Warning: Undefined array key "birthday_search" in phar://.../vb/vb.phar/api/user.php on line 199 Warning: Undefined array key "joindate" in phar://.../vb/vb.phar/api/user.php on line 220 Warning: Undefined array key "posts" in phar://.../vb/vb.phar/api/user.php on line 221 Warning: Undefined array key "posts" in phar://.../vb/vb.phar/api/user.php on line 227 Warning: Undefined array key "userid" in phar://.../vb/vb.phar/api/user.php on line 6779 Warning: Undefined array key "userid" in phar://.../vb/vb.phar/api/user.php on line 242 Warning: Undefined array key "privacy_options" in phar://.../vb/vb.phar/api/user.php on line 281 Warning: Undefined array key "userid" in phar://.../vb/vb.phar/api/user.php on line 316 Warning: Undefined array key "userid" in phar://.../vb/vb.phar/api/user.php on line 320 Warning: Undefined array key "userid" in phar://.../vb/vb.phar/library/user.php on line 1561 Warning: Undefined array key "lastactivity" in phar://.../vb/vb.phar/library/user.php on line 1577 Warning: Trying to access array offset on value of type bool in .../vb5/route/profile.php on line 74 الإعتزال - المعهد الاسلامي للدراسات الاستراتيجية المعاصرة
دخول

إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الإعتزال

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الإعتزال


    الإعتزال

    اعتزلت كل شيء الا ذاتي فهي صومعة الاعتزال ... وهي الغائب الذي لا يغادر كياني , تنهار حضارتي على بساط الذات , لا ورق , لا حبر , لا الوان , الذات ترفض رماد الزمن , تحاكي الخلود في الوان زهرة خجولة من ظلمة الليل , واوراق لا تقبل الانفصال من امها , تموت وتبقى عالقة في الاغصان , تلك هي ذاتي التي فيها صار الاعتزال درسا , والصمت حكمة , فكل متكلم هيمان , الا الصامت , فهو في حرية الذات , وانطلاقة الاصل , صباح جديد , عصر جديد , مساء جديد , الا ان ساعة الجدار ثرثارة لا تصمت ولا تحترم صمتي , انها تقضم الزمن لتعلن لي عن موت الزمن , انها تحسب رماد الزمن ....كلا .... فانا في صبح جديد , مع ذاتي اعتزلت , ذات لا تعترف بحضارة الكلام , ففي الصمت حوار ناصع مع الذات



    سلام عليكم



    قلمي يأبى أن تكون ولايته لغير الله

    قلمي يأبى أن تكون ولايته للتأريخ


  • #2
    السلام عليكم
    تجرت من كل شيء الا ذاتي
    فهي صومعة اعتزالي
    ذاتي التي صلبت عاى أعواد أستقلاليتها مرات عدة
    ذاتي المتجذرة بعمق سفر العمر
    تحمل كل الوان الطيف السماوي
    طموحة ..جامحة ..للاصالة والتجدد
    الصمت حكمة .. بل صراخ في الأعماق
    الصمت هلوسة دفينة في شرنقة الذاات
    الصمت تفجير زلزالي في الأعماق
    أن الانسان بحاجة الى عامين ليتعلم الكلام
    والى ستين عاما ليتعلم الصمت
    والصمت أبلغ من الكلام
    وله عبير يتوزع في كل الأماكن والزوايا
    ونحن نحتاج الى الصمت حين نفكر في كينونة الأشياء حولنا
    فمنذ آلاف السنين أحتمى الأنسان بالكهوف من غضب الطبيعة
    وفي الكهف وجد هذا الانسان الوحدة والصمت والظلام حوله

    الصمت أحتجاج صارخ على سريان التسافل والأنحطاط
    عندي من الأسى جبل أصمتني ، وبصمتي الطويل سأصمته
    الصمت ان طال فلابد من زمجرة البركان
    وقد أكثر من الهيبة الصامت
    أن الصمت باب من ابواب الحكمة
    والصمت يكسب المحبة
    انه دليل على كل خير
    مبروك اعتزالكم في شرنقة ذاتكم الثراء
    يا ليتني كنت معك لاقتسم معك لذة الخلوة والجلوة
    مودتي ..وحبي لمعلمنا الجليل العارف الحاج عبود الخالدي
    التعديل الأخير تم بواسطة ; الساعة 08-23-2011, 09:05 AM.

    تعليق


    • #3
      رد: الإعتزال

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


      أشكركم أخي السيد الجليل الحاج عبود الخالدي

      ((ففي الصمت حوار ناصع مع الذات))


      فالصمت حكمة الحكيم في صومعته


      السلام عليكم ورحمة الله

      تعليق


      • #4
        رد: الإعتزال

        عزلة إبراهيم في مذكرات قرءانية

        من اجل بيان قرءاني فيه ذكركم


        { لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } (سورة الأنبياء 10)

        { فَاذْكُرُونِي أذْكـِّركَمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ } (سورة البقرة 152)

        عندما تم طرح (الصفة الابراهيمية) ووضيفتها في اروقة هذا المعهد كان لـ (الاعتزال) الابراهيمي حضورا محفوف بالمخاوف واحيانا وصف بالاستحالة من خلال بعض المشاركات ومن خلال الرسائل الواردة الينا مما استوجب قيام ايضاح متخصص لنظم الاعتزال مصحوبا ببعض الممارسات والتجارب

        { وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاءِ رَبِّي شَقِيًّا (48)

        فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا } (سورة مريم 48 - 49)

        النص الشريف يمنحنا ذكرى بنوعين منالاعتزال

        الاول : اعتزال ما يدعون من دون الله

        الثاني : اعتزال ما يعبدون من دون الله

        النص الشريف يبين ان النوع الثاني منالاعتزال هو استمرار لـ النوع الاول ذلك لان الاغلبية الساحقة لـ الذين (يدعون من دون الله) قد انقلبوا الى عبادة لما هو من دون الله فاستوجب الاعتزال عن ما يدعون من دون الله اولا لان ذلك الاعتزال هو الذي يقيمالاعتزال عن عبادة ما يدعون من دون الله لذلك وجب علينا ان نقيم مقومات الذكرى في نوعي الاعتزال

        ما يدعون من دون الله :

        يدعون .. لفظ من جذر (دع) وهو في البناء العربي الفطري البسيط (دع .. يدع .. يدعو .. دعاء .. دعوى .. دعي .. داعية .. و .. و .. ) .. لفظ (دع) في علم الحرف القرءاني يعني (نتاج فاعلية منقلبة المسار) فالداعية انما يدعو سامعيه وتابعيه الى (قلب مسار نتاج فاعلياتهم) فاذا كان داعية لـ الله فانه سيطلب من قومه ان يقلبوا مسار نتاج فاعلياتهم الى الله (سبيل الله) والداعية الى حزب معين يدعو مريديه الى قلب مسار (الفكر) وهو (نتاج فاعلية فكرية) الى مقومات حزبه والداعي لـ الثورة انما يدعو قومه لـ قلب مسار نتاج فاعلياتهم في السكينة وقبول الحاكم الجائر الى هيجان ضده و (انقلاب) عليه

        ما من نشاط بشري يستحدث وله ممارسة وادوات الا وله (دعاة) يدعون اليه عدا تلك الممارسات الفطرية والممارسات التي رسخت من اجيال السابقين مثل (صناعة الخبز التقليدي) او زراعة تقليدية اما حين تستحدث على صناعة الخبز ممارسات حديثة او على الزراعة ممارسات حديثة فان ذلك يستوجب (دعاة) يدعون اليها من خلال توفير مستلزماتها او من خلال التنظير المسبق لها في اكاديميات او مؤسسات بحث تدعو الى كذا وكذا لانها مستحدثة فلا دعوة في ممارسة قديمة الا نادرا بل الدعوة تحصل في المستحدث من الممارسات وادواتها الحضارية وقد افاض القرءان المجيد (المتجدد) فيض ذكرى في معيار المستحدث ووضع له (حد فاصل) بين المستحدث وغير المستحدث

        { اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلا سُنَّةَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَحْوِيلًا } (سورة فاطر 43)

        الاستكبار في الارض ... صفة يدركها حامل العقل فهي صفة قد تكون في شخص واحد او تكون في فئة من الناس او فئة تشمل الناس جميعا حين يحصل (الاستكبار) في الارض وهو (الرضا) ومثل ذلك قد نلمسه بوضوح بالغ في (وسيلة السفر) فلو لم (يستكبر الانسان) على وسيلة السفر الالهية في ركوب الدواب لما نجحت وسيلة السفر الحديث في السيارات والطائرات وغيرها فالاستكبار على انعم الله منح (الداعين) الى ركوب السيارات ان ينشروا وسيلة السفر المعاصرة ازاء (تهاوي سريع) لوسيلة السفر الالهية المنشأ والناس حين استبدلوا وسيلة السفر انما (مكروا مكر سيء) وليس مكر حسن لانهم استبدلوا (سنة الله) بما هي (سنة من دون الله) ويقولون هي افضل واحسن وهو (الكفر بانعم الله) .

        عبادة السيارات ووسلية السفر الحديثة اصبحت واضحة جلية على (معيار قرءاني) بالغ الدقة في (فهل ينظرون الا سنة الاولين ) والاية حملت صفة (الاستكبار في الرضا) وحملت صفة (المكر السيء) اما العبادة لوسيلة السفر الحديث فهي تدخل مفهوم العبادة من خلال التمسك بها وكأنها وسيلة (شطبت) وسيلة الله في السفر
        { لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ } (سورة الزخرف 13).

        وحين قرنوا وسيلتهم المعاصرة مع بدعة ابتدعتها الحضارة ذهب (سبحان الله) فيها فكان الكفر بوسيلة الله في قرن ءاخر في وسيلة من دون الله والناس يتهافتون عليها فهم في (متغير عبادي) واضح مبين

        سنة الاولين خارج وصف (المستحدث) من السنن فـ لم يكن فيهم (داعية يدعو لها) لانها موجودة في سنة الله التي لا تتبدل ولا تتحول الا ان المسلمين استبدلوا سنة الله بسنة المعاصرين وهي (وسيلة السفر) فاستبدلت بادواتها وتحولت بمقاصدها مثل (قصد السياحة) وهي ممارسة مستحدثة وما كان الاولون سائحين .. لـ وسيلة السفر الحديث دعاة يدعون اليها وهم (صانعي السيارات) وإعلاناتهم التي تدفع الزبون الى الاستكبار في الرضا من خلال السعر والمواصفات والالوان والاشكال والموديلات والسرعة الفائقة + تجار السيارات ومعارضهم التجارية والبيع بالتقسيط + شركات النقل التي تروج لمهنيتها وتدعو الناس للسفر عبر وسيلتها الحضارية خصوصا السياحة

        عندما يقوم الابراهيمي بـ (اعتزال ما يدعون) يكون مؤهلا لـ (اعتزال ما يعبدون) ولا يصح العكس تكوينيا بدستورية قرءانية مبينة فقد ذكرنا القرءان ان الاعتزال وما يدعون يسبقالاعتزال وما يعبدون والمثل المطروح في السيارات المساق اعلاه ليس حصريا بل سيق المثل لشهرته فالمثل ينطبق على (الممارسات المستحدثة) التي لا تتصل بـ (سنة الاولين) وهي في يومنا (ممارسات الحضارة بمجملها) والتي ينفلت منها عنصر الامان سواء كان انفلات ظاهر او خفي فإختلال الامان الظاهر في الحضارة يدركه الناس جميعا مثل خطر السيارات بما تسببه من حوادث سير وهنلك اخطار باطنة خفية مثل الادوية غير العضوية والمشروبات الغازية والخرسانة المسلحة والالبسة المصنوعة من الانسجة التركيبية ولعل الاخطار الخفية هي الاكثر سوءا في زمن التحضر الا ان الناس يعبدوها ويحيق بهم المكر السيء لانهم استكبروا في الرضا على سنن الخلق الامينة وقاموا بتأهيل المكر السيء في انفسهم

        ما يعبدون من دون الله :

        الناس تصوروا ان العبادة هي تلك الممارسات التي تعبد (الخالق) متصورين ان الخالق ذا مجسم فكري او مادي يتم السجود لشخصه والتواضع لشخصه وعبادته عبادة مشخصنة باسمه كما في مناسك المسلمين والشهادة ان لا إله الا الله وحده لا شريك له .. نسوا ان الله خلق البشر وخلق لهم مستلزمات حياتهم وهم القائلين ان (كل بدعة ضلالة وان كل ضلالة في النار) الا انهم (عبدوا البدعة) حين كانت في المشروبات الغازية مثلا وهي (بدعة حضارية) بامتياز فائق فاول ما وصلنا من نهضة المتحضرين لتغزوا مشاربنا هي (المشروبات الغازية) والمسلمون عبدوها فجعلوها محل لكرم الضيوف ودلالة على رفاه العيال ودلالهم وجعلوها من ادوات اي فرحة تحل فيهم عند نجاح الابن في المدرسة او احتفالية عرس او احتفالية مولود حتى وصلت الى ان تكون المشروبات الغازية هدية عند عيادة المريض او العائد من الحج ... تلك هي عبودية محض حين كان ويكون المشروب الغازي ذا وقار بالصيغة التي نراها بين الناس وحين نذهب الى سنة الاولين وهي (سنة الله) كما اكدها النص الشريف سنجد ان الاولين لم يخلطوا مع مشاربهم غاز ثاني اوكسيد الكربون او الغاز عموما فكان عبـّاد المشروبات الغازية قد استكبروا في (الرضا) على (سنن الله) والخضوع لدعوة شركات انتاج المشروبات الغازية ووكلاءها فكان الدعاة الى تلك المشروبات ليس في (معزل عن الناس) فاستجابوا لـ الداعين اليها وتحولوا بعدها الى عباد يعبدونها لذلك كانالاعتزال لما يدعون سابقا علىالاعتزاللما يعبدون ونكرر ان المثل المساق في المشروبات الغازية ليس حصريا في تطبيقاتالاعتزال الابراهيمي بل كان حضوره لانه ممارسة مشهورة

        ذلك هو مثل ابراهيم في القرءان عندما يقوم (هو) ابراهيم بـ (عزل نفسه) عن ما يدعون وما يعبدون لان من لا يتبع ذلك المنهج الابراهيمي (ملة ابراهيم) موصوف في القرءان بوصف قاسي جدا

        { وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ } (سورة البقرة 130)

        سفاهة النفس وصف قاسي لا يرضاه اي عاقل لنفسه الا ان (ملة ابراهيم) غائبة تماما عن الخطاب الديني لان المدرسة الاسلامية تعاملت مع ابراهيم وغيره من الشخوص في القرءان على انها (قصص) او (حكايات) يراد منها (العبرة) و (الموعظة) خارج مفهموم (الإلزام التكليفي) وذلك يناقض بلاغات قرءانية لا حصر لها لان القرءان دستور المسلمين الا انه دستور مهجور معطل

        الاعتزال لا يعني (الثورة) على الممارسات الحضارية بل يعني (العزل) فالخمر موجود الا ان التكليف بعدم شربه والمومس موجودة الا ان التكليف ان يعتزل عنها المؤمن بالله العابد له فالانسان حين يريد ان يرفع السفاهة عن عقله ليكون ذا عقل متين يقرر الاستقالة من النظم المستحدثة فلا يفكر بانهائها او السعي لتحطيمها لانها دوحة الضالين والله اضلهم ولو شاء ربنا لهداهم فالاعتزال لا يعني الثورة بل يعني الانسحاب من دائرة الضلال وقلنا ان الدستورية القرءانية تؤكد لـ أن تبدأ بالاعتزال عن ما يدعون من دون الله وهي بشكل مؤكد ويقيني من قرءان الله ليكون الاعتزال عن كل ما هو بدعة ابتدعت ويتم تعييرها بقوة لان (الدعاة اليها) غير مسؤولين عنا وهنا نص يبين ذلك واذا استطاع الابراهيمي تأمين سبيل حضاري او اداة حضارية فيكون من (المؤمنين) اما اذا قبلها وهي نكرة في امانها فانما فعل منكرا لا يعرفه العقل

        { وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } (سورة إِبراهيم 22)

        ومثل تلك الراشدة الفكرية موجودة عند كل حامل عقل فمن يصاب بالعوق من حادث سيارة فليس له الحق ان يطالب الشركة المصنعة بالتعويض ولا يطالب تاجر السيارات او الذي باع عليه السيارة وشركة النقل ايضا فهم لا يحملون وزر ما يحدث من حوادث فما هم بمصرخي القتيل او المصاب بحوادث السير ان دعوا الزبون فاستجاب لهم !!

        الاعتزال الفكري :

        وهو الحراك الفكري الذي يبدأ مع كل راغب في ملة ابراهيم وبمجرد قيام الرغبة والبديء بتثوير الفكر فان هنلك امران حميدان يكتنفان كيان الشخص الساعي لـ البرهمة ومستعد لعزل نفسه عن الفكر المروج له ففي الامر (الاول) يسمع الوطنيون وهو يدرك انهم يدعون من دون الله لان الوطن محبوب الوطنيين وهو ند لله

        { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ ءامَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ } (سورة البقرة 165)

        ومن ذلك الحراك الفكري الاولي حين يحل في عقل المتفكر فان (الحراك يتطور) تكوينيا بموجب نظم الهية متينة جدا تجعل من الابراهيمي متألق الفكر (ليس سفيه) وهي صفة حميدة تكتنف الداخل الى الملة الابراهيمية وفي (الامر الثاني) تتوسع دائرةالاعتزال عن نظرية الوطن حتى يصل الى (اليقين) فيها وفي امثالها ويقيم لنفسه وحسب خصوصيته نظم العزلة منها ولتلك العزلة ممارسات يتلقف منهجها الابراهيمي المبتديء حتى يصل الذروة تدريجيا

        { وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ } (سورة الأَنعام 75)

        لفظ (الموقنين) من جذر (قن) وهو في البناء اللفظي البسيط (قن .. قنن .. يقنن .. قانون .. تقن .. تقني ... و .. و ) وبما انه في فاعلية (عزل) فان (قوانين) العزل والاعتزال وتقنياته تظهر بين يدي الابراهيمي الذي رفع السفاهة عن نفسه بدخوله الملة الابراهيمية ويحوز الامر الحميد الثاني حين يكون حاملا لقوانين الله لانه يرى ملكوت السماوات والارض فيكون من الموقنين حسب ما ثبت في النص الشريف

        لفظ (ملة) تعني حاوية (مل) وهو لفظ يعني في علم الحرف القرءاني (ناقل مشغل) اي (حراك مشغل) او (نشاط مشغل) يكون في حاوية عقلانية وهو يحصل عند رفع السفاهة عن العقل حين يكون على (ملة) ابراهيم

        الذين دعوناهم الى الاعتزال تصورها (ازمة كبرى) في زمن انتشار الحضارة ونفاذها في كل ممارسات الناس الا ان تجاربنا فيالاعتزال اظهرت انه يبدأ بقرار عقلاني متواضع الفكر ومن ثم يتوسع ويتوسع حتى ينتقل الى ممارسة بسيطة ومن ثم تكبر وتكبر وتتطور بموجب استلهام لمكنونات تكوينية مودعة في نظم الخلق العقلانية والمادية وهي شاملة لـ (ملكوت السماوات والارض)

        العزلة الابراهيمية عزلة ولادة تلد شأنا كبير لو كان قومنا يعلمون

        { وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ } (سورة البقرة 124)

        ابراهيم يستبدل سنن ربه من (بل) الى (بل) الى (بل) حتى يصل الى حراك قابض في سنة الهية لا تستبدل لانه (هدف ابراهيمي) في الاعتزال وتوفير البديل فيكون اماما للناسين (الناس) فلا يخشى المتبرهم على ضياع مقامه بين الناس عند اعتزاله ممارساتهم لانه سوف يحصل على مقام اكثر رفعة في رابط جديد مع الناس بعد ان اعتزلهم وما يدعون وما يعبدون ..

        نظم الاعتزال غير موحدة الطيف لانها ترتبط بطور المتبرهم ووسطه المجتمعي ومهنته ومرابطه مع الناس ومدى اتصاله بنظم الحضارة الا ان الطيف الموحد لكل ابراهيمي يريد الاعتزال هو ان (يبدأ بالعقل) ففي العقل تختفي (السفاهة) بعد الابراهيمية وحين يكون حامل العقل (غير سفيه) فان ادارةالاعتزال تخضع لـ عقلانية المتبرهم (الراقية) فيتحول الى (متبوع) وليس (تابع) ويكون (ءامرا) ليس (مأمورا)

        لن تكون ملة ابراهيم الا لمستحقيها من الذين يسعون الى رضوان ربهم اما الذين لا يعيرون اهتماما لـ رضوان الله في كل صغيرة وكبيرة فان علاقتهم مع الله تتصدع ويخسرون خصوصية رحمة الله فيهم

        { يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ } (سورة ءال عمران 74)

        ومن يشعر انه لا يمتلك مثل تلك الخصوصية فان التوبة والاستغفار تعيده الى خصوصيات رحمة ربه لان الله واسع المغفرة تواب

        { قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (سورة الزمر 53)

        ما كان لتلك السطور ان تقوم الا بمشيئة الله في سنة رسالية حملها قرءان الله

        { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ } (سورة الذاريات 55)



        الحاج عبود الخالدي

        المصدر :
        عزلة إبراهيم في مذكرات قرءانية

        sigpic

        تعليق

        الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
        يعمل...
        X