القرءان والسياسة
أستفز العقل المسلم إستفزازا حادا مع أنباء نوايا حرق القرءان في أمريكا ورغم إنه ليس الحدث الاول فقد حصلت احتفالية معلنة في (كوبنهاكن) تم فيها حرق القرءان كما تم تمزيق القرءان بالرصاص في العراق كذلك اعلن ان جنود امريكان تبولوا على القرءان في سجن (غوانتينامو) وكل تلك الممارسات هي ممارسات خطط لها لان تكون استفزازية الصفة والإستفزاز لا يشمل العقل المسلم العام كهدف مقروء من صيغة تلك الممارسات بل يمتلك الاستفزاز خصوصيات مستهدفة من العقول المسلمة سواء كانت تلك الخصوصيات معروفة للجماهير او غير معروفة (خفية) ذلك لان برامجية تلك الممارسات تمثل سابقة خطيرة في زمن حضاري مبني على حرية المعتقدات تحت ظل دولة حديثة مستنسخة في كل بقاع الارض من رحيق تنظيري واحد وحرية المعتقدات فيها مبنية على احترام المعتقد الاخر وبالتالي فان عملية حرق القرءان هو خرق (حضاري) يستظل تحت خيمة دولة معاصرة تمتلك تنظير (علماني) معاصر جدا هو ان الدولة هي (دولة كل الاديان) ومن خلال تلك التنظيرات الثابتة فان عملية حرق القرءان هي عملية (خرق) دستوري لميثاق الدولة الحديثة وبما ان الدولة الحديثة تستقيل عن منع تلك الممارسات فذلك يعني ان وراء ذلك الخرق هي (الحكومة الأم) التي تحكم الارض من وراء حكومات مرئية نراها في ساحة الحدث السياسي ...!!
هنلك بارقة أمل كبير من خلال تلك الخروقات التي تمس دستور العقيدة الاسلامية وهي عملية اعلان (حرب عقائدية) تقودها (الحكومة الأم) وهي حكومة تجمع الدول الحديثة كـ (فروع) في منظومة (فرعون) التي ورد ذكرها في القرءان قرابة 74 مرة في كثافة بيان ملفت لنظر الباحث في برامجية الخليقة الذي يتحدث عن مسار الخليقة من بعد قوم نوح لغاية دمار الارض بعد ان تأخذ زخرفها وزينتها وظن اهلها انهم قادرون عليها ... بارقة الامل التي نتحدث عنها تقع في البرنامج الالهي مع الخليقة والتي يمثل برامجيتها النافذة اليوم (ملئت) بنفاذ أمر (الحكومة الام) وهي المنظومة الفرعونية التي تحدث عنها القرءان (ما من إله غيري) و (أنا ربكم الاعلى) وفرعون الذي طغى والذي يتعرض الان للعقيدة الاسلامية باصابع خفية تتحكم في الارض وترضع الحكومات في كل مكان وزمان عمر الدولة الحديثة منذ نجاح الثورة الفرنسية لغاية اليوم حيث بدأ التعرض حين وصف الاسلام بالارهاب علنا وبموجب قوانين مصادق عليها امميا ...!! ... بارقة الامل تقع في مقتربات الوعد الالهي بغرق المنظومة الفرعونية بعد طغيان وصل الى تعمد امتهان رسالة الله الى البشر (القرءان) ومن تلك الراصدة فان المسلمين عليهم ان يحتشدوا حول قرءانهم على بساط علمي لفهم القرءان اذا ان القرءان محروق بين ايدي المسلمين حين يكون مجرد قرطاس مقدس مخطوط فنرى الله فيما نرى للتوضيح انه يوصي فيه (وأغضض من صوتك) الا ان حملة القرءان وامراء العقيدة (رجال الدين) يستخدمون مضخمات الصوت في مكبرات الصوت فيكون في المنطق الناطق ان القرءان محروق في عقول المسلمين وان عملية الحرق تبدأ من إمراء العقيدة والمروجين لها ... القرءان لا يحترق حين يحرق قرطاسه لانه (كلام الله) وليس (قرطاس منزل من السماء) وبالتالي فان التباكي على قرطاس محروق هي وثنية معاصرة فالقرءان في صدور الذين اتوا العلم ولن يكون على قرطاس مطبوع
(وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ * بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآياتِنَا إِلا الظَّالِمُونَ) (العنكبوت:49)
القرءان ليس خطا مخطوطا بل هو ايات بينات في صدور الذين أوتوا العلم ...!!حين يكون القرءان قرطاسا فانه حـُر ِقْ ولسوف يـُحرقْ ...!! وان يكون آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم فلا يمكن ان تمسه نار الكافرين ولسوف يكون مادة غير قابلة للحرق ... ..!! القرءان يصان في صدور الذين أوتوا العلم وعلى المسلمين ان يحتشدوا حول قرءانهم لحمايته من الحرق الحقيقي بل سيكون ماسكة معول تهشم المنظومة الفرعونية وتغرقها في سوء ما خططت له ... فهم القرءان في (صدور الذين أوتوا العلم) واجب ... !! لحمايته من الاحتراق ...!! أما التباكي او الثورة على قراطيسه المحروقة فهي غفوة فكر قاسية ...!!
بين المرسل (الله) والمسل اليه (الناس) تكون بداهة ان هنلك (رسالة) وهي (القرءان) وعلى الناس ان يفهموا منطوق تلك الرسالة (بيانها) في زمن معاصر ولا ينفعهم ولن ينفعهم فهم السابقين له ولن تقوم نظم حماية القرءان بالاحتجاج او التفجيرات او عقد المؤتمرات بل حماية القرءان ستكون عند ظهور علومه لان العلم التطبيقي دائما يـُخرس الالسنة ويجعلها ناطقة بالحق رغم ظلمها
(حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ) (الانبياء:97)
اقتراب الوعد الحق برنامج الهي حملت بيانه رسالة الله في القرءان الا انه مهجور هجرا عمدا من قبل حملته
(وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرءانَ مَهْجُوراً) (الفرقان:30)
وهذا ايضا وصف واضح في (بلاغ رسالي) مسطور في رسالة الله (القرءان) وهو وصف يخص حملته (قومي اتخذوا) وقوم الرسول هم (الامة المحمدية) المتباكية الثائرة اليوم الا ان الماسونية (الحكومة الام) تسعى لترسيخ ثابتية (قدس القرءان) في قراطيسه من خلال حرقه علنا ليتمسك المسلمون بقراطيسه ويهجرون علومه ذلك لان (الحكومة الام) تخشى صحوة (عقل) اسلامية في مادة قرءانية (تطبيقية) فتقوم تلك الفئة الباغية بتنظيم حشد الفكر الاسلامي حول قدسية القرءان من خلال فبركة جريمة حرقه علنا في فعل استفزازي يستفز العقل المسلم نحو هدف (هيكلة القرءان في حاوية قدس) وهو اهم دستور (حي) يمكن ان يقوض الحكم الفرعوني المعاصر لانه يمتلك تطبيقات علمية ميدانية تسقط إلوهية فرعون وربوبيته ...!! على المسلمين ان يصحوا من غفوة الفكر ولا ينقادون لمخططات (الحكومة الام) فيتمسكون بقدس القرءان ويهجرون فحوى رسالة الله فيكون وصفهم في عرف الماسون (غوييم) أي (قطعان بشرية مقادة) تقودها الفئة الباغية الى تقديس القرءان تطبيقا لوصف (قومي اتخذوه) الا انه (مهجورا) وهنا نداء وتذكرة عسى ان تنفع الذكرى
لا خير في أمة تضل طريق الخلاص وهي تحمل القرءان
الحاج عبود الخالدي
تعليق