معايير الجمال بين المادة
والعقل
من أجل ثقافة فكرية مستقلة
والعقل
من أجل ثقافة فكرية مستقلة
الجمال مدرك عقلاني لحالة مادية
ليس ذلك بتعريف للجمال بل هو رابط الجمال بين العقل والمادة ويظهر حتى في بيت للشعر الذي يخلو من الشكل المادي الا إن الوزن الكلامي عندما يتوائم مع موضوعية الشعر يكون الشعر جميلا ..!
معايير الجمال تختلف موضوعيا فجمال المنزل ليس كجمال البستان الا إن الرابط العقلاني مع المادة هو الذي يحدد معايير الجمال فيظهر المنزل الاجمل أو البستان الأجمل .كذلك جمال الدولاب لا يشارك جمال السياره او جمال الاشخاص لا يشارك جمال الاشياء وتختلف المعايير كليا بينهما الا إن معيار العقل يبقى القاسم المشترك بين مختلف المدركات الجمالية .
عند الغور عقلا في العقل سيجد إن معيار الجمال هو رضا عقلاني محض وإن المادة بتشكيلتها الجمالية تعبر عن الرضا والقبول العقلي لتشكيلة المادة فتبرز جماليتها والاختلاف في الوصف الجمالي بين الناس انما هو قرار تفاعلي عقلاني يبرز في موصوفات الجمال فقد جاء التأكيد الالهي الذي حرك الذكرى لهذه السطور ليؤكد الاختلاف العقلي في صدور الرضا من العقل لتعيير الصفة الجمالية
(وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً) (نوح:14)
وبما إن الله خلق لكل مخلوق بشري طور عقلي فإن الرضا العقلاني للشكل المادي يخضع لذلك الطور العقلي فتظهر مختلفات معايير الجمال عقلا وهب معايير عقلية محض ترتبط بالشكل المادي للاشياء برباط تكويني يخص الخلق ومن ذلك جاء المأثور من القول (لولا الأذواق لبارت السلع) ذلك لأن لكل سلعة شكل مادي له مذاق عقلي رغم إن السلع لاتدخل أفواه الناس بل تخضع لأطوارهم العقلية .
في هذه الإثارة حشرنا جمالية حضور قرءاني في معالجة ثقافية لمعايير الجمال عسى أن يكون للقرءان حضور ثقافي متميز في ثقافة عربية إسلامية مستقلة .
الحاج عبود الخالدي
تعليق