الإحتباس الحراري في تذكرة
قرءانية
قرءانية
من أجل نهضة إسلامية معاصرة
نافذة عقل :
عندما يكون العقل مجهولا في حاضرة العلم التقني وعندما يكون للعقل قراءة في قرءان تكون الفرصة مؤاتية لحملة القرءان تبني محاولة قراءة خارطة العقل في قرءان يتلى حق تلاوته
عندما يفتح ملف العقل من قرءان يقرأ فإن عملية ولادة المصطلحات الجديدة في واصفاتها تعتبر من مستلزمات الولادة فلكل وليد صفات تختلف عن غيره ذلك لأن أي استخدام لمصطلحات معرفية منشورة يؤدي الى تشويه خصوصية القراءة الوليدة وبالتالي يكون الباحث ملزما باستحداث مصطلح يختص بالمعالجة النابعة من بحث قرءاني في العقل ومن المؤكد إن البحث سيأخذ شكل المحاولة ويتضمن مبادي عامة غير تخصصية الا ان الراسخات العلمية ذات المنهجية المستقرة والثابتة تكون على طاولة حشد يتطوع لعلم القرءان وهو ما لم يتحقق بعد وبالتالي فان أي موصوفة تصف علوم القرءان ما هي الا محاولة فكرية يراد منها تحفيز العقول لرصد العلم في القرءان . سبق وان وضعنا هنا عدة إدراجات كان يراد منها أن تكون نوافذ للعقل في القرءان ... من المؤكد إن محاولتنا متواضعة وهي جماهيرية الخطاب شأنها شأن السنن الرسالية فهي تتعامل مع الفكر الإنساني العام ولم تكن موجهة الى فئوية كهنوتية او مدرسة علمية وبالتالي فإن نشأة التفاعلية الرسالية لا تصلح أن تكون في بؤر اكاديمية او مذهبية او أي نوع من التجمعات الفكرية بل تتطلب ان يكون الخطاب جماهيري مطلق شامل وإن احتشد من أجله حشد من الناس فهو يدخل مداخل الاجازة الالهية فلكل نشأة رسالية يتجمع رهط من الناس يمارسون نشاطا فكريا وليدا من الباثقات الرسالية التي تسجل حضورا أوليا ومن ثم تأخذ مساربها التصميمية التي وضعها الله في برنامجه .. إما غضبته كما في مثل نوح او انتشار رحمته كما في الرسالة المحمدية الشريفة ... النداء الرسالي المعاصر يمتلك نشأة فكرية معاصرة (علمية) وبالتالي فإن التكتلات المذهبية سوف لن تكون صالحة لنشأة مثل تلك الصيحة لأن التكتلات المذهبية تخصصت بالاحكام الشرعية والمنسكية ولا تمتلك أي نشاطات علمية والبؤر الاكاديمية هي امتداد للتكتلات المذهبية وبالتالي فانها تحمل نفس الصفات .. اما الاكاديميات العلمية فهي غير صالحة للصيحة المعاصرة ذلك لأن الثوابت العقائدية لا تمتلك رسوخا في المادة العلمية المعاصرة .
الصيحة الرسالية التي ننادي بها لم تكن وليدة يومنا المعاصر جدا فقد بدأت تلك الصيحة بعد أن باشرت النهضة العلمية حضورها الجماهيري الشامل وبدأت المادة العلمية تحبو بين عقول الجماهير فقامت صيحة (الاعجاز العلمي في القرءان) وتخصص لذلك النشاط عدد كبير من الاكاديميين وغيرهم غيرة على الدين وجهادا منهجيا من أجل تعزيز الثقة بالنص العقائدي او المنسك العقائدي وتم تأليف الكثير من المؤلفات وانتشرت تلك الانشطة في الصحف والمجلات واخيرا في المواقع الالكترونية ... صيحتنا تبدأ من حيث ينتهي الناشطون في (الاعجاز العلمي في القرءان) وهي قد تكون الحرف الثاني الذي رسمه الاعجاز العلمي في القرءان حيث استطاع الناشطون في اعجاز القرءان أن يقوموا بـ (ربط النتاج العلمي المعاصر بالقرءان) ونحن نحاول قلب الرابط بحيث يكون (ربط القرءان بالنتاج العلمي) ومن ذلك المنقلب يقوم علم دستورية القرءان بحيث يكون القرءان بمثابة مرشحة ترشح الصالح وغير الصالح من النتاج العلمي المعاصر ويقيم هيمنة علمية على النتاج العلمي ومنه تبدأ عملية تصحيح للانحراف التطبيقي للعلوم وفي سلمة أعلى يكون القرءان مصدرا للمادة العلمية العليا ومنه سوف تنتهي حافات العلم القاسية مثل العبث الفايروسي والسرطاني و شحة المياه والتصحر ... تلك ليست احلام كاتب صحفي او ترنيمة لخطبة عقائدية بل هي من قرءان يقرأ
(وَلَوْ أَنَّ قُرءاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (الرعد:31)
ثلاث عناوين (الاول) تسيير الجبال (الثاني) تقطيع الارض (الثالث) تكليم الموتى ... نوجز اشارات للفقرتين الثاني والثالث ونحيلها الى ادراجات لاحقة إن أذن الله بذلك ونعالج تسيير الجبال في محاولة للتذكير بالقرءان وربطه بنتاج علمي معاصر في مهمتنا اجمالا ومحاولتنا ليكون القرءان على بساط علمي وهو يتنزل من (رف قدسي) بقي عليه طوال 14 قرن من الزمن ولا يزال وتتم عملية التنزيل القرءاني على بساط علمي معاصر جدا ...
تقطيع الارض ... العلم والناس يعترفون إن الارض مقطعة وفق بيئتها رغم ان فئة باغية قطعتها وفق خرائط الاوطان الا إن العلم يقطع الارض حسب بيئتها وتشمل درجات الحرارة وتركيبة التربة ووفرة المياه من انهر ومطر ... الا ان تلك الراصدة تقع حصرا في العالم المادي .. اما في العالم اللامادي فان تقطيع الارض سيأخذ شكلا آخر ولسوف تكون الارض مقطعة عقلا وليس مادة وسوف يلعب موقع الارض من الكعبة وبيت المقدس دورا مهما في طبيعة العقل اجمالا وما كان عابثا من علمه شديد القوى رسول الانسانية عليه افضل الصلاة والسلام حين تختم بالعقيق اليماني ..!! وعند تحقيق تلك العلوم سيظهر الكثير من الفساد في مناقلة المواد بين الارض ويظهر كثير من الصلاح في مناقلة المواد الارضية ... !! الانسان قبل الحضارة التقنية لم ينقل كميات كبيرة لمسافات بعيدة كما يجري الان وكانت مناقلة المواد في العالم القديم قليلة وفي اغلبها من نتاجات نباتية او حيوانية ولم تكن ضارة بالانسان اما اليوم فان مناقلة كميات هائلة من المواد لبقاع مختلفة في الارض يشكل اضطرابا عقلانيا لـ (قطع الارض) ذات المقاطع العقلانية ومنها ما هو ضار جدا ومنها ما هو قليل الضرر او في بعضها نافع ... انها سلمة مرتفعة من علوم القرءان
تكليم الموتى : لو عرفنا أن الموت هو خروج العقل من الزمن الذي نعرفه .. فيكون تكليم الموتى هو ربط المرابط العقلية (تكليم) مع انواع الزمن الاخرى غير الزمن الذي نعيشه والتي ذكرها القرءان تحت امثال القرءان التي صرفها للناس وما يعقلها الا العالمون ... تحت ذلك النشاط العلمي القرءاني ستكون ثورة القرءان بين يدي حملته وهي سلمة مرتفعة جدا جدا من علوم القرءان .
الاول (تسيير الجبال) :
الجبل هو : (ناقل سريان الاحتواء مقبوض) وهو من علم الحرف القرءاني ومنه الجبل الذي نعرفه فهو عبارة عن مواد منقولة من اتربة وصخور منصهرة (منقولة من باطن الارض ثم بردت على شكل نتوء ضخم ) ومن رمال واكاسيد و .. و .. .. تلك المواد تم قبض سريان احتوائها (توقفت) من خلال (قابض) قبض سريانها فاصبحت (جبل) في القصد العربي الاولي (تأويله) وهو الجبل في مقاصد اكثر قربا من مقاصدنا فهو (كثير متراكم مترابط) وهو الجبل الذي نعرفه وهو عندما نقول (جبال من الحنطة) او (جبال من الهموم) او نقول (جـُبـِلَ على قول الحق) وذلك يعني أن قوله الحق (كثير متراكم مترابط) وهو في أوليات القصد العربي (ناقل سريان الاحتواء مقبوض) في قول الحق فهو قد جبل عليه ... ومنها في نفس المقاصد الجبلة الاولين ... الإحتباس الحراري هو (جبل) فهو (كثير متراكم مترابط) وهو حرارة منقولة ولها سريان احتواء الا انها قبضت (احتبست) فاصبحت إحتباس حراري يئن منه ابطال العلم المعاصر ... !! جبال الحرارة يمكن إدراكها بفطرة العقل فالاحتباس الحراري جعل من الحرارة كالجبال على الارض ...
هذا الجبل الحراري يسير بالقرءان ... فكيف يسير وما هي مقاصد التسيير ... ؟ ونرى البناء العربي المبين
سر .. سير .. سار .. أسر .. أيسر ... أسير ... يسير ... سرور .. إسراء ... سرير .. سور ... سورة ... إسورة ... سوار .. أساور ...
سر ... وسيلة فعالة (علم الحرف القرءاني) ... سواء كان سر من السير (المشي) فهي وسيلة فعالة وإن كان القصد في سر هو من (الكتمان) فهو وسيلة فعالة ولا توجد أي وسيلة لكشف السر الا من خلال حامله فهو وسيلة عقلانية فعالة
سير : هو وسيلة فعالة في حيز فيكون سير السيارة ويكون المشي هو سير ... إسراء ... هو وسيلة فعالة بين كينونتين وهما (المسجد الحرام والمسجد الاقصى) كما روجنا لذلك في ادراج (بني اسرائيل اسم في التكوين) فالاسراء هو وسيلة فعالة بين موقعين تكوينين وجسد المصلي
سيرت : هو احتواء وسيلة الحيازة الفعالة ... فاذا كانت جبال الحرارة مقبوضة النقل (احتباس حراري) فان سيرت تعني (احتواء وسيلة حيازتها الفعالة) وبالقرءان تسير الجبال فتكون (سيرت) ويتم احتواء فاعليتها وفي مقاصدنا لفظ (سيرت) تعني ان فاعلية السير مسيطر عليها فنقول مثلا (سيرت الجماهير لهدف محدد) وذلك يعني احتواء فاعلية مسيرتها .. وبالقرءان يتم إنهاء الاحتباس الحراري ... لو تعلمون ... ولو يعلمون ... ولكن الله لا يخلف الميعاد حتى تحل بهم قارعة كما وعد الله وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ
ولو أن قرءانا (سيرت به) .. في هذه النافذة العقلية فإن القرءان يتحرر من موصوفات الفكر العقائدي (كلام الله المحصور بين دفتيه) بل هو خارطة خلق خطها الخالق اذا لا يمكن ان يتصور عقل الانسان أني يتم (قرءانا سيرت به) جبال ولكن هنلك عملية تنزيل لآيات الله على الجبل مثل (جبل الحرارة)
(لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرءانَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) (الحشر:21)
وهنا تفكر ... فالقرءان هو (آيات) والاية هي حيز فعال .. فالتنزيل هو تفعيل الحيز الفعال الذي رسم القرءان مضامينه .. وهنا تفكر ... فالقرءان سوف لن يكون لفظا ولن يكون الباحث هنا عابدا للفظ القرءاني (العجل) فاللفظ عجلة اللسان العربي ... بل يكون (حيازة فعالة) وبتلك الحيازة تقوم القدرة في العقل الانساني بتنزيل الحيز الفعال على الجبل الحراري فيخشع ويتصدع من خشية الخالق ذلك لان الانسان عاجز والخالق قادر فالجبال تخشع وتتصدع من خشية الله القادر وليس من الانسان العاجز ..!!
هنلك في الخلق (عالمين) مادي ولا مادي ... وهنالك في الخلق (رحمين) مادي ولا مادي ... الرحم المادي في العالم المادي استطاع الانسان ان يتحكم به بعقلانيته فطاش طيشه وضل ضلاله لانه أمسك بنصف الحقيقة وضيع عليه النصف الثاني (رحم عقلاني) في (عالم عقلاني) ... وفي العالم العقلاني يتم تحريك (الرحم) المرتبط بالجبل الحراري فـ (يخشع الجبل) والخشوع هو صفة عقلانية .. والتصدع هو صفة مادية ... كلاهما سيتعرض لهما (جبل) الاحتباس الحراري لو أن قرءانا سيرت به الجبال ..!!
سيلاقي الانسان درسا قاسيا من ربه (تصيبهم بما صنعوا قارعة ـ امراض العصر ـ او تحل قريبا من دارهم ـ كوارث بيئية) وتلك صفتان تقعان في (عالمين) فالامراض في وعاء (رحم عقلاني مضطرب ـ قارعة) اما المادي والتدهور البيئي والاحتباس فهو من (رحم مادي مضطرب ـ احتباس حراري ـ فايروسات ) وهي ظواهر مادية ظهرت نتيجة تدهور (رحم العقلانية) وبما انهم لا يعرفون العقل ولن يعرفوه الا عند الركوع للقرءان فهم الآن عاجزون عن مواجهة الموقف ولسوف يبقون في عجزهم حتى يتم الله وعده فالله لا يخلف الميعاد
بعدها سيورث الله ارضه لعباده الصالحين .. سيصلحون ما افسده الكافرون
(وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ) (القصص:6)
هذه الاثارة انما تثويرة تذكيرية بين القرءان ونتائج العلم المادي الا انها مادة عقائدية تدفع العقول الواهنة في عقيدتها الى تنشيط العقل في عقيدتها لتفوز بمفازة النجاة .. وقد يكون لهم نصيب في ارث الارض بعد أن يفقد الاوغاد سلطانهم العلمي والتنفيذي
تلك المعالجة لا تقع حصرا في الاحتباس الحراري بل هي مفصل عام يخص كل جبل (كثير متراكم مترابط) يتصف بصفة ضارة (تصيبهم بما صنعوا قارعة) فالمعالجة تذكيرية في الاحتباس الحراري وتتفعل مع جبال اخرى كالفايروسات والغبار النايتروني وطغيان البحار و السرطان هو جبل من مرض خطير على صحة الانسان وغيرها كثير ..
الحاج عبود الخالدي
تعليق