الزكاة في الفهم
احكام الزكاة تمتلك مساحة كبيرة في عقلانية المؤمن وهي تمثل حالة عبادية راقية فيها ينحني سجودا لله عندما يخرج المؤمن الزكاة من ماله ليوزعها على مستحقيها
ورد في القرءان تساؤل مثير
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلا فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) (يّـس:47)
وعندما يرى الباحث في القرءان مثل تلك المعالجة التي يصفها الله سبحانه بصفة الذين كفروا يرى ان الزكاة ما وقعت حصرا في اطعام الفقراء بل شملت الكثيرين ممن يحملون صفات خارج الفقر
الاسير .. ربما يكون اميرا
اليتيم ... ربما يكون ذا مال واسع
ابن السبيل .. ربما يكون تاجرا وغنيا
المسكين ... ربما يكون بعيدا عن ماله
الزكاة تشملهم بالهبة وليس بقرض مسترجع !!
الانفاق العام ... للجوامع .. للجهاد .. لتكبير شعائر الله
لا بد اذن من ان تكون للزكاة معايير تكوينية مرتبطة بسنن الخلق لان الله لو شاء لاطعم الجياع فهو الغني الكريم بل الاغنى والاكرم والارحم !! لماذا يوكل الله صاحب الغلة بالزكاة !!!
نحن نبحث عن الرابط التكويني (علم الزكاة)
في قاموس العلم ترتسم معايير فكرية مهمة تبحث عن رابط في سنن الخلق سنجد :
الماء يمثل 80% من جسد اي مخلوق نباتي او غير نباتي وهو من المباحات
الاوكسجين وثاني اوكسيد الكربون ... من المباحات
الضوء الوارد من الشمس ... من المباحات
كم يبق من جسد المخلوقات خارج المباحات ؟؟
توجد اشارة قرءانية في العشار
(وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ) (التكوير)
فاذا لم تعطل فهي 10% من مجمل الغلة
تلك هي مملوكات كل شيء على الارض تتم حيازته في الغلة
قبل ان تدخل جسدي
اعيدها الى صفة الاباحة
فلن تتعطل العشار
فيكون جسد المؤمن طاهرا ... عشاره مطهرة لا تعلق بذمة احد
تلك هي الزكاة في الفهم
اذا اراد العقل ان يثور في القرءان
انها موجزات كلام حرجة
الحاج عبود الخالدي
تعليق