السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
من أجل يوم إسلامي افضل
تزدهر في تاريخ الفكر العقائدي زهرات الصالحين والائمة الطاهرين واصبحت صفة صلاح كثير من الناس نبراسا في الفكر الاسلامي ودستورا للعمل الصالح والتحقت افعالهم الصالحة بالسنة النبوية الشريفة فاصبحت سنن الصالحين سنن يتقمصها المسلمون كل حسب مذهبه واصبحت مقاماتهم الطاهرة مزارات للمسلمين وعناوين عقائدية في القربى لله مع فيض كبير من الفكر العقائدي تم تخصيصه لكرامات اولئك الائمة الميامين الذين سجلوا بصلاحهم دستورا في الفكر الاسلامي لا يزال ذو فاعلية عقائدية كبيرة .
تلك المقدمة الموجزة التي تصف جانبا رئيسيا من الفكر العقائدي الذي يولد نشاطا عقائديا في كل مذهب من مذاهب المسلمين دون استثناء فالسلفيون يتقمصون سنن الصالحين والشافعية والمعتزلة والشيعة والزيدية وغيرهم يمارسون تلك السنن ولم تكن الاعتراضات المذهبية الا على مدى صلاح الصالحين والمفاضلة بينهم فدخل المسلمون في حلبة صراع فكري يشبه الى حد كبير الانتخابات المتصارعة وكل فئة ترشح مجموعة من المؤتمنين على مصالحها والمسلمون يمارسون نفس النهج فكل مجموعة فكرية اسلامية تنتخب مجموعة من الائمة الصالحين لمقاعد الصلاح والامامه واصبح ابراز كرامات الصالحين كما هو ابراز عدالة وشخصيات المرشحين وافعالهم الممدوحة ليكونوا على مقاعد الامامة في برلمانات معاصرة .. المضاهات التي نجريها هنا ليس للتطابق الفكري بل لغرض تسهيل انزلاق المقاصد في العقل لمعرفة الحقيقة التكوينية التي تخص برامجية الخلق بشكل دقيق بعيد عن الفكر المستورد في التاريخ ومن اجل فهم ناصية من التشهد في الصلاة حين ننطق بالسلام على انفسنا وعلى عباد الله الصالحين ..
(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) (التوبة:105)
تلك الرؤيا التي ترى من افعالنا تمتلك متوالية ءايات لا يمكن ان تنقلب بشكل من اشكال الغفلة عنها فالثالوث القدسي الذي يسلسل قبول الاعمال الصالحة يمتلك متوالية حين نفهم المتتالية انها لا بد من فعالية تكوينتها المتعاقبة فان الرؤيا للاعمال سوف ترى بمثل تلك التسلسلية التي تمتلك دستورا من نص قرءاني
الله
رسوله
المؤمنون
فلا تكون الرؤيا منقلبة في (المؤمنون .. رسوله .. الله ) ولن تكون (رسوله ... الله ... المؤمنون) ولن تكون ( الله ... المؤمنون ... رسوله) وتلك الراشدة الفكرية في تلاوة الايات حاكمة حكما الزاميا في كثير من المناسك العقائدية فلا يمكن ان يكون (الصلاة ثم الضوء) بديلا عن المتوالية التكوينية (الوضوء ثم الصلاة) ولا يمكن ان تكون مناسك الحج (طواف ثم عرفه) ولا يمكن ان تكون تكبيرة الذبح بعد الذبح ..!! ولا يمكن ان تكون حيازة الاشياء قبل التعاقد عليها ولا يمكن ان نبتني سقف البيت قبل اساسه ولا أن نصوم الليل ونأكل في النهار ..!!
اذن فان حاكمية توالي الآيات يجب ان تكون (الله .. رسوله ... المؤمنون) وبالتالي فان الوصول الى عباد الله الصالحين لن يتم بشكل مباشر معهم بل لا بد ان تتوالى الآيات كما تلاها الله في قرءانه ومن ذلك فان التقرب الى الائمة الصالحين ودعوتهم المباشرة سوف لن تجدي العقيدة ولن تجزي العقائدي الا حين تكون من خلال الله سبحانه ومنه يتم تفعيل رؤية الرسول ومنه يتم تفعيل رؤية الأئمة ولو عقلنا المثل القرءاني في العبد الصالح الذي خرم السفينة وقتل الغلام وبنى الحائط لم يكن ذلك العبد الصالح يمتلك أي نوع من العلاقة مع اصحاب السفينة او ابوا الغلام او الايتام ابناء الرجل الصالح الذي ابتنى لهم الجدار ...
لكل رجل صالح وإمام طاهر اختصاص يمارسه سواء كان حيا او ميتا وهي الاشارة القدسية الى عالم الغيب الذي سنرد اليه وسيكون للصالحين من الاحياء مقام في ذلك العالم الغيبي ليمارسون دورهم في المؤسسة القدسية الخفية تفاصيلها على الفكر العقائدي الا انها مشهودة الحدث كما في خرم السفينه وقال الغلام وبناء الجدار الا ان المسلمون يسعون اليها من خلال الاستنان بسنن الصالحين والاولياء الطاهرين ...
(لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأنعام:127)
(وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلامِ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) (يونس:25)
عندما تكون العقول مادية محض فان الفعل العقلاني يكون منسيا ولا احد يعرف كيف تولد الفاعلية في رحم العقل ولعل المسلمون هم الاكثر قربا من فاعلية رحم العقل عندما يؤمنون ان الاعمال بالنيات وان الاجر الالهي ينطلق من رحم العقل في النوايا المولودة فيه وان الائمة يمارسون فعلهم في ذلك الرحم غير المرئي (الغيبي) في علته والمشهود عند تنفيذ العله الذي وصفه الله في النص (عالم الغيب والشهادة) ...
زبدة القول :
الله يدلنا على الصالحين فنعرفهم
ولن يكون ولا تكون
معرفتنا الدنيوية بالصالحين دليلنا الى الله
فالائمة الاطهار لا يملكون من الامر شيئا والامر بيد الله
(وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ) (الانبياء:73)
ومن القرءان ذكرى فهو (ص والقرءان ذي الذكر)
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) (الذريات:55)
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين
الحاج عبود الخالدي
تعليق