الميزان في علوم هذا الزمان
من اجل حضارة اسلامية معاصرة
من مخاوف العلماء المعلنة يقوم هذا الميزان ولن يكون كما يقول البعض تضخم في شخصنة المعرفة او ارهاصة انتمائية للاسلام او حضارته .. تلك حصانة من ألسنة السائرين في بهرج العلم بنظارات سوداء لا يرون سوى بريق حضاري فقط !!
من اكثر البديهيات شعبية ومن اوضح قراءة فطرية للبداهة في العقل لا يسمح العاقل لنفسه ان يتذوق شيئا لا يعرفه !!!
الجاذبية علم قام من تفاحة وقعت على رأس نيوتن وقام فيها وحولها تطبيقات عصرية هائلة اوصلت الانسان الى شعار صارخ (الارض قرية صغيرة) ولكن اخطر ما تذوقه الانسان من علوم الجاذبية هو صناعة الكهرباء من خلال تقطيع الفيض المغنطي للحصول على التيار الكهربي الذي ملأ الارض حضارة !!
ذاقت البشرية طعم الجاذبية ولكن العلم لا يعرف كينونة تلك الحقيقة ولا يعرف حتى كيف تكون او حتى متى لا تكون !!! ولم تكتفي البشرية بالتذوق بل نهلت من ذلك الفيض المغنطي حتى ثمالة البشر في سرطانات وزايهايمر وضغط دم وسكري وفايروسات ..
المذاق الاول للبشرية كان في (نيوكايسل) في اوربا وكان ضحيته ملايين من البشر في حادثة مرعبة اشفق لها التاريخ من فايروس اسمه (انفلونزا الطيور) ..!!
ربما يقول قائل ان البداهة تحققت بتجربة المذاق الكهربائي وكان جميلا وعاشت اجيال كثيرة ومتعددة في نعمة كهربائية لم يحصل عليها حتى سليمان النبي وهو القائل ربي هب لي ملكا لا ينبغي لاحد من بعدي !! ولكن توماس اديسون الفقير اقام ملكا علا فوق ملك سليمان !! وربما يقوم القائل بتغليف قوله بــ (كفانا تراهات !!)
الجواب لن يجيب عليه كاتب سطور تنشر في صفحات كتاب وكأن حبر قلمه من حضارة صناعية يعترض عليها وهو يستخدمها !!!
الجواب ينطق به المؤتمرون في مناقشة البيئة المتدهورة يوما بعد اخر !!
ميزان بيئي متدهور ويراه من امتلك اصغر عين بشرية ... ميزان مختل في بيئة الارض وفي بيئة الانسانية نفسها وصولا الى جسد الانسان بذاته وربما عقله واخلاقه !!
الميزان في القرءان ولا بد ان يركع له العلم ليقوم ميزان علمي متعادل اساسه (الضروره)
ولن يكون العلم من اجل الاستثمار !!!
بل يكون العلم لانه ضروره !!
ذلك هو القرءان في وجهه العلمي
(وَلَوْ أَنَّ قُرْءاناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الأَمْرُ جَمِيعاً أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً وَلا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ) (الرعد:31)
للوعد الالهي مقتربات وعند الاقتراب يحصل ما وعد به الله في القرءان
(وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ) (الانبياء:97)
ويقوم هذا الوعد باعادة نصب (الميزان) الذي انزله الله مع رسله
(اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ) (الشورى:17)
الكتاب بين ايدينا ... الميزان يحتاج الى تنصيب من قبل حملة القرءان !!!
لان ميزان المعاصرين قد سقط من يد الوزان !!
العلم القرءاني هو ميزان لكل ما اختل في علوم العصر بمجملها بلا استثناء لان القرءان ما فرط فيه ربنا من شيء
الحاج عبود الخالدي
تعليق