المرض وسنن الخلق
من أجل ان يكون القرءان دستور المسلمين
المرض وعاء تكويني في فطرة عقل بشري (نظم المرض وقوانين الاوبئة) وهو يملأ مساحة عقل الانسان في واصفة لا تقبل التجزأة ذلك لان وراء المرض قانون بايولوجي مستحكم في جسد المريض وكما روجنا في ادراجنا (إبليس بين النص والتطبيق) يكون المرض هو ذلك النشاط البايولوجي الذي يعمل ضديد لحسن الخلق وانضباطه العالي الدقة والعظيم في مستوفيات سنن تامة الا ان المرض يشكل عثرة في محاسن الخلق (أسفل سافلين) وانكفائة واضحة بصفته التي يطلق عليها ظاهرة (غير طبيعية) او ما اسميناه (نظم استثنائية) وردت على حسن الخلق الذي اتقنه الله وهو يختلف عن (الشيخوخة) التي لا يمكن تسميتها بالمرض لانها تمثل حقيقة تكوينية في وهن الجسد الانساني بعد زمن من النشاط والتألق حيث تظهر الشيخوخة في جسد الانسان بشكل لا يحتاج الى الادوية والعلاج بل يتعايش معها الشيوخ بصفتها حالة غير استثنائية بل نتيجة حتمية لبرنامج خلق الانسان ..!!
القرءان يدعوا حملته بنصوص واضحة الى قراءة البيان في ايآت القرءان دون غيره ويحدد بؤرة البيان في لسان القرءان العربي المبين .
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ) (الشعراء:195)
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُبِينٌ) (النحل:103)
وفي عربة عربية نتابع البيان في لسان عربي مبين
رض .. رضا .. أرض .. راض .. مرض ... مرضات ... مريض ..
مثله في البناء
سر ... سرى ... أسر ... سار ... مسر ... مسرات ... مسير .. وهو بناء عربي يتطابق مع البناء السابق وهنلك كثير من الالفاظ العربية تحمل نفس البناء مثل ( مر .. شر .. سم .. سد .. و ..و ) ومن هذا الحبو في بناء اللسان عربيا يظهر لدينا ان المرض هو من جذر (رض) وهو الرضا واضافة الميم هو دلالة القصد الى مشغل مثل (فعل .. مفعل .. درس .. مدرس .. صد .. مصد ) فالميم في القصد العربي (نشأة النطق) تعني مشغل متنحي عن الصفة فيكون المرض هو مشغل الرضا في الجناح المرئي للخلق (الارض) وهي وعاء الرضا فالمرض هو مشغل أرضي للرضا في الجانب الثاني من حسن الخلق مثله (السجن) فهو (جزء من الوطن) والمرض (جزء من الرضا) وذلك التخريج يترابط مع ما طرح في المنظومة الإبليسية التي جعلها الله عقابا للظالمين وقال في لعنته على إبليس ومن تبعه
(قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُوراً) (الاسراء:63)
ولكن الناس يتصورون ان جهنم هي موقع في النار وهي من أعمال ما بعد الموت وبالتالي فان الخوف منها لا يمتلك رعشة آنية كما يمتلكها المخالف من البوليس او السجن والسجان ..!! فجهنم هي بعيدة وبيننا وبينها سنين طويلة الأمد فلن تقيم فينا رعشة خوف جدي الا عند المؤمنين الذين يتقون غضبة الله والخائفين منه ..!! الا ان الامعان بحثا بالنصوص الشريفة سنجد ان هنلك احاطة جهنمية بالكافرين
(يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ) (العنكبوت:54)
وهذا النص يؤكد ان الاستعجال بالعذاب جاء نتيجة غفلة منهم ذلك لان جهنم محيطة بهم ..!! ...جهنم ... هي جزاء التابعين لإبليس ... اذا كانت جهنم في يوم آتي بعد الموت فان عقولنا سوف لن تتذكرها وبالتالي فان القرءان ذي الذكر سوف يفقد صفته اذن يقوم في عقل الباحث ان جهنم تمتلك ذكرى تفتح بوابة عقولنا ونحن نقرأ القرءان (أحياء) فنبحث عن ذكرى تذكر عقولنا بـ (جهنم) ..!!
سنحاول التمعن بهذه العربة العربية عسى ان ندرك بيانها
جه .. جاه .. وجه .. جهه .. اتجاه .. وجهت .. وجهات .. وجيه .. وجاهه .. واجهة .. وجوه .. موجه .. موجهات ..
اصل لبنة البناء هو (جه) ومنه يكون الوجه الذي نعرفه بصفته (حاوية مجسات العقل) وفيه مجسات الاحساس الخمس (سمع .. بصر .. شم .. ذوق .. لمس) حيث يتحسس الوجه محيطه الخارجي اكثر من أي موقع في الجسم في الحرارة والرطوبة والرياح وغيرها ... فيكون الوجه هو حاوية المجسات العقلانية ومن ذلك الترشيد نفهم النص الشريف
(إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفاً وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (الأنعام:79)
واذا عرفنا ان الله ليس كمثله شيء ولا يمكن ان يكون توجيه الوجه الذي نعرفه (وجوهنا) ذلك لان الله لا يمتلك حيزا ماديا له وجهة يمكن ان نتوجه اليها
(وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (البقرة:115)
ومن ذلك سنجد ان الوجه هو (حاوية مجسات عقلانية) وان ابراهيم وجه تلك الحاوية وهي عقلانية الى الله واينما نولي وجوهنا سنجد ان وجه الله موجود وهي (حاوية المجسات الالهية) ولن يعزب عن ربك مثقال ذرة وما تسقط من ورقة الا يعلمها ولا رطب ولا يابس الا في كتاب (مبين) ... اذن الوجه هو حاوية مجسات العقل فحين نقول ان فلان له (وجهة نظر) فهي عقلية لا محال وهي في مستقرات فطرية نتذكرها ...
جه .. جاه .. وجه .. جهن .. جهنم
سنرى في عربية العربة اضافة حرف على اللفظ
كف .. كفن .. مد .. مدن .. مر .. مرن .. فر .. فرن .. أم .. أمن .. صح .. صحن .. جه .. جهن
سبعة الفاظ رتلت ترتيلا سباعيا مزدوجا يؤكد ان البناء العربي مستوفي لشروطه وهو من تخريج بحث منشور لنا في مبحثنا (العقل والقرءان) ذو ملفين منشور في مكتبة اصدارات في المعهد وفي موقع جمعية علوم القرءان صفحة (مؤلفات)
وجه هو حاوي مجسات العقل .. فيه رابط بدلالة حرف الواو (و ـ جه) ونرى لفظ (جاه) من غير رابط حرف الواو فيكون الجاه هو (حاوي عقل) وبالتالي فمن يمتلك جاه بين الناس يكون قد احتوى عقولهم فاصبح (وجيها في قومه) ..
حرف النون في نشأة العقل يدل على (تبادلية نقل) وهي من (ن والقلم وما يسطرون) فما يسطرون هو تبادلية للقلم بين حبره والعقل ولا يمكن لغير العاقل ان يخط بالقلم لينقل ما في عقله على السطور ومن ثم ينتقل ما في السطور الى عقل القاريء فكانت (ن) وتكون في نشأة النطق تدل في رحم العقل انها تستخدم لتبادلية النقل وهي قراءة من نص قرءاني موجز جدا .. نجدها ايضا في فطرتنا العربية حين نقول (كتابه .. كتابهن) فتكون صفة التملك تتبادل الفاعلية بين مجموعة من الحائزين ونقول (ولد .. ولدي .. ولدان) وهما (اثنان) يتبادلان صفة الولد في اللفظ فيكون مثنى ولد يتبادلان نقلا في العقل صفة الولد ومثل تلك التطبيقات كثيرة في فطرة العقل على ان يتجرد الباحث من كل مستقرات المعرفة المكتسبة اللغوية واللفظية ليواجه عقله الفطري (البريء) فيمسك بالمقاصد الشريفة في دستور البشر جميعا (القرءان) ..
من ذلك الحبو الفكري الحذر والموجز والغريب يكون (جه .. جهن) تعني تبادلية الـ (جه) تبادل نقلي وبما ان الجه (حاوي عقل) فان (تبادلية ناقل احتواء عقل) في (جهن) ..!!
قال ابن منظور رحمه الله في لسان العرب ان (الجهن) يعني (غلظ الوجه) وهو يعني في مقاصدنا انه مغضب الوجه وبما ان الوجه مجسات عقل فذلك يعني ان شيئا مغضبا منقول الى العاقل ثم انتقل الى وجهه فاصبح (غليظ) فصار في النطق التكويني (جهن) أي غـَلـِظ الوجه ... !! ونحن في عربة عربية نبحث عن بيانها وقد هشمنا اللفظ كما هشمه ربنا في القرءان فقال (ك هـ ي ع ص) ليقول لنا هشموا اللفظ ولا تعبدوا اللفظ (العجل) فقد عبد بني اسرائيل العجل ..!! (لا تحرك به لسانك لتعجل به ـ القيامه)
جهن هو (تبادل نقل حاوي العقل) يضاف اليه حرف (الميم) فيكون (جهنم) وسبق ان ذكرنا ان حرف الميم تعني في مقاصد النشيء للنطق مشغل متنحي مثلها مثل مشغل الماكنة فهو متنحي عن الماكنة (لا يكون جزء منها) بل هو مشغلها فقط فتكون (جهن) تمتلك مشغل متنحي عنها فاصبحت (جهنم) مثلها مثل (علم) فهو مشغل (عل) ولفظ (عل) يكون في حاوية فيكون (علة) فيكون حرف الميم في لفظ (علم) هو مشغل متنحي للعلة وهي حقيقة العلم (المعرفة) في كل مفاصله حتى لفظ (علم) عندما يكون في مقاصدنا (راية) فالعلم الراية هو مشغل علة العلم في رمز قبيلة او علم احمر معلول بالخطر او علم اصفر عليه رمز معلول لوطن او كتيبة قتال محددة بصفاتها ..!! الميم في جهنم هو مشغل متنحي لا يكون جزء من (جهن) بل يكون مشغل (حوي عقلاني تبادلي) وهو (إبليس) الذي يشغل قوانين المرض فيقوم المرض في الاجساد وله قوانين (عقلانية) تم استبدالها (نقلا) من قوانين (حسن الخلق) فاستبدلت (اسفل سافلين) في موصوفة جهنمية (جهنم) فهي قائمة فينا ولن تكون حصرا بعد الموت رغم ان بحوثنا لا تشطب (جهنم بعد الموت) فهي هنا بيننا (مرض) وهي هناك (في الموت) عذاب شديد
(يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ) (العنكبوت:54)
في المعالجة اعلاه استخدمنا طريقة قديمة في مؤلفاتنا التنظيرية المنشورة في استخدام (الترتيل السباعي المزدوج) للالفاظ لنعرف مقاصدها في العقل كذلك لمعرفة مرابط الحروف وما تعنيه في نشأة النطق الفطري الذي خلقه الله فينا الذي أنطق كل شيء .. وسبب هذه الرجعة التنظيرية كبديل لطرح مقاصد الله بموجب (علم الحرف القرءاني) كما عودنا متابعينا الافاضل في المرحلة السابقة من بثق البيان هو لغرض التأكيد ان (علم الحرف القرءاني) ليس اسطورة نسطرها بل هي مستقرات علمية لم يتجند لها باحثين عن الحقيقة فبقيت في جعبتنا تبثق من حيث النتيجة وتستقطب من يريد الحق والحقيقة ليلقفها لتكون بيدي طلاب الحقيقة لاخراج جيلنا او جيل لاحق من ضبابية كثيرة من النصوص القرءانية ..! عسى ان نكون قد وفقنا ... ندعو من يرغب في علم الحرف القرءاني ان يبحر في مؤلفاتنا التنظيرية المنشورة ليعرف كيف يمكن احتلاب مقاصد الحرف من بطن القرءان والعقل لان القرءان للذين يعقلون ..!!
في معالجة جهنم وصلنا الى صورة تركيبية يمكن ان تكون سهلة الانزلاق في قنوات العقل لتستقر في حاراته العديدة فعندما يكون المرض هو (مشغل أرض الله) والتي فيها متاعنا فيكون لفظ (جهنم) وهو يعني انه (تبادلية نقل عقلاني بين حسن التقويم وسافله) سنجد بوضوح ان اعادة الشيء الى ما كان عليه يكمن في (مرضات الله) لينقلب الحال من اسفل سافلين الى حسن التقويم مرة اخرى ... هذا النتاج التفصيلي ليس بغريب على الناس وليس بجديد فهو معروف ومسطور في قرءان الله وفي وجدان المسلمين رغم ضبابيته فالمسلمون يعرفون ان المرض هو تكفير ذنوب والقرءان يقول
(وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (لأنفال:33)
وهنا تقوم قائمة في العقل تمحق قول القائلين ان للمرض مسببات مادية فقط بل هي مسببات عقلانية محض لها اثر مادي يقودها ابليس ومنظومته وهي تقع في (مرض) وهو مشغل أرض الله وفي تشغيل (أرض الله) تقوم مقومات (مرضات الله) الذي اوجد تلك المنظومة الابليسية ومنحها صلاحيات تعذيب المخالفين فاصبح من الواضح ان الاستغفار يوقف صلاحيات المنظومة الابليسية وذلك الترشيد من فطرة العقل (بداهة) فالخالق لا يمكن ان يخلق الارض دون رضاه وفوق رضاه والا فان الغاء الخلق اولى من استمراره (دون رضا الهي) فيكون المرض هو ضمن الرضا الالهي في قانون الانتقام والعقاب والغضب الالهي على المخالفين وتعييره يتم من خلال الاستغفارالا ان كثيرا من الناس لا يعرفون حقائق التكوين في الاستغفار ذلك لانهم يأخذون القرءان وفق مفاهيم عائمة خارج القرءان وليس في القرءان نفسه وتلك العائمات الفكرية تقلبت في التاريخ كثيرا واختلط فيها الكثير من الرأي البشري كما حملت الغث والسمين فيما اضيف اليها او سقط منها بسبب تقلبات التاريخ واهله سواء بعمد او بغير عمد (جهل) وبالتالي فان ضبابية فهم القرءان لا تنتهي الا عند مواجهة القرءان وجها لوجه وهو نداء متكرر من سنة ثابتة في الخطاب القرءاني عندما تتكرر الدعوة الالهية كثيرا في متن القرءان
المرض هو نتيجة لقوانين خلق الارض ومنها يكون (مرضات الله) في حاكمية عقاب المخالفين لقوانين الارض فمخالفتها تشغل الرضا في (مرض) وهو يقع في دائرة مرضات الله يقينا لانه قائم بامره ذلك لان ملكوت كل شيء بيد الله
الاستغفار هو مرضات الله وتلك بداهة عقل فطري فالمخالف يزيل الغضب الالهي باعتذاره وتصحيح مخالفته من (السيء الى الحسن) فينقلب عنده السيء من (سيء الى حسن) بموجب القانون الالهي في نظم الارض
فاذا كان المرض (م)
ومرضات الله (ض)
والاستغفار (غ)
فتكون المعادلة كالتالي :
م + ض (تعادل) غ + ض
فاذا تمسك العبد بـ (ض) وهي مرضات الله في تكوينة نظم خلق (الارض) وقام بتطبيق القانون الارضي (يسبح في قوانين الله) ذلك يعني انه قسم طرفي المعادلة على (ض) فتكون المعادلة كالتالي :
م (تتعادل) مع غ
فيكون المرض (يتعادل) مع الاستغفار
الا ان ازمة فكرية اخرى ستقوم عندما نريد ان نعرف الاستغفار بشروطه وكثير من الناس يتصورون ان الاستغفار عن الذنوب هو البحث في الذاكرة لمعرفة الذنوب ومن ثم التوبة منها والاستغفار وفق نظام المصالحة مع الذين اذنبنا بحقهم .. مثل تلك المنهجية سوف لن تقوم بتمامها وبمجمل ايجابياتها بل لها فعل محدود ذلك لان انشطة الانسان بمجملها لا تستحضر الى الذاكرة بيسر وسهولة عندما تكون في بعد زمني بعيد خصوصا وان الانسان عندما يمارس انشطته في يومياته مستندا الى مرابط عقلية يعتقد بانها (حق) فهو ان آذى زوجته مثلا او جاره او احد المتعاملين معه انما تصرف بموجب ما املاه عليه عقله من ضوابط حقانية وقليلا من التصرفات يعرف منفذيها انها ليست بحق مثل السرقة والزنا وهي مشهورة اما التصرفات المعتادة تستند الى مستقرات عقلانية ترسبت عنده من محيطه ومجتمعه وهو يحتظنها بصفتها حق مبين وبالتالي لا تسجل في ذاكرته انها ذنوب تستوجب الاستغفار فينفلت منه قاموس الذنوب ويرفض ان يكون المرض هو نتيجة لتلك الذنوب بل يدعي سوء الحظ او اسباب دنيوية مادية كثيرة او خطأ اخطأه الطبيب بحقه او انه في غفلة من بعض الاستخدامات ويبقى بعيدا عن الاستغفار الموضوعي ويتمسك بالاستغفار اللفظي كترنيمة قدسية الا انها لا تغني ولا تسمن فالله سبحانه لا يطرب لالحان شجية ولا تتغير قوانينه بفاعلية قصائد مدح الشعراء ولن يكون كالاباطره فيحن على متلوي خشوعا تحت عرشه فيعفو عنه بل الله سبحانه احكم خلقه بقوانين واوامر امر عباده تنفيذها وان يأتوا اليه سابحين في قوانينه (سبحان الله) وهي تعني (تبادلية نقل فائقية الفعل الالهي) ولا يمكن ان يكون ربنا كمثله من الملوك والعظماء ..!! فالسابح في قوانين الله هو في (سبحان الله) وهو المنفذ لتلك القوانين اما تنفيذ قوانين بشرية او رسمية او مجتمعية فان تسبيح الله يكون طعنا في منظومة الخلق وما يرتبط بها من عبودية المخلوق للخالق .
(فَمَنْ تَابَ مِنْ بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (المائدة:39)
تلك معادلة صعبة في ضبابية عقائدية قاسية (تاب = يتوب عليه) فالناس يتوبون كثيرا ولا يتوقف العذاب فيهم وربما يزداد عذابهم مما يدفعهم الى زعزعة ايمانية وزلل في قدم الايمان فيكون لزاما على عقل الباحث المتجه الى الله بمجساته العقلية (وجهه) ان يتحسس التوبة من مراشده وفق نظم تكوينية مقروءة من قرءان وكل شخص بخصوصياته ولا يوجد رابط بين خصوصية فرد وفرد ولا تمتلك عنوانا عاما شاملا الا في معالجة فكرية تذكيرية تذكر كل فرد بخصوصياته ..!!
تلك المعالجة الفكرية تقع في التحرر من الماضي الذي اوقع المريض بمرضه (عذاب) وذلك المرض هو نتيجة لذنوب والذنوب كثيرة غير معروفة بكثيرها وان عرف بعضها لا يجزي التوبة فاعليتها فيكون العبد المعذب امام مجس عقلاني مؤكد ان ما استقر عليه فكره من مستقرات اسرته ومحيطه ومريديه ومحبيه ومعلميه ومن كانوا مثله الاعلى وهو يقلدهم في الفكر والتصرفات في الانشطة هي مستقرات لا صلاح فيها والدليل انه وقع في عذاب المرض وبالتالي فان صلاح توبته (وأصلح) المشروطة مع التوبة تستوجب البراءة من كل شيء ومن كل مستقر والعودة كالطفل (البريء) لا يملك أي مستقرات فكرية موروثة اومكتسبة ومن تلك الصفة الابراهيمية تظهر لنا ان التبرهم والبراءة من المحيط الفكري الذي يحيط بالعبد المعذب هو براءة خلاص وليس لغرض ان يكون ابراهيم شيخ المتحدثين او ليكون ابراهيم عالما جليلا يشار له بالبنان بل الابراهيمية مركب نجاة يمتطيها العبد المعذب فيعود الى فطرته التي فطرها الله ولا يثق باي شيء اكتسبه في عقله فعندما يبرأ الى الله قامت التوبة الحق و (أصلح) حيث يقوم الاصلاح عندما يصر على نفسه على البقاء في البراءة وعدم العود الى مستقراته السابقة لان قومه هم معلميه ونتيجة ذلك كان عذابه بالمرض فالاولى به ثم اولى البراءة الفكرية منهم ... في تلك النقطة سنرى تطبيقات الصوفية وهي الاعتزال (البراءة) الا ان الصوفية نفذوا الاعتزال الجسدي الذي حورب من قبل كثيرين اذا ان التصوف الحق لايعني الاعتزال الجسدي بل يعني الاعتزال العقلي (الفكري) فمن تصوف عقلا فهو يبقى في مجتمعه بريئا من افكارهم ومستقراتهم لينجو بنفسه من الماسكات الابليسية والعقاب الالهي فيحصل الاستغفار التكويني ويكون نهاية المرض حتى ولو كان اعتى انواع الامراض ...
لطفا يتبع ..
تعليق