الشهادة بين الحق والباطل
من اجل بيان الشهادة عندما تكون مدرك عقلاني خاص بالانسان
في دراسة اكاديمية امريكية اعلنت في الربع الاخير من القرن العشرين جرت بعد انتشار ظاهرة (الجريمة الكاملة) وهي الجرائم التي تسجل ضد فاعل مجهول في المجتمع الامريكي تم اتخاذ قرار حكومي فيدرالي بانتخاب 100 محقق قضائي محنك من عموم الولايات الامريكية واخضاعهم الى دورة تأهيلية مكثفة تحت اشراف اكاديمي متخصص بعلم السلوكية الاجرامية وكان مدير المعهد القضائي التخصصي هو عالم مرموق قد تبنى تدريس مادة الادراك العقلي كوسيلة من وسائل نجاح المحقق القضائي وقد وضع ذلك العالم حزمة من النظريات المقرونة بتجربة واسعة في التحقيق الاجرامي وهي من حيثيات منهج المعهد في توسيع الدائرة المعرفية لغرض تحسين الادراك العقلي في تعقب موصوفات المجرم من خلال حيثيات الجريمة للوصول الى الفاعل المجهول .
وصل المحققون الخاضعون للدراسة الاكاديمية المكثفة الى نهاية المنهج وكان يوم الامتحان النهائي الخاص بمحاضرات مدير المعهد في موضوع الادراك وبعد ان تم توزيع مضاريف الاسئلة الامتحانية وقبيل بدء اشارة فتح مضاريف الاسئلة حصلت فوضى في مدخل القاعة ودخل رجلان على فزع واضطراب ومن خلفهما الحرس الجامعي وهو يحاول القبض عليهما وجرت مناورة ومطاردة بين كراسي القاعة الامتحانية بشكل اربك كل من في القاعة وبعد هنيهة من الزمن اخرج احد الافراد من الحرس الجامعي سلاحه وبدأ يطلق الرصاص نحو الاعلى مما دفع الرجلان الهاربان الى الاستسلام وبعد القبض عليهما عاد الهدوء الى القاعة الامتحانية وطلب الاستاذ المحاضر فتح مضاريف الاسئلة والبديء بالاجابة على الاسئلة وحصلت المفاجأة اذ اتضح ان تلك الفوضى التي حصلت ما هي الا فبركة قام بها مدير المعهد حيث كانت الاسئلة الامتحانية البالغة 100 سؤال قد وضعت بخصوص تلك الحادثة المفتعلة والغرض منها امتحان كفاءة المحققين في دقة الملاحظة (المدركات العقلية)
تحليل الاجوبة التي اجاب عليها المحققون كانت مضطربة وغير طموحة ولم تصل نسبة الاجوبة الصحيحة لاكثر من 5% ويقول المنظر لتلك الطريقة انه يشك ان تكون حتى تلك النسبة صحيحة لانه لم يكن على يقين ان الـ 5% من الصحة في الاجوبة غير مشوبة بالعشوائية في الجواب وان بعضا من المشاركين بالامتحان كانوا يضعون اجوبتهم وهم غير متأكدين من الجواب (بلا يقين) ويشير ذلك المنظر في تقريره ان 2% من مجموع 100 شخص اجاب اجابة صحيحة فقط في اكثر الاحداث اثارة الا وهو اطلاق النار من قبل احد الحراس فلم يجب غير 2 من 100 اجابة صحيحة عن عدد الاطلاقات النارية كما لم يجب اكثر من 3% بشكل صحيح عن الوان ملابس الهاربين ...
ذلك الوصف لمثل ذلك التقرير الاكاديمي الحديث يضع العقل البشري امام مرءاة عاكسة تعكس له حقيقة العقل البشري المختلف بالادراك ولعل التقرير الاكاديمي انما يستفز عقل طالب الحقيقة الا انه لن يكون مصدرا اوحدا لرؤية الحقيقة بل يمكن لطالب الحقيقة ان يدرك بفطرته ان الناس لا يدركون أي حدث بصفة موحدة
الهدف من هذه الاثارة يتدحرج على هذه السطور في موضوعية (طلب الحقيقة) التاريخية فالحدث التاريخي خضع الى (مدركات عقلية بشرية) وتم نقله عبر اجيال متعاقبة فاصبح لزاما على طالب الحقيقة ان يعي موصوفات (المدارك العقلية البشرية) وانها لا تمتلك الصفة الموحدة في رصد الحدث وبالتالي يكون الحدث المنقول عبر التاريخ انما يمثل صفة غير مستقرة غير طموحة في وصف الحقيقة
تلك الصفة المستدرجة على سطور هذه الاثارة تدفع طالب الحقيقة الى التحفظ الشديد في ادخال الحدث التاريخي في مادة عقائدية لان الحدث التاريخي خضع الى مدركات عقلية غير موحدة مما جعله مشوب بالريب ...
الحدث التاريخي لا يصلح لقيام العقيدة لاسباب تكوينية تخص بنية العقل البشري عندما ينظر اليه نظرة جماعية فهو لا يمكن ان يكون دليلا قاطعا لليقين وبالتالي لا يصلح ان يكون مادة عقائدية
تلك الصفة (الاختلاف في المدرك العقلي) هي المغذي الحقيقي العميق للاختلاف المذهبي في الاسلام الواحد ولا سبيل الى التخلص من الريب الا من خلال الاتكاء حصرا على النص القرءاني لانه كل من عند ربنا وبلا ريب .
(وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرءانِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (الزمر:27)
عندما يكون في القرءان (من كل مثل) فلن تكون هنلك حاجة للحدث التاريخي بما فيها المنقولات الروائية عن السنة النبوية الشريفة فالقرءان مليء بالسنن الرسالية ومن تلك الامثلة القرءانية تقوم السنة النبوية بيقين مطلق لا ريب فيه
مثال :
(وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) (الفرقان:7)
المستنين بسنة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام في موضوعية (البلاغ الرسالي) وهم فقهاء الدين والدعاة الى الله لا يتعاملون مع تلك السنة النبوية فهم يحجرون على انفسهم في منازلهم او مدارسهم او قصورهم (لا يمشون في الاسواق) كما انهم يتخذون من ممارساتهم العقائدية علوية ذات نوعية اميرية خصوصا في زمننا او في زمن الخلفاء بعد العهد الراشد فهم ككثير من الفقهاء وجميع الخلفاء لا يأكلون الطعام بل يطعمهم الخدم في قصورهم ...!!
المستن بالسنن الرسالية ان مشى في الاسواق فهو يعني ان مجتمعه لا يعتدي عليه وذلك يعني ان المستن بالسنن الرسالية لا يصنع العداوات لشخصه ... وحين ياكل الطعام فهو يعني انه لا يمارس كبرياء الامارة فهو ليس بمصيطر وهو ليس بحفيظ ولا وكيل و جبار متكبر
لا يمكن ان تقوم السنة النبوية موصوفة بصفة اللاريب الا من خلال تعييرها بالنص القرءاني فان قبلت التعيير قرءانيا كانت بلا ريب وان لا تصلح للتعيير القرءاني فهي حمالة ريب ...
وصل المحققون الخاضعون للدراسة الاكاديمية المكثفة الى نهاية المنهج وكان يوم الامتحان النهائي الخاص بمحاضرات مدير المعهد في موضوع الادراك وبعد ان تم توزيع مضاريف الاسئلة الامتحانية وقبيل بدء اشارة فتح مضاريف الاسئلة حصلت فوضى في مدخل القاعة ودخل رجلان على فزع واضطراب ومن خلفهما الحرس الجامعي وهو يحاول القبض عليهما وجرت مناورة ومطاردة بين كراسي القاعة الامتحانية بشكل اربك كل من في القاعة وبعد هنيهة من الزمن اخرج احد الافراد من الحرس الجامعي سلاحه وبدأ يطلق الرصاص نحو الاعلى مما دفع الرجلان الهاربان الى الاستسلام وبعد القبض عليهما عاد الهدوء الى القاعة الامتحانية وطلب الاستاذ المحاضر فتح مضاريف الاسئلة والبديء بالاجابة على الاسئلة وحصلت المفاجأة اذ اتضح ان تلك الفوضى التي حصلت ما هي الا فبركة قام بها مدير المعهد حيث كانت الاسئلة الامتحانية البالغة 100 سؤال قد وضعت بخصوص تلك الحادثة المفتعلة والغرض منها امتحان كفاءة المحققين في دقة الملاحظة (المدركات العقلية)
تحليل الاجوبة التي اجاب عليها المحققون كانت مضطربة وغير طموحة ولم تصل نسبة الاجوبة الصحيحة لاكثر من 5% ويقول المنظر لتلك الطريقة انه يشك ان تكون حتى تلك النسبة صحيحة لانه لم يكن على يقين ان الـ 5% من الصحة في الاجوبة غير مشوبة بالعشوائية في الجواب وان بعضا من المشاركين بالامتحان كانوا يضعون اجوبتهم وهم غير متأكدين من الجواب (بلا يقين) ويشير ذلك المنظر في تقريره ان 2% من مجموع 100 شخص اجاب اجابة صحيحة فقط في اكثر الاحداث اثارة الا وهو اطلاق النار من قبل احد الحراس فلم يجب غير 2 من 100 اجابة صحيحة عن عدد الاطلاقات النارية كما لم يجب اكثر من 3% بشكل صحيح عن الوان ملابس الهاربين ...
ذلك الوصف لمثل ذلك التقرير الاكاديمي الحديث يضع العقل البشري امام مرءاة عاكسة تعكس له حقيقة العقل البشري المختلف بالادراك ولعل التقرير الاكاديمي انما يستفز عقل طالب الحقيقة الا انه لن يكون مصدرا اوحدا لرؤية الحقيقة بل يمكن لطالب الحقيقة ان يدرك بفطرته ان الناس لا يدركون أي حدث بصفة موحدة
الهدف من هذه الاثارة يتدحرج على هذه السطور في موضوعية (طلب الحقيقة) التاريخية فالحدث التاريخي خضع الى (مدركات عقلية بشرية) وتم نقله عبر اجيال متعاقبة فاصبح لزاما على طالب الحقيقة ان يعي موصوفات (المدارك العقلية البشرية) وانها لا تمتلك الصفة الموحدة في رصد الحدث وبالتالي يكون الحدث المنقول عبر التاريخ انما يمثل صفة غير مستقرة غير طموحة في وصف الحقيقة
تلك الصفة المستدرجة على سطور هذه الاثارة تدفع طالب الحقيقة الى التحفظ الشديد في ادخال الحدث التاريخي في مادة عقائدية لان الحدث التاريخي خضع الى مدركات عقلية غير موحدة مما جعله مشوب بالريب ...
الحدث التاريخي لا يصلح لقيام العقيدة لاسباب تكوينية تخص بنية العقل البشري عندما ينظر اليه نظرة جماعية فهو لا يمكن ان يكون دليلا قاطعا لليقين وبالتالي لا يصلح ان يكون مادة عقائدية
تلك الصفة (الاختلاف في المدرك العقلي) هي المغذي الحقيقي العميق للاختلاف المذهبي في الاسلام الواحد ولا سبيل الى التخلص من الريب الا من خلال الاتكاء حصرا على النص القرءاني لانه كل من عند ربنا وبلا ريب .
(وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرءانِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (الزمر:27)
عندما يكون في القرءان (من كل مثل) فلن تكون هنلك حاجة للحدث التاريخي بما فيها المنقولات الروائية عن السنة النبوية الشريفة فالقرءان مليء بالسنن الرسالية ومن تلك الامثلة القرءانية تقوم السنة النبوية بيقين مطلق لا ريب فيه
مثال :
(وَقَالُوا مَالِ هَذَا الرَّسُولِ يَأْكُلُ الطَّعَامَ وَيَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ لَوْلا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُ نَذِيراً) (الفرقان:7)
المستنين بسنة الرسول عليه افضل الصلاة والسلام في موضوعية (البلاغ الرسالي) وهم فقهاء الدين والدعاة الى الله لا يتعاملون مع تلك السنة النبوية فهم يحجرون على انفسهم في منازلهم او مدارسهم او قصورهم (لا يمشون في الاسواق) كما انهم يتخذون من ممارساتهم العقائدية علوية ذات نوعية اميرية خصوصا في زمننا او في زمن الخلفاء بعد العهد الراشد فهم ككثير من الفقهاء وجميع الخلفاء لا يأكلون الطعام بل يطعمهم الخدم في قصورهم ...!!
المستن بالسنن الرسالية ان مشى في الاسواق فهو يعني ان مجتمعه لا يعتدي عليه وذلك يعني ان المستن بالسنن الرسالية لا يصنع العداوات لشخصه ... وحين ياكل الطعام فهو يعني انه لا يمارس كبرياء الامارة فهو ليس بمصيطر وهو ليس بحفيظ ولا وكيل و جبار متكبر
لا يمكن ان تقوم السنة النبوية موصوفة بصفة اللاريب الا من خلال تعييرها بالنص القرءاني فان قبلت التعيير قرءانيا كانت بلا ريب وان لا تصلح للتعيير القرءاني فهي حمالة ريب ...
الحاج عبود الخالدي
تعليق