البرقع العقائدي
من أجل بناء العقيدة في عقل بشري
عندما يجتهد عقل الانسان في معرفة المادة العقائدية سيجد أن العقيدة تؤتى نقلا من العقائديين فيكون ابن المسلم مسلم وابن المسيحي مسيحي ولو أن يهوديا تبنى طفلا ملحدا فانه سيكون يهودي العقيدة عندما يكبر … نفس الظاهرة تظهر في العقائد المذهبية فالمذهبيون يتوالدون من نفس فصيلة الاباء .. هنلك استثناءات ولكنها لا تعدو ناصية التمرد العقائدي فهنلك من يغير دينه وهنلك من يغير مذهبه ومن خلال رقابة مسببات التغيير يظهر أن المؤثر سيكون من عقلانية عقائدية تفعلت في عقل المتمرد سببت في تغيير الدين او قد تؤدي الى الخروج من العقيدة عند المتأثرين بالفكر الالحادي … من أجل بناء العقيدة في عقل بشري
تلك ظاهرة مؤكدة يمسكها العقل الانساني من خلال رقابته للمجتمع العقائدي سواء اختص في منطقة جغرافية او اختص في مجتمع عرقي او مجتمع أسري محض ..!!
تلك الظاهرة تقيم العقل ولا تقعده في البحث عن مصدرية العقيدة فهل العقيدة ممصدرة عرقيا او مجتمعيا او اسريا … لو نسأل المسيحي عن مصدرية عقيدته سيقول عيسى ولكن حقيقة الموقف ان العقيدة اخذها من غير عيسى واقتبسها من محيطه الاسري او المجتمعي او العرقي .. ولو سألنا اليهودي عن مصدر عقيدته لقال موسى ولكن حقيقة الحال تختلف ومثلها يكون جواب المسلم ولو امعنا عمقا في السؤال عن مصدرية العقيدة المذهبية فان الاجابة ستكون ان مصدرية عقيدته هي من إمام مذهبه ..!! أما الرسول محمد عليه افضل الصلاة والسلام فهو ممصدر من ما نقله إمام المذهب وبالتالي فان مصدرية العقيدة تكون مقنعة بقناع تجعل عقل الباحث عن الحقيقة يرتج ارتجاجا قاسيا ..!!
خلف ذلك القناع العقائدي تقوم النظم العقائدية في مضامين العقيدة المرتبطة بالرسل والانبياء لانها لم تأتي بشكل مباشر بل هي منقولة منهم عن طرق مختلفة من مصادر بشرية محض ..
اين الله من كل هذا ..؟؟
هل الاب هو نبي لكل شخص يحمل العقيدة ..؟
هل المجتمع هو رسول كل شخص يحمل العقيدة ..؟
هل العرق هو النبي الرسول الذي يحمل العقيدة ..؟
هل الاسرة هي النبي العقائدي ..!!
اسئلة تدور في العقل عندما نرى ويرى الناس ان ابن المسيحي سيكون حكما مسيحي العقيدة وابن المسلم مسلم وكلما تم النزول عمقا ستكون المذاهب والمجتمعات الجغرافية والعرقية والاسرية هي التي تزرع العقائد في عقول ابنائها
اين ذهبت الرسالات اذن ..!!
اين مصدرية العقيدة المباشرة بين الله والأنسان ..؟
وهل الله أوكل أمر البناء العقائدي في عقول البشر الى بشر ..!!
انها تساؤلات لا ترقى الى التمرد بل ترقى الى الفهم في مصدرية العقيدة وحقيقة ما يجري من عقائد في البشرية جمعاء … في شبه القارة الهندية ينقل الينا شاهد عيان أن كثرة العقائد يتبعها كثرة الاعياد الدينية مما جعل من الحكومة ان تقيم عيدا موحدا للرب يشمل كل العقائد لغرض حل اشكالية التعطل المستمر لأعياد العقائديين … يحتفلون بعيد الرب ولكنهم يعودون يحتفلون بعيدهم العقائدي وكأن الارباب قد اختلفوا في مؤتمر الآلهة ..!!
البشرية جمعاء بكافة عقائدها تجعل مصدرية العقيدة في البناء العقائدي بشري البناء .. بشري التغذية .. بشري الفكر وسط زحمة فكرية مختلفة بين العقائد وكأن الله قد أستقال من ربوبيته لبشر يروجون للبناء العقائدي كل حسب ما ذهب اليه من فكر …
قد تكون الكتب السماوية مصدر للبناء العقائدي الا ان انسان اليوم سيرى إن منهجية الاعتماد على تلك المصدرية مفككة مشتتة
التوراة … ليست كتاب واحد متفق عليه … في متونه وفي ترجماته عبر التاريخ
الانجيل … أكثر من انجيل ولكل انجيل اكثر من ترجمة في أي لغة كان
القرءان … هو الكتاب الاوحد الذي لم يختلف على متنه … ولكن الاختلاف في فهمه احدث ما احدث من فكر بشري يبني العقائد المذهبية بين مذاهب المسلمين …
اذا قام فهم أوحد للقرءان
واذا قامت بين الناس رغبة البناء العقائدي من مصدرية الهية دون اشراك لبنات فكرية بشرية فان المسلمين اولا والبشرية ثانيا مرشحة لقيام بناء عقائدي موحد من مصدرية الهية محض لا يشرك الله فيها رأي من بشر ..
انها ارجوزة عقل قبل أن تكون دراسة فكرية
تلك الارجوزة افتعلها عقل يرى إن البناء العقائدي مبرقع وصناعة البرقع مرتبطة بالعرق والمجتمع والاسرة في حين يرى العقل أن العقيدة تحتاج الى بناء الهي المورد دون شريك من عرق او اسرة او مجتمع
عسى أن يكون لليقين مسربا في عقل بشري ينتظر كارثة كبرى في تدهور بيئي خطير .
الحاج عبود الخالدي
تعليق