلال عقله وقيامة الدين في فطرته فيتمكن من تأهيل جسده بشكل طبيعي دون تدخل العلم حيث ستكون الحقيقة العلمية المعاصرة ما هي الا معيار مسخر للانسان لمعرفة مرابط الاغذية وحاجة الانسان لها ... على سبيل المثال حين يكون شخص ما يحب اغذية محددة بشغف واضح فهو دليل حاجة جسده لـ (فكه) موجودة في تلك الاغذية كما في وحمة الحامل التي تظهر بشكل سريع ومبالغ فيه فتدركها فطرة العقل بصفتها المكبرة ... ذلك الجزء المفكك من الاغذية (حطام الاغذية) هو الذي يحتويه القصد الالهي الشريف في لفظ (فاكهة) ولها نظام نافذ في (مما يتخيرون) وحين يستطيع ان يدرك الشخص مكونات تلك (الفكه) او لم يدرك مكوناتها كما كان قديما فانه يستطيع ان يقوم بتقويم جسده من خلال مصادر غذائية متنوعة يحبها هو (مختارات) ... فلو عرف الطاعم مثلا ان ذلك الغذاء الذي يحبه غني بفيتامين (D) على سبيل المثال فذلك يعني ان الشخص بحاجة الى فكه مفككه من مصدر غذائي وبالتالي يستطيع الشخص المتصدع في مرابطه الغذائية ان يعيد بناء مرابط الغذاء من خلال نشاط غذائي او ربما يكون غير غذائي ففي نقص فيتامين (D) في مثالنا يمكن لكل شخص الحصول عليه من شمس الصباح المبكر حيث الاحتجاب عن شمس الصباح الباكر يعرض كثير من الناس الى نقص في ذلك الفيتامين فيظهر عندهم حب مختار لغذاء يكثر فيه هذا الفيتامين ويكون الحل المتكامل ان ينهض المحتاج الى ذلك الفيتامين للتعرض الى اشعة الشمس وبمثل ذلك البيان يستطيع الشخص ان يمارس نشاطا استشفائيا طبيعيا في الامتناع عن الاغذية التي يكرهها فطرة ويتمسك بالاغذية التي يحبها فطرة قبل ان يزور عيادة الطبيب ويخضع الى منهجية علم متأله وكأن علوم الطب هي حفيظ على اجساد البشرية
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)
ولو عرفنا ان (حنيف) تعني (حنفية الحاجة) فان قيام الدين حنيفا تعني ان حنفية الفطرة تفتح حين الحاجة اليها .... لو استطاع الناس ان يقرأوا فطرتهم الظاهرة في مجتمعاتهم فانهم سيدركون ان الله سبحانه قد اودع في عقل الانسان مضامين تتفعل في العقول فطرة لتنفع الناس فنجد في كل مجتمع قاموس استشفائي متصل بالغذاء فلكل داء هنلك وصفة مجتمعية في مأ كل محدد يدعو اليه الناس بعضهم بعضا وتلك هي (الفاكهة) بتكوينتها المرجوة المسطورة في البيان القرءاني وليس فاكهة الشجر فقط كما ذهب الناس اليها فـ (الفيتامينات) ليست غذاء وهي موجودة في كل غذاء نباتي او حيواني وهي (فكه) مفككه من الغذاء لتكون حافزا تكوينيا للطاعم يتخيره الطاعم حين الحاجة اليه ومن خلال فطرة العقل والسعي الى الغذاء المحدد نتيجة الحاجة يمكن ان يقوم علم قرءاني فعال بين الناس يؤدي الى تقويم اجسادهم والتخلص من شراسة الامراض المعاصرة بموجب نظم خلق مودعة في المخلوقات التي سخرها الله لعباده
خاتمة مطاف هذا المتصفح تضع بيان تذكيري يؤكد ان الفاكهة لا تعني الحمضيات والتفاح وغيرها بل تعني المحفزات الهرمونية التي تمتلكها الاطعمة عموما ومنها ما يطلق عليه العلم اسم (الفيتامينات) وهي موجودة في كل نبات الارض وليس فاكهة الشجر حصرا ونحن انما نستحلب البيان من قرءان يقرأ في زمن معاصر جدا
تلك تذكرة فمن شاء له ربه الذكرى فان الذكرى تنفع المؤمنين الذين يقومون بتأمين اجسادهم في منظومة خلق لا تخطيء بدلا من الاتكاء على منظومة طب بشري كثير الخطأ
(وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)
تعليق