حزب الشيطان
من أجل تطبيقات البيان القرءاني
(اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) (المجادلة:19)
الشيطان غير معروف عند حملة القرءان رغم ان القرءان يؤكد انه (عدو مبين) أي انه عدو (واضح) ولن يكون خفيا
(أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي ءادَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) (يّـس:60)
ولغرض عدم اجترار كلام سلابق في الشيطان ننصح بمراجعة الروابط في العناوين التالية
الشيطان .. من يكون ..؟؟
المعرفة والشيطان
الأزيز .. صفة شيطانية
فاذا رسخ بين يدي الباحث عن (الحق) ليمسك (الحقيقة) ان الشيطنة هي صفة في المخلوق ولن تكون مخلوقا محدد الكيان فيتضح ان المعادلة الفكرية تقع في (فاعلية مخلوق) ولن يكون للصفة الشيطانية وجود ظاهر او باطن ما لم يكن هنلك مخلوق مفعل لها فالسرقة كفعل شيطاني (مثلا) لن يكون لها وجود ما لم يكن هنلك (سارق) ومثلها الشيطان فلن يكون له وجود ما لم يكون لتلك الصفة (متشيطن) يفعل الشيطنة وحين تتفعل الشيطنة في مخلوق يكون منه الشيطان كما يتفعل (العطش في العطشان)
حين نضاهي الالفاظ مع وظائف اللفظ المرتبطة بمقاصد العقل البشري الناطق وحين يكون لبناء العربية في لسان عربي مبين تذكرة محفوظة في العقول الناطقة فيكون فعل الشيطنة هو في تصرفات اي (أنشطة بشرية) خرجت عن سنن الخلق التي اعتمدها الخالق في ما كتبه لـ مخلوقاته كمنظومة هي (أساس الخلق) وهو (كتاب الله) وهو ما كتبه الله للخليقة اجمالا وهي تقع حصريا تحت صفة (عباد الله) فمن خضع لنظم الخلق التي قدرها الله لخلقه كان بلا ريب (عبدا لله) سواء كان بشرا او نبتة او خلية او ذرة اوكسجين فكل ذلك الخلق هو (عباد الله) والكل يسبح بحمده ومثل تلك الصفة نعرفها بوضوح في صفة (العبيد) وهم (الرقيق) حين يأتمرون فيطبقون نظاما يضعه السيد المالك ولا يتمردون عليه فتكون (العبادة) من قبلهم في خضوعهم لمنظومة السيد المالك ومثلها عبادة الله فهي تقع حصرا في تطبيق منظومته التي صرّف مقاديرها بين مخلوقاته
الاستحواذ لفظ نستخدمه في مقاصدنا يراد منه التمكن من الشيء دون (رضا) الاخرين فمن يشتري دارا من مالكه بعقد بيع رضائي فلا يصح ان نصف المشتري في ذلك المثل بانه قد (استحوذ) على الدار لان حيازة الدار من قبل المشتري كانت في رضا مالكها السابق مقابل عوض او هبة او اجارة ... الاستحواذ لفظ له وظيفة في مقاصد العقل الناطق عندما تكون هنلك حيازة سارية دون رضا الحائزين الاخرين
من تلك التبصرة المبينة (الواضحة) والتدبر المبين الواضح في نص قرءاني ولسان عربي مبين وهو خامة الخطاب القرءاني يتضح ان لا بد ان يرتبط الفهم أي (البيان) بلسان عربي لتظهر صفة الـ (مبين) كما يرسخ ذلك الخطاب القرءاني الشريف ويتضح ان الخروج على سنن الخلق (شيطنة) لها (نتاج) وتلك بديهة عقل فطري فلكل فعل (نشاط) وله حصيلة وهو نتاج لذلك الفعل وتلك من فطرة عقل مفطور على ادراك البديهة فما من فعل الا ويمتلك نتيجة وان ذلك النتاج يستحوذ على المتشيطن دون (رضا) حائز الشيطنة فمن يتشيطن فيسرق مالا (مثلا) من حائزه فهو (شيطنة) يتبعها (نتاج) يصاحب فعل الشيطنة وهو ذيل (ذنب) يلتحق بالمتشيطن كما هو ذنب الحيوان ويكون في غير صالح السارق فيحل في ساحة المتشيطن بشكل موصوف بصفة (استحواذ) على حيازة المتشيطن بموجب قوانين الهية نافذة (كتاب الله) وهي منظومة خلق ارتدادية الفعل على كل خارج عن صراط الله المستقيم فتسوء احوال السارق وامثاله جسديا او في محيط نشاطه الاسري او المجتمعي وذلك السوء يتناسب طرديا مع حجم مسروقات السارق لان السرقة هي (فعل خارج سنن الخلق) حتى يصل المتشيطن الى حضيض العيش تحت وصف قرءاني حكيم (هم الخاسرون) ....
حين نتدبر الاية الكريمة ببيانها يتضح أن الصفة التي تدفع الاخر للخسارة ما هي الا صفة (عدو) وعدوانه (مبين) أي (واضح) ونرى في النص الشريف ان الانسان يمتلك (عهدا) راسخا في عقله فيكون (عدوا لعدوه) ولن يكون (عبدا لعدوه) في تطبيقات تنفيذية تقع خارج سنن الخلق وهنا يكون الشيطان عدو مبين بيانا مطلقا والناس جميعا يعرفون تلك الصفة بفطرتهم فـ (السوء ينتج سوءا) وتلك راشدة عقل لا ريب فيها عند العقلاء الا ان الناس لا يربطون تلك الثوابت الفطرية مع دستورية النص القرءاني فحملة القرءان انما يقرأون القرءان من اجل كسب مثوبة من الله بقرائته والتغني بالفاظه وليس من اجل اقامة تطبيقات قرءانية في يومهم وان ارادوا ان يطبقوا القرءان تنفيذيا انما يذهبون الى تراث الاباء ليعرفوا تطبيقات الاباء القرءانية لاستنساخها واحيانا يتقمصون شخصية الاجداد في تلك التطبيقات وكأن الاباء كانوا وكلاء الله في الارض او انهم كهنة القرءان وكأننا لا نستذكر القرءان والله يقول فيه (لينذر من كان حيا ـ يس)..!! كما علينا ان نعي ان الاباء اورثونا وصفا ضبابيا للشيطان ولم يمنحنا الاباء قدرة على التحصن منه فصار بيننا للشيطان (حزب) ..!! في زمن خطير التحزب بسبب انتشار العلم المادي وتطبيقاته التي نشطت خارج سنن الخلق ومنظومة الله فالكثير المتكاثر من التطبيقات الحضارية طبقت ومورست خارج سنن الخلق
حزب ... لفظ يستخدمه اللسان العربي الناطق عندما يكون هنلك مجموعة من (حملة العقل) يحملون رشادا عقليا موحدا وقد وضعت اكثر القوانين الوضعية في مختلف دول العالم حدا ادنى لاتحاد العقول على رشاد واحد بـ خمسين حامل عقل يحق لهم (تأسيس حزب) مسمى بمسمى يعتبره المؤسسون انه الرشاد الاعلى لما اتحدوا عليه من وحدة عقلانية فقالوا مثلا (الحزب الديمقراطي) واخر (حزب العدالة والتنمية) ومثلها كثير تؤكد اتحاد (رشاد عقلاني) مشترك بين مجموعة من حملة العقل البشري
من تلك الرجرجة الفطرية البسيطة لمفهوم الحزب يتضح ان (حزب الشيطان) هم حملة العقل الذين اتفقوا على راشدة عقلية شيطانية (خارجة عن سنن الخلق) تمثل الصفة الشيطانية المتحدة بين مجموعة بشرية تحمل عقل (متحد) في راشدة عقل تعبد الشيطان (الناشطات الخارجات على سنن الخلق) فكانت التسمية القرءانية بلسان عربي مبين (حزب الشيطان)
اكثر ما اشتهر بين البشرية جميعا من اتحاد رشاد عقل عند حملة العقل في زمننا المعاصر هو فاعلية انشطة (الوطن) والوطنية فالوطن له فاعلية راشدة بين مجمل حملة العقل البشري المعاصر وهنلك اتحاد عقلاني على التحزب الوطني لكل وطن فيه مواطنين بحيث اصبح (الوطن) نبراسا لكل نشاط بشري حتى في تراث السابقين حيث يكون الفاعل هو (الوطن) بل هو النبراس رغم ان الفاعل في ما ترك من اثر هو بشر مخلوق خلقه الله وقدر له قدرة على النشاط بما يختلف عن الحيوان فيترك اثرا لمن بعده كأن يكون جرة فخارية او بناء جامع او مإذنة الا ان تارك الاثر مشطوب فيكون الوطن هو الفاعل لذلك التراث ولعل التبجح بتاريخ الفراعنة في مصر والسومريين في العراق والغساسنة في الشام ومثله امثال مستنسخة في كل اوطان الارض جعلت من الوطن نبراسا لكل شيء حتى في الاموات وهو ما لم ينزل به الله من سلطان حاكم او رشاد عقل يمكن ان يكون مادة للاتحاد (حزب) الا في شيطنة مفتعلة خارج سنن الخلق اسمها الوطن..!!
ليست الوطنية هي الحزب الوحيد للشيطان بل ان البشرية في الزمن المعاصر تشهد المزيد من (اتحاد الرشاد العقلي) عند (حملة العقل) في ميادين كثيرة لا تعد ولا تحصى الا انها تحت موصوف (حزب الشيطان) ومثلها (اتحاد رشاد العقول في كرة القدم) او في الرياضة عموما او في حزب رشاد (الطب المعاصر) او في رشاد حزب الزراعيين الذين يتصورون انهم قد خلقوا زراعة معاصرة من خلال التلاعب بالهندسة الوراثية لتلك المخلوقات وهو (الخروج عن منظومة خلقها الله) ... سنرى دستورية القرءان في (الخسران)
(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ) (البقرة:17)
ولعل تلك الصفة نجدها في احزاب امتلكت (اتحادات عقول اكاديمة) ليست سياسية وهي احزاب اي (عقول متحدة) تشيطنت حين عرف المتحزبون بها حقائق عن الفيزياء والكيمياء والبايولوجيا ما جعلهم يتألهون في انشطتهم (شيطنة) وحين استوقدوا نارا في ممارسات تطبيقية وصنعوا ما صنعوا من ءالة عصرية واجهزة الكترونية ساحرة ومواد كيميائية تسربت الى مطاعم الناس في الوان ونكهات وحوامض من كيمياء لا حياة فيها (مواد لا عضويه) تألهوا بها وبايولوجيا في هندسة وراثية متألهة ايضا وعابثة عبثا خطيرا بثوابت خلقها الله واسس بنائها بقدر حكيم وهو عبث خطير وهي شيطنة واضحة الا انهم سقطوا في امراض عصرية لا يعرفون اسبابها ولا يعرفون لها علاجا وهي تتعاظم طرديا مع حجم الاستخدام (المفرط) لعلوم الفيزياء والكيمياء والبايولوجيا التي (اضاءت ما حولهم) من حقائق الخلق الا انهم خرجوا عليها فاصبحوا في ظلمات (لا يبصرون) فلا يرون ماهية السرطان وماهية السكري وضغط الدم والذبحة الصدرية واحتباس حراري وتمزق لطبقة الاوزون ...!! انه الخسران ... ولعلنا نقرأ القارعة وما ادراك ما القارعة ..!!
(الْقَارِعَةُ 1 مَا الْقَارِعَةُ 2 وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ 3 يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ 4 وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ 5 فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ 6 فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ 7 وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ 8 فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ 9 وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ 10 نَارٌ حَامِيَةٌ 11)
تلك تذكرة فمن شاء اتخذ الى ربه سبيلا ولكن الله يعلن في رسالته الشريفة
(وَمَا يَذْكُرُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ) (المدثر:56)
الحاج عبود الخالدي
تعليق