شبهة اضطهاد الإسلام للمرأة في بيان اختلاف الأحكام بين
نشوزالمرأة والرجال !!!
الجزء الأ ول: ( نشوز المرأة )
بقلم الباحثة الإسلامية
وديعة عمراني
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
أحبتنا وإخواننا في الله
سلام الله عليكم ورحمته تعالى وبركاته
من بين الشبه الكبيرة التي يدعيها أعداء الله- من الجاهلين والملحدين - أن الإسلام يحتوي في نصوصه على عدة أحكام لا تنصف المرأة بقدر ما تنصف الرجل، وفي هذا – على حد قولهم -اضطهاد كبير لها ولحقوقها الواجبة، ومن بين تلك الشبه المطروحة: الشبهة المتعلقة بأحكام نشوز المرأة مقارنة مع نشوز الرجل.
تقول الشبهة:
قبل عرض الشبهة لا باس أن نشير أننا في حين نجد أن بعض الدول الغربية ترى بتعاليم شريعتنا السمحة وعقيدتنا الإسلامية بأنها تعاليم عظيمة وقيمة ، وتحاول تطبيق بعضهاا في بعض الأحوال والقوانين الوضعية لديهم ، ولا أكثر من ذلك تصريح كبير قضاة إنكلترا - فيليبس - وقوله : -أن لا مانع من اعتماد الشريعة في نظامنا القضائي " حيث أعلن انه لا يوجد أي سبب يمنع أن تشكل مبادئ الشريعة، أو أية مبادئ دينية أخرى، أساسا للحكم، أو لأي شكل من أشكال حل النزاعات ".
نرى آخرون يحاولون ألقاء الشبه الباطلة على سمو هذه التعاليم وهذه القيم ، وتقول الشبهة أنه في حالة إذا كان النشوز من جهة الرجل فالمرأة لا بد لها أن تضحي وتصبر وتتنازل عن بعض حقوقها مرضاة لزوجها ، ولكن في حين إذا كان النشوز من جهتها هي فإنها تتعرض إذ لم تطع زوجها إلى الضرب والاهانة .
إذن في كلتا الحالتين هناك تمييز مجحف ضد المرأة واضطهاد كبير لها لحقوقها، فهي لابد أن تسمح وتتغاضى إذا كانت الإساءة من طرف زوجها الناشز!! أما إذا كانت هي الناشز فالضرب من نصيبها ؟؟؟ فأي عدالة هذه إذن يدعيها الإسلام والقرآن للمرأة !!
الرد على الشبهة:
سنحاول من خلال دراسة علمية سيسيولوجية لكل من طبيعة ونفسية الرجل والمرأة ، بيان أن هذه الأحكام التي أقرها وشرعها القرآن الكريم هي الحلول العلمية والنفسية الصحيحة والصائبة ، والعلاج الأصح ولأقوم لكل حالة على السواء، وذلك على عكس ما يدعي الآخر بأنها ضد المرأة ، بل إننا سنثبت أن هذه الأحكام- وفي كلتا الحالتين -هي بالدرجة الأولى في صالح المرأة وفي صالح الحفاظ عليها وعلى حقوقها ومقامها .
ولنبدأ بحالة نشوز المرأة:
قبل أن نحاول الخوض في دراسة هذه الحالة، لابد وأن نقف عند بعض النقط المهمة لنفهم ما معنى حالة النشوز ؟؟
* فكما يعلم الجميع أن الإسلام حفظ كرامة المرأة وقدرها ،وحقها حتى في اختيار شريك حياتها حيث ليس لولي أمرها حق في أن يغصبها على زوج أو رجل لا تريده ولا ترغب به ، بل عليه فقط محاولة إرشادها ونصحها لما هو أقوم وأصلح لها ، يُفهم من هذا أن المرأة هي نفسها من اختارت هذا الزوج عن كامل رضاها ورغبة منها ، فما معنى إذن أن تصبح هي نفسها وبذاتها ناشزاً له متعفرة مترفعة عليه ، ولا أحد أكرهها من قبل على قبوله أو على الارتباط به ؟؟!!!!!
لا يوجد جواب على هذا الاستفسار إلا أن نقول أننا أمام حالة شاذة عرضية مؤقتة تصاب بها المرأة وتلم بها لخلل ما أصاب تكوينتها النفسية الفطرية ، وهذا الخلل يكمن أنه بين ليلة وضحاها تصبح هذه الزوجة متعفرة متكبرة على زوجها غير راضية به ولا
بشخصه !!!!
* وأيضا يجب أن نوضح نقطة أخرى في غاية الأهمية ، فحينما نقول أو نوصف النشوز للمرأة ، فهذا معناه أنه لا يوجد أي خطا أو خلل من جهة الرجل لا سواء في معاملته لامرأته ولا في أداء حقوقها ولا في رعايتها ولا في أي شيء آخر ، إذ لو كان الأمر غير ذلك فلن نصبح أمام ظاهرة "نشوز المرأة " بل أمام "حق ضائع للمرأة " تشخص في اعتراض لها على ما بدر من زوجها من ضياع و إهمال.
نفهم من هذا كله أن الخطأ من جهة المرأة بدون أي أدنى سبب وجيه أو معقول !!! سوى خلل نفسي أصاب نفسيتها جعلها تتكبر وتتعفر على الزوج ، ونضع ألف سطر تحت كلمة تكبر وتعفر وعدم رضا "المؤقت العارض" وخلل نفسي والتقليل من قيمة الرجل دون أي سبب معقول أو وجيه ، لأننا حينما سنتطرق إلى شرح الحلول التي أقرتها الشريعة الاسلامية ، ووصفها القرءان العظيم ، سنقف بأنفسنا على إعجاز التشريع الرباني الذي يصف العلاج أو الدواء المناسب من جنس وصنف الأسباب المسببة لهذا الداء .
و يمكنا أن ندرك أنّ من أهم أسباب ظهور هذا النشوز أن تكون مثلا المرأةمتفوقة على زوجها حسباً أو نسباً أو جاهاً، مما يدفعها ذلك إلى الغرور والتكبر عليه فجأة، ويعينها على هذا الجنوح ما تراه من تساهل للزوج الزائد لمرضاتها وحبها ، فتعتبر ذلك ضعفا منه أوضعفاً في شخصيته فتتمادى في تسلطها وتكبرها عليه !!!! هذا هو الحال فكيف يكون وضع الزوج أمام هذه الحالة؟؟ وما هو الحل الأنسب أمامه لمحاولة الإصلاح وإرجاع المياه إلى مجاريها وعودة المحبة والوئام والاستقرار إلى مسكن المودة والرحمة في رحاب البيت ؟!
سنحاول – بإذن الله تعالى – كدراسة علمية لهذا البحث ولهذا الموضوع طرح عدة حلول وليس فقط الحل والعلاج الذي ذكره القرآن الكريم، ونحاول أن نقيم كل حل على حدا ونرى إن كان هو الحل الأنسب للمرأة أو العكس:
تعليق