من أجل بيان اللسان العربي المبين
(اللَّهُ الصَّمَدُ) (الاخلاص:2)
لفظ الصمد جاء في القرءان مرة واحدة فقط كصفة من صفات الله سبحانه ووجدنا ويجد كل متابع ان تاريخ لسان العرب لا يغني حاجاتنا المعاصرة بيانا يمكن ان يكون لرسالة الله فينا نفاذية فعالة ونافعة ونسمع ما قاله العرب في كتاب لسان العرب لابن منظور رحمه الله
صَمَدَه يَصْمِدُه صَمْداً وصَمَد إِليه كلاهما: قَصَدَه. وصَمَدَ صَمْدَ الأَمْر: قَصَدَ قَصْدَه واعتمده. وتَصَمَّد له بالعصا: قَصَدَ.
وفي حديث معاذ بن الجَمُوح في قتل أَبي جهل: فَصَمَدْت له حتى أَمكنَتني منه غِرَّة أَي وثَبْتُ له وقَصَدْته وانتظرت غفلته. وفي حديث علي: فَصَمْداً صَمْداً حتى يَتَجلى لكم عمود الحق. وبيت مُصَمَّد، بالتشديد، أَي مَقْصود.
وتَصَمَّدَ رأْسَه بالعصا: عَمَد لمعْظَمه. وصَمَده بالعَصا صَمْداً إذا ضربه بها.
وصَمَّدَ رأْسه تَصْميداً: وذلك إذا لف رأْسه بخرقة أَو ثوب أَو مِنْديلٍ ما خلا العمامةَ، وهي الصِّمادُ. والصِّمادُ: عِفاصُ القارورة؛ وقد صَمَدَها يَصْمِدُها. ابن الأَعرابي: الصِّمادُ سِدادُ القارُورة؛ وقال الليث: الصمادَةُ عِفاص القارورة. وأَصْمَدَ إِليه الأَمَر: أَسْنَدَه.
والصَّمَد، بالتحريك: السَّيِّدُ المُطاع الذي لا يُقْضى دونه أَمر، وقيل: الذي يُصْمَدُ إِليه في الحوائج أَي يُقْصَدُ؛ قال:
ْ ويروى بِخَيْرِ بني أَسد؛ وأَنشد الجوهري:
والصِّمَد: من صفاته تعالى وتقدّس لأَنه أُصْمِدَتْ إِليه الأُمور فلم يَقْضِ فيها غيره؛ وقيل: هو المُصْمَتُ الذي لا جَوْفَ له، وهذا لا يجوز على الله، عز وجل. والمُصْمَدُ: لغة في المُصْمَت وهو الذي لا جَوف له، وقيل: الصَّمد الذي لا يَطْعَم، وقيل: الصمد السيِّد الذي ينتهي إِليه السُّودَد، وقيل: الصمد السيد الذي قد انتهى سُودَدُه؛ قال الأَزهري: أَما الله تعالى فلا نهاية لسُودَدِه لأَن سُودَدَه غير مَحْدود؛ وقيل: الصمد الدائم الباقي بعد فناء خَلقه؛ وقيل: هو الذي يُصمَد إِليه الأَمر فلا يُقْضَى دونه، وهو من الرجال الذي ليس فوقه أَحد، وقيل: الصمد الذي صَمَد إِليه كل شيء أَي الذي خَلق الأَشياءَ كلها لا يَسْتَغْني عنه شيء وكلها دالّ على وحدانيته. وروي عن عمر أَنه قال: أَيها الناس إِياكم وتَعَلُّمَ الأَنساب والطَّعْن فيها، فوَالذي نفسُ محمد بيده، لو قلت: لا يخرج من هذا الباب إِلا صَمَدٌ، ما خرج إِلا أَقَلُّكم؛ وقيل: الصَّمَد هو الذي انتهى في سَوْدَدِه والذي يُقْصَد في الحوائج؛ وقال أَبو عمرو: الصمد من الرجال الذي لا يَعْطَشُ ولا يَجوع في الحرب؛ وأَنشد:
ْ قال: السارية الجبل المُرْتَفِعُ الذاهبُ في السماء كأَنه عمود.
والأَسود: العلم بِكَفِّ رجل جَرِيء. والصمَد: الرَّفَيعُ من كل شيء.
والصَّمْدُ: المَكانُ الغليظ المرتفع من الأَرض لا يبلغ أَن يكون جبلاً، وجمعه أَصْمادٌ وصِماد؛ قال أَبو النجم:
والمُصَمَّدُ: الصُّلْب الذي ليس فيه خَوَر.
أَبو خيرة: الصَّمْد والصِّماد ما دَقَّ من غلَظِ الجبل وتواضَعَ واطْمأَنَّ ونَبَتَ فيه الشجر. وقال أَبو عمرو: الصَّمْدُ الشديد من الأَرض.
بناءٌ مُصْمَدٌ أَي مُعَلّىً. ويقال لما أَشرَفَ من الأَرض الصَّمْدُ، بإِسكان الميم. ورَوْضاتُ بني عُقَيْل يقال لها الصِّمادُ والرّبابُ.
والصَّمْدَة والصُّمْدة: صَخْرة راسية في الأَرض مُسْتَوِيَةٌ بِمَتْنِ الأَرض وربما ارتفعت شيئاً؛ قال: مُخالِفُ صُمْدَةٍ وقَرِينُ أُخرى، تَجُرُّ عليه حاصِبَهَا الشَّمالُ وناقة صَمْدَة وصَمَدة: حُمِلَ عليها قلم تَلْقَحْ؛ الفتح عن كراع.
ويقال: ناقة مِصْمادٌ وهي الباقية على القُرِّ والجَدْبِ الدائمةُ الرِّسْلَ؛ ونوقٌ مَصامِدُ ومَصامِيدُ؛ قال الأَغلب:
والصَّمْدُ: ماء للرّباب وهو في شاكلةٍ في شقِّ ضَرِيَّةَ الجنوبيِّ
المتابع لمقاصد لفظ (صمد) في تاريخ لسان العرب سيتيه في حفنة من المقاصد (قيل + قيل + قيل .. + .. .. ) دون ان يكون لتلك الاقوال بيان فعال نافذ في يومنا المعاصر وتلك هي مرابط العقيدة الاسلامية بالقرءان حيث يتم ترك قول الله في النص القرءاني ليتمسك الناس بقول البشر في (قيل متكرر) يحمل مقاصد في زمن مضى ولا يمت للحاضر باي رابط .. فالصمدة صخرة والصمد ماء للرباب وناقة مصماد سوف لن تغني عقل حملة العقل بيانا نافعا ... الله يقول في رسالته الينا (قرءان)
(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)
ومن راوفد ذلك الحفظ الذي وعدنا الله به يقبع في عقولنا التي فطرنا الله عليها والتي لم يصنعها الاباء او معلمي مدارسنا وكلياتنا او منظري العلم بل هي فطرة عقل قال فيها الله ان يقام الدين بها
(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (الروم:30)
ولا بد ان تكون حافظات الذكر في عقولنا الفطرية ويقوم الدين من خلالها ونرى وعسى ان يرى كل من يمر هنا ان اللسان العربي المبين يحمل تلك الحافظات حين ننطق بفطرة نطق فطرها الله فينا فعلى سبيل المثال نسمع (صمود الشعوب) بوجه الحكام الظالمين و حين يصمد فلان من الناس على ازمة مالية او مرض شديد او ازمة عاطفية فالصمود هو ضديد الانهيار او التصدع حيث يمتلك الصامد مقومات (عدم التصدع) في مرابطه وبالتالي لا يكون الانهيار ... تلك بيانات قائمة فينا في زمننا ولا نحتاج الى تاريخ ليسردها لنا مرورا بحقب زمنية كان اهلها احرار في منطقهم فيها ونحن اليوم ايضا احرار في منطقنا حين يكون نطقنا من فطرة عقل تظهر على السنتنا محفوظة بامر الهي لا تموت بموت الناطقين في حقب التاريخ وتتحول الى ارشيف روائي ...
الله الصمد فالله لا ينهار لانه لا يتصدع مهما حصل من انشطة ظالمة تخالف سنن الخلق وتحاول اجهاض فاعلية النظم الالهية فالله غني حميد فلو ان الارض كلها والبشر جميعا خرجوا على نظم الله فان الله لا يتصدع لانه (صمد) ونرى ذلك واضحا في كثير من الظواهر التي تمر بها التجمعات البشرية فلو رصدنا مثلا (الاباحية الجنسية) في الدول التي تدعي التحضر لوجدنا ان الانشطة الاباحية لم توقف انظمة الزواج كما امر الله ومثلها على سبيل التذكرة نجد ان السيارات والطائرات الحديثة كوسيلة نقل لم توقف نظم الخلق فلم تنقرض الخيول والبغال والحمير فالانسان يسعى لرعايتها رغما عنه لان الله يرعاها والانسان ما هو الا عبد يسخره ربه كيفما يريد الرب وهو لا يعلم ... الخيول والبغال والحمير يربيها البشر رغم ضمور حاجة الانسان اليها في ركوبها لانها مخلوقات مسخرة في نظم الخلق ولا يمكن ان تتصدع او تنقرض (تهلك) لان (الله الصمد)
وزينة الحمير ويخلق ما لا تعلمون
لفظ الصمود الذي تتناوله فطرتنا الناطقة يمتلك موضوعية شاملة لكل التحديات فالصمود يعني محق التحديات ولو اردنا ان نضع لفظ (الصمد) في خصوصية صفات الله سبحانه سنعرف من خلال البيان الذي نملكه عند نطق لفظ (الصمود) ان هنلك تحديات تتحدى الله مما جعل ربنا يخبرنا من خلال رسالته الينا انه (صمد) واذا اردنا ان نزن تلك الراشدة بميزان قرءاني حكيم سنجد ذلك في القرءان
(وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ) (لأنفال:60)
(وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ) (فصلت:19)
(ذَلِكَ جَزَاءُ أَعْدَاءِ اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاءً بِمَا كَانُوا بِآياتِنَا يَجْحَدُونَ) (فصلت:28)
فالله سبحانه يمتلك اعداء يعادونه من خلال محاولة تخريب نظمه وما رسمه الله من برامجية لخلقه فالذين يقومون بالتعديل الوراثي لخلق الله (مثلا) انما هم اعداء الله وهم يتحدون كمال نظم خلقها الله ويفترضون انها منقوصة ويحاولون (تعديل) الجينات الوراثية وصولا الى كمال تلك المخلوقات في غلتها وذلك هو الشطط المعرفي لانهم لا يتعاملون مع نظم الله بصفتها نظم كاملة
(وَلاُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ ءاذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً) (النساء:119)
الذين يتحدون الله في زمننا يتكاثرون بتكاثر الممارسات التقنية لعبور سقف تنفيذي جعله الله خط احمر لا يمكن عبوره فلو رصدنا محاولة اعداء الله في تحويل الانجاب من نظم الله الى نظم صناعية في (الاستنساخ) لوجدنا ان الله (صمد) لا يمكن تفعيل صفة التحدي ضده ..!! ولو رصدنا التجربة (الانفجار العظيم) في سويسرا لوجدنا ان نظم الله في سرعة الضوء سقف حاكم لا يمكن اختراقه وقد فشلت جهود كبيرة مؤتلفة بين العلماء ومنفذي التقنيات لغرض تعجيل الجسيم المادي الى اكثر من سرعة الضوء ليحصلوا على صفة افترضوها بالضلال (الانفجار العظيم) ...
الله الصمد يقوم فيها بيان مبين ويمكن لحامل رسالة الله ويقرأها بتدبر وتفكر واستبصار مبين سوف يرى ما لا يراه الناس جميعا من حكمة وتقويم يهدي حامل الرسالة الى البيان الالهي فيستصغر كل ما هو ضال مهما كان كبيرا ويبدأ في رحلة مبينة في تدبر قرءاني كبير
(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرءانَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) (محمد:24)
الله الصمد ليست صفة يسمى بها الله كما يتصور حملة العقيدة بل هي بيان تفعيلي يمتلك ءاية مستقلة في القرءان لها اثرها الفاعل في العقل البشري الا ان قرءان ربنا مهجورا ...
لا يحق للانسان ان يكتب دستوره بيده ذلك لان الله قد كتب ذلك الدستور لانه الخالق ... هل تستطيع المخلوقات المربوبة (تحت سلطان المربي) ان تكتب لنفسها دستور يخالف دستور مربيها ..؟؟ ربنا هو الذي خلقنا وهو الله وهو مربينا لا محال ولا يمكن ان يبني الانسان لنفسه نظاما دستوريا يعلو على دستور الله
(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (الاحقاف:13)
الحاج عبود الخالدي
تعليق