اعلان فساد الوسيله
من اجل مرابط عقائدية معاصرة
في هذه المحطة الفكرية نجد ان النهج القدسي يضع للنشاط الانساني ضوابط تحدد نشاط الانسان في اتجاهات كثرة تصلح ان تكون عناوين عامة تعتمد كمعيار مطلق وهي في منهج الامثلة القرءانية بصفتها سنة مسنونة تكمن تحت تلك الامثلة القرءانية ... خسران الميزان او التلاعب به ليس بكفر كافر او عابد صنم او تارك صلاة بل انضباط الميزان يقع في تعاملات الناس السلعية وربما يكون مشفوعا برضى المتبايعين (البائع والمشتري) ولكنه يشكل مخالفة لسنن الله في خلقه وبالتالي يصبح من كبائر المخالفات التي تقع تحت غضبة الله سبحانه ..(وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ * وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلا تَعْثَوْا فِي الأرض مُفْسِدِينَ * بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ * قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيد * قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلا الأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ * وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ * وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ * قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيز * قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ * وَيَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَمَنْ هُوَ كَاذِبٌ وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ * وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا شُعَيْباً وَالَّذِينَ آمنوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ * كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا أَلا بُعْداً لِمَدْيَنَ كَمَا بَعِدَتْ ثَمُودُ) (هود:84 ـ 95)
نجد ذلك في مثل قوم شعيب حيث كانت سننهم في عدم استقرا ر الميزان راسخة فيهم من خلال النص الشريف (او ان نفعل في اموالنا ما نشاء انك لانت الحليم الرشيد) ولكن مخالفة السنن الالهية هو في الرصد العلمي لاختلال منظومة العقل المرتبطة بالنشاط الانساني فهي التي اوقعت قوم شعيب عليه السلام تحت طائلة العقاب الشديد فكانوا من الذين ظلموا (فاخذتهم الصيحة فاصبحوا في ديارهم جاثمين) وهي عقوبة شديدة يمكن ان يمسك بها الباحث بشكل يقيني رغم ان الفعل هو عدم استقرار الميزان وهو سيخ في العقل بحيث اصبح (نعمل في اموالنا مانشاء) ليس منضبطا بسنن الخلق في ضرورة استقرار الوزن .. رصدنا لايتأثر ان كان المقصود بالميزان هو الميزان السلعي او غيره رغم ان النص يشير الى الميزان السلعي (نعمل في اموالنا)
سنجد لعبة كرة القدم وما فيها من سيخ في العقل اكبر بكثير من اختلال ميزان قوم شعيب عليه السلام وفي اكثر من اتجاه ومحور للرصد في عدم استقرارية الميزان رغم القبول الجماهيري لكرة القدم فيكون فعل الوزن عندهم غير منضبط بالحكمة وهو سيخ العقل الذي اشرنا اليه ونجده متألقا جدا في كرة القدم في نشاط كبير لا يغني ولا يسمن (خارج الحكمة) وهو تحصيل حاصل لسيخ العقل الذي ابتليت به الشعوب المعاصرة .. أموال ضائعة ... جهود ضائعة .. اختلال في الميزان ... رب داحض لهذه المحطة الفكرية سيقول في ميزان اعلامي من خلال حجم الدعاية الكبير التي تحصل عليها الدول الفائزة او الفرق الفائزة فان مثل تلك المعالجة تشير الى سيخ عقلي اكثر عمقا حيث لا يمكن ان تكون الحكمة العقلانية في نشاط كبير ومؤثر في اقتصاد الامة (مثل خسران الميزان) من اجل دعاية جوفاء لا تمنح الشعوب والفرق الفائزة تقدما له مردود (مالي) او أن تقدم (عطاء مالي) يمكن ان يتوارثه الابناء وان مضيعة الجهد والمال ستكون بسبب غفلة الجماهير اللاهثة وراء الفوز البراق الذي لايساوي اكثر من جسم كروي تحركه الاقدام ليدخل في مستطيل محدد الابعاد ... انها كارثة العقل المتحضر
هذا المنهج في هذه المحطة الفكرية هي محاولة لغرض (اعلان فساد الوسيله) ... منهج إعلان فساد الوسيلة منهج راسخ في سنن الانبياء عليهم السلام وهو منهج تكليفي يلزم كل مؤمن (العمل بالسنة) لان ولاية المؤمن لله سبحانه وتعالى ومن ذلك لا يحق لمن انضوى تحت ولاية الله ان يهادن المخالفين لاحكام الله سبحانه وقبل تحطيم الهدنة بالسلاح والحرب يجب ان تقوم الفكرة المجاهدة قبل السيف .. ورغم ان حمل السلاح بوجه اعداء الله واجب مقدس الا ان حمل السلاح بوجه اعداء الله دون ان يكون لذلك ميدان منازلة فكرية محددة فان ذلك يعني ان حامل السلاح سيمنح اعداء الله الحق في اختيار ميدان المنازلة العسكري بموجب مخططه المتصفة بالقوة الشديدة التي تفوق قوة حامل الفكر العقائدي ... ربط الصفات بشكل غير متعادل عندما يكون السيف جهادا والكلمة الجهادية غير قادرة على اعلان الفساد التكويني وذلك ناظور لمثل شعيب عليه السلام فما شأن شعيب بخسران الميزان وما شأن سطورنا بكرة القدم ولكن الحكم التكويني هو ان (تقولوا عدلا) وهو ان تربطوا الصفات بشكل متعادل وفيها اعلان فساد وسيلة الاخر ... حمل السلاح بوجه اعداء الله حق ولكن تحديد مكان المنازلة باختيار مسبق هو مربط الصفات العادلة وبالتالي يكون القتال قد استوفى لشروطه الجهادية فيكون ميدان الفكر هو الميدان الاول قبل حمل السلاح ..!!
منهج اعلان فساد الوسيلة هو منهج مستحلب من نظم الخلق وهو خاضع لمنظومة البرنامج الالهي في خلقه وبذلك يمتلك من الحكمة اعلاها ومن الوسيلة اكثرها فاعلية فهو اكثر فاعلية من الجهاد المسلح بدليل انه كان الوسيلة الاولى من وسائل الانبياء عليهم السلام وكان اعلان فساد الوسيلة المهمة الرسالية الاولى لخاتم الانبياء عليه افضل الصلاة والسلام وان عملية حمل السلاح ستكون مرحلة متقدمة على مرحلة اعلان فساد وسيلة اعداء الله حيث يكون المنهج الالهي الشريف في مقاتلة الاعداء مبنياً على بعد فكري ينقلب الى تفاعل اجتماعي رصين له مرابط تمتلك فاعلية تهشيم العصبة المعادية وذلك باستنفار بعض عقول الاعداء عند حصول الانقلاب الفكري لديهم ويبدأون بمناصرة الهجوم الفكري في فساد الوسيلة ... لقد حصل ذلك بشكل يقيني مع الانبياء عليهم السلام وخصوصا مع نبينا عليه افضل الصلاة والسلام عندما بدأ رجالات قريش يتساقطون فكريا من هشيم الوسيلة الفاسدة ليسجلوا حضورا فكريا مع منظري الهجوم الفكري الذي يعلن فساد الوسيلة .. كثير من أهلنا يصفقون لكرة القدم كثيرا فهل نحاربهم بالسيف ..!! فكان حقا على المجاهدين ان يملأوا ساحات الفكر جهادا ومن ثم يتم اختيار المنازلة وفق منطق القوى ..!!
اعلان فساد الوسيلة برنامج تكويني راسخ في علوم القرءان له مضامين منتجة في اتجاهات كثيرة منها تحصين الامة من الوسيلة الفاسدة كما يكون في نفس الوقت سلاحا فكريا للهجوم على اعداء العقيدة ونورد لمثل ذلك مثلا حيا يقوم في مجتمعنا الاسلامي او قام به منذ نصف قرن تحت عنوان (كوكب الشرق) الذي ملأ مساحات فكرية متألقة في مجتمعات اسلامية عربية متعددة وكان يثير نزعة العروبة في نفوس حاملي عنوان (كوكب الشرق) .. غانية رخيصة (فكريا) تمتلك عنواناً كبيراً مثل كوكب الشرق دون ان يكون لفساد تلك الوسيلة فكر داحض او معلن يعلن ذلك الفساد فكان ان رفع العنوان على هامات رجال ورجال ينتسبون لحضارة الاسلام دون ان يكون لاعلان فساد الوسيلة حصانة في افكارهم ... عندما تبتلى امة ما بوباء شديد كالكوليرا فان مسؤولية الوقاية من ذلك الوباء تقع بالدرجة الاولى على منظومة الطب العاملة في تلك الامة ولن يكون الفلاح والنجار والمهندس مسؤولاً مسؤولية مباشرة ازاء الخطر الذي يهدد كامل الامة وبذلك يتوجب ان تقوم منظومة الطب بالاعلان عن الوباء بشكل مبكر وتعلن عن أي مسببات تسمح للجرثوم الوبائي بالانتشار (الاعلان عن الوسيلة الفاسدة) ونرى مثل تلك الاعلانات من منظومة الطب في جرثومة الكوليرا مثلا ارشادات او تعليمات تقع كلها تحت عنوان (وسائل فاسدة) منها استخدام الاغذية المثلجة غير المبسترة او التعامل مع الاغذية دون تعقيم
فساد وسيلة المثل المطروح (كوكب الشرق) فساد اكتشفه المؤمنون في عقولهم الخاضعة لولاية الله وامتنعوا عن الاستماع او الترويج لسماع صوت كوكب الشرق ولكن اعلان فساد تلك الوسيلة لم يحصل في المجتمع الاسلامي بحجم يساوي حجم تلك الخارجة حتى وصل الامر برجل قبّل اقدام كوكب الشرق على مرأى من عدسات الصحافه بل تعدى الامر ذلك حتى اصبح البعض يطالب باصدار فتوى بحلية الاستماع الى كوكب الشرق حتى عندما تطاولت وقرأت القرءان بصوتها ونبينا القائل ان صوت المرأة عورة ... ملأ صوتها اركان النوادي والمقاهي والشوارع والمحلات في مدن اسلامية ..!!... السبب لن يكون حصراً في فساد الوسيلة التي تنشط فيها كوكب الشرق بل السبب يكمن في عدم اعلان فساد تلك الوسيلة حتى اصبح ذلك رمزا وطنيا تألق كثيرا في تشييع كوكب الشرق عندما خرج شعب مصر مشيعاً لتلك الوسيلة التي ضمها النعش (تابوت) في سابقة سجلت اخطر كارثة فكرية اصابت جسد الحضارة الاسلامية التي اعلن من خلالها ان الاسلام هو انتساب طائفي وليس عقيدة لها رسوخ في عقول حملة لها ... في تلك النقطة سجل النشاط المعادي لله سبحانه متمثلا بالهجوم على رموز اسلامية قدسية واتهمت الحضارة الاسلامية بالتخلف بعد ان اسهمت حضارة الاسلام نفسها بايجاد ثغرة في جسدها المتماسك عبر اجيال السابقين وذلك بريادتها للنشاط الحضاري للانسانية بشكل مطلق ولكن المسلمون هم الذين اوجدوا ثغرة الاضمحلال الحضاري عندما سجل عنوان كوكب الشرق تلازما حضاريا مع حضارة الاسلام وبشكل يتصف بالقسوة الفكرية في حيازة الخاضعين لولاية الله سبحانه ولكن الخاضعون لولاية الله لم يستكملوا شروط التطهر من وسيلة كوكب الشرق الفاسدة والبراءة منها عندما لاذوا بالصمت ولم يعلنوا فساد تلك الوسيلة ... نفس الشيء يحدث مع فساد وسيلة كرة القدم وفساد وسيلة الوطن والوطنية ... نحن لم نناقش موضوعية فساد وسيلة كوكب الشرق لا حرجا من المروجين لها لان الله اولى ان نخشاه ولكن الحرج في طرح موضوعية فساد وسيلة كوكب الشرق له مضامين متطورة تخص نشاط الرذيلة بكامله واكثرها تألقا في بدايات القرن الحادي والعشرين في محطات بث مرئي داعرة تعلن نشاطا حيوانيا في صور انسانية ويقع تحت نفس مضامين الرذيلة التي استعرت في منتصف القرن العشرين وان تلك المضامين التي تتصف بالرذيلة امتلكت مقومات نجاح هائلة لها علاقة بمنهجية اسياد الحضارة المعاصرة مع النشاط الانساني بشكل اجمالي وهو يحتاج الى متسعات كلام تقع خارج مهماتنا البحثية وان حواشي كلامنا اكتفت بوسيلة كرة القدم الفاسدة ووسيلة كوكب الشرق الفاسدة والوطن والاوطان وان الطرح جيء به على حواشي ادراجاتنا لغرض غير متجرد من الصفة العلمية لارتباطه بمنهج ونظم البرنامج الالهي العام في خلقه وليس في مخلوقاته وهو تفريق ملزم لعقل الباحث حيث نظم الخلق هي برامجيات جسد المخلوق في مجمل نظام الخلق اما منهجية نظم برنامج الخلق فهو يختلف عن الاول بحيث يكون رصد البرنامج للخلق بكامله وليس لمخلوق محدد ومنه ما طرح من خلل كبير في طبقة الاوزون بسبب استخدام مركبات الكلور في اجهزة التبريد ومنه ايضا ما رصدناه من الزيادة الكبيرة في التربية الحيوانية والتي تصدر من مخلفاتها كميات كبيرة من غاز الميثان الذي له مؤثرات سلبية في طبقة الاوزون والاحتباس الحراري ... تلك هي مضامين علمية نسطرها في محطات استراحة فكرية بين الحين والحين
هذه المحطة الفكرية كونها عنواناً للمدخل الى حقيقة علوم الله انما استخدمت فيها مناورة فكرية غاية في التعقيد تفرز بين الغث والسمين بجرأة كبيرة لما لكرة القدم من حضور ايجابي في وجدان الشعوب على مختلف ثقافاتهم وفقرهم او غناهم وان غالبية الحكماء والمفكرين مهما بلغ بهم الطول فانهم يهادنون تلك الرغبة الجماهيرية في لعبة كرة القدم او الفكر الوطني او الطرب الشديد لصوت كوكب الشرق .. لا بل يتعمد البعض منهم (المفكرون) منح تلك لعبة كرة القدم موضوعيتها تحت عناوين ضرورة الرياضة البدنية وان العقل السليم في الجسم السليم وهو عنوان باطل بموجب المعايير العلمية المحضة فالمصابون بالشيزوفرينيا (ذهاب العقل) يمتلكون اجساماً سليمة بشكل تام الا ان خللا كبيرا قد اصاب عقولهم فسقوط تلك الشعارات التي تحاول ان ترسخ لعبة كرة القدم باعتبارها ظاهرة حضارية وميزان متعادل انما هي محاولات جوفاء تتناغم مع سماكة الغفلة التي وقعت بها الجماهير المعاصرة التي تلهث وراء كل براق ونسيت ان ايادي خفية تتلاعب بمقدراتها ولو كان موضوع بحثنا سياسيا او صحفيا لطرحنا على اسطرنا سلة من مثيلات كرة القدم وكوكب الشرق تشير وتؤكد مدى خطورة سماكة الغفلة التي غلفت العقول البشرية في زمن الحضارة ولعل انهيار النظم الشيوعية بشكل يشبه سيناريوهات افلام الصور المتحركة (افلام الكارتون) دليل لكي يدرك متابعي الفاضل تلميحات كلماتنا الاخيرة وبدلا من ان نروج لسخافة كرة القدم فالاولى ان نرصد اختفاء القوة الشيوعية بشكل محير فاين حملة الافكار الشيوعية واين كانوا يوم انهيار القيادات الشيوعية علما ان حملة الفكر الشيوعي في الدول الاشتراكية وصلوا الى حدود عليا في احتضان الجماهير في تلك الدول للفكر الشيوعي الذي لم يكن راسخا الا من خلال ايادٍ خفية رسخته وهي نفسها هشمت تلك الحصون والقلاع الفكرية التي سجلت عملقة من نوع ما ربما اكبر من عملقة لعبة كرة القدم لان النظم الشيوعية امتلكت جيوشاً وقرارات تفوق حجما وقوة ادارات الاندية لفرق كرة القدم ومنظمتها المعروف بالفيفا .
اعلان فساد الوسيلة هو التطهر وهو نفسه البراءة الموصوف في القرءان العظيم والذي جعله الشارع القدسي شرطاً لمس الكتاب والقرءان
(إِنَّهُ لَقُرءانٌ كَرِيمٌ * فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ *لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ) (الواقعة:77 ـ 79)
فهو قرءان في كتاب مكنون كما وضحنا في مقامات سابقة لا يمسه الا المطهرون ونضع لفعل التطهير حرفاً اولياً في بدايات صعبة
محطتنا الفكرية تعالج الموضوع المسطور اعلاه على هامش مشروعنا الفكري وعلى مقتربات الطاولة العلمية ... تحت عنوان اختلال الميزان في مثل شعيب نرى مثل كوكب الشرق التي كانت تتقاضى عن كل حفلة غناء عشرون الف جنيه في الوقت الذي كان يتقاضى مهندس اكاديمي قرابة عشرون جنهيا كل ثلاثتون يوما ..!! فهو ميزان بخس كما في (لعبة كرة القدم) التي تتهرأ تحت اقدام علماء علوم الله المثلى ويرون اختلال الميزان في ملايين تمنح للاعب كروي وحشود الفقراء تتكاثر والدولارات عزيزة عليهم وعلى تحسين ظروفهم ..!! ومثلها انشطة (الغناء) وانشطة (البورصة) ونشاط (البنكنوت) وهي العملة المطبوعة والتي لا تحمل قيمتها معها بيد الحائزين الا من خلال ثقتهم (غفلتهم) بصناع البنكنوت الذي اصبح اليوم معبود الجماهير وهو (الدينار والدرهم) المعبود الاول على هذه الأرض ... بذلك النهج الفكري يكون التطهر ويكون العالم بعلوم الله المثلى الاكثر تحديا للمادة العلمية المعاصرة ليس باعتبار انها لا تمثل حقيقة ثابتة بل لكونها لا تمثل هرم الحقيقة وهي قد تكون ضارة وليست ضرورة لان هرم الضرورة والحقيقة مودع في كتاب ما ان تمسكنا به لن نضل ابدا ويكون الضلال والسيخ لمن تحضروا فمزقوا القرءان او لمن تجاوز على سيد الخلق اجمعين خاتم الانبياء صلى الله عليه واله وسلم فكان للثائر الحق في مهاجمة سيخ العقل الذي ابتليت به جماهير العصر من خلال رصد (عقلانية) لعبة كرة القدم والانشطة الاخرى المشار اليها التي ان هاجمناها فكريا فاننا نهاجم قلعة فكرية اصبحت اليوم طودا شامخا وان هجومنا على ذلك الطود الشامخ ليس لغرض المنازلة في ساحة حرب بل لاعلان هوية ما بين ايدينا من طروحات تفرز الباطل فتسحقه وتعلن فساد الوسيلة على ملفات تمتلك مصدرية قدسية ولن تكون من هوى ساطر السطور
محطة فكرية ساخنة ... تقيم ذكرى .. لمن شاء ذكر
الحاج عبود الخالدي
تعليق