من اجل حضارة اسلامية معاصرة
عندما تكون الهيمنة العلمية في اوج نصرها فان الصرخات الفكرية تختفي امام عملاق اسمه العلم .
الفكر المستقل لا يمتلك مخاوف في الكلام خصوصا اذا كانت مرابط الكلام في قرءان يقرأ .
واحدة من المسميات التي اطلقتها الاروقة العلمية فايروس (جنون البقر) وكان الحشد العلمي الذي احتشد حول ذلك الفايروس يتكلم بهلع واضح يشبه ما حدث من حديث عن مخاوف كارثية في فايروس انفلونزا الخنازير وفايروس انفلونزا الطيور ...
ربما يتصور الكادر العلمي ان الفكر العقائدي لا يمتلك مقعدا كلاميا في مثل تلك الاروقة العلمية ... ولكن الله يقول :
(وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ)(الرعد: من الآية31)
وعندما نرى ونشاهد صرخات الالم عند مريض السرطان نستذكر جنون البقر في البشر ولكن الفارق في العواطف التي يجنيها ذلك المتألم الذي يصل صوته الى مسامع الناس من حوله ويطلب الموت السريع ...
يحدثنا التاريخ عن امراض كانت تفتك بمدن كاملة مثل مرض الجدري والكوليرا ولكن العلم الذي قضى على تلك الامراض يعجز اليوم من معالجة مرض يستشري ويتوطن في امم متحضرة فقد اعلن عن 12 مليون اصابة سرطان سجلت في عام 2007 في امريكا ..!!
فايروسات تملأ مساحة كبيرة من الخوف والهلع ... قارعة بما صنعوا ... وليس قارعة من الله ...
فهل ترعوي ذمم العلماء فيما صنعوا ..!!
وهل العلماء هم المسؤولون ..؟ ام ان الراكعين لعلومهم في مقام غير محمود ...!!
ولن تختفي دائرة الهلع والخوف حتى يتم بناء معايير جديدة في انتاج التقنيات المعاصرة وعلى الناس ان يجهضوا استثمار العلم استثمارا ماديا على حساب مستقبل بشري عام ... ولكن كيف ..؟؟!! والهاتف النقال اصبح معبود الجماهير ..!! والعلم مستثمر حتى في الامراض والناس يهرعون لالتهام الدواء في ايمان مطلق بالشفاء ..
انها صنمية معاصرة ... ام انها جنون بشر .. !!
الحاج عبود الخالدي
تعليق