تويت
سياسة سقيا عجينة العرب
المرونة والرطوبة سر نمو كل شيء على الارض حين يمتلك حيوية تنمو ... فالصحراء لا نبت فيها لانها يابس غير رطب .. فلا تمنو في الصحراء زراعة ولا صناعة ولا يجتمع البشر في يابس غير رطب ومثلها عجينة العرب فقد فشلت معها كل سقيا من عهدها المعاصر يوم تمزقت على خرائط سايكس بيكو ليومنا الصعب الذي يحياه جيلنا المثقل بالنكبات فلا سقيا الاسلام نفعت ولا سقيا الوحدويين نفعت فكل فئوية سياسية حملت قربة عربية مليئة بماء وجه العرب الا ان تلك القربة كثيرة الخروم ففقدت مائها قبل سقياها ولعل القربة الرسمية العربية هي اكثر القرب ثقوبا ولا تحتفظ بماء سقيا عجينة العرب سويعات من نهار ففي كل معبر حدودي تكون المصادقة على معاهدة سايكس بيكو باختام بنفسجية وحراس حدود بملابس القتال ..!! وعندما يجتمع الرسميون في مؤتمر قمة فان قربتهم خالية الوفاض ولا سقيا فيها الا في موائد غنية بالدهون ودبلوماسية تصادق على الفشل عبر وسيلة اللاعمل فهم مجرد متفرجون ... !!
في تلك الواصفات تقوم وصفات العلاج ليس للبحث عن ر ِقاع ٍ تـَرقـَعْ قربة العرب المتكاثرة الخروم بل تلك الوصفة تطالب جماهير العرب ان تقيل كل ماض ثبت فيه الفشل وضاع فيه الامل فالتكرار المستنسخ لمنهج الماضي يعني المصادقة على الفشل في ديباجة العمل فاي فئوية تتغنى بالوحدة او عقائدية تريد الوحدة وتطالب بالجمع والتجمهر ما هي الا كسابقتها من الفئات اذ تنادي الناس جمعا لترتقي على اكتافها وتصل لهدف يابس عند العرب ولا يهم عجينة العرب بل مقاعد البرلمان هي الهدف ..!! او مراكز الحكم هدف ..!! ومن بعد الهدف تبني لنفسها جدارا مع جماهيرها التي اوصلتها لدست الحكم ومن تكرار لتكرار سقطت الثقة في مستقنع الخيانة للعجينة العربية على مر قرابة 90 عاما من تجارب الاجداد والآباء ويريد منادوا اليوم تكرارها في يومنا ليصادق كل جيل على فشل جيل سبقه ... !!!
اذا اراد العرب تقمص يومهم الماضي ومجدهم الغابر فليتم تقمصه في معزل عن خيانة الامس وتبدأ بشفافية العلا في يوم مضى كان فيه القرءان سقيا عجينة العرب ..!! كان يومهم قبل القرءان مثل يوم زماننا حيث وصفتها حرب البسوس التي استعرت 40 عاما لان ناقة آل فلان رعت في مراعي آل فلان ..!! وكان العدوان بينهم قد مزقهم شر ممزق فوصفهم القرءان اذ كنتم على شفا حفرة من نار فانقذهم ربهم منها ..!! انه القرءان قربة سقيا العرب لانه بلسان عربي مبين فيكون العرب وسطاء (امة وسط) بين القرءان وعشرة مليار انسان على الارض فكم سيكون مقعدهم وثير لو احتظنوا قرءانهم واخرجوا منه دستورهم ودستور البشر ..!! كانوا يوم نزول القرءان بتلك الصفة ... القرءان دستورهم .. فازوا ... نجحوا ... الا انهم فقدوا صفتهم ... جفت عجينتهم ... تكسرت وسيلتهم ... فقدوا عروبتهم يوم فقدوا قرءانهم ولو عدنا الى تاريخهم يوم فقدوا القرءان فقد تمزقوا مذاهب شتى في اسلامهم الذي بقي في عروبتهم يوم هجروا قرءانهم صار ائمتهم من غير العرب فائمة العرب هم من غير العرب الا استثناءا في بضعة ائمة عرب ..!! وضاع القرءان وسط حملته والعرب هم حملة القرءان ببداهة عقل في لسان ... سقيا عجينة العرب حين يكون دستورهم قرءانهم ويكون علمهم من قرءانهم .. ومن اراد للعرب قيامة فلا قيامة الا بقرءان ..!! بلسان عربي مبين
عرب اليوم مختلفون في دستورهم فهو دستور عبر الحدود العربية من عالم متمدن يعاديهم ليستنسخ على ارض عربية لانهم بلا دستور فالقرءان مزقته المذهبية والوطنية مزقت وحدة العرب فلا عروبة الا بقرءان واحد في مذهب واحد هو مذهب اللسان العربي المبين ... هل يصادق العرب على ثبات معاهدة خئون خانت وحدتهم ... وهل يصادق العرب على اراء مزقت القرءان ... وهل يصادق العرب على رسمية اوطان مزقت العرب ... ان لم يهجروا ما استقر في يومهم الصعب ليحتشدوا حول قرءان واحد يركعون لنصوصه فلن تقوم لأمة الوسط قيامة في عالم يحكمه جبروت ساحق
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)
ولا جهاد في سبيل الله يعلو على جهاد في قرءان الله وهو ذو الوعد العظيم (لنهديهم سبلنا) فيقوم دستور العرب بلسان عربي مبين فيكون بيانه آية بين عشرة مليار انسان على ارض الرحمن والله مع من أحسن قولا ودعا الى سبيل ربه فيكون الله مع المحسنين
جهد جهادي يتصدى له الفكر العربي بعيدا عن الرسميات بعيدا عن التكتلات لصناعة مسرب خلاص يعلو فوق السياسة ولا يخضع لها والعرب يملكون من المفكرين ما يضاهي غيرهم من الامم الا ان مفكري العرب مقيدون في عروبتهم برسميات نشاطهم وفي قرءانهم مقيدون بكهنوت تاريخي فاصبحوا في متاهة دستورية فكل مذهب هو دستور والدستور الحق بين ايديهم ... ان قامت للفكر العربي قيامة في دستورية قرءان فان الساسة يفقدون حاكميتهم السياسية لان دستور القرءان بعلومه الكونية يعبر الحدود العربية والاسلامية ليحاكي كل البشر ..!! فيعلو فوق قادة الغيوييم ويسقط الجبروت ..!! ذلك لان دستورية علوم القرءان هي حاجة بشرية تحتاج الى مخلص وذلك المخلص سيكون في علم مودع في ذكر محفوظ الا انه ذكر منسي
(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) (لأعراف:165)
فهو دستور الوعيد ودستور بشرى والبشرية على حافة وعد مدمر وهي بحاجة الى بشرى لن تكون الا في قرءان
(وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) (الصف:13)
في دستور قرءان الله يلتقي البشر متحررين من الاوطان والعقائد والساسة ومن ورائها حكام وكهنوت عقائدي ومن ورائهم ماسون زماننا المتفرعن بفروع الاوطان ..!! فيكون العرب إمناء وسط بين القرءان والبشر لان لسانهم من لسان القرءان وذلك ليس علوا سياسيا بل هو نصر خدمي يقدمه العرب للبشرية
الحاج عبود الخالدي
تعليق