ذاكرة عراقية (5)
من أجل ان يكون في التاريخ ذكرى
في عام 1977 حصلت تظاهرات احتجاجية في احدى الممارسات الدينية الشيعة عندما يسيرون سيرا على الاقدام من مرقد الامام علي في مدينة النجف الى مرقد الامام الحسين في مدينة كربلاء وتلك المسيرة الراجلة التي تزيد مسافتها على 70 كيلو متر تمارس في مناسبة ذكرى اربعينية استشهاد الحسين بن علي وهي ممارسة قديمة بدأت من بطن التاريخ وبقيت على سننها رغم قيام الحضارة وانتشار النقل بالسيارات .. .. تم معالجة تلك الاحتجاجات من قبل امن الدولة ومسلحوا حزب البعث بقساوة وتم على اثرها تشكيل محكمة ثورية خاصة قامت باصدار احكام اعدام سريعة بحق سبعة من اولئك المحتجين ..!! ... بعد تلك الحادثة تعرض كثير من وجوه الشيعة خصوصا الناشطين في الممارسات الدينية جماهيريا منهم الى موجة اعتقالات دون محاكمة او أي تهمة توجه اليهم وكل من كان يعتقل تختفي اثاره ولا يمتلك ذويه أي مسرب قانوني لتعقب مصيره ..!! كانت قد سبقت تلك الاعتقالات الخاصة بالناشطين الشيعة اعتقالات واسعة لعناصر الحزب الشيوعي ووصل الاحتقان السياسي والمذهبي الى الاوج وعلى حين غرة وبشكل غير متوقع حصل تقارب سياسي غريب بين حكومة البعث في العراق وحكومة البعث في سوريا واعلن ذلك التقارب بتوقيع ميثاق بين قيادتين كانتا في عداء مستعر ونتيجة لذلك الاتفاق اعلن عن امر تنفيذي غريب بل هو الاغرب في تلك الحقبة سياسيا حيث اتفق الطرفان على السماح لمواطني البلدين بزيارة البلد الاخر بواسطة وثيقة البطاقة الشخصية فقط دون استصدار جواز للسفر مما دفع افواج كثيرة من الشيعة الى السفر الى سوريا لزيارة مرقد السيدة زينب بنت علي كما تزايدت حمى السفر الى سوريا للترويح عن النفس خصوصا وان نفقات السفر قليلة مع شحة سلعية في العراق كان يغطيها المسافر العراقي من السوق السوري فكان المسافر الى سوريا يعود بمزيد من السلع والحاجات التي تشكل رغبة مجتمعية وليدة من حرمان سلعي في اسواق العراق .... تلك الممارسة الغريبة (السفر بالبطاقة الشخصية) منحت الشيوعيين وكثير من الشيعة القلقين من الاعتقال الى الهجرة الى سوريا دون المرور باي دائرة امنية تحقق في هوياتهم فالحصول على جواز السفر كان يمر عبر ترشيح امني قاسي اما الاتفاق (الغريب) بين سوريا والعراق شطب تلك الصفة فاصبح المطاردون من قبل زمر الامن قادرون على الافلات بيسر وسهولة عبر السفر بالبطاقة الشخصية فخرجت جماهير كثيرة من تلك الاصناف الخائفة من البطش وعاشت في سوريا ومنهم من حصل على وثائق اممية او ايرانية ساعدتهم على السفر الى دول العالم فاصبح للعراقيين تجمع اجباري ملتصق بصفة المعارضة رغما عنهم وقد تم تأهيل تلك الافواج الهاربة من سعير البعث والتي عاشت في غربة وطنية وحرمان فرص العمل الى تمويل الاشخاص الذين فرغت جيوبهم من المصروف اليومي وكان ذلك التمويل يمر عبر مؤسسات دينية او مؤسسات سياسية مكلفة بالانفاق على اولئك الناس مما جعلهم يديمون هجرتهم ويخضعون للامر الواقع فتحولت قطاعات مهمة من جماهير عراقية الانتماء الى جماهير ساخطة على النظام وكان من السهل برمجتها وتأهيلها ليوم ءاتي عبر نسيج لخطة محكمة الحبك ..
العائدون الى العراق مع سقوط حكومة البعث ودخول الجيش الامريكي الى العراق كانوا من ذلك الصنف (المسيس) رغما عنه وبنسبة عالية وكانوا مؤهلين لاستلام مناصب مهمة وعالية المستوى في الحكومات الديمقراطية التي تعاقبت بعد الاحتلال وكان لفاعلية السفر بالبطاقة الشخصية عبر سوريا مفتاحا لتغوييم فئوية محددة حددتها وافرزتها برامجية حكومية بعثية عملت في داخل العراق واخرى عملت خارج العراق وعندها يمكن معرفة سيناريو ام الحكومات حين تمنح ادواتها صفات (السالب والموجب) وصولا الى اهدافها
الادوات التي تستخدمها ام الحكومات من خلال (بناتها) حكومات الاوطان تمتلك فاعلية رسمية نافذة تقوم بتنفيذها حكومات مسماة باسمائها وتمتلك شعارات وطنية براقة تمرر من خلالها نفاذية وحاكمية الاداة المكلفة بتنفيذها الا ان الاهم والاخطر هو غفلة الجماهير عن صفات تلك الادوات مما يقيم المكون الفعال لنفاذ الخطط السوداء عندما تكون الشعوب (مطية) تلك الخطط ..!! وهنا يقوم وجوب الذكرى ليس لتصحيح مسار الامس بل لبناء لبنة واحدة ولو كانت متواضعة في محاولة لتصحيح مسار الغد
الحاج عبود الخالدي
العائدون الى العراق مع سقوط حكومة البعث ودخول الجيش الامريكي الى العراق كانوا من ذلك الصنف (المسيس) رغما عنه وبنسبة عالية وكانوا مؤهلين لاستلام مناصب مهمة وعالية المستوى في الحكومات الديمقراطية التي تعاقبت بعد الاحتلال وكان لفاعلية السفر بالبطاقة الشخصية عبر سوريا مفتاحا لتغوييم فئوية محددة حددتها وافرزتها برامجية حكومية بعثية عملت في داخل العراق واخرى عملت خارج العراق وعندها يمكن معرفة سيناريو ام الحكومات حين تمنح ادواتها صفات (السالب والموجب) وصولا الى اهدافها
الادوات التي تستخدمها ام الحكومات من خلال (بناتها) حكومات الاوطان تمتلك فاعلية رسمية نافذة تقوم بتنفيذها حكومات مسماة باسمائها وتمتلك شعارات وطنية براقة تمرر من خلالها نفاذية وحاكمية الاداة المكلفة بتنفيذها الا ان الاهم والاخطر هو غفلة الجماهير عن صفات تلك الادوات مما يقيم المكون الفعال لنفاذ الخطط السوداء عندما تكون الشعوب (مطية) تلك الخطط ..!! وهنا يقوم وجوب الذكرى ليس لتصحيح مسار الامس بل لبناء لبنة واحدة ولو كانت متواضعة في محاولة لتصحيح مسار الغد
تعليق