جوع الصوم ليس كغيره من
جوع
جوع
معادلة مختلفة يمكن ان يدركها كل صائم حين يستذكر أي حالة جوع مر بها شخصيا ويستطيع ان يرصد فوارق جوع الصوم عن أي جوع غيره والمختلف سوف لن يكون في صفة مادية ظاهرة بل ستكون في العقل حيث الاختلاف بين الجوعين سيكون في العقل فعقلانية الجائع الصائم تختلف عن عقلانية الجائع في غير الصوم وتظهر اعراض الوهن العقلي بعد آذان الظهر وتستمر الى آذان العشاء ويمكن ان يرقب الصائم موصوفاته العقلية عندما يجوع في غير الصوم فيعرف الفارق بينهما ...
الوهن الجسدي عند العطش والجوع لا يختلف كثيرا بين جوع الصائم وغير الصائم الا ان المختلف يتوضح في القدرات العقلية ويقول بعض الاطباء ان السبب هو في انخفاض نسبة السكر في الدم وذلك بدورة يؤثر على نسبة وصول السكريات للدماغ فيؤدي الى وهن في نشاط خلايا الدماغ ولكن بحوثنا التي راقبت نسبة السكر في الدم تتحصل في جوع الصوم وفي غيره بنسبة متقاربة الا ان متغيرا لن يظهر بين الجوعين بسبب انخفاض السكر حيث يحس الجائع الصائم ان قدراته العقلية واهنة بشكل مختلف عن جوعه في غير الصيام أي مراصدنا رصدت اختلاف نوعي في قدرات العقل ويظهر واضحا في تناقص القدرة على سلاسة الكلام ومرابط الكلمات عند الصائم وهو يعني الضعف في فاعلية الذاكرة ومثل تلك النوعية من الوهن العقلي لا تظهر على الجائع في غير الصوم بل تظهر نوعية مختلفة في وهن القدرات العقلية ... الوهن العقلي عند الصائم في فصل الشتاء يكون اكثر وضوحا عند الاشخاص الذين يتناولون وجبة الغداء في ساعة متأخرة من العصر بسبب بعد موقع عملهم عن مساكنهم او بسبب طول فترة الدوام الا ان مثل ذلك الشخص الذي يتناول وجبة الغداء عند مقتربات اذان المغرب سيجد ان الصوم يترك اثرا مختلفا في العقل ..!!!
تلك الظاهرة التي لايمكن الامساك بها الا من خلال رقابة شخصية تكون مفتاحا لمدخل علمي في علوم العقل عند المسلمين بحيث تظهر آثار فاعلية (رحم العقل) حيث تكون (نية الصوم) تفعل فعل (المؤثر) وهي عقلانية محض فيظهر (الاثر) في العقل ايضا ويمسكه الصائم ... الاثر في الجسد يخضع الى مدى رغبة المسلمين في معرفة حقائق علمية الصوم لغرض تأمين منهج اسلامي يضع المنسك العبادي في رواق علمي يحاكي بل يعبر علوم المعاصرين بما يمتلكه من مرابط تكوينية يجهلها العلم المادي
نظرة في كتاب الصيام مع علوم الله المثلى
قيام صرخة علمية في منظومة الاسلام هي بطاقة نصر اسلامية يحصد ثمارها الغيورين على دينهم لتحطيم قيود التبعية العلمية التي قيدت المجتمع الاسلامي بعلوم لا تقبل ان يكون المصدر العقائدي قاعدة علمية او ذات حراك علمي لان العلم المعاصر لا يمتلك نظاما يبحث عن الخالق فالخالق لا شأن له في اروقة العلم بل في اروقة الكنائس والمساجد .. !!
الحاج عبود الخالدي
تعليق