العلم العقائدي بين الشيوع والكهنوت
من أجل يوم علمي في العقيدة
من أجل يوم علمي في العقيدة
قيل في العلم انه هو مجموعة الحقائق الثابتة وقال فيه ابو العلوم (ديكارت) انه علاقة السببية بين ظاهرتين موثرتان ببعضهما ... انتشر مفهوم العلم في الزمن المعاصر فاصبح يسمى زمن العلم ولكن الفطرة التي فطر العقل عليها لا تزال تجيب ان العلم بالشيء تعني معرفته فلو سألت احدهم كم الساعة الان فيقول (لا علم لي) لانه لا يحمل ساعة اليد ..!!
في حاظنة فكرية وتر هي (دستورية النص القرءاني) الناشط الحاظن للتذكرة القرءانية لا يحيد عن القرءان من اجل ان يتقلب في فنون المعرفة ولا يقبل العقل ان يخرج من القرءان الا ليعود اليه ذلك لان الخطاب القرءاني يمثل نظم خطها الخالق فهي تمثل اليقين الفكري (لا ريب) وفي تلك الحاظنة الفكرية القرءانية يتقلب الفكر حصرا ليرى حقيقة كل شيء ومنها منهجية العلم وهل يمكن ان يكون حكرا على فئوية اكاديمية او كهنوتية عقائدية
(وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلا الْعَالِمُونَ) (العنكبوت:43)
لو اراد العقل ان يفهم (العالمون) كما هي معارفنا للعلم بشكل عام فان العلم المعرفي سيكون في مقدمة تلك المقاصد فيكون (العالمون) هم ذوي المعرفة (العرفان) وهؤلاء سيكونون كهنة كما هم كهنة الاديان الاخرى حيث اودع الخالق فيهم سره ويكون ذلك السر الالهي حصرا فيهم ولا يحق لعامة الناس الاطلاع عليه فيكون العلم بالامثال القرءانية في اسرار يعلمها اناس مثل كهنة الاديان الاخرى .. وتلك من مضامين وانشطة معروفة فمن امتلك البنود المعرفية لا يجبر على بثقها للاخرين ويستطيع ان يختزنها لنفسه طمعا في تبعية الناس له بصفته صاحب (العرفان) وبذلك الوصف يكون القرءان يساعد على تلك الاحتكارية لو تصور حامل القرءان ان لفظ (العالمون) يعني المعرفة المستنسخة والتي تكتسب كما تكتسب اناشيد الاطفال وقصص الدراما ولا بد ان يكون القرءان عاما شاملا يمنح حملته منهجية ادراك بيانه
تلك الواصفة هي واصفة مفترضة من اجل رجرجة العقل لمعرفة من هم (العالمون) الذين يعقلون الأمثال القرءانية وما هي الصفة العقلانية التي تتفعل في العالمون ... وعلينا ان نعرف العلم لنعرف العالمون ولن تنفعنا اقاويل الفكر البشري بل تنفعنا ذكرى في قرءان فنتذكر ان الخطاب القرءاني مبني بموجب اللسان العربي المبين الذي يحمل البيان بصفته العربية وليس بصفته التاريخية او بما اتفق عليه الناس من مقاصد قد تخطيء او قد تصيب .. وهنا سنحتاج الى عربة العربية لنرى بناء اللفظ وليس اللفظ
عل ... علا ... علي ... علو .. علة ... علن ... علم ... علق .. علف ..
جذر اللفظ (عل) وتبدأ العربة تتحرك عندما تضاف الحروف للجذر مع حاجات الناطق فيكون اللفظ في نشأة النطق مرتبطا بمقاصد الناطق ... نفهم لفظ (عل) من حاويته بارتباط حرف التاء مع جذر (عل) فيكون اللفظ (علة) وبالتالي فان (عل) يعني (نقل نتاج الصفه) ومنه العلا حيث ينتقل نتاج الصفة فيظهر (يعلو) عندها تكون (العلة) هي حاوية نتاج منقول وهذا النتاج المنقول يمثل علة الصفة التي انتجت النتاج الذي ظهر عند انتقاله للعقل فاذا سألنا احدهم عن الوقت فقال لا علم لي لانه لا يمتلك ساعة اليد فمعنى ذلك انه لا يمتلك (مشغل) ليشغل علة الوقت الزمنية التي تقوم بعداد الزمن (ساعة اليد) اما اذا كان الرجل يمتلك ساعة يد وسألته عن الوقت فانه سينظر الى الساعة الميكيانيكية في يده وهي مشغل علة الوقت (تقسيماته المعدودة) ليقوم عندها (علم) التوقيت الزمني فتحول عند ذلك لفظ (عل) الى لفظ (علم) بدخول حرف الميم الذي يدل في مقاصد العقل الى المشغل المتنحي لانه لن يكون جزءا من العلة بل هو مشغل لها فيتلقفها العقل (يعقلها) فتكون (علما) ... ذلك ما تفعله الراية والتي تسمى (عـَلـَمْ) فهي تقوم بتشغيل علة لمعلول فلو وضعت راية حمراء فان العلم يقوم في العقل (يعقل) انها دليل الخطر ولو ان راية الوطن رفعت مثل (علم العراق) فهي تشغل علة الرمز الذي تحمله في دلالتها على وطن اسمه العراق فيعقلها مشغل العلة (عالم) فيعقلها الناس بعد ان اصبحوا (عالمون) و (لا يعقلها) من هم لا يشغلون علة الراية (علم) فمن لا يدرك العلة (رمز الوطن) أي علامات العلم فانه (لا يعقل) ولا يكون من الموصوفين بالقرءان (العالمون) .
من تلك الرجرجات التي تتناغم مع فطرة العقل ومنها فطرة النطق يظهر لنا في ماسكة عقل اولية (نعقل) ان العلم هو تشغيل العلة فيقوم العلم بذلك التشغيل فان لم يحصل التشغيل فان العلم لن يقوم ... المعارف المكتسبة تمنح المكتسب العلة ومعلولها لتستقر في عقل الانسان ومن ثم يتم استدعاء المستقر العقلي لتنشيط البيان في ذاكرة الشخص فالمهندس انما يمارس الهندسة عندما يفتح بوابة العقل (الذاكرة) ليستحضر خزينه الهندسي فيما اكتسبه من علة ومعلول هندسية ... المهندس الذي اغترف المعرفة لا يكون عالما بل يكون خازنا لـ (البيان) حيث سيظهر لدينا ان البيان هو نتيجة العلم وليس العلم ..!!
لو سألنا شخصا ما عن اسم القائد الاغريقي الذي احتل الاسكندرية فان الشخص يقول (لا علم لي) ومثل ذلك النشاط العقلي اندرج تحت ناصية العلم الا انه ليس بعلم بل هو (بيان) والبيان المعرفي لايقيم العلم رغم ان مقاصدنا تسميه علم الا ان العلم ينحسر في تشغيل العلة لمعرفة البيان ... فالبيان هو نتيجة للعلم وليس بعلم ومن خلال ذلك نعرف اسماء الاصدقاء و (المعارف) وكلمة (معارفنا) من الاصدقاء والناس هو لفظ فطري يؤكد ان معرفة البيان لا يقيم العلم ونرى ذلك في معالجة قرءانية
(وَعَلَّمَ ءادَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (البقرة:31)
في هذا البيان القرءاني يؤكد الخطاب الشريف ان ءادم (تعلم من ربه) الاسماء كلها وهي (الصفات الغالبة كلها) والتي تحيط به وتكتنف عالمه الدنيوي وليست كما يروج لها الفكر العقائدي في تعليمه الـ 99 اسم لله سبحانه حيث تقوم في فطرة العقل تساؤلات عن مدى اهمية حفظ اسماء الله الحسنى ولماذا يمتلك الله هذا العدد الكبير من الاسماء وما الحكمة منها في ميدان التطبيق كما ان عملية تحفيظ الاسماء لا تعني (تعليم) في تكوينة اللفظ كما روجنا لها اعلاه فالتحفيظ هو حفظ بيان والبيان هو نتيجة للعلم وليس علم فيكون البيان هو علم مقبوض قد احتوى تشغيل العلة ولا تحتاج الى تشغيل فلو قلنا ان (1 + 1) وهنا نحتاج الى تشغيل علة الجمع للرقم وبعد تشغيل العلة يكون البيان (1+1=2) فهو بيان يشمل مشغل العلة وقد تم تنفيذه وظهرت النتيجة فاصبحت في البيان ووجدنا في النص الشريف
(خَلَقَ الأِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ) (الرحمن:4)
في هذا النص يؤكد الله انه هو الله الذي علم الانسان البيان الذي يشمل (نافذية العلة ونتيجتها) فالبيان هو القابض العقلي لمشغل العلة (العلم) ومن ذلك نرى ان تعليم ءأدم الصفات الغالبة كلها يشمل تعليمه (مشغل العلة) للصفات الغالبة وعندما تكتمل يكون البيان هو القابض العقلاني (يعقلها) ..
ءأدم تعلم من ربه الصفات الغالبة كلها وانحسرت عنه الصفات التي نحاها الله عن علم الأءدمي ... اذا رسخ لدينا ان كل انسان هو ءأدم وعرفنا ذلك بموجب علم القرءان (مشغل العلة) سيكون الناس جميعا هم (ءأدم + ءأدم + ءأدم) ومنهم نيوتن الذي اكتشف الجاذبية ومنهم ارخميدس الذي اكتشف قوانين الاجسام المغمورة والطافية والعالم كوخ الذي اكتشف جرثومة مرض السل وهكذا نرى أن ءأدم قد تعلم من خالقه الصفات الغالبة كلها وذلك مؤكد من فطرة العقل فلماذا لم تكتشف الابقار تلك المعلومات لانها ليست ءأدمية ولم يعلمها ربها الاسماء كلها ... موضوع المعالجة لا ينحسر في زمن العلم في ءأدم الذي علمه ربه الاسماء كلها وعلمه البيان بل يغور في التاريخ فكيف عرف الانسان القديم دباغة الجلود وصناعة الفخار والزراعة وصناعة النسيج وخياطة الثوب والنعل والقربة و.. و .. وهي صفات تفعلت في الانسان ولم نر ان القرد او البقر او الفيل تطور ليصنع لنفسه ثوبا او وجبة غذاء ..!! فهي تخص الأءدمي الذي يفصل لنا ربنا اياته في خلق ذلك المخلوق رحمة بنا .. وكل تلك الموصوفات التي مارسها الانسان بقديمه وحديثه هي كلها صفات غالبة (اسماء) استطاع الانسان ادراك بيانها من خلال ما يحمله من عقل مخلوق من قبل خالق يبلغنها سنن خلقه ونظمها في اعلى درجات الحكمة
اكتشاف المكتشفات العلمية ما قامت الا عندما قام الأءدمي بتشغيل العلة فقام العلم عنده فلو رصدنا نيوتن فهو لم يخلق الجاذبية بل راقب التفاحة التي سقطت على رأسه من الشجرة فتسائل لماذا لم ترتفع الى الاعلى (تشغيل العلة) فعلم ان هنلك قوة جذب ومن خلال تشغيل العلة وصل الى قوانينه المعروفة وهي من تعليم خالقه يقينا لان الخالق ينبأنا بالفطرة انه لم يقوم بتعليم الطيور وذوات الاربع وغيرها ما علمنا كبشر ونرى الانسان في زمن (العلم) يكتشف كل صفة غالبة (الاسماء كلها) من خلال علم يساوي (تشغيل العلة) في العقل فيقوم العلم ...
نحن هنا نتعامل بعقولنا مع القرءان حصرا تساعدنا الفطرة المستقلة دون ان نستند الى ما قال فلان وقال ديكارت او ان نستذكر نظريات المنظرين لان الباحث القرءاني لا يخرج من القرءان الا ليعود اليه ..!! هذا النتاج الفكري لن يكون نتاجا صحفيا او مكتسبا معرفيا بل هو منهج يقوم في القرءان من اجل العلم وفي رسوخ تلك المنهجية فان الاسلام سيبعث من جديد في زمن العلم ليقول للاوغاد الذين اوغلوا طعنا في الاسلام وحرقوا القرءان علنا قفوا حدكم فقد حضر القرءان بعلمه ..!!
أمثال القرءان هي مركز العلم الذي يستطيع الانسان ان يمسك به ومن الامثال تقوم الاجازة الالهية بمساحة العلم الذي يحق للانسان ان يتعامل بها ورغم وصفها الكبير
(قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً) (الكهف:109)
ورغم هذا الوصف المعرفي الهائل فان الله هو القائل
(وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلا قَلِيلاً) (الاسراء:85)
في هذه الواصفة التي يصفها النص الشريف يظهر ان علوم الارض بمجمل العلماء بامواتهم واحيائهم ومن سيأتي بعدهم لا يستنفذون حقائق التكوين (كلمات الله) المسطورة في القرءان (كلم الله) رغم انها علوم مجازة الحيازة من قبل الله لذلك نرى ان عقولنا لا يمكن ان تستوعب ما قام به من كان عنده (علم من الكتاب) عندما نقل عرش بلقيس من اليمن الى بيت المقدس اسرع من الضوء (قبل ان يرتد اليك طرفك) ...
لو اردنا ان نقيم مضاهات علمية بين من عنده (علم) من الكتاب وبين مجاميع علماء الارض جميعا فان مستوى العلم والعلماء لا يرقى الى عشر معشار المستوى العلمي لوزير سليمان في مثل قرءان (لا يعقله) إلا (العالمون) فان كان العالمون في المثل القرءاني يقومون بتشغيل العلة في المثل القرءاني سيكون علم المثل القرءاني في حيازتهم وهي (علوم مثلى) لانها مستحلبة من المثل القرءاني وبما ان القرءان هو من الله وهو الذي منح البيان لحملة القرءان فيه فتكون تلك العلوم المثلى هي لله فتكون (علوم الله المثلى) في حيازة حملة القرءان ولن تكون حصرا في كهنوتية وعرفانية تصور المسلمون انها محتكرة عند ابن فلان وابن فلان رضي الله عنهم ..!! ورغم اننا نترحم عليهم بما قدموا من جزيل عطاء بما (علموا) الا ان احتكارية البيان القرءاني نحن الصقناها بهم وهم لم يطلبوها من احد فجاء المتأخرين فقالوا (من فسر القرءان من عنده أكبه الله على وجهه في النار ...!!) وكأنهم لا يقرأون القرءان ولا يعرفون خطابه الشامل لكل ذي عقل ..!!
تشغيل العلة في المثل القرءاني يشكل مصدرية علمية اساسية تعبر سقف كل علم معاصر ولو يتذكر متابعنا الفاضل معالجة (نوح والنفط) فان علوما عظمى تقوم ليس في معرفة مصدر النفط من مخلوقات زمن نوح بل يتعدى ذلك الى سقف عالي من العلم المبني على تشغيل علة المثل وتبدأ مهمة العقل في حامل القرءان بقيام الذكرى لان القرءان موجود في (كتاب مكنون) وهو وعاء تنفيذي يعيشه حامل القرءان ويمس القرءان في الوعاء التنفيذي فتقوم الذكرى ويتم تشغيل العلة فيقوم العلم بالمثل القرءاني (واذكروا اذا جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة ـ الاعراف) ايضا (واذكروا اذ جعلكم من بعد عاد ـ الاعراف) وماذا نذكر وكيف نذكر فيقوم عند حامل القرءان مشغل العلة ليعرف ان البسطة التي زادت بين ايدينا هو النفط وهو لم يكن في قوم نوح لانهم لم يتحولوا الى نفط بعد ..!! ونذكر الشيخوخة فينا وعمر نوح يدعو قومه 950 عام ونقيم البيان من خلال تشغيل علة المثل القرءاني والا كيف نكون حملة للقرءان ونحن نقرأ البيان ولا نسجل العرفان فيما نقرأ ..!! ونرى في نوح وقومه ومثله المتكرر في القرءان حقائق تكوينية ستكون دستورا ليوم افضل في حياتنا وإسلامنا المدحور بعلوم العصر وهو دستور العلم وهرم المعرفة ..!!
(وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ فَلا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ) (الزخرف:61)
اذا عرفنا من القرءان ان الساعة هي (حاوية السعي) ونرى ما يقول العلم انه لم يكتشف في الكون شيئا لا يسعى وما قيل في النقاط السوداء محض ظنون فيكون السعي هو زمن وقد عرفها الانسان بفطرته فقسم اليوم الى ساعات وقال بها القرءان (ساعة من نهار) فيكون (لعلم) الساعة هو نقل (مشغل العلة الزمني) وذلك امر خطير يتلازم مع نقل عرش بلقيس خارج الزمن ..!! وهنا يقول القرءان ما لم يتجرأ ان يقوله علماء الارض لو اجتمعوا لان قانونهم الثابت ان السرعة تساوي مقسوم المسافة على الزمن فان كان الزمن (صفر) فان السرعة ستكون ما لانهايه وهو امر لا يمكن ان يتصوره علماء اليوم ولا يتجرأ ان يقول به احدهم حتى في التصورات فعندما تصور انشتاين السرعة الفائقة قال باختزال الزمن ولن يقول بتصفيره لان تصفير الزمن لا يمكن ان يتصوره العاقل فلا تمترن بها ونرى ان لفظ (تمترن) تساوي في علم الحرف القرءاني (تبادلية نقل احتواء وسيلة مشغل حوي) أي ان (حاوية الزمن) لا تصلح لاحتواء مشغل وسيلة تبادلية فالزمن وهو حاوية سعي الاوكسجين بميزوناته وحركيته المتناغمة لا يمكن استبداله لشيء اخر فعرش بلقيس لن يكون بسرعة الضوء بل (قبل) ان يرتد الطرف وهو يعني ان العرش نقل خارج حاوية الزمن وليس فيها ... ومثلها لا يمكن ان يكون لمختبرات التعجيل التي يترنم بها علماء العصر مؤخرا حدثا ذو نتاج لانهم (يمترون بالساعة) أي بحاوية السعي فيزيدون السرعة بعملية التعجيل في مختبر سويسرا المشهور وفي امريكا حيث انهم يتصورون ان نقل (مشغل العلة) سيكون بين ايديهم ويصلون الى مقتربات تصفير الزمن فتكون السرعة على وشك الاقتراب من الصفر ويحصل الانفجار المزعوم ليشاهدوا نشأة التكوين والقرءان يقول ان نشأة التكوين بين ايديكم تعالوا اقرأو وتذكروا وشغلوا العلة في عقولكم (تعقلون) سيكون البيان في ايديكم (فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم ..!!)
(قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (العنكبوت:20)
الا انهم في ضلال بعيد وتصوروا انهم امسكوا بالعلم مطلقا ولكنهم سيركعون قريبا الى قرءان الله ويقولون (يا ويلنا كنا في غفلة من هذا بل كنا ظالمين ـ الانبياء) ذلك لان بديء الخلق يرى في قوانين النشيء وهي بيننا وفينا ومنها نرى كل شيء ورغم المنهجية العلمية الصارمة التي يستخدمها العلماء الاكاديميون المعاصرون الا انهم وقعوا الوقعة الكهونوتية حين تصوروا ان العلم هو حكرا في الاكاديميات وان العقيدة لا تعدو ان تكون تنظيمية العنوان وهي خالية من أي علم كما يقول ذلك كثير من المسلمين الا ان ضلالة العلم الاكاديمي القائم بدأت تظهر والبشرية تبحث عن حلول بعد هزيع من عمر النهضة تتصدى العقيدة في اسمى عناوينها في قرءان يقرأ ليدحض الاحتكارية العلمية والاحتكارية العقائدية ويضع العلم في عقل الأءدمي الذي علمه ربه الاسماء كلها كما علمه البيان ليقوم نتاج العلم من قرءان يقرأ مليء بالامثلة التي يعقلها العالمون ..!!
هنا نؤكد لمتابعنا الفاضل ان هذه المعالجة ليست بتفسير بل هي تذكير فالنص الشريف لا يقع حصرا في هذه المعالجة بل هو مفصل من مفاصل خارطة التكوين يعمل في هذه المعالجة ويعمل في معالجات اخرى قد لا تشبه تطبيقات ما قمنا بتطبيقه في عملية تعجيل المادة في مختبرات حديثة فالاية التي سطرها القرءان دستور متحرك مع الخلق في مفاصل عديدة نجدها في حاوية الزمن في بيضة طير او جنين في رحم امه فلا تمترون بها ولن يستطيع العلماء استبدال نقل مشغل حاوية الزمن في بيضة طير لتفقس طيرا في زمن غير زمن التكوين ولا يمكن ان ننقل حاوية زمن رحم الأرنب الى رحم البعير او الانسان فكل حاوية زمن (لعلم للساعة) في القانون الذي ربطه الله لذلك الرحم لكي يكتمل مخلوق الطير او يكتمل الجنين في رحم امه ولو كان موضوعنا تحت عنوان هذه الاية (وانه لعلم للساعة) لاجزلنا السطور تذكرة ومعالجة الا ان عنوان موضوعنا العلم واحتكارية العلم التي يدحضها القرءان في (العالمون) الذين يعقلون المثل القرءاني ليكون العلم تشغيل العلة فيظهر البيان لان الله علم الانسان البيان في اروع ما منحه من رحمة فقد علمه الاسماء كلها (مشغل علة الصفات الغالبة) وعلمه البيان (مشغل علة قبض فاعلية الحيز) فعرف كيف يستفيد من جلد الحيوان ليصنع نعلا وعرف كيف يستفيد من صوفه ووبره ليصنع له مضارب وخيام وملبس وعرف كيف يصنع الخل من التفاح وكيف يجني الثمار ويزرع الارض وكل تلك المعارف يختص بها ءأدم حصرا في الارض ولن تمنح لغيره الا في انشطة الحيوان الغرائزية فقط كاعشاش الطيور وخلايا النحل وغيرها اما قبض البيان (يعقلون) فهي انسانية الصفة حصرا وهي رحمة بالانسان الا ان الانسان المتحضر اسرف كثيرا في صناعة الاسلحة التدميرية والفتاكة واستخدم الصلاحيات التي منحه الله اياه الى الدمار والقتل في انقلاب تكويني لسنن الخلق في (الصلاح) ولم يمنح البشر الا العمل الصالح اليه يرفعه فمن يقتطع ورقة من شجر عابثا فقد عمل عملا سيئا ومن اقتطع ورقة من شجر لعمل نافع فهو انما عمل عملا صالحا يرفعه الله ..!!
(إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ)(فاطر: من الآية10)
(سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى) (الأعلى:1)
الأعلى لن تكون صفة فوقانية كما يتصورها الكثيرين فان كانت الفوقية سمائنا ونحن في النصف الشمالي من الكرة الارضية فانها ستكون سفلية للساكنين في النصف الجنوبي من الكرة الارضية وبالعكس ففوقانية السماء نسبية بالنسبة للبشر اما الاعلى فهي (فاعلية تكوين العلة) وتحتاج الى سباحة لكي لا يغرق الانسان في بحرها وهي (اسم) أي انها صفة غالبة لربك فكل ما يكتنف الانسان من نشاط ومأكل ومشرب ونوم وصحو و ..و .. هي من الرب لخصوصية كل مخلوق (فاعلية تكوين علة) فلكل شيء علة حتى في عطاس الفرد علة وفي دمعة عين علة وفي هرمون في الجسد علة وعلى الانسان ان يسبح بذلك البحر الكبير من العلل ولا يخرج عليها ويتصور انه امتلك ناصيتها وان اراد تشغيل العلة قام العلم ومن العلم تكون نتيجة وهو البيان والبيان في (العلة والمعلول) تقوم المعرفة والعرفان عند كل من يطلبها ويحق له نقلها للاخرين ولا تكون ولن تكون كهنوتية في الاسلام او احتكارية علم في لجان اكاديمية ومعاهد رسمية وفرق علمية تمتلك دعما اكاديميا ما انزل الله به من سلطان
تلك ذكرى عسى ان تنفع
الحاج عبود الخالدي
تعليق