ليس مهما استدراج الماضي لمعرفة الحراك السياسي والمجتمعي قبل قيام الحضارة المادية لتأكيد ان العرقية القومية لم يكن لها مساحات من التحرك في ضمائر الناس ولم تكن سوى حالة ذائبة وسط العجينة السياسية والاجتماعية وان ظهرت في التاريخ القومي اختناقات طفت عليها صفات عرقية فهو يندرج تحت الصراعات القبلية التي كانت طاغية قبل قيام الدولة الحديثة وصفة الصراعات القبلية كانت تخضع لتحالفات عقائدية وتحالفات اقليمية تلعب دورا مهما في رسم السياسات العامة كما كانت صراعات الامويين والعباسيين والطالبيين وادوار شخصيات مؤثرة في تاريخ الشرق الاسلامي دون ان يكون للعرقية والقومية اثرا في ذلك الحراك
الطبقة المثقفة سياسيا تدرك ادراكا كبيرا ان الدولة الحديثة التي قامت في فرنسا في جمهوريتها الاولى كانت قد حيكت من قبل فئة خفية عملت لزمن طويل على مخاضها فكانت الجمهورية الفرنسية وليدها الاول والذي انتشر مستنسخا في بقاع الارض بشكل غطى الارض بكاملها وفق منظومة الدولة الحديثة ... المثقفون السياسيون يملكون رصيدا فكريا عن الماسونية وخبث اساليبها في برمجة مصالحها العليا وفرض هيمنتها على بقاع الارض حتى نقل عن اباطرة الماسونية ما قيل (الارض مملكة الماسون) ...
ازاء ذلك المارد الخفي الذي اقترن فعله بقيام الدولة الحديثة وانتشارها السريع والمتناغم في الارض جميعا ظهرت مفاهيم لم يكن لها حضور سابق الا وهي (الاقليات العرقية) التي اصبحت في كثير من الدول بطاقة لعب سياسي قاسي اثر بشكل مباشر على انسانية الانسان وجعل العقل الانساني الحكيم يتعامل معها بمزيد من الحسرة والاسى حين تحرك حكام قساة تحت شعارات وطنية كاذبة في بذر بذور الاقلية العرقية لصناعة موقف يصب في هدف ماسوني واضح يراد منه برامجية بعيدة المدى في رباعية ايرانية عراقية تركية سورية وحين نستعيد بالذاكرة ذالك العملاق الذي دمر حلبجة وحارب القومية الكردية بشتى انواع الظلم والاضطهاد يخنع لزمن طويل من حكمه وكأنه حمل وديع من اجل برامجية يجب الوقوف عندها ومسك مماسك الهدف منها لغرض تأمين حماية للعقل من الانزلاق للخطة السوداء التي رسمت من خلال الظلم الشديد للاكراد والدلال الكبير لهم في العراق مع تضييق واضح في مثلث ايراني تركي سوري ..!! فماذا يريدون ..!!
صحوة العقل لا بد ان تكون مشتركة بين كافة القوميات من اجل قيام مضاد عقلي ضد تلك الخطة وان لم يكن هنلك قدرة على تفتيت الخطة فان القدرة على فهم الواقع فرادى فرادى وذلك سيكون بلسما يحمي الانسان لانسانيته دون ان يكون الانسان معصوب العين في برامجية اعدت في ظلمة حالكة
مؤشرات كثيرة في الحدث العراقي تمتلك جذورا تمتد لاكثر من 50 عاما تنذر بكارثة عربية كردية في العراق وتلك الكارثة ستكون فعالة لمساحة زمن ليس بالقصير وسوف تسبب هلاك كبير ... كميات السلاح المتاحة الان في تلك الساحة تنذر بنذير شؤم كبير وقرارات استخدام فوهات الاسلحة لا تمتلك قاسما مشتركا بل تمتلك عجينة بغضاء متزايدة مما يستوجب اعادة الحسابات وتقييم واقع الحال مرتبطا بجذورة والحراك الخفي الذي اوجده وصنعه لكي لا تنثني الحكمة وتموت الفطنة فيمر كل شيء على غفوة جماهيرية تمتلك ساعة الحدث وتتغافل عن مصنعيته والايادي الخفية التي صنعته ..!! نحن نعيش مأساة تمثل المدخل الى الكارثة ...
الحاج عبود الخالدي
تعليق