لعل المتابعين للنشاط الفكري السياسي على وضوح تام ان الله كمركز قوة كبرى (الله اكبر) مشطوب من القاموس السياسي تماما ونادرا ما يجد المتابع دوحة كلامية سياسية تضع لارادة الله هامشا محسوبا كقوة متحكمة بالحدث السياسي ... حتى الاقلام السياسية الاسلامية فهي تحمل غضبة اسلامية مرتبطة بالفكر الاسلامي تفرغ تحاليلها السياسية في رسم خارطة القوة مع شطب شبه تام للقوة الالهية التي ترقب الحدث السياسي وتتحكم بميزان القوى بين (الظالم والمظلوم) سواء كانت الصفة سياسية او غير سياسية فالقتل قتل سواء كان الهدف للسرقة او كان الهدف سياسيا الا ان السياسيين يشطبون الله بصفته قوة متحكمة وينهلون من موازين القوى السياسية نتاجاتهم التحليلية الذي يبنون عليه مواقفهم الفكرية المجردة من ناظور ينظر الى القوة الالهية وموقعها في الخارطة السياسية ..!!
اذا ثبت عند المحلل ان شعوب الارض كلها غوييم (قطعان بشرية مقادة) فان حدثا فكريا كبيرا سيكون مصاحبا للناظرين الى الخارطة السياسية ومراكز القوى فيها ... تغييم الغوييم في طروحاتنا هو مناورة لمسمى تسلط ضوءا على (الحكومة الأم) التي تقومات برضاعة (الحكومات) لبنا تكوينيا لا يمكن الفطام منه في مهمة فكرية لكشف الحقيقة المرة التي تعتلي ساحة الحدث المعاصر ... السياسيون يعرفون تلك الغيمة الغويمية من خلال مستقرات فكرية طويلة العمر في الفكر السياسي تحت مسمى (نظرية المؤامرة) وهنلك اشراقات فكرية في خارطة رؤى سياسية يعالجها السياسيون حين يضعون للحراك السياسي مصدرية كارتلية اقتصادية ينسبونها لليهود والمتحالفين معهم من القوى الظاهرة او الخفية وهي سلمة متقدمة في رؤية حقيقة القوى السياسية تحت مجهر نظرية المؤامرة الا ان محاولتنا تمتلك تفردية في محاكات (الفرد) الذي ملأت سماء عقله غيمة الغوييم فاصبح منقادا بصفة تلقائية لعبودية لا يـُعرف مرابطها الحقيقية في ما يسميه السياسيون (نظرية المؤامرة) او حاكمية الكارتلات الاقتصادية المتلاعبة بالقوى السياسية وجهدنا الفكري يعتمد على خارطة فكر مستحلبة من القرءان تضع (الفرد) ممثلا تكوينيا للقوة السياسية ومعسكراتها فلو لم يكن الفرد (منقادا) لما نجحت الماسونية في قيادتها للقطعان البشرية
عندما يكون لله قوة ظاهرة في السياسة فان تلك القوة لا تظهر في عقول منقادة لغير الله لان الماسونية في اول مسعى لها بعد نجاح الثورة الفرنسية عزلت المخلوق عن خالقه وقامت بهيكلة العقيدة في اوعية مجمدة فكريا في التاريخ ولكا الاديان على الارض ومن ثم بدأت تحقن العقل البشري بمحفزات انفلات من خيمة القوة الالهية في (الله اكبر) وهو (ذو القوة المتين) فاصبح للحضارة صرعات هي عبارة عن حقن عصرية اخرجت الناس من خيمة الهية القوى ليكون في خيمة ماسونية القوى فاصبحوا بحق غوييم ( قطعان بشرية مقادة) ومن تلك الظاهرة التي صنعها ماسون زماننا اصبحت القوة الالهية لا ترى في ساحات سياسية بل يمكن ان ترى في ساحات (سياسة فردية) فالمنفلت من غوييم الماسون سيكون في وعاء قوة الله المتينة فلن يراها محللوا السياسة لان حامل القوة الالهية سيكون منفلتا من المسرح السياسي وغير خاضع لرقابة المحللين السياسيين فالسياسيون انما ينشطون في مسرح لا تظهر فيه القوة الالهية
(لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) (الحشر:14)
تلك هي خارطة القوة الالهية في السياسة (بأسهم بينهم) اما من ائتمن نفسه في دوحة الهية (مؤمن) فهو لن يكون على مسرح سياسي فلا ترى قوة الله فيه الا حين يكون المحلل في خيمة ايمانية خارج مسرح السياسيين لانه (غير منقاد) لماسونية تقود البشرية الى اهدافها (من خلف جدر)
الحقن العصرية التي تحدثنا عنها والتي قامت بعزل المخلوق عن خالقه معروفة مشهورة ولا تحتاج الى تأكيدات مسطورة فهي في حراك حضاري معروف في تطبيقات عصرية ملأت ساحة نشاط الانسان وهي حصرا وليدة علم كافر لا يضع لله صفة في ما يكتشف من نظم خلق فالبايولوجيا هو خلق (تطوري) والمادة والاجرام والكون هو نتيجة تلاحم فيزيائي كيميائي فالله مشطوب في الرحيق الحضاري العلمي ينتقل لكل جديد تطبيقي مولود من العلم وبالتالي سيكون الله مشطوبا ايضا في الحقن السامة التي حقنت بها العقول السياسية المعاصرة التي يتعامل بها محللوا السياسة ورجالاتها ..!!
الحاج عبود الخالدي
تعليق