مال اليتيم.. بين الحلال والحرام
النص القرءاني المبين في حق مال اليتيم.
قوله تعالى:
{وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (152) سورة الأنعام
عدة معالجات في حفظ مال اليتيم قد أتفق عليها المشرعين للأحكام بشكل أرضى كافة التشريعات الاجتماعية في حماية حقوق اليتيم.
ولعل الأمور العاطفية تكفي لتغطية هذا المجال بصورة كاملة من قبل أصحاب النفوس الطيبة ويشكلون حلقة بموجب الأعراف الاجتماعية من الصعب اقتحامها من قبل النفوس الضعيفة في التجاوز على أموال اليتيم.
ورغم ذلك تدخلت السلطات الإسلامية من أجل الحفاظ على هذه الحقوق واعتبارها جزءا من القوانين المعمول فيها في القضاء المدني. وذلك كله أمر جميل.
و عند قراءة النصوص القرءانية فيما يخص مال اليتيم، هناك وصية تتصف بضرورة الإيفاء في الكيل والميزان والعدل حتى لو كانت الأموال تخص طائفة من اليتامى المقربين.
ولدى التدبر الفكري لمفهوم الآية، تجدر الإشارة إلى ضرورة لم يتم العمل بها في وسيلة تطهير الأموال المورثة من خلال التعرف على صفة المال المرصود لليتامى وكيفية التعامل معه بالتي هي أحسن.
هنالك أمران لم يتم تناولهما في التشريعات الاجتماعية وهما:
أولا: مصدر المال ( حرام أو حلال؟ ) وحجم حلاله من حرامه.
ثانيا: الحقوق الواجبة في المال التي لم تخرج في سبيل الله.
وبالتأكيد هنالك صعوبة في تحديد وفرز حجم الأموال الواجب إخراجها من مال اليتيم وتبويبها بالشكل الذي يرضي الله. لذا جعل الله التكليف الشرعي يرفع حجم الحرج عمن يتولى هذا العمل فكان نص الآية موصولا بـ (( لا تكلف نفسا إلا وسعها ).
و حيث يكون لوصية المتوفي دور مهم في إبراز أهم ما يتعلق في إرثه لمن بعده، لذلك كان من خير الذي يحضر الموت هو ترك الوصية التي ستحمل مفاتيح لوسيلة تطهير الأموال وتقبل مال اليتيم تقبلا حسنا من الله تعالى.
ونلتمس أن وجوب الإحسان لمال اليتيم هو تطهيره على قدر المستطاع بموجب ظواهر وشواهد الحقائق.. التي يخلفها المتوفي. وبنص قرءاني {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (103) سورة التوبة.
وبنفس هذه المعالجة يكون الحال بخصوص الورثة الذين قد بلغوا أشدهم، فتكون مسؤولية تطهير المال الموروث على عاتقهم بدون متولي عليهم.
تعليق