رمضان في عربة العربية
ونظم التكوين
ونظم التكوين
من أجل تحرير اللغة من تأريخية اللفظ
لا يختلف اثنان من المسلمين إن رمضان هو شهر الصوم ولكن الأزمة الفكرية نشأت في الفكر الاسلامي عندما جاء النص الشريف مبينا ان القرءان نزل في شهر رمضان وهو وصف يخالف تاريخ نزول القرءان الذي استمر اكثر من عقدين من زمن نزول الوحي
(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرءانُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:185)
والنص يؤكد ان شهر رمضان هو شهر الصوم وهو الذي نزل فيه القرءان وبما ان خامة الخطاب القرءاني هي (لسان عربي مبين) فان حل إشكالية نزول القرءان النازل في حقبة زمنية تزيد عن عشرين عاما الا انها موصوفة بنزول محدد في حقبة (شهر رمضان) هي اشكالية حلها يؤتى من خلال أعادة أوليات النص الى مقاصد الله في (شهر رمضان) وأعادة أوليات النص للفظ قرءان ولفظ نزول لمعرفة وظائف تلك الالفاظ (المطلقة) كما أراد الله لها من وظيفة استخدام وعدم الاتكاء على وظيفة الاستخدام التي بين ايدينا ذات اوليات رسخت في عقول الاباء فاضطربت مما يدلل ان مرابطها مع مقاصد الله غير دقيقة لان متقلبها التاريخي جعلها عجلة عربية دارت في التاريخ فوصلت بين ايدينا صدئة لا تغني حاجات فهمنا المعاصر كما كانت غير غنية في فهم السابقين انفسهم ولم يستطيعوا حل اشكالية نزول القرءان في شهر رمضان او ليلة القدر ...!!... من لسان العرب لأبن منظور اخرجنا نصوص استخدامات جذر (رمض) ومنه (الرمضاء) فنقل الينا ما نصه على شكل مقتطفات :
الرَّمَضُ والرَّمْضاءُ: شِدّةُ الحَرّ. والرَّمَضُ: حَرُّ الحجارة من شدّة حَرّ الشمس،
قولك رَمِضَ الرجلُ يَرْمَضُ رَمَضاً إذا احترقت قدماه في شدة الحر؛
وفي الحديث: فلم تَكْتَحِلْ حتى كادَتْ عيناها تَرْمَضانِ، يروى بالضاد،
وفي حديث صفية: تَشَكَّتْ عَيْنَيْها حتى كادتْ تَرْمَضُ، فإِن روي بالضاد أَراد حتى تَحْمى.
والتَّرَمُّضُ: صَيْدُ الظبي في وقت الهاجرة تتبعه حتى إذا تَفَسَّخَت قوائمُه من شدة الحر أَخذته
قال أَبو عمرو: الإِرْماضُ كلُّ ما أَوْجَع. يقال: أَرْمَضَني أَي أَوْجَعَني. وارْتَمَضَ الرجل من كذا أَي اشتدّ عليه وأَقْلَقَه؛
وارْتَمَضَتْ كَبِدُه: فسَدَتْ. وارْتَمضْتُ لفلانٍ: حَزِنْتُ له.
والرَّمَضِيُّ من السحاب والمطر: ما كان في آخر القَيْظِ وأَوّلِ الخَرِيف، فالسحابُ رَمَضِيٌّ والمطر رَمَضِيٌّ،
قال مطرز: كان مجاهد يكره أَن يُجْمَعَ رمضانُ ويقول: بلغني أَنه اسم من أَسماء اللّه عزّ وجلّ؛
قال ابن دريد: لما نقلوا أَسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأَزمنة التي هي فيها فوافَقَ رمضانُ أَيامَ رَمَضِ الحرّ وشدّته فسمّي به.
وشهر رمضانَ مأْخوذ من رَمِضَ الصائم يَرْمَضُ إذا حَرّ جوْفُه من شدّة العطش، قال اللّه عزّ وجلّ: شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن؛
ورَمَضَ النَّصْلَ يَرْمِضُه ويَرْمُضُه رَمْضاً: حدّده.
ابن السكيت: الرَّمْضُ مصدر رَمَضْتُ النصْلَ رَمْضاً إذا جعلته بين حجرين ثم دقَقْتَه ليَرِقَّ. وسِكِّينٌ رَمِيضٌ بيّنُ الرَّماضةِ أَي حديدٌ. وشفْرةٌ رَمِيضٌ ونَصْلٌ رَمِيضٌ أَي وَقِيعٌ؛
والمَرْمُوضُ: الشِّواءُ الكَبِيسُ. ومَرَرْنا على مَرْمِضِ شاةٍ ومَنْدَه شاةٍ، وقد أَرْمَضْتُ الشاةَ فأَنا أُرْمِضُها رَمْضاً، وهو أَن تَسْلُخَها إذا ذبحتها وتَبْقُرَ بطنها وتخرج حُشْوَتها،
وارْتَمَضَ الرجل: فسَدَ بطنه ومَعِدَتُه؛ عن ابن الأَعرابي.
تلك مقتطفات من لسان العرب في استخدامات لفظ (رمض) وهو جذر لفظ (رمضان) ولعل متاهة الاستخدام العربي للفظ (رمض) سوف تزيد من حيرتنا في معاني تتقلب بين الحر الشديد ووجع البطن وسلخ الشاة ورمض العين والحزن ومنه صوم رمضان وكأن ربنا ارسل الينا إسلاما لا بيان له فيكون علمه حصرا عند الله فلا شيء (مبين) الا من الله ومن أجل ذلك وجب اعادة اوليات النص الى الله وليس الى العرب فالعرب اثخنوا اللفظ استخدامات متنوعة ولم نكن بينهم لنعرف حقيقة أوليات عقولهم وهل كانت في فطرة نطق او في متفقات قول ولكن قرءان ربنا بين ايدينا ولم يستثن منه ربنا مثلا واحدا بل صرف فيه الامثال شاملا كل مثل ولعل البراءة من متراكمات الفكر اللغوي ستمنحنا فرصة مواجهة الفاظ القرءان مع عقولنا التي انطقها الله في فطرت خلق .. الله فاطرها...
(رمض) هو لفظ له خارطة من (حرف) ورغم ان وظيفة الحرف في العقل غير معروفة فلا أحد يعرف وظيفة (كـ هـ ي ع ص) فيكون علم وظيفة الحرف هو علم الحرف القرءاني وهو علم غير منشور لانه يحتاج الى براءة مطلقة وهي غير متوفرة في مناقلة المنشور من البيان ولن تتوفر البراءة المطلقة الا بين يدي حشد علمي يحتشد من أجل البراءة من متراكمات العقل وليس للتفرج على بعض مفاصل اللغة كما هي وظيفة القواميس والمعاجم العربية فهي مصدر لغوي ولكن البراءة اللغوية علم لا يصلح ان يكون علما مكتسبا او بيانا منشورا لانه لا يتوائم الا مع البراءة المطلقة في العقل ... لفظ رمض في علم الحرف القرءاني يعني (خروج حيازة وسيلة مشغل)
ففي الصوم رمض تكون (خروج حيازة الطعام) عدم الاكل والشرب والطعام والشراب هو حتما (وسيلة تشغيل الجسد) فيكون رمض يعني الصوم في (الخروج) من حيازة الاطعمة في ميقاتها النهاري ... وفي استخدام لفظ رمض في الحرارة كما جاء في احد منقولات ابن منظور فهي ايضا خروج حيازة مشغل فالحرارة هي (طاقة خارجة من المادة) وخروجها يتم من (وسيلة مشغل) والعلم الحديث عرفها في (زيادة حركية جزيئات المادة) فتكون نتيجتها الخارجة من (حيز المادة) هي الحرارة (خروج حيازة) فحركية جزيئات المادة هي (وسيلة مشغل) جسيمات المادة النووية فقد خرج من حيازتها حرارة فكانت (رمض) .... ومثلها سلخ الشاة او اخراج احشاء البطن فحين يخرج الجلد من حيازة الشاة يكون (رمض) ومثله احشاء البطن فجسد الشاة هو (وسيلة مشغل) ذلك المخلوق فاخراج جلدها وحشوة بطنها هو (رمض) ... وحين تقوم العين باخراج افرازات من فص العين فهي رمضاء لان فص العين (وسيلة مشغل النظر) فحين خرجت من حيازة فص العين افرازات مادية فقيل فيها (رمض العين) ... العرب كانوا الاقرب لفطرتهم وليس مثلنا فكانوا يستخدمون الالفاظ في وظيفتها المرتبطة بالمقاصد العقلية النقية من العجمة والنقية من المتراكمات الا ان (المعاجم) قلبت الوظيفة العقلية الى (استخدام) فضاعت الوظيفة من خلال تناقل صفة الاستخدام (هكذا قالوا) وليس (هكذا وظيفة اللفظ في العقل) ...!! فضاعت العربية في تاريخها بين عقول لا تعي وظيفة اللفظ ...!! بل تعي التقليد في الاستخدام ..!!
رمضان لفظ مقروء سيكون في فطرة عقل مجردة هو (رمض + رمض) ومثلها في الفطرة (ولد + ولد = ولدان) فيكون (رمض + رمض = رمضان) وهنا عقل فطري بدون قواميس ومعاجم ... اما القرءان فامره (أغرب من الغراب) وعلى متلقي التذكرة ان يكون بريئا من متراكمات العقل بلا حدود فيقرأ
نقرأ هنا قولا منشورا منقولا يجمع الاراء التي قيلت في غشاكلية نزول القرءان دفعة واحدة
(منقول) سنبدأ أولاً باقتباس نصّ للزركشي يلخّص فيه جملة الآراء الواردة في عصره حول هذه المسألة، حيث يقول ''واختُلِف في كيفية الإنزال على ثلاثة أقوال: أحدها أنه نزل إلى السّماء الدّنيا ليلة القدر جملةً واحدةً، ثم نزلَ بعد ذلك منجّماً في عشرين سنة أو ثلاث وعشرين سنة أو خمس وعشرين سنة، على حسب الاختلاف في مدة إقامته بمكة بعد النبوّة. والقول الثاني: إنه نزل إلى السّماء الدنيا في عشرين ليلة قدر من عشرين سنة، وقيل في ثلاث وعشرين ليلة قدر من ثلاث وعشرين سنة، وقيل: في خمس وعشرين ليلة قدر من خمس وعشرين سنة، في كلّ ليلةٍ ما يُقدِّر الله سبحانه إنزاله في كلّ سنة، ثم ينزل بعد ذلك منجّماً في جميع السنة على رسول الله (ص). والقول الثالث: أنه ابتدئ إنزاله في ليلة القدر، ثم نزل بعد ذلك منجّماً في أوقات مختلفة من سائر الأوقات''. ثم يعلّق الزركشي قائلاً ''والقول الأول أشهرُ وأصح، وإليه ذهب الأكثرون...''. (البرهان في علوم القرآن،ج,1 ص228-229.
الا ان بحوثنا التي عالجت تلك الازمة لم تخرج من القرءان ليكون الرأي بديلا عن بيان الله في خطابه القرءاني الا ان (التدبر) و(التبصرة) قد حان زمنها بسبب الاختناق الشديد الذي اصاب نظم الاسلام وتطبيقاته بما فيها الموروث من الفكر العقائدي فيكون البحث المعاصر مشروط بأن لا يخرج من القرءان الا ليدخل القرءان مرة اخرى مع اجازة استحضار فطرة العقل التي فطرها الله دون ان يكون للهيمان الفكري دورا فيها وبذلك تسقط الخيالات والايهامات ويقوم القرءان بوظيفته كرسالة مرسلة للبشرية جمعاء والله يعرف كيف خلق العقول ويعلم من اين تؤتى التبصرة وكيف تؤتى شرط ان يكون الباحث بريء من متراكمات الفكر ..
(وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ )(البقرة: من الآية228)
القرء هو الحيض وهو بيان (اللاحمل) في الرحم الانثوي للمطلقة فالحيضة بيان عدم قيام الحمل (فطرة عقل) والحيض هو خروج البيضة غير الملقحة (فطرة عقل) والبيضة هي (وسيلة مشغل النسل) تخرج من قناة المبيض وهي تخرج من حيازة النسل (فطرة عقل) فتكون (رمض) كما ثبتنا صفات وظيفة (رمض) في العقل في سطور سابقة وعندما يراد لذلك الرمض البيان تكون في وظيفة لفظ (قرء) وهو تدبر في النص الشريف يبحث عن تبصرة ليرى الحقيقة كما رسمها القرءان كرسالة موجهة لعقل البشر ونرى حين ترتبط (ثلاثة رموض بثلاثة قروء) ليقوم الحق في الزواج للمطلقة .... (خروج وسيلة تشغيل من الحيازة) هي البيضة غير الملقحة والتربص من الزواج الاخر يحتاج الى (ثلاث حيضات) وهي ثلاث خارجات من حيازة الرحم ثلاثة (رموض) او ثلاث رمضات معهن ثلاث (بيانات) أي ثلا ث (قروء) ومن فطرة نطق خلقها الله يكون (قرء + قرء = قرءان) وهنا البراءة (ففي رمضين اثنين قرئين اثنين منزلين) كما كان في ثلاثة رموض ثلاثة قروء ...!! ولا وجود للقرءان (المصحف) الذي نعرفه في النص ولا عوج في قرءان الله بل العوج في عقولنا
اذا كان في (رمض + رمض) عملية تنزيل لـ (قرء + قرء) فذلك يعني ان مع كل (رمض) يوجد (قرء) خاص به منزل بصفة تكوينية كما ينزل القرء مع البيضة غير الملقحة لتعلن للملأ ان تلك المرأة غير حامل (بيان) فالتنزيل هو برنامج تكويني كما تنزل البيضة غير الملقحة فتقيم قرء ذلك لان برنامج البيضة الملقحة سيتم في التصاقها بالرحم وبناء الجنين اما البيضة غير الملقحة فتنزل تكونيا وتخرج من حيازة الحائض في الحيض ...!! (انزل القرءان) فهو مثل ما نقوم (بتنزيل برنامجان) في الحاسب الالكتروني لغرض اصطياد الفايروسات (مثلا) او غيره من البرامج الالكترونية يتم تنزيلها في الحاسوب وهو فهم بسيط من تصرف فطري ناطق خلقه الله في عقل الانسان الناطق وفيه اجازة استخدام (فاقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله) ومن تلك الفطرة المخلوقة والناطقة فينا اسميناه (تنزيل برنامج) فالقرءان هو (قرئين) في منظومة الخلق (برنامجين) تكوينيين يتم انزالهما في رمضين اثنين فيكون (رمضان) ...!! وبراءة من كل متراكم فكري لا يغني حاجة العقل في اسلامه
عرفنا برنامج انتقال ميقات الطعام (خروج حيازه) من النهار الى الليل في ادراجنا السابق (نظرة في كتاب الصيام مع علوم الله المثلى) وهي (رمض واحد في قرء واحد) أي ان فاعلية الرمض الاول هو تحويل ميقات الاطعام من النهار الى الليل وفي ذلك التحويل في ميقات الاكل والشرب برنامج كبير تحدثنا عنه يخص طور جسد الانسان مع عجينة الحياة الاجمالية وطور الاطعمة المخلوقة في نفس العجينة وقمنا بالتذكير بالفارق التكويني (قرء) وهو بيان بين عجينة الحياة نهارا وعجينة الحياة ليلا
نظرة في كتاب الصيام مع علوم الله المثلى
بقي (رمض واحد + قرء واحد) من اصل (رمضين اثنين + قرئين اثنين) يتبادلان الفاعلية في (رمضان) فيه (قرءان) منزل ...!! وحمل ادراجنا السابق في الرابط اعلاه الرمض الثاني (خروج حيازه) في بيان (قرء) في عملية (اعادة تاهيل) يخص الخارطة الجينية (مرابط تكوين الجين) لان التذكير الالهي كان كما بينا يذكرنا في تدبر نص كتاب الصيام (كما كتب على الذين من قبلكم) فهي فاعلية تنتقل من جيل لجيل ومكانها وموطنها هو (الخارطة الجينية) ...!! واستبدال الخارطة او تعديلها يعني اخراج المرابط الفاسدة منها لاغراض التأهيل المتناغم مع العجينة الحياتية
رمض اول ... وهو خروج حيازة الطعام (وسيلة مشغل حياتية) من عجينة حياتية نهارية الى عجينة حياتية ليلية يصاحبها بيان اختلاف العجينتين الحياتيتين بين الليل والنهار وهو ما خفي بصفته إختلاف لـ (نظام حياتي كوني) على علوم العصر المبهرجة وهو (قرء) أي بيان واحد من قرءان (بيانان) وليس (مصحف القرءان) كما ذهب الناس اليه في مذاهبهم
رمض ثاني ... وهو خروج حيازة السوء في الخارطة الجينية (إعادة تأهيل) فـ (الخارطة الجينية) هي (وسيلة تشغيل) حياتية ومنها يخرج السوء في قرء (بيان) لا يزال خفيا حتى على اهل الصوم ويحتاج الى ابرياء ليمسكوا به وهو قرء (بيان) فيكون (قرء واحد) من (قرءان) وهو بيانان وليس (مصحف القرءان)
شهر هو من لفظ نستخدمه فطريا في (شهرة) فالشهر هي حاوية (شهر) فيكون شهر رمضان الذي حدد (النبي) محمد عليه افضل الصلاة في واجب من واجبات النبوة وليس واجب من واجبات (الرسول) وصل الينا متواترا وهي سنة متواترة فعلا وليس قولا وننصح بمراجعة ادراجنا (من هو النبي ومن هو الرسول في ثقافة الدين)
من هو النبي ومن هو الرسول في الخطاب الديني
فالشهر الذي حدده المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام بصفته الوظيفية (نبي) علمه شديد القوى هو (شهر رمضان) فيه (رمضين اثنين + قرئين اثنين) يتم تفعيلهما عند الصوم (فمن رأى منكم الشهر فليصمه) وتلك الخصوصية في دورة للقمر حول الارض (واحد من الشهور القمرية) حكما تكوينيا في فاعلين يتبادلان الفاعلية (الرمضين) وذلك لا يعني فقدان الصوم لفاعليته في غير شهر رمضان بل يكون شهر رمضان الذي حدده النبي الرسول ومن ذلك نرى ان الصوم في غير رمضان له فعل تكويني حيث يستطيع من كان على سفر ان يصوم في عدة من ايام اخر وهو دليل على ان ايام شهر رمضان لا تمتلك خصوصية تكوينية مطلقة في صلاحية نظم الصيام مع دورة القمر الخاصة بالشهر المسى رمضان الا ان الخصوصية نسبية وهي تتفعل بشكل كبير مع وقف الطعام نهارا لجميع المسلمين في اقليم محدد حيث يفعل الجمع الصائم فعلا تكوينيا مؤثرا في عجينة الحياة ... ذلك المؤثر يقيم (رابط عقلاني) بين المسلمين يخص الجمع الصائم وهو ما قام به المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام حصرا في صيام في شهر سمي شهر الصوم ليستفيد المسلمون من منافع صوم جماعي فالصوم الجماعي يفعل فعلا تكوينيا خاصا بين المؤمنين وهو من فضيلة شهر الصوم التي يحملها وجدان الصائمين ولها كثير من الروايات التي تصف الجمع المؤمن الصائم ...!! اما دورة القمر حول الارض فليس لها خصوصية تكوينية مطلقة بل نسبية تخص الصوم في افضلية دورة للقمر حول الارض رغم ان دورة القمر حول الارض لها عمومية تكوينية وتمتلك الاشهر القمرية خصوصية في الاشهر الحرم وشهر ذي الحج (فلا قتال فيها) ... من خلال بحوثنا المختبرية في مطلع التسعينات تمت مراقبة اوعية بكتيرية رقابة مختبرية صارمة وكانت الرقابة تخص التصرفات العقلانية للمستعمرات الخمائرية لاستكشاف مرابطها مع عجينة الحياة فامسكنا فوارق تخص الايض الخلوي الخمائري في رابط جماعي للمستعمرة الخمائرية مرتبطة مع دورة القمر حول الارض وكان لشهر رمضان خصوصية في الليل تختلف عن بقية الاشهر وقد اشرف على البحوث المختبرية باحث متخصص يحمل شهادة قصوى في علوم (الراديو بايولوجي) وهي علوم مختبرية عميقة تبحث عن نظم التجمعات الخلوية ونظم عملها الجماعي (دائرة رنين) فكانت النتائج مذهلة الا انها كانت ولا تزال تحتاج الى البراءة من المتراكمات الفكرية لربطها بحقائق التكوين ومناسك المسلمين الغافلين عنها ...!!
شهر .. هو لفظ يعني في علم الحرف القرءاني (وسيلة فاعليات مستمرة) وهي صفة الشخص المشهور او الماركة المشهورة او الحدث المشهور الذي امتلك مجموعة فاعليات مستمرة فاصبح مشهورا ومنها (الشهر العقاري) في إشهار بيوع الاملاك غير المنقولة فلا يوجد في دوائر الشهر العقاري قمرا يدور بل فاعليات مستمرة (ملكية) حيث تتمتع ملكية الاموال غير المنقولة باستمرار حيازتها بيد مالكها فتكون مشهورة وبيوعها إشهار من لفظ شهر ... تلك المعالجات من فطرة عقل ناطق يدعم نتائج قرءاة خارطة اللفظ الحرفية ... (شهر رمضان) هو فاعليات متنوعة تمتلك صفة مستمرة منها الدورة القمرية حول الارض وموقع الارض من الشمس وبقية اجرام السماء (عجينة الكون المتحركة) مستمرة وهي مفصلة بفاصلة تخص دورة فلكية صغرى زمنيا وهي دورة القمر حول الارض فصار (الشهر القمري) ... ولو رصدنا تلك الفاعليات القمرية بصفتها دورة فلكية صغرى زمنيا حيث يكون القمر دائرا بدورة مرتبطة بعجينة حراك كوني فتكون دورة القمر حول الارض بما يشبه عقرب الثواني في الساعة حيث يشير الى قاظمة زمن صغرى من اصل وسعة الزمن ومثلها دورة القمر حول الارض بما يشبه عقرب الثواني في الساعة الميكانيكية فيكون (شهر رمضان) هو وحدة فاعليات كونية لها مؤشر في دورة القمر حول الارض لتكون في صيام جماعي بين المسلمين مستندا الى رؤية الهلال وهي دلالة بديء دورة قمرية ستكون مخصصة (لرمضين) لهما بيانين منزلين في نظم التكوين
تلك تذكرة قاسية تقلب كثير من المفاهيم وترفع اكبر اشكالية فقهية في نزول القرءان (المصحف في شهر رمضان) والتي قضـّتْ مضاجع اهل الكلام في الدين ودفعت بعض الملحدين المتقولين بكذب القرءان او كذب التاريخ الاسلامي باكمله حين يقول القرءان ان القرءان نزل في شهر رمضان ..!! او يقول تاريخ الاسلام انه نزل على مساحة 23 سنه
رمضان كفعلين في (رمضين) لهما (قرئين) وفي تفعيلهما يبدا بالصوم وليس قبل تفعيل الصوم فيكون رؤية الهلال بداية فعل الصوم فالهلال لا يعني بديء تكوينة الصوم لان تكوينة الصوم (الرمضين) تبدأ بالصيام وليس بالهلال كما ذهب الناس مذاهب الاختلاف في الهلال ونية الصوم ... من رأى منكم الشهر فليصمه فان كانت الرؤيا في (رؤيا هلال) وان كانت الرؤيا هي (رأي) فكري في قيام شهر الصوم فتقوم عملية ميقات الصوم الهلال اما تكوينة الهلال ومرابطه الفلكية لن تكون ذات فاعلية مطلقة في تكوينة الصوم فالصوم يتفعل حين ينقلب المأكل والمشرب من النهار الى الليل ولا علاقة للهلال في فاعلية تلك الصفة التكوينية بل تخضع لـ (رأي) من يرى انه الشهر المخصص للصيام وان اختلفت يوما او يومين ففاعلية التكوين ليس لها نظام بديء فلكي كما هو نظام القوانين الوضعية بحيث يكون ميقات اليوم حاسما حاكما في كثير من الافعال التي يضعها القانون فالاستئناف للطعن بالحكم القضائي مثلا يكون بعد خمسة عشر يوم من صدور القرار ففي اليوم 16 يسقط حق المستأنف أي انعدام فاعلية الاستئناف بتقادم زمني وفي كثير من المفاصل القانونية يكون اليوم حاسما موقفا للفاعلية ولها مدد محسوبة باليوم او في السنة تودي الى (تقادم) الفاعلية اما في منظومة الخلق فذلك لن يكون ولا يكون ولا يمكن ان يفرض ما اعتاده الناس على منظومة الخلق ونقرأ في نظم الخلق تلك الحقيقة
(وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ) (البقرة:203)
ففاعليات الله في نظمه لا تنطفي يوم او يومين كما تنطفيء في القوانين التي وضعها البشر فمن اقتنع (رأي) بشهر الصوم (إشهاره) فليصمه وكفى الله المؤمنين شر الاختلاف ..!! .... من معالجة (ربي ارني انظر اليك) فان فعل الرؤيا هو (عقلاني مادي) وفعل النظر (مادي محض) فمن رأى الشهر وقيام الرأي مستندا الى رؤيا مادية (نظر) وعقلانية (رأي) فرؤية الشهر المادية تؤتى بالنظر للهلال وتوتى من حسابات مادية وتؤتى من شمولية وشهرة بين الناس فالمشهور مرئي في العقل والمادة فان صام الناس في اقليم فهو شهر الصوم (إشهاره) فيكون الصوم (فليصمه) ولا يوجد أي مسرب تكويني للاختلاف في يوم الصوم الاول والاخير الا الرغبة في الاختلاف وزراعة الكراهية
من عشق الحقيقة عليه ان يتبرأ من أشباه الحقيقة المبنية على توأمة الظنون فالله جعل قرءانه (المصحف) مبين وكتابه (نظم الخلق) مبينة وعلى الانسان ان يتطهر من الظنون المتوائمة ليمس القرءان
(إِنَّهُ لَقُرءانٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ * لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ) (الواقعة:79)
انها تذكرة تقيم تبصرة في نظم الله (كتاب الله)
(تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) (قّ:8)
الحاج عبود الخالدي
تعليق