حقيقة النفط في قرءان يقرأ
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
(وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرءانِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الأِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً) (الكهف:54)
مثل نوح
تقديم :
1 ـ يستوجب التنويه لمتابعي هذا الملف ان علوم القرءان بموجب نهج جمعية علوم القرءان تؤتى من القرءان حصرا ولا تشترك الرواية او الحديث او اسباب النزول في عملية تثبيت الثابتة العلمية وتنهج الجمعية نهجا خاصا مع العلوم المعاصرة باعتماد البيان العلمي من المدرسة المادية كمعيار في البحث ولن تكون المادة العلمية المعاصرة اساسا في الانتاج العلمي القرءاني
2 ـ يستوجب التذكير ان الالفاظ القرءانية يتم التعامل معها بموجب نظم استقراء مستحلبة من القرءان ويتم التعرف على مقاصد تلك الالفاظ من وعاء قرءاني ايضا وفي ذلك يمكن ان يكون القصد الناتج من البحث متطابقا مع مقاصدنا اومقاصد العرب (لغة العرب) او ان يكون القصد المستحلب من القرءان هو اكثر شمولية من مقاصد العرب في لغتهم العربية او ان يكون مخالفا لمقاصد العرب ولغتهم او خارج استخداماتهم في تحاورهم مثل الحروف المقطعة في بدايات بعض السور او مثل بعض الالفاظ القرءانية التي قال العرب فيها انها من لغات اعجمية مثل لفظ (سرابيل , اباريق, روم .. فردوس) وامثالها كثير في معاجم العرب ومدوناتهم كما يمكن ان تكون الالفاظ غريبة على لغة العرب والدارج في محاوراتهم فقال فيها لغويو العرب انها الفاظ قرءانيه لم يسبق للعرب ان استخدموها مثل لفظ (سجيل . سجين . أعجمي . حروف القرءان المقطعة . ) وحملت مؤلفات لغة العرب الكثير من مثل تلك الالفاظ تحت عنوان (الفاظ قرءانيه) ولا يخفى ان لفظ (القرءان) نفسه لم يكن مستخدما عند العرب قبل نزوله فلم يكونوا ينطقون بلفظ اسمه (القرءان) .
3 ـ كما يستوجب التذكير ان منهجنا البحثي في جمعية علوم القرءان العظيم يتعامل مع المثل القرءاني باعتباره (قانون الهي ورد على شكل مثل) وان مهمة الباحث القرءاني ان يستدرج القانون الالهي من تحت ذلك المثل دون اعتبارات موضوعيه للشخصيات الواردة فيه بشخوصها التاريخية بل بصفات تلك الشخصيات التاريخية التي وردت في الامثال الشريفة وعلى سبيل المثال فان نصا شريفا مثل (تبت يدا ابي لهب وتب) فان مهمة البحث لا ترتبط بشخصية (ابا لهب) في تاريخ ابا لهب الشخصي بل تبحث عن (تباب الايدي) كوصف في مفصل محدد من خارطة الخلق ويكون ابا لهب حاضرا في مادة البحث بصفته المجردة من التاريخ فيهتم الباحث في معرفة صفة (ابا لهب) من خلال اللفظ القرءاني وليس من خلال التاريخ وبالتالي يكون موضوع (تباب اليد) مع كل شخص يحمل صفة (ابا لهب) في حاضرنا وبذلك يكون المثل القرءاني حيا في حاضرنا ولن يكون قصة تاريخية يرويها القرءان ولا حضور لها في يوميات حاضرنا بل يبقى القرءان قائما في كل جيل وفي كل قرية وعلى مدار اليوم والساعة .
4 ـ ان المشروع المطروح (حقيقة تكوين النفط) وربطه بحادثة قوم نوح يستند الى دقائق بيانات قرءانية كثيرة ومتعددة وحقيقة ربط قوم نوح بتكوين النفط ليست فكرة تطرح بل هي مرابط علم مستحلبه من القرءان , ولا يمكن لساطر السطور ان يعالج كل مفردة من تلك البيانات ليضع بين يدي القاريء منهج الاستقراء لتلك الحقيقة التكوينية في حادثة قوم نوح بشكل تفصيلي لان مثل ذلك الجهد يستوجب ان يكون قاريء هذه السطور قد استكمل مع اعضاء الجمعية كافة المفردات البحثية التي طالت اكثر من ربع قرن من الزمن وبذلك يكون نهج هذا الملف هو طرح النتاجات البحثية مع معالجات فكرية لمداليل تلك النتاجات دون الغور العميق في دقائق نظم الاستقراء ويبقى ساطر سطور هذا الملف مستعدا للاجابة على أي نقطة اختناق فكري عند المتلقي للمعلوماتية في هذا الملف وبذلك يكون من الممكن طرح بيانات مهمة في الساحة العلمية بحيث تؤتى المعلومة المعرفية من حيث النتاج لا من حيث التفاصيل مع الوعد بوضع انسيابية فكرية معقوله لحاملي الفكر العقائدي في التعامل مع بيانات الملف ومصادر استقراء تلك البيانات من المتن الشريف .
نوح عليه السلام :
ورد اسم نوح عليه السلام في الذكر المبارك كثيرا وتصل مواقع ذكر نبي الله نوح في القرءان لقرابة 50 موقع وذلك يدلل على اهمية مثل نوح في القرءان وارتباط مثله بالسنة التكوينية لبرنامج الخلق وارتباطه بسنن الانبياء من بعده وذلك يعني ان برنامج نوح هو ضمن البرنامج الرسالي الالهي العام لكل الانبياء حيث تؤكد النصوص الشريفة هذه الضابطة الفكرية المهمة جدا
(إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً) (النساء:163)
(أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (لأعراف:69)
وتوجد نصوص قرءانية عديدة تؤكد ان برنامج نوح الرسالي هو من البرنامج العام للتبليغ الرسالي وهو مرتبط بسنن الخلق اجمالا والتي يكون فيها المخلوق البشري عنصرا جوهريا في خارطة الخالق
من نتاجات طروحاتنا في منهج القرءان في ذكر الاسماء في القرءان العظيم هو ان الاسم يعني (الصفة الغالبة) وبذلك يتم تجريد الشخصية التاريخية كيفما تكون ومتى ما تكون ويتم استحضار المادة العلمية بالاعتماد على (الصفة الغالبة) التي انضوت تحت الاسم المذكور في القرءان (منهج جمعية علوم القرءان) ومثال ذلك يكمن في صفة الاسم الغالبة عندما يكون زيد من الناس كريم الطباع فان صفته الغالبة (كريم) وتلك الصفة هي التي يذكرها القرءان كأسم له وذلك النهج القرءاني هو من صميم بالغ حكمة منزل القرءان فان أي اسم يردنا من التاريخ مجرد من صفته البالغة فهو لا يعني شيئا سوى انه شخصية في قصة يرويها راوي ليس اكثر فلو قال الراوي كان في مدينة اسمها (بغداد) ملكا اسمه (هارون) فان اسم بغداد لا يعنينا في شيء في البحث سوى انها تتصف بصفة (مدينه) وان اسم هارون سوف لن يعنينا بشيء من الرواية سوى ان صفته ملكا في قومه في تلك المدينة وبذلك يكون القرءان قد اودع (البيان) في الفاظه في الاسماء وهي حكمة منزل القرءان البالغة .. فلو قرءنا ما قام به الملكان (هاروت وماروت) في بابل وكيف يعلمون الناس السحر فاننا لا نعرف الملائكة باسمائهم ولا الملوك باسمائهم حتى نستطيع ان نرى ما كان فعلهم ولكن الله قد اودع صفاتهم في اسمائهم فيكون الملكين (هاروت وماروت) صفات يستطيع الباحث القرءاني ان يمسك بمقاصدها فيهم مواصفات الملكان اللذين انزل عليهما في (بابل) وحتى بابل هي في القرءان صفة قد تتطابق مع مدينة بابل التي نعرفها او قد لا تتطابق فبين بابل في العراق وسليمان في فلسطين جغرافية واسعة والباحث في القرءان لا يجعل من المادة التاريخية دليلا بحثيا على طاولة البحث (وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ) الايه 102 من سورة البقره
من ذلك المنهج تكون :
الصفة الغالبة لأسم (نوح) هي :
نقل حيازه (طاريء) لرابطة غلبة فاعليه (نتائج من جمعية علوم القرءان)
نقل حيازه طاريء : يعني ان المناقلة لن تكون من اساسيات الخلق فنقل حيازة الضوء من الجسم المضيء الى الجسم المضاء هو عملية نقل (تكويني) وليس نقل طارئ .. نقل المدركات العقلية الى العقل (الادراك) هو نقل (تكويني ) وليس (طاريء) .. النقل الطاريء هو ذلك النقل الذي لا يرتبط بفاعلية سنن الخلق بل يكون نتاجا لتلك السنن مثاله (عملية التنفس) حيث ينتقل الهواء من حيز المحيط الخارجي الى جوف المخلوق نقلا (طارئا) كنتيجة لسنن تكوينية بايولوجيه هي التي تقوم بعملية دفع المخلوق الى عملية التنفس
ذلك النقل الطاريء المستحلب من اسم نوح يقوم بنقل رابط .. ذلك الرابط هو (غلبة فاعليه)
غلبة الفاعلية تعني : ان الفاعلية طاغية على بقية الفاعليات (غالبة لها) مثل الطاقة النووية او مثل الاجسام المتحركة ازاء الاجسام الثابتة او مثل (الريح العاصف) والمساكن ... الفعل يكون غالبا فيسمى في قاموسنا العلمي (غلبة فاعليه)
اذن لفظ (نوح) يعني : هو الناقل لمربط الفعل الفائق ...
وهذا ما تحدث به القرءان عن فعل نوح الفائق جدا (الغالب) . وسوف نجد ذلك في القرءان
(فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ) (المؤمنون:27)
الفعل الذي قام به نوح هو انه (سلك فيها من كل زوجين اثنين) وهذا السلوك هو الفعل الفائق الجبار الذي ربط بامرين وهو (الرابط)
الاول : صناعة الحاوية الجامعة للخلق (الفلك) باعيننا ووحينا (وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا)(هود: من الآية37)
الثاني : هو تجميع عينات من المخلوقات في تلك الحاوية اذا جاء امرنا وفار التنور(حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ)(هود: من الآية40)
الرابط بين الفاعليتين هو الفعل الذي فعله نوح لاتمام البرنامج التدميري لقوم نوح مع استمرار الحياة على كوكب الارض بفعل سحب عينات من الخلق (من كل زوجين اثنين) والحفاظ عليها في تلك الحاوية لاعادة نشرها على الكوكب المدمر . وهذه هي الصفة الكامنة تحت اسم (نوح) الواردة في الذكر الحكيم (صفته الغالبة) فهو ليس اسم كما هي اسماء الناس والسبب ان القرءان حكيم بالغ الحكمة وقد جعل الله ( سر ) بيانه في الفاظه
(فَإِذَا قَرَءْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْءانَهُ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) (القيامة:18 ـ 19)
نعم اتباع قرءانه لان فيها بيانه وليس في مادة جمدها التاريخ
تعليق