الجمعة .. يوم في التكوين
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (الجمعة:9)
خير لكم ان كنتم تعلمون ... فهل يختفي الخير ان كنتم لا تعلمون ..؟؟
حياتنا اليومية ذات الصفة المدنية لا تضع لايام الاسبوع فارق تكويني الا من خلال انشطة الناس والعطلة الرسمية ومواقيت بعض الانشطة ... أي ان ايام الاسبوع ما هي الا مسميات لا تمتلك كينونة تفرق بين يوم ويوم من حيث التركيبة الزمنية او في العلاقة بين الانسان والكون المحيط به ...
البناء السباعي لايام الاسبوع لا يمتلك أي نظم معرفية ثابتة عدا بعض الضبابيات سواء في الحضارات السابقة او الحضارة القائمة رغم اتفاق البشر جميعا على النظام السباعي (سبعة ايام في اسبوع) وهو يمثل دورة زمنية صغرى في دورة فلك غير معروفة الربط والتكوين
القرءان يفرد يوم الجمعة بصلاة منسكية في الاية (9) من سورة قرءانية حملت اسم (سورة الجمعة)
حمل الفكر العقائدي كثيرا من المستحبات والمكروهات مرتبطة بيوم الجمعة وتلك المراشد ارتبطت حتما بالرواية وهي غير جاهزة للتوأمة مع النص القرءاني في بحوثنا بسبب احتمال الريب في الرواية وخلو القرءان من الريب فيجعل من دمج الرواية مع النص القرءاني ربطا لجنسين لا يمكن ان ينتجا نتاجا معرفيا يتصف بصفة اللاريب ...
لفظ جمعة مسمى يطلق على يوم من ايام الاسبوع ومن معالجة اللفظ بموجب نظم اللسان العربي (المبين) سنجد ان لفظ جمعة يعني (الجمع) فاي شيء يجمع يوم الجمعة ... واي سباعية تلتقي فيها جميع الفاعليات ...
يستطيع الباحث القرءاني ان يرصد تناظرا للبيان القرءاني في خارطة الخالق وذلك الترابط سيكون في وعاء رقمي سباعي مع السماوات السبع ..
سبع سماوات مع سبعة ايام في اسبوع يعتلي المخلوق البشري ناصيتها ويقرها اقرار جماعيا غريبا فلم يحدث ان رفضت تلك الدورة الاسبوعية في حضارة من الحضارات او تجمع من التجمعات البشرية ولم ينادي احد بتغيير تلك المنظومة كتحويلها الى نظام خماسي او سداسي او عشري او الغاء النظام الاسبوعي ...
الرابط الرقمي الذي يربط بين ايام الاسبوع السبعة والسماوات السبع لن يبق منفردا في ميدان الربط فهنلك رابط اخر الا وهو صفة السماء السابعة التي تمتلك (جامعية) لفاعليات السماوات الست الاخرى .
السماء السابعة (الطور) هي دائرة حكومة الله وهي عرش الله كما جاء في موضوعنا (والسماء والطارق)
السماء والطارق
كما ننصح بمراجعة سباعية السماوات السبع في منشوراتنا حيث يتم تأكيد جامعية السماء السابعة وحاكميتها على بقية السماوات ومن هنا نستطيع ان نربط بين لفظ يوم الجمعة القرءاني وجامعية السماء السابعة ليكون ربط النظام السباعي الاسبوعي بالنظام السباعي للسماوات السبع حيث يقوم بيان للربط يكون القرءان سببا للذكرى فيه
اذا كان يوم الجمعة مرتبطا بالسماء السابعة فان ذلك يعني ان بقية ايام الاسبوع مرتبطة ببقية السماوات وذلك من عقل يعقل الرابط القرءاني حيث يكون الجمع في السماء السابعة في يوم الجمعة فلا بد ان يكون لكل يوم من ايام الاسبوع رابط يربط اليوم بالسماء الخاصة به
لو رصد الباحث عن الحقيقة مسميات ايام الاسبوع سيجد ان يوم الجمعة والسبت يحملان لفظا غير رقمي وبقية الايام مسماة بتسمية رقمية
جمعة .. سبت .. احد 1 .. انثنين 2 .. ثلاثاء 3 .. اربعاء 4.. خميس 5... وبذلك يحتاج الرشاد العقلي الى ربط تلك التسلسلية بمسميات الايام ويكون يوم السبت هو اليوم الذي يحدد مسار الرابط فهل يتم الربط تنازلي ..؟ أي .. هل ان يوم السبت يرتبط بالسماء السادسة ..؟ ام الاولى ... ؟ ... اذا كانت الجمعة ترتبط بالسماء السابعة ... ؟؟ ولكننا سنجد ان الترتيب في الروابط سيخضع الى اليسار واليمين في منظومة الخلق ..
بني اسرائيل والسبت وردت كرابط في ذكر قرءاني
(وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ) (لأعراف:163)
(وَرَفَعْنَا فَوْقَهُمُ الطُّورَ بِمِيثَاقِهِمْ وَقُلْنَا لَهُمُ ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّداً وَقُلْنَا لَهُمْ لا تَعْدُوا فِي السَّبْتِ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً) (النساء:154)
هذا الربط بين الطور والسبت و (بني اسرائيل) يذكـّر الباحث برابطة السبت مع السماء السادسة وذلك من عقلانية في القرءان (ورفعنا فوقكم الطور) فيتحدد مسار الرابط بين ايام الاسبوع والسماوات السبع كالتالي
الجمعة ... السماء السابعة ... عقلانية الطور
السبت ... السماء السادسة ... عقلانية الروح المطلقة (موسى)
الأحد .... السماء الخامسة ... عقلانية الروح المتجسدة (هارون)
تلك ثلاث مستويات تمثل يسار الانسان وهي خاصة بالانسان ومخلوق الجان فقط وكان فيها التوالي من اليسار
وفيما يلي اربع مستويات تمثل يمين الانسان .. وبقية المخلوقات حيث سيكون التوالي من اليمين
الاثنين ... السماء الاولى ... عقلانية المادة
الثلاثاء ... السماء الثانية ... عقلانية الخلية
الاربعاء ... السماء الثالثة ... عقلانية العضو
الخميس ... السماء الرابعة ... عقلانية الكائن الحي
من هذا الترشيد المستحلب من (قرءان + عربية لسان + عقل) وفيه اجازة مؤكدة مستخرجة من القرءان (لا غير) نمسك بنتاج يساعد على ترسيخ هذا الربط الا وهو اشتراك الاديان السماوية الثلاثة في يوم قدسهم بـ (الجمعة للاسلام ... السبت لليهود .. الاحد للنصارى) وهي ثلاث مرابط ترتبط بالعالم (اللاصوري) وهي ثلاث سماوات لثلاث مستويات للعقل (الخامسة والسادسة والسابعة) وهي مجمل المستويات العقلانية في الخلق اللامادي وهو الايمان (الدين) وهو رابط (يسار) في منظومة الخلق وهو يخص (نية العبادة) كصفة مشتركة بين الجن والانس (ليعبدون) .. وفي ذلك مؤشر اثارة سيكون لها حضور لاحق ..
الروابط الاربعة في المستويات المادية الاربعة تضع للرابطة وظيفتها السماوية ويمكن ان نمسكها بصفتها (رابطة) من خلال الاجازة الالهية بجمع اربع زيجات فقط لا غير وبالطلاق ثلاثا فقط لا غير وتظهر النظم التكوينية من خلال (وظائف) تلك الروابط وتلاحمها في يوم الجمعة (جمعة) .. وتلك خارطة خلق تحتاج الى عقول باحثة عن الحقيقة ولن تكون لمجرد وسعة معرفية ...
عندما يرسخ بين يدي المؤمن ان الايام السبعة (اسبوع) لها رابط تكويني مع السماوات السبع فيكون المؤمن قادرا على معرفة وظيفة الرابط من خلال استمرارية البحث فيكون جواب التساؤل الذي حمله السطر الاول من هذه الاثارة (ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون ..)
رغم اننا لا نستطيع ادراج وظائف تلك الروابط هنا لانها تقع في سلالم متقدمة من علوم العقل الا اننا نثور بين يدي متابعينا الكرام ان هنلك روابط لها وظائف ... عسى ان تسري بين الناس همة علمية لمعرفتها ففيها (خير لكم) وذلك (الخير) يحتاجه المسلمون في زمن الحاجة اليه بعد اضطراب تكويني بشري كبير لامراض تستشري بين البشر ونرى قساوتها في اكبر صفة بخطورتها فالاوبئة القديمة (قبل الحضارة) كانت ترحم المصابين بها فتنهي معاناتهم بالموت السريع اما امراض العصر فهي ذات صفة قاسية تعذب المصاب فترات زمنية طويلة وتزيد من عذاب المصابين ..
يوم الجمعة .. تجتمع فيه فاعلية تلك الروابط وتكون وظيفتها هي الاكثر تناغما بين السماوات السبع وجسد المخلوق ومنه يقوم طود معرفي يحتاجه الانسان المعاصر بشكل كبير وذلك بسبب الاضطراب التكويني الذي احدثته الحضارة المعاصرة مما يجعل البحث عن حاجات الجسد في مرابطها مع منظومة الخلق اكثر حيوية واكثر ضرورة ... (ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون)
قصر الصلاة جماعة ... لها فاعلية كبيرة في يوم الجمعة تفعـّل في الزمن الاول بشكل منسكي (صلاة الجمعة) واستفاد منه المسلمون كثيرا .. اما اليوم فالمسلم يحتاج الى وسعة معرفية في هذا الميدان لاصلاح ما افسدته حضارة التقنيات
تلك تثويرة قدس نستحضرها من وعاء التذكـّر .. القرءان .. عسى ان تنفع الذكرى ..
الحاج عبود الخالدي
تعليق