بسمه تعالى
استراتيجيات عراقية بروابط
قرءانية
قرءانية
اين الله
في كل ماجرى
هل خلق ربك الخلق وترك امرهم بيد اهل العدوان
لا جواب الا بعد تفكر
ما يجري في ديارنا (العراق) واضح في عقول الدامعين على بلدهم بل هو الاوضح في عقول النازفين على بلدهم وتحت أي وصف تصفه تلك العقول فهو الاسوأ في تاريخ العراق المعاصر
انها حاملة اثارات فكرية (فقط اشارات) عن بؤرة مركزية لما يجري في العراق وتلك البؤرة قد يراها المتفكرون بالشأن العراقي الا انها لا ترقى الى بؤرة فكرية تربط جميع العراقيين ليس في جنسيتهم او لغتهم بل بؤرة تجمع كل العراقيين في وعاء واحد دون استثناء الا وهي علاقتهم بالله من خلال قانون الله
اقول ما عندي على شكل اثارات واشارات لاني على يقين ان احدا سوف لن يتعامل مع ما اقول برشاقة فكرية لان كل انسان في عصرنا هو جزء من آلة تتحرك ولتلك الآلة مشغل يشغلها ولا يكون ذلك الفرد العراقي الجزء في تلك الآلة وجودا فكريا اذا انتزع من الماكنة الدوارة , ولا احد يقبل ان يستقيل من مركزه الذي هو فيه (جزء من آلة) ... لم اشأ ان اتكلم في السياسة لانني ارفض ان اكون جزء من آلة سياسية فانا باحث مستقل في القرءان فحسب ولكني خلعت نفسي من الآلة التي كنت جزءا منها وتجردت في فكر مستقل من أي مذهب او أي كيان فكري وطني او قومي او اممي ودخلت القرءان وحيدا وجها لوجه .
السطور المسطورة اعلاه هي ليست سطور تتحدث عن سيرتي الذاتية بل هي صفات الاستقلال التي يمتاز بها هذا الطرح فاستقلالية الطرح مطلقة وليست نسبية .
عندما دخلت القرءان خالعا عقلانيتي من كل مربط قائم فينا سياسيا كان او عقائديا او اجتماعيا وجدت ان ما نحن فيه له مرابط قرءانية فاذهلتني تلك الحقائق وقضت مضجعي ووضعتني في موضع قاسي .
قساوة الموقف في غرابة الطرح وغرابة المعالجة حيث اصبحت استقلالية الفكر المنتج لذلك الطرح ميزة سلبية اجبرتني على الصمت فترة من الزمن فكان السكوت خير من الكلام في زحمة الاحداث وسخونتها سواء في زمن ما قبل الغزو او بعده .
وعندما وجدت ان في صمتي او سكوتي مربط قرءاني يجبرني على الخروج من الصمت الى الكلام فقررت الكلام في زمن زحمة الكلام وكثرة المتكلمين .
وعندما وجدت ان مهمتي التكليفية تنحسر في التبليغ فقط فكان قراري ان اقول انصاف الكلام او ارباعه او اثارات واشارات فقط . اما مربط القرءان فهو في نص شريف واضح البيان
(إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ) (البقرة:159)
نأمل من متابعنا الفاضل ان ينتبه للنص بعناية فكرية بالغة ففيه (من بعد ما بيناه للناس في الكتاب) فاذا كان الله قد بين ذلك في الكتاب فما هو دور المتكلم ولماذا يلعن الله الصامت (الكاتم) ... انها بؤرة اثارة تحتاج الى تثوير في عقلانية المتابع الكريم ليرى ان وجود (البيان) في الكتاب يحتاج الى ربط مع مرابط الناس وهنا يستوجب الكلام ويلعن اللاعنون الصامت
فعندما وجدت ان صمتي سوف يسبب لي اللعن من ربي ومن الناس قررت الصمت عن التفاصيل ونثر الاشارات للتذكير لغرض تطبيق الحكم الالهي المسطور في النص الشريف .. استخدمت اسلوب (التذكير) لانه سنة رسالية مؤكدة في القرءان ومن حق المكلف ان يستن بسنة رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام .
وجدت في انصاف الكلام غاية ارتجيها ولا ابتغي عليها اجرا او مقاما محمودا وذلك تأكيدا لاستقلالية الطرح من أي علقة دنيوية فبادرت الى ترويج انصاف الكلام تلك في هذه السطور الموجزة لاخوتي واهلي النازفين في بلدهم او النازفين على بلدهم دما ودمعا فالدمع والدم سيان لا يختلفان وانا وكل عراقي ان لم ينزف دما فيكون الدمع اقسى من الدم في نزف دائم , واوجه انصاف الكلام او ارباع الكلام لاهل الاختصاص في السياسة وانا لست منهم .
ان وفقت لاسمع حسرات النازفين دمعا ودما على ما نحن فيه فقلت عسى ان يكون ذوي الاختصاص في السياسة والكلام في مهنيتهم المعلنة قدرة على استكمال ما حجبته من كلامي فيما نويت الكلام عن نصفه او ربعه عسى ان تكون بين الناس صحوة فكرية فحديثي اولا عن (الاحتلال الفكري) الذي سبق (الاحتلال العسكري) وفي نيتي ان اديم زخم ذلك الكلام والانتقال الى مواقع كلامية اخرى .
مقدمة لا بد منها
احتلال العقول عنوانا لا وجود له في قاموس الاستراتيجيات العراقية بل ما يقول به اهل الصحافة (غسيل العقول) وبين العنوانين فرق فكري عميق .
احتلال العقول بدأ مع بدايات النهضة العلمية المعاصرة وهو لا يخص اهل العراق بل يخص اهل الاسلام جميعا فقد احتلت الحضارة المعاصرة عقول الناس ولكن لا احد يعرف اين تقع قيادة ذلك الاحتلال ومن هم جنوده . والمثل هو خير ما تنقل به المقاصد وتلك سنة الطرح القرءاني (امثال)
في حوار على احدى الفضائيات ظهر عراقي اكاديمي مرموق يربط كل ما يجري في العراق بالوجود العسكري لقوات الغزو وهو صادق في مقولته وهو يرى ان الحلول كلها ملغاة في ظل احتلال عسكري للارض العراقية , كان ذلك الاكاديمي المرموق يتحدث بحديث ساخن وبألم وحسرة وطنية بالغة مما يدفع السامع الى اجلاله واحترامه لدقة طرحه وكل حديثه يصب في نتائج الاحتلال وكان صادقا في كل كلمة قالها .
ذلك الاكاديمي الطبيب لم يستدرج الى عقله الثائر ان :
· نظريات الطب التي درسها والان يقوم بتدريسها قد تمت المصادقة عليها في امريكا ـ عاصمة العلم ـ
· الادوية التي يصرفها في وصفته الطبية لا يسمح بتداولها الا بعد ان يصادق عليها في امريكا
· البدلة التي يرتديها وان صنعت في تركيا او الصين الا ان مجمل مواصفاتها مرتبطة بالمواصفة الفيدرالية المصادق عليها في امريكا من شعيرات تركيبية او صبغات اللون او تركيبة البولمرات
· ماء دجله والفرات يتم تصفيتها ومعالجتها بموجب نظم كيميائية وفيزيائية مصادق عليها في امريكا
· السرير الذي ينام عليه المصنوع من الياف تركيبية وتلك الالياف تخضع الى المواصفات الفيدرالية الامريكية
· الاطعمة التي يتناولها بموجب طرق التهجين التي صنعت في امريكا والمصادق عليها في امريكا
ربما يصادق على كلامي هذا هو الصناعي والمتمرس بالصناعة فهو يعرف ان أي مواصفة في العالم ترتبط بشكل وباخر (مباشر او غير مباشر) بالمواصفة الفيدرالية الامريكية وان صدرت مواصفة في اليابان او الهند او الصين الا ان مرابطها الاساسية لا بد ان تكون امريكية المنشأ والتصديق ... حتى نظم معالجة مياه دجله والفرات ...!!!
ذلك هو الاحتلال الفكري ونحن لا نعرف كم هي مخيفة مساحته وكم هو مخيف في مؤثراته فاصبحنا في استعمار اكبر من استعمار الارض بل ادهى وامر .
تعليق